هو و هي. - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

هو و هي.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-11-05, 13:40   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
Mr.Dev
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي هو و هي.

ظلت زوجته تلح لجلب خط أنترنت للبيت فالوحدة تقتلها ... وهي ترى في الأنترنت المنفذ الوحيد للترفيه و التسلية عن نفسها وملئ وقت غيابه الطويل... تردد في البداية لتلبية طلبها و اشباع رغبتها, فهو لا يريد مصاريف جديدة, فتكفيه فواتير الماء و الكهرباء و..و..., لكنه تحت اصرارها و كثرة الحاحها رضخ للأمر و استسلمت بغير رضي..... في اليوم التالي وجد نفسه متوجها صوب اقرب موزع لخدمات أنترنت و تقدم بطلب لزويده بخط أنترنت جديد...لم تكن الاجراءات صعبة, و ليت كل المؤسسات كانت في سلاسة موظفي هذه المؤسسة....لم يمضي الا بضعت أيام و اذ به يتلقى اتصالا من مؤسسة الاتصالات أن الخط جاهز و يمكن المرور في أي وقت لأخذ جهاز المودم, لم يشأ أخبار زوجته بالموضوع. انه يريد أن يجعلها مفاجئة لها فعيد ميلادها يصادف هذا اليوم, لم يكن ليتذكره لولا أننن وضعه مسبقا في مفكرة هاتفه النقال, ويرجع كل الفضل له في أنبائه بالأمس بقرب الحدث السعيد... بالنسبة له انها فرصة مواتية لضرب عصفورين بحجر واحد...هدية جاهزة ...فكان جهاز الموديم أفضل هدية عيد ميلاد لزوجته حتى أنه نسي كم ستبلغ من العمر.
سعادتها بالجهاز كانت كبيرة و لا توصف فلقد انتظرته بفارغ الصبر, حتى أنه أنساها عيد ميلادها...حمد الله أنها لم تطلب كعادة كل سنة هدية عيد ميلاد...و أخبرها أن جهاز المودم هو هدية عيد ميلادها... قام بربط و توصيل جهاز المودم بجهاز الكمبيوتر و هي ترمقه و علامات السرور و الغبطة ظاهرة في عيونها و كأنها تنتظر مولودا او حدثا جلل... أصبح بيته الان مربوطا بعالم الشبكة العنكبوتية... أنت الان يا عزيزتي دخلتي عالم الأنترنت من بابه الضيق ضاحكا...ها,ها,ها....
شكرا زوجي العزيز, انت تعلم كم يطول غيابك عني, و أنا فقط أريد شيئا ليسليني وقت وحدتي و غيابك عني.
كانت طبيعة عمله تحتم عليه مرافقة جهاز الكمبيوتر أكثر من زوجته و ربما هذا ما جعلها تغار عليه منه, فلم تجد من وسيلة للثأر منه سوي أن تدخل عالم الأنترنت و توطد علاقتها بهذا الشيء الذي يستحوذ على عقل و وقت زوجها فتصبح تحب ما يحب, و أصبح بالنسبة لها ليس كما يشاع أقرب شيء لقلب الرجل بطنه بل كمبيوتره...أرادت أن تجعل الكمبيوتر عالمهما المشترك فوطدت علاقتها به بالولوج لعالم الأنترنت... بدأت زوجته بالولوج الى عالم الأنترنت وما أوسعه, معتقدة أنه سيقوي علاقتها بزوجها... مضت الأيام و الأسابيع... صارت متعلقة بذلك الجهاز أكثر من تعلقها به... انقلبت الآية و أصبح يغار عليها منه, و ندم ندماً شديداً على جلبه لخط الأنترنت...أصبح تضيعها لبعض حاجياته و متطلباته من الأشياء العادية بالنسبة لها, وأصبحت حياتهما يسودها الركود و الجمود, كما طفت على السطح عصبيتهما و عدم احتمال كلٌ منهما للأخر....
كان يوما شاقاً و متعبا, حمل فيه نفسه راجعاً للبيت و كغير عادته دخل البيت متسللا ماشياً على أطراف أنامله كي لا تلحظ قدومه...كان صوتها القادم من الدوش و هي تغني مستمتعة بدوش منعش يجلجل في ارجاء البيت....لم يدري لما فعل ذلك لكنه استغل استمتاعها بصوتها الجميل و هي تغني و ذهب مباشرة لجهاز الكمبيوتر, كتن يعلم أنه من غير اللائق التجسس و التطفل على الجهاز دون علمها و اذنها... كان تواقاً لمعرفة ما كانت تفعله مع هذا الجهاز الغبي الذي أصبحت بين ليلة و ضحاها مغرمة به أكثر منه....يا الهي...هل أصبحت أغار على زوجتي من جهاز كمبيوتر...ما أغباني...تفحص الجهاز بنظرات خبير فلم يجد ما يثير الشكوك أو الريبة, فلم تكن المسكينة تتصفح سوي بعض المنتديات الخاصة بالطبخ, الموضة, و غيرها مما تهتم له النساء....فأطمأن قلبه لذلك.....
ظلت حياتهما في جفاء ...كل يوم كان يمر...يزداد معه الوضع سوء فوق سوء....لكنه كان متأكد من شيء واحد هو حبه لها, كما لم يراوده الشك يوما في حبها له.....ربما طبيعة عمله و كثرت بعده عنها ساهم في بناء جدار بينهما...هو نفسه ساعدت في بناءه بغير قصد....كان دائم الغياب عنها مرة بحجة العمل و مرات كثر بغير حجة...كانت الفجوة بينهما في اتساع ... و كل في عالمه الخاص الذي رسمه لنفسه بعيدا عن الاخر.... معظم عمله كان في المكتب و قليلا ما يخرج و يغادر جدرانه الأربعة...هنا في هذا المكتب الصغير و مع جهاز اللاب توب هذا يقضي جل يومه, ساعات و ساعات ....ذكريات حلوة و مرة قضاها ها هنا في هذا المكان الصغير ومع هذا المخلوق المسمى لاب توب...انهما يعبران عن جل حياته وله معهما ذكريات كثيرة...رغم حاجته الماسة لجهاز الكمبيوتر في عمل تصاميم الأبنية و المخططات الا انه ينظر له الان بنظرة المتهم, فشيء يشبهه في منزله استطاع ان يشغل زوجته عنه, و ربما أصبح أكثر قربا له منه....أصبحت وتيرة تحمسه للعمل تقل يوما بعد يوم, و معها أصبح يبحث عن شيء يخرجه من هذه الحالة.... أصبح ولوجه لغرف الدردشة قصد التسلية و الترفيه عن النفس عادة يومية....هو يعلم انه عالم جل ما فيه خيال زائف...هدفه تضييع الوقت و البحث عن منفذ للمعاناة الاجتماعية و الاسرية للكثير منهم, وربما مساحة للكلام من دون رقيب و لا حسيب....كل من يأتي لمثل هذه المواقع فلإحساسه بوجود وقت فراغ فلا بأس ملؤه و لو بتفاهات لا تفيد و ربما تضر, بالنسبة له لطالما قدس الوقت و ها هو الان يقضي الكثير منه في دردشة يعلم هو انه لا طائل منها.... ربما كان الجفاء الذي بينه و بين زوجته كان سببا واهيا له للولوج و البحث عن انثي و التي يعلم انها قد تكون غير ذلك... كان يتحدث لهن حول أشياء كثير عامة....و كأنه وجد أخيرا ملجئ ليفضي له بهمومه و يغير الجو الذي كلن يعيشه...لم يصدق يوماً مع واحدة منهن ليقينه بأنهن يتعاملن معه بنفس الأسلوب, فالحال هنا شبيه بحالة البائع الذي يبيع شيئا دائما ما يمدح ذاكراً محاسن بضاعته و لن يسمعك و لو مرة واحدة عن مساوئها...كان جل كلامه من رسم خياله.....لكنه كان تواق لملاقاة شخص يثق فيه و يشاركه بحقيقته....ظلت الأيام تمر بنفس الحالة حتى أصبح لا يفرق بين يوم و أخر لكثرة تشابهها لديه, ولم يتميز بينها سوي ايام العطلة الرسمية, التي كان يقضيها مع زوجته بجفاء كبير.... حل اليوم الأول من الأسبوع , و بدأ معه يوم عمل جديد بعد عطلة رسمية دامت لأيام.... لم يكن يكترث كثيراً للعمل, هو نفسه لا يدري ما الذي أصابه....بعد أن ان كان مثالاً للموظف الدؤوب النشيط.... اصبح اليوم صنما لا يفعل شيئا سوي الدخول لغرف الدردشة و تمضيت الوقت هناك....اليوم مختلف نوعاً ما, فهو لم يدخل من أيام عديدة.... دخل باسمه المستعار, و كعادته بدأ يتفحص قائمة المتواجدين في غرفة الدردشة, كان تجذبه الأسماء الغريبة الممزوجة بأنوثة...رمق اسماً اعجبه .... الوردة البيضاء...اسم جميل....بادر بإرسال تحية لها و دعوتها للحديث معه...كانت متحفظة في البداية لكن تحت الحاحه و اصراره رضخة لطبه...و بدأ قصة جديد في هذا العالم المبهم... كان كلامها رزيناً يحمل بين طياته الكثير من الحنان و الطيبة...حينما تكتب له يحس كلماتها كأنها عسل يتقاطر من جرة وضعت على شجرة خضراء غناء.....تغمدته و أصبحت تألفه كما يألفها...صار يدخل خصيصا ليكلمها و تدخل خصيصا لتشكوا له همها و ضعفها....أحس بصدقها معه, و اطمأنت أنها اخيرا وجدت ضالتها, وجدت شخصا تكلمه دون خوف أو وجل....لم يعد باستطاعته التوقف عن الكلام معها.... انها أول شخص في عالم الشبكة العنكبوتية يصارحه بحقيقته و يكشف عن شخصه .....أدلى لها بالكثير عنه مع ابقاء أجزاء أخري ربما بالنسبة له ليس مهم ان تعرفها أو ان الوقت لم يحن بعد........ظلت علاقته بالوردة البيضاء مستمرة لعدة أسابيع....كان التقارب و التوافق هو السمة الغالبة عليها..... جعلته شبه مدمن على غرفة الدردشة, كان كلامها يجذبه اليها... كالنحلة يجذبها عبق زهرة فواحة من مسافة بعيدة...ربما كانت تبادره نفس الشعور و الاحساس, و لكن وضع امرأة قد يختلف, فالمرأة دائما ما تحب أن تكون أخر من يرمي بشباكه حتى تتأكد من قيمة الصيد الثمين........ أصبح تأخره عن البيت ملفت للانتباه, فلقد زادة ساعات غيابه و تأخره.... فوق وقت دوامه اضاف ساعة أو أكثر للتحدث للوردة البيضاء...لم يخطر بباله يوماً أن يكلمها أثناء تواجده بالبيت ربما خوفاً من زوجته أو احساساً بجرم ما يفعل....لكن الغريب أن زوجته لم يزعجها هذا و لم تشكه يوماً....بالعكس هي لم تسأله يوما عن سبب تأخره...و الأكثر من ذلك أنها أصبحت أكثر بهجة و سرورا من قبل... ربما فقدة الأمل في تغيير نمط الحياة الذي أصبح مزريا بينهما....
ظلت علاقته بزوجته متوقفة عند حدود الواجبات الزوجية المحدودة بينما زادت علاقته بالوردة البيضاء من مجرد ود و اعجاب لأكثر من ذلك, و مع مرور الأيام أصبح تعلقه بها يزداد يوما على يوم, لقد أصبحت تشغل حيز تفكيره كله. الى أن فاجأته يوما أنها تريد أن تراه بالكاميرا, طلبها عليه كالصاعقة فلم يكن يتخيل و لا يتوقع طلباً مثل هذا....تحجج لها بعدة أسباب معظمها كانت واهية.... أحس من نبرة كلامها أنها فهمت مقصوده ....هو كاذب و مراوغ ...و... لم يكن ليلومها في كل ما راودها من شكوك, لكنه كان صادقاً معها في كل كلمة قالها لها...كان موقف صعب و ورطة كبيرة فعلاقتهما كانت على المحك...انه اول اختبار حقيقي لهذه العلاقة الفتية....لكنه و من غير تفكير قال لها لا مشكلة لدى في ذلك و لكن شرط أن أراكي أنا أيضا, كنت أتوقع رفضها لطلبي الأحمق ولكنه كان حجة للهروب من طلبها....... تداخلت مواضيع كلامهما لاحقاً و أنستهما موضوع الكاميرا نهائياً.
انتظر اليوم كثيرا لكنها لم تدخل...أمر غريب...لم أعهد هذا منها.... ربما حدث مكروه ما, فليس من عادتها أن تتأخر في الدخول فهي دائما مواظبة على وقت دخولها... بينما هو يحدث نفسه اذ بهاتفه يرن, انها زوجته.... خيرا انشاء الله....ماذا تريد !!!! ...لم يكن من عادتها الاتصال به, فهي مرات قليلة التي اتصلت بهاتفه المحمول.....أخبرته أن الأنترنت في البيت لا تعمل....فأخبرها انه سيذهب وقت الغداء للاستطلاع الامر, من المؤكد انها الفاتورة فهو نسي أن يسددها فقاموا بقطع الخط....ظل باله مشغولا على الوردة البيضاء حتى و هو يستمع لكلام زوجته و كأن مسا أصابه فلم يعد يري من النساء سوي الوردة البيضاء.... بعد الغداء قام بتسديد الفاتورة و أخبر زوجته....من المؤكد أن شريان الحياة رجع اليها من جديد, فالأنترنت أصبحت لها كالمخدر للمدمن لا تستطيع أن تعيش من دونه..... رجع لمكتبه و دخل غرفة الدردشة عسى ان يجد وردته البيضاء .....اذا به يجد ضالته ....كان جد مشتاق لها و راودته شكوك على صحتها و حالها فهي أول مرة تغيب طلتها....كانت أكثر اشتياق منه لها, لكن لعادة كل النساء لا تبوح سوي بجزء يسير مما يدور داخل صدورها........أخبرته بتأسفها وبررت غيابها لانشغالها مع أمها فلم يكن في الاستطاعة الدخول مثل كل مرة......أخبرها أنه كان سيجن لعدم رايته لها في غرفة الدردشة..... اخذهما الكلام و الحديث و تكلما في كل شيء حتى لم يدعا موضوع الا و تحدثا فيه.....تأخر الوقت كثيراً و يجب عليه العودة للبيت فهناك زوجة مسكينة تنتظرنه.... أخيراً تذكر أنه متزوج....ربما حتى زوجته المسكينة فقدت الأمل في تغييره فأصبحت لا تعير انتباها لتأخره أو غيابه و كأنه شيء لا يعنيها....أخبر الوردة البيضاء بأنه لا يستطيع الصبر أكثر من ذلك يجب أن يراها, لا بد من المقابلة....كان قرارا صعبا لكنه مهم لتحديد كل شيء بينهما, في البداية رفضت و تحججت بالكثير من العلل و الأسباب, لكنه في النهاية استطاع اقناعها بالالتقاء مكان خاص....في مطعم ذو غرف خاصة لا يري أحد الاخر....هي مخصصة للعائلات التي تحب أن تأخذ حريتها و تستمتع بوقتها دون ازعاج من أحد.....أعطاها عنوان المكان و أخبرها أنه سيحجز مكانا باسمها الوردة البيضاء فلتذهب هناك غدا و تنتظره هناك.
كان ليوم الغد وقع خاص بالنسبة له, فغداً سيقابل الوردة البيضاء, الوردة التي طالما كان ينتظر مقابلتها, لكن الكلام في الأنترنت شيء و المقابلة وجها لوجه شيء اخر....كل الأقنعة سوف تتبدد و كل الحقائق سوف تظهر فلا يصبح هناك مجال للكذب أو المراوغة....تراه هل سيخبرها بأنه متزوج....و كيف يكون موقفها حين تعلم ذلك... ما ذنب زوجته المسكينة...أو عله يتفادي اخبارها بالموضوع في أول لقاء بينهما.... الكثير من الافكار و الأسئلة كانت تدور في مخيلته لكننه في الأخير استسلم للأمر الواقع, وهو مقابلتها و حسب..... أشرق صباح اليوم الموعود و تناول فطوره مع زوجته لكن نظراتها له كانت تنم عن شيء ما يدور في داخلها.... لقد لبس أحسن الثياب عنده, لمن تعهده بهذه الاناقة و الشياكة مذ وقت طويل....... هل تراها أحست بشيء ما؟.
بادرته بسؤالها: لما أنت بكل هذه الوسامة اليوم؟ هل لديك موعد غرامي ؟
بدا متلعثما في كلامه, لكنه تدارك الموقف, و قال انه أفضل موعد و يوم في حياتي يا زوجتي العزيزة.....انه زبون جديد ...ان تم كل شيء كما هو مخطط له فحياتي برمتها ستتغير...صدقة المسكينة كلامه و أخذت تعدل هندامه, و تضبط له ربطة العنق.... حسنا يا زوجي العزيز موفق انشاء الله.....اذا ستتأخر اليوم كعادتك؟.....أجل انها ظروف عملي, و اليوم هو ضرف خاص كما تعلمي.... أول مرة تسأله ان كان سيتأخر, فهو لم يتعود عليها مثل هذه الأسئلة........
عزيزي ما دمت ستتأخر, فأظن أنني سأقوم بزيارة أمي اليوم اذا لم يكن لديك مانع؟
لا يا عزيزتي و لما أمانع, لا مشكلة في ذلك.
وصل لمكتبه الصغير... اليوم ليس كباقي الأيام....تغيرت تقاسيم و جهه العبوس الى نظرت...كانت عيناه البنيتان ترمق الساعة الموجودة على الحائط و ترقبها ...اصبحت دقات الثواني و الدقائق بالنسبة له سنفونية تعزف لتلقي الستار عن لقاء لطالما حلم بتحقيقه.....تزامنت دقات الساعة و دقات قلبه معلنة عن تحالف غريب.....كل دقيقة و لحظة كانت تمر تقربه من لقاء الوردة البيضاء.....تقدمت الساعات و لم يبقي من الوقت الا القليل....بدأ يحس ببطء دقات الساعة وكأن الزمن أصبح يرجع للوراء, لم يكن يكترث لشيء حوله سوي الساعة المعلقة في جدار المكتب لأول مرة ينتبه لوجودها و أهميتها.... مرات قلائل هي التي اهتم و قدس فيها الوقت بهذا الشكل....أحس بقيمة الدقائق و الثواني.... ها قد حان الوقت و يجب عليه الانصراف.....توجه الى الحمام و قام بوضع اللمسات الاخير على شكله, ضبط شعره و رتب هندامه ثم أتخذ المطعم وجهتاً له .....كان وصوله بعد الساعة الثانية عشرة فالمكتب بعيد نوعا ما عن المطعم... اكتظ المكان بالناس....أصبحت دقات قلبه تزداد و تزداد حتى خيل له أن قلبه سيتوقف في اي لحظة, قابله موظف المطعم بابتسامة عريضة تفضل سيدي...فرد عليه حجز باسم الوردة البيضاء...نعم سيدي تفضل معي من هنا...عفوا هل وصلت, أجل سيدي, ازدادت دقات القلب و لم يعد يحس بشيء من حوله تقدم بخطي متثاقلة...هنا سيدي....شكرا...تقدم نحو باب الغرفة الصغير و لم يقوي على رفع يده ليفتحه......لا يدري ما الذي أصابه كل شيء في جسمه يرتعش و تجمد مكانه...استجمع قواه و فتح الباب واذ بالوردة البيضاء جالسة و ظهرها للباب, كانت ترتدي فستان و وشاح أبيض لم يستطع التقدم أكثر, ربما أصاب الشلل قدماه....التفتت الوردة البيضاء و اذ بها زوجتــــــــــــــــه.
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــع......الى اللقاء في الجزء القادم انشاء الله...Mr.Dev









 


رد مع اقتباس
قديم 2015-02-14, 15:54   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
owl city
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية owl city
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ياااااااااااااااااااا لللللللروووووووووووووووعة...............شكرا
من فضلك الجزء الثاني










رد مع اقتباس
قديم 2015-02-20, 01:51   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ghecham mohamed
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ghecham mohamed
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يا عزيزي قلبي توقف بدلا منه
أين الجزء الثاني من فضلك
هههههههههههه









رد مع اقتباس
قديم 2015-11-25, 15:27   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
Mr.Dev
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

الجزء الثاني

تسمرت مكاني و لم أعد أحس بأي من أجزاء جسدي, لا أعلم اذا ما كنت لا أزال على قيد الحياة أم أنني قد فارقتها, لم أستطع التقدم و لو لسنتيمتر واحد, جحظت عيناي, و فتح فمي من هول الموقف........ إنها زوجتي!!!!....لم أستوعب الموقف لدقائق...... لم يكن حالها أحسن من حالي, سقطت على الكرسي شبه مغمي عليها..........لا أدري كيف تمالكت نفسي و حملتها إلى خارج المطعم و وضعتها في السيارة, كل شيء مر بسرعة, أدرت محرك السيارة و انطلقنا صوب بيت أهمها..... لم أكن استوعبت الموقف بعد و هي هامدة أمامي لا لم تتبقي لها من الحواس الخمس الا حاسة التنفس...... أنا لا أصدق هذا.......زوجتي البريئة تواعد شخصاً غيري.....يا الهي....لكن هذا الشخص الاخر ما هو الا أنا.........ها,ها,ها.......... كان من الممكن أن يكون شخص غيري, إنها الصدفة فقط بأن كنت أنا.....الخائنة….. ربما تواعد غيري....ربما لست الوحيد.....كيف استطاعة أن تفعل هذا بي......كيف لم أحس بشيء...... لكنني واعدة امرأة غيرها ...... من غير خجل أو استحياء....لكن لحظة أنت رجل و هي امرأة هناك فرق...كانت هذه المتضادات و المتناقضات تزن في رأسي...... كلانا خان الاخر مع الفارق ان خيانة الرجل قد تغتفر لكن خيانة المرأة فلا تمحى مهما كان, ظلت الحوارات العقيمة تدور في رأسي إلي أن وصلنا لبيت أمها حيث كانت بدأت تفيق و تسترجع أنفاسها......حمدت الله في داخلي على سلامتها...... لم تتلفظ بكلمة واحدة و كذلك أنا فالموقف لم يكن يحتمل أي كلام, أوقفت السيارة فنزلت و نظرات الحزن و الأسى بادية على وجهها.......
بقيت بمحاذاة البيت لعدة دقائق لا اعلم ما أفعل, و لا أستوعب الذي حدث اصلا..... ضاق صدري فلم أستطيع التنفس, بدأت بالشهيق و الزفير عسا أن تتحسن حالتي..... الجو حارا جدا لكنني فقدت الإحساس بأي شيء..... أدرت المحرك من غير وجهة اعلمها, لبضع ثواني لم يكن باستطاعتي تحديد وجهة معينة, تناولت الهاتف من جيبي و اتصلت بزميلي أخبرته بعدم قدومي مساءاً لطارئ حل بي فجأة........لم أجد من مكان أهدئ و لا اريح لحالتي من البحر, فلطالما توجهت اليه شاكيا ما كان بي من هم و غيظ, و اليوم هو يومه, توجهت اليه عله يستطيع ان يخرجني من ما انا فيه ,او ربما يسمعوا شكواي..................
أمضيت الأمسية كلها الى جانبه شاكيا باكيا, كانت أطول أمسية في حياتي.......راجعت فيها حساباتي و تصرفاتي, و وجدت نفسي مخطئا مع زوجتي في بعض الجوانب..... ما ذنب هذه المسكينة لأفعل هذا بها.....هي لا تزال صغيرة و تحتاج لحنان أكثر من حنان الأم على رضيعها...... أصبحت كل شيء لها منذ زواجنا.... حتى مكانة أمها التي لم يجرأ أي مخلوق على الاقتراب منها تجرأت و نافستها عليها حتى صرت أقرب لها من أمها.............
يا ألهي ما الذي فعلته, كيف طاوعني قلبي على فعل هذا بها !!!!!
آه....يا لا غبائي....و أنا الذي كنت أجري وراء أوهام لا وجود لها اصلا....
وهل أترك ما بين يدي و ما رأت عيناي و أركض خلف المجهول لأجل نزوة عابرة؟
هل ستسامحني يا تري ؟
..... و لكن لحظة, و هل سامحتها أنا أصلا؟
هي أخطئت أيضا..... ما كان عليها أن تفعل ما فعلت......
كانت علامات الانزعاج و الحزن الصفة الغالبة على زوجتي لكنها لم تصارح أمها بما حدث, ظلت فقط تداوي ما اقترفته من خطأ بالبكاء عله يخفف عنها ما كانت فيه.........بقيت حالتنا كما هي لمدة ثلاثة أيام أو أكثر لم نتحدث فيها, و لم يجرأ أحد منا على الاقتراب من منطقة الاخر, ربما كان من الأفضل أن لا نتحدث..... الوضع كان يزداد تعقيدا أكثر فأكثر و أنا لم أتعود العيش وحيدا, رغم إهمالها لبعض من واجباتها لكنني أحسست بأهميتها في البيت, فبدونها أصبح البيت يشبه بيت أشباح...........
اليوم هو العاشر منذ تلك الحادثة التعيسة لقد قررت أن أذهب و أراها فالموقف لم يعد يحتمل أكثر من هذا, توجهت الى بيت أهلها و نبضات قلبي تزداد أكثر فأكثر كلما دنوت من باب منزلهم.......كأنها أول مرة سأقابلها في حياتي, نفس الإحساس الذي أحسسته يوم ذهابي لخطبتها يتكرر معي مع الفارق الوحيد ان يومها كنا صفحتين بيضاويتين لم تلوثهما الدنيا باختباراتها و مشاكلها.
وصلت البيت, استقبلتني أمها بكل حفاوة, محمدتاً لسلامة عودتي.
متى رجعت من السفر؟.
السفر!!!
الم تكن مسافر؟.
اه......أجل..... لقد عدت يوم أمس...فهمت من كلامها أن زوجتي أخبرتها أنني كنت مسافرا.
طلبت منها أن تخبر زوجتي أنني وصلت, لم تمضي إلا دقائق معدودات حتى أتت, لم يكن وجهها ذلك الوجه المضيء الذي اعتدت رأيته, عانقتها و فحركة رائحة عطرها مشاعر شوقي لها, لكن في نفس الوقت أحسست بكومة من الثلج تحول بيني و بينها, لم أكن لألومها....... أحست الأم بأننا نريد أن نكون لوحدنا فانصرفت بحجة إعداد القهوة.
كيف حالك؟.
بخير, و كيف حالك أنت؟.
قلت مازحا أو ربما محاولا إذابة الحاجز الثلجي الذي كان بيننا, لم يمر على عودتي من السفر إلا وقت قصير, كانت رحلة متعبة جدا......
آه, أجل....أنت دائما ما تعاني من مثل هذه الرحلات و السفريات, خاصة عندما تشاهد و تقابل الجميلات هناك!!
و لكنك تعلمين كم أكن لك من الحب و لن يكون قلبي ملك لأحد غيرك.
آه, من أي كتاب سرقة كلمات الحب هذه؟
إنها ليس من اي كتاب بل من قلبي.
أسمعي أنا أعلم بأنني أخطئت و ربما ظلمتك معي باهتمامي بعملي أكثر منك لكن الشيء الوحيد الذي أريدك أن تعريفيه أنني أحبك جدا و لا استطيع العيش مع أحد سواك.
مجرد كلام لا أكثر و لا أقل...........
لكنك تعرفين مدي حبي لك, و أعلم مدي حبك لي, و إن كنت قد أخطأت فأنت كذلك أخطئت و لا أريد أن أدخل في تفاصيل القصة, فكري في الموضوع من كل الجوانب و أنا متأكد من أنك ستصلين للحل المناسب.......
انصرفت و أنا لا أعلم إن كانت ستقبل باعتذاري و تأسفي أم أنها ستكون النهاية لحياتنا.........
مر اليومين التاليين كسنتين كنت أنتظر أن تتصل أكثر من انتظار العشيق لعشيقته, لكنني في النهاية فقدت الأمل في اتصالها. لم أكن أنوي الاتصال لعلمي أنها لن ترد على اتصالي, لكنني قررت أن ابعث لها برسالة نصية أذكرها بأيامنا الحلوة التي قضيناها معا, كل هذا و أنا أضع اللوم كله على نفسي و كأنها لم تخطئ في حقي أبدا...... اعتبرت نفسي السبب في كل ما جري, و صراحة لم أكن لأعيش من دونها, فهي بالنسبة لي كالماء للسمكة...... ربما كان للرسالة النصية أثرها أو ربما بدأ أمها في الشك بعد عدم قدومها معي بعد عودتي من السفر وهي التي لم تكن لها الجرأة بأن تخبرها بما جري بيننا..... فقررت الرجوع معي و ردت برسالة تخبرني فيها برغبتها في العودة للبيت غدا.... لم أصدق ما رأته عيناي لكنني تأكدت من أنها تريد العودة, كان اسعد خبر سمعته منذ أيام بدل يومي من تعاسة إلى سرور......
كان يوم غد بالنسبة لي كموعد غرامي, لم أدري ما أفعل و أي وقت أفضل للذهاب, لكن في النهاية استقر بي الحال على الذهاب بعد نهاية دوامي.....قمت بإرسال رسالة نصية أخبرها بذلك, و فعلا كنت هناك في الوقت المحدد, أصرت أمها أن نتناول العشاء معهم لكنني رفضت و تأسفت, ركبنا السيارة و كانت ملامح وجهها تغيرت, تبدو أكثر نضارة عن أخر مرة زرتها فيها, لم تقل أي شيء غير كلمات الترحيب التي سمعتها لدي وصولي, علمت أن الوضع لا يزال مكهربا.......
قلت لها سنذهب لتناول العشاء ثم نتوجه للبيت.
حسنا, كما تريد.
أخذتها إلى المطعم الذي تناولنا فيه العشاء أول مرة أيام الخطوبة عله يساعد في استجاع الذكريات الجميلة و يدمي الجرح الغائرة..
قالت: الا تزال تذكره؟.
قلت: و كيف لي أن أنسي أول عشاء لي معك, هل نسيت أنت؟.
لا, لم أنسي.....
أنا أذكر حتى الطعام الذي طبليته, كنت مستحية و خجلانة, حتى انك لم تكملي طعامك يومها, لأنك سكبت العصير على ملابسك, و كان منظرك مضحكا جدا.....حتي تحولت خدودك كحبة طماطم ناظرة من كثرة خجلك........
ها, ها, ها.......
لم أحس إلا بلكمة ناعمة على كتفي و ابتسامة رقيقة أنستني الدنيا و ما فيها.....
و لكنك كنت السبب في سكب العصير عندما كنت تحاول لمس يدي و اضطررت لجلبها بسرعة فضربت الكأس من دون قصد و لا نية......و حصل ما حصل.....تأكدت لحظتها أننا في الطريق الصواب ليرجع كل شيء لما كان عليه بعد تلك الحادثة التعيسة..............
مرت الأيام و عادة الأمور لحالها, و نسينا ما جري بيننا....... حاولت قدر المستطاع أن أغير من تصرفاتي اتجاهها, و أمضي وقتاً أكثر لجانبها....لم أعد أكترث للخروج مع أصدقائي و لا إلي البقاء في المكتب بعد وقت الدوام الرسمي, كنت فعلا أريدها أن تتأكد من أنني ملكها و لها وحدها و لن أفكر في غيرها............
مع مرور الوقت أصبحت أيامنا جميلة ملئها السعادة و الهناء, حتى الانترنت التي سببت لنا مشكلتنا الأول لم تعد تكترث لأمرها, الخط مقطوع منذ ثلاثة أشهر لكنها لم تكلمني أو تطلب مني إرجاعه.............
لم يكن سبب عدم اكتراثها بالأنترنت ما حدث بسببها فقط بل أيضاً لأن صديقتها أو كما يحلوا لها أن تصنفها في مقام أختها صارت تزورها أكثر من أمها......كانت تسكن على مقربة منا فأصبحت زائرة يومية تقريباً, لكن الغريب في الأمر أنها كانت تختار أوقات غياب في العمل للقيام بزياراتها الم****ة و التي كانت تستمر مرات لساعات..... لم تزعجني زيارات صديقتها بل ما كانت تنقله لها من أخبار عن الناس و حشر انفها في ما لا يعنيها من خصوصياتهم.... كل يوم تأتيها بأخبار لا أحد يعلم صدقها من كذبها, لكن احساسي في كل مرة تسرد فيها ما قالته صديقتها يراودني احساس بكذب صديقتها و اصطناعها للكثير من القصص و الحكايات, فما كان مني الا أن حذرتها منها و طلبت منها ان تتنبه لما تسمعه منها فليس كل ما تقول حقيقة واجب تصديقها........
لم تكتفي صديقتها بنقل أخبار العالم لها, بل أصبحت تنقل لها أخباري و ما تسمعه من مصادرها, فمرت تخبرها بأنني اشتريت سيارة جديدة, و أخري بأنني أنوي شراء بيت جديد, و...,و....... لا علم لي بمصادر أخبارها لكن بعضاً منها كان صائبا.
كان يوم مشمس و جميل بعد أن تناولنا فطور الصباح غادرت المنزل متوجها للعمل, فاليوم لدي عمل كثير يجب أن أنهيه, انهمكت في العمل و لم أحس بالوقت أنها الحادية عشرة, لا مشكل مازالت ساعة كاملة على موعد الغداء, رجعت لشاشة الكمبيوتر و يدي على فأرة الكمبيوتر تحاول أن تكم ما كانت تفعله قبل قليل, و فجأة التفت ليميني لألحظ زوجتي قادمة اتجاهي......
كنت مسرورا بقدومها لكنني أحسست أن شيء ما حدث......خيرا انشاء الله......
كانت العصبية ظاهرة في وجهها, و علامات الشرر تنبعث من عينيها........
انشاء الله خير, هي أول مرة منذ زواجنا تقوم بزيارتي في المكتب.................
لما هي هنا يا تري؟؟؟؟؟؟...............................










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-25, 15:28   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
Mr.Dev
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

الرجاء التواصل و ابداء ارائكم فهي مهمة لي......و تقبلوا مني فائق الاحترام و التقدير










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-25, 15:30   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
Mr.Dev
عضو جديد
 
إحصائية العضو










New1 هو و هي الجزء الثالث

الجزء الثالث

كانت علامات العصبية و القلق بادية في وجه زوجتي, فهي كلما وصلت لمثل هذه الحالة يظهر ذلك جليا في قسمات وجهها.
اهلا و سهلا زوجتي العزيزة , ما هذه المفاجئة الجميلة!!!!.
اهلا......
لم أكن أتوقع أن تفعليها و تقومي بزيارتي في مكان عملي..انها حقا مفاجئة سارةٌ.....
تفضلي, المكتب نور بوجودك.. بل الشركة كلها..
لقد قلت في نفسي لما لا ألبي طلباتك المتكررة لي لزياتك في مكان عملك...ها قد أتيت لأتعرف على محيط عملك...المكان الذي تمضي فيه جل وقتك....و على زملائك و زميلاتك في العمل.............
أهلا و سهلا عزيزتي, لطالما ألحيت عليك بالقدوم لكنك لم تلبي طلبي......سعيد بقدومك عزيزتي.....
أخذت تلف و تدور برأسها لمن يستطلع المكان....أكيد انت تستمتع بوقتك مع هؤلاء الناس و تجد راحتك معهم...
أكيد عزيزتي, فكما تعلمين لي معهم أكثر من سبعة سنوات تقاسمنا فيها الحلوة و المرة, و نحن نُكِنُ لبعضنا كل التقدير و الاحترام, كما أننا نعمل كفريق واحد...............
لذلك تفضلهم على زوجتك؟.
يا الهي ما الذي تقولينه أنت......هل بدأت الغير حتى من الوسط الذي أعمل فيه.......أحسست وقتها أن سبب قدومها المفاجئ لم يكن حب استطلاع للمكان الذي أعمل فيه كما ادعت.......
اذا هو ذا مكتبك.....اين تقضي كل وقت عملك و سط زملائك من الرجال و النساء........
ليس كل الوقت, ففي بعض الأحيان يكون لنا عمل ميداني, و نتوجه الى موقع المشروع للمتابعة.....
اه, ممتاز.....جيد...
يا لك من موظف مثالي و تستحق كل التقدير و الاحترام لاهتمامك بعملك على حساب زوجتك....
أعلم عزيزتي أنني ربما أكون مقصراً تجاهك, و لكنه عملي و مصْدَر رزقي, و انا احاول جاهداً التوفيق بينك و بين عملي قدر المستطاع.............
فعلا تستحق الثناء و الشكر على مجهودك هذا, أفضل شيء فيك تفانيك و اخلاصك, و من شدة اخلاصك لعملك تُواعد النساء في المطاعم و تمضي وقتاً جميلا معهن...........
ماذا تقصدين؟؟؟
أقصد هذه................
و ناولته هاتفها بحركة تَنُمُ عن غيظ دفين, أنظر بعينيك و ستعرف ماذا أقصد..........
كانت صورة تجمعني مع فتاة في مطعم نتناول طعاماً بانسجام واضح, و الظاهر أن من التقط الصورة ركز على وضعية الانسجام أكثر من اجتماعنا في المطعم................
و لكن هذه......
أجل, هي جميلة(تقصد أن الفتات جميلة و حسنة المظهر)...............
و لكن كيف عرفتي؟؟؟؟.
و هل يهمك كيف عرفت.....المهم أنني أعرف و انتهي.
اذا انت تعرفين ما العلاقة بيني و بينها؟.
لا أريد ان اعلم......
أنا ذاهبة مع السلامة.....
أنتظري لحظة............ يا الهي...
لم تعطه أي فرصة ليشرح أو يبرر لها موقفه و انطلقت بسرعة نحو الخارج.
ركض خلفها مهرولاً جاهداً للحاق بها.......
انتظري عزيزتي.......سأشرح لك كل شيء..........حسنا, دعيني أوصلك.
فتح لها السيارة و استأذن منها أن يأخذ اذناً من المدير....و قام بذلك بأقصى سرعة لديه.... و هو لا يعلم ما حل به......
أثناء الرحلة القصيرة من المكتب لبيت أمها حاول أن يتكلم و يشرح لها القصة من أولها لأخرها لكنها كانت في حالة عصبية لا تسمح لها لا بالكلام و لا الاستماع ففضل التزام الصمت, و همس في نفسه انه سيدعها ترتاح عند أمها يوم أو يومين و من ثم سيخبرها بكل شيء...................
روت لأمها كل ما جري على غير العادة و أطلعتها على الصورة, و لم تكتفي بالصورة فقط فَمَنْ جلب الصورة لم يبخل بإحضار فيديو مصور له و هو في المطعم بحالة انسجام و ضحك و سعادة مع المراءة........................ أصبح متهما بالخيانة في نظر زوجته و أمها و دليل الجرم المشؤوم بحوزتهن.
كان الزوج شبه متأكد أن صديقتها الجديدة التي حذرها منها لها دخل بالموضوع من قريب أو بعيد, و ربما هي من قام بالتقاط الصورة و الفيديو بنفسها, و رغم كل هذا كان متيقناً من تصديق زوجته له ان اجلا ام عاجلا, فلم يُعِر الموضوع الكثير من التفكير, لكن حاز في نفسه عدم اكتراث زوجته لسماعه اصلا..................
مر ذاك اليوم كئيبا بالنسبة له, و أكثر كآبة لها, لقد أصبح خائنا في نظرها فهو لم يصن الوعد الذي قطعه على نفسه بأن يكون لها وحدها...... لم يحاول الاتصال بها في ذات اليوم لتأكده من مزاجها المعكر و فضل القيام بذلك في اليوم الموالي.
رن الهاتف لبضع ثواني ثم رُفِعَت السماعة.
الو.... السلامة عليكم..... كيف حالك عزيزتي؟.
أنا لست عزيزتك أنا أمها.
كيف حالك يا خالة؟.
و من أين يأتي الخير و أمثالك من حولنا..........
ما هذا الكلام يا خالة............
أصبح الزوج متأكد أنها أخبرت أمها بكل شيء ليس كالحالات السابقة حينما كانت تستحي و تؤثر أن لا تخبرها بكل ما يحدث.
و لكن يا خالة, الموضوع ليس كما تظنين.
حقا......مع هذه الصورة و الفيديو الواضح الجلي و تقول الموضوع ليس كما أظن.
اسمع هي لا تريد أن تكلمك او تسمع صوتك, و كذلك أنا.
ولكن.......
و اغلقت السماعة في وجهه. أحسس ان الموضوع أخذ ابعادا خطيرة و يجب التدخل بسرعة قبل فوات الاوان, لم يجد من حل سوى أخذ زميليه في العمل لحل هذه المشكلة المستعصية. اتفق ثلاثتهم أن يذهبوا بعد انتهاء دوامهم في المساء......و فعلا بعد انتهاء الدوام كان ثلاثتهم امام بيت ام الزوجة......دق الباب و انتظر ثلاثتهم لحظات حتى فتح....لما رأت الأم الزوج عقدت حواجبها وفار الدم في وجهها و كأنها رأت شيطانا واقفا أمامها, و لكنها لما رأت أن معي رفقة تظاهرت بسرور و ضحكة مصطنعة و خاطبتنا.
اهلا....مرحبا....تفضلوا....
كيف الحال يا خالة؟.
بخير, و انتم كيف حالكم؟.
قال الجميع بصوت واحد....بخير ...........الحمد لله.
دعيني أعرفك على زميلي في العمل, نعمل في نفس الشركة منذ سبعة أعوام.
لم تكن تكترث الخالة لما كان يقول و كأنها تحتمل سماع صوته فقط لمجرد وجود هذين الغريبين بينهما.
اهلا و سهلا بكم عندنا...............
هلا ناديت زوجتي يا خالة؟؟
حسنا, لحظة.....................
و اختفت وراء باب غرفة للحظات ثم أقبلت هي و بنتها و قد بدت عليها علامات الحزن و أحمرت عيناها من كثرة البكاء.
مساء النور.
مساء النور عزيزتي ............ و قام بمعانقتها لكنه لم يحس بأي نوع من السرور في مقابلته و كأنها فعلت ذلك مرغمة.....
استأذنت الخالة لتدخل المطبخ.
خاطبها صديقه .......كيف حالك زوجتي أخي؟.
بألف خير.....شكراً لسؤالك..........
عزيزتي هذان أفضل صديقين لدي و هما معي في الشركة منذ زمن طويل.....هذا حسن تعرفينه جيدا.... و هذه جميلة.........
اهلا........اذا هذه هي؟؟؟.
ماذا تقصدين.............
أقصد من كانت معك في المطعم............
أجل انها هي...........
يا لا الوقاحة, كيف تجرئين على القدوم لبيتي..........

اذا كنت تضن أنك بجلبها و حسن هنا ستستطيعون اقناعي انها كانت مجرد سوء تفاهم فانت واهم.......
و لكنه فعلا سوء تفاهم عزيزتي.
عزيزتك....ها....ها...ها.
و هل تضنني مراهقة لأصدق هذه التفاهات..........أنت متأكد من خطئك فقمت بجلب أصدقائك لتبرير سخافاتك و تفاهاتك..............
و لكنها الحقيقة يا زوجة أخي قال حسن مخاطباً اياها..........
أي حقيقة يا حسن زوجي العزيز في مطعم مع الجميلة جميلة تغمرهم السعادة و النشوة........
و لكنها ظروف عملنا تُحتم علينا في الكثير من المرات التواجد خارج الشركة لمتابعة المشاريع فنضطر لتناول غذائنا في أقرب مطعم..............
اذا كانا في مهمة عمل رسمية فاضطرهم الوقت لتناول الغذاء معا في هذا المطعم.....يالها القصة الرائعة.....
أفهم من كلامك أنك لا تصدقين كلام حسن!!!!..........
اسمع يا عزيزي, أنا لا أكترث لكلامك و لا لكلامه...............
و لكنهما يقولان الحقيقة؟.
الحقيقة....أنت بالذات لا أريد سماع صوتك......اخرسي لا أحتمل سماع صوتك أو النظر لوجهك التعيس..... لو كان فيك ذرة من المروءة ما قبلتي ان تكوني مع رجل غريب متزوج لوحدكما.
لما كل هذا الكلام الغير لائق....التفاهات التي لا مبرر لها.....نحن زملاء عمل و تواجدنا في مكان واحد هو للعمل فقط لا أكثر و لا أقل..............
زميلك في العمل!!!!.......ممتاز....و هل تواجدك في مطعم مع زوجي لوحدكما و السعادة تغمركما واجب وظيفي طلب منك تنفيذه....و لقد قمت بواجبك بكل احترافية...........
زوجة أخي لا داعي للتجريح أكثر من هذا فنحن ضيوف عندكم, و جميلة بنت محترمة نعرفها منذ زمن طويل.
اسمع يا حسن انا اكترث لجميلة هذه....... و هي لا تساوي شيئا عندي....هي تافهة, حقيرة......
قام حسن من مكانه غضباً من كلام الزوجة الذي لم يسطع عليه صبراً, فلقد تجاوزت كل حدود اللباقة و الأدب في اهاناتها لجميلة.............
اسمح لي يا صديقي نحن لسنا مضطرين لسماع كل هذا الكلام, نحن هنا للإصلاح و ليس لاختلاق المزيد من المشاكل....
أما أنت يا زوجة أخي فاعلمي ان جميلة هذه أشرف من الشرف نفسه, و الذي لا تعلمينه هو انها زوجتي, و ان كنت تشكين في زوجك فهذه مشاكلكم الشخصية و أرجوا ان تحلوها بعيداً عنا...........
زوجتك!!!!!.......اوه....برافوا خطة محكمة و رائعة للأقناع...........
لماذا انت لا تصدقين اي شيء يا عزيزتي.....لماذا تشكين في كل شيء...... هي فعلا زوجته.
اسمعي يا زوجة أخي, أنا و حسن لا مشكلة لنا معك و لولا احترامنا و تقديرنا لزوجك لما رضينا القدوم هنا اصلا. لقد سمعنا ما يكفي من الاهانات, لقد قضينا سبع سنوات أساسها الاحترام و التقدير, لم نتجاوز حدود اللباقة و الاحترام و لو لمرة واحد.....حتى زواجي بحسن كان زوجك السبب المباشر فيه, و حتى بعد زواجنا كان نعم الصديق في السراء و الضراء قالت جميلة.............
زوجة أخي, انا أعلم انك لم تقتنعي بما نقول, تفضلي هذا عقد زواجنا ربما استطاع اقناعك.........
تناولت الزوجة العقد و أخذت تحملق فيه مصدومة و هي لا تصدق ما تراه عينيها.
أنا متأسفة جدا......... لا أعلم ماذا أقول
جميلة انا جد متأسفة لما بدر مني من كلام جارح , انا لا أصدق أنني كنت بكل هذه القسوة و تلفظت بكل ما قلت...... أملي أن تقدروا ضرفي و تغروا زلتي.
قالت جميلة: لا عليك سامحتك.....و تعانقتا و الدموع تملئ عينهما...........
و انت يا حسن........
لا مشكلة يا زوجة اخي, لقد سامحتك..............
عزيزتي.... تأكدت الان انه لا شيء مما كان يدور في مخيلتك قد حدث.....
أجل يا عزيزي.....المشكلة كلها كان بسببها هي من قدمت لي الصورة و الفيديو و استطاعت ان تقنعني بكلامها و حجتها و أنا كغبية حمقاء صدقتها حتى من دون أن أتأكد مما قالت...............
علة البشاشة على وجوه الجميع و تبدلت حالة الكآبة و الغضب الى سرور و فرح.....
اقبلت أم الزوجة تحمل الصينية بين يديها و علامات الحيرة تعلوا وجهها و هي تري حالنا تغير من شد و نفور الى سرور و ضحك و حبور, لم تتفوه ببنت شفة وضعت الصينية على الطاولة و توجهت صوب ابنتها و همست في أذنها,
من المؤكد أنها كانت تستفسر عن سر تغر حالتنا...... و سمعت من ابنتها ما غير حالها كذلك فبادرة بالقول
أهلا بزوج ابنتي العزيز و زملائه....لقد شرفتمونا بقدومكم .....تفضلوا.....تناولوا القهوة و الشاي.
يا خالة هل تعتقدين أنه وقت القهوة الان, الا ترين أن الوقت تقدم و حان وقت العشاء .........
بقليل من الخجل خاطبة الأم ابنتها و جميلة, هيا بنا يا بنات للمطبخ, توجهن ثلاثتهم صوب المطبخ و جهزوا ما كان متاح من الأكل المباح........ تناولنا العشاء ثم انصرفنا اربعتنا, أوصلنا حسن و جميلة الى بيتهم و ذهبنا الى بيت سعادتنا و انتهت هذه المشكلة على خير و لا أحد يعلم بما سيحدث في الأيام القادمة.










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-25, 15:31   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
Mr.Dev
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

الاجزاء تتواصل و انا اسف على الانقطاع......الجزء تلوا الاخر....ارجوا ان تنال اعجابكم










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-25, 15:33   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
Mr.Dev
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

الجزء الرابع


انه يوم شتاء بارد اليوم, كانت السماء ملبدة بالغيوم و الهواء بارد جدا, غدا سيكون الاحتفال بالمولد النبوي الشريف انها أول مرة نحتفل في بيتنا الجديد بهذه المناسبة السعيدة, أخبرت زوجتي انني سأقوم بدعوة أمي و أبي للعشاء معنا غدا, لم يكن لديها مانع في ذلك على الرغم من أنها تعلم أن والدي يكنون لها بعض الكره بسبب زواجنا, فأمي كانت تريد أبنت أختها زوجا لي بينما أبي كان يعول كثيرا على مصاهرة أخيه. كانت زوجتي جد سعيدة بالمناسبة و أيضا لقدوم والدي لبيتنا, فمنذ زواجنا و استقرارنا في بيتنا الجديد لم يزورانا سوي مرات قلائل.
اسمع يا عزيزي انت تعلم ان والديك سيكونون معنا غدا, يجب أن نستقبلهم أحسن استقبال.
طبعا يا عزيزتي, و ماذا تريدين مني؟.
أريد الكثير, هذه قائمة بما أحتاج للمطبخ و طبعا لن أوصيك على مستلزمات الاحتفال من شموع و بخور و غيره.
حاضر يا زوجتي العزيزة, دعيني أذهب الان فأنا متأخر عن العمل,
مع السلامة.
مع السلامة.
لم أكره شيئا في حياتي مثل ما كرهت قائمة طلبات زوجتي, مشكلتي ليست في جلب متطلبات المنزل و لكن حينما يتعلق الامر بقائمة أصبح متوترا جدا, ليس الوضع كما لو كنت اتبضع الأغراض من حال سبيلي.
وصلت المكتب و كنت قد قررت أن أقوم بما لدي من عمل يومي خلال الفترة الصباحية لكي أتمكن من الخروج باكرا طبعا بعد الاستئذان من المدير لأتمكن من المرور على قائمة زوجتي طلبا طلب. مع حلول الساعة الثانية بعد الزوال كنت قد أنهيت عملي و استأذنت و انصفت متوجها الى السوق. كانت قائمة زوجتي طويلة كليلة شتاء باردة, أمضيت قرابة الساعتين و انا اتجول لأكمل أخر طلب في القائمة. رجعت البيت و أنا جد منهك, كان يوما شاقا, لكن ريثما نسيت كل شيء بعد ثناء و مدح زوجي لي.
في صباح اليوم التالي استيقظنا متأخرين قليلا فهو يوم عطلتي رسمي لي, و فرصة أن أنال قسطا من الراحة, تناولنا الفطور و دخلت زوجتي المطبخ بينما تناولت جهاز التحكم من بعد للتلفاز و أخذت أقلب القنوات, مررت على قنوات الاخبار لم يكن فيها من الاخبار سوي ما يزيد من الهم و الغم فحولت على قنوات الرياضة و فضلت مشاهدة مباراة كرة قدم.
مرت الصبيحة على افضل حال, فزوجتي أعدت عدتها و كل شيء تقريبا بالنسبة لها أصبح جاهزا, أنه وقت الذهاب لإحضار والدي.
عزيزتي أنا ذاهب لإحضار والدي, هل تحتاجين لأي شيء؟.
لا, شكرا عزيزي.
السلام عليكم.
لحظة, لقد نسيت, أحضر لنا بعض العصائر في طريقك فقد نسيت أن أضمها لقائمة الطلبات.
حسنا عزيزتي, مع السلامة.
لم تكن المسافة من بيتي لبيت والدي بعيدة فلم يستغرق الوقت سوي دقائق حتى كنت أدق الباب, كانت أمي في استقبالي و علامات الفرحة و السرور تعلو محياها.
مساء الخير يا أمي, و عانقتها و قبلت يديها و رأسها.
كيف حالك يا أمي؟.
بألف خير, و كيف حالك انت؟.
بخير أمي.
اهلا يا أبني كيف حالك؟.
بخير أبي, و قبلت رأسه.
هل أنتما مستعدان.
أجل.
اذن, فلنذهب.
على بركة الله يا أبني.
توجهنا الى البيت و أنا في داخلي أدعوا الله أن يمر يومنا هذا على خير, ففي كل مرة تلتقي أمي و زوجتي ينقلب اليوم من بياض الى سواد.
و أخيرا و صلنا بيتي كانت زوجتي في استقبالها و علامات البهجة بادية عليها, لكن أمي كعادتها كانت باردة في تعاملها لها, سلمت زوجتي عليهما. لم يطل بنا الانتظار طويلا فمائدة الطعام كانت جاهزة بما لذ و طاب من الأكل, تناولنا العشاء و جلسنا في الصالة نتجاذب أطراف الحديث مع رشفات القهوة و الشاي.
كانت كلمات أمي لزوجتي يشوبها الكثير من التلميحات, ما جعلني أحس ان ليلتنا هذه لن تكون سعيدة الى الأبد.
قلي يا أبني كيف حال عملك؟.
انه ممتاز يا أبي, فانت تعلم حبي لعملي و تعلقي بهذه الشركة, لقد كنا من الموظفين الأوائل الذين أسسوا بنيانها, و المدير يقدرنا و يحترمنا كثيرا.
ممتاز يا ولدي, و هل الراتب جيد؟.
لا بأس بهي يا ابي, كما أن لنا علاوات و حوافز مما يجعل الأمر أفضل, بالمناسبة لقد كلمني المدير بالأمس عن معرض سيقام في لندن و سأكون ممثلا للشركة هنا.
همست زوجتي في أذني, و لكنك لم تخبرني بهذا, أحسست انني في ورطة مع زوجتي فكنت سأجعلها مفاجئة لها لكن حديثي مع ابي لخبط كل الأوراق و أصبحت محرجا منها.
اذا ستذهب لعاصمة الضباب يا ولد؟.
أجل يا أبي, انا جد متوتر فهذي أول مرة أسافر فيها خارج الوطن.
لا مشكلة يا ولدي فأنت تجيد اللغة الانجليزية و لن تجد أي مشكلة في التخاطب مع الناس هناك.
و لكن قلي متى السفر؟.
انه الخامس عشرة من الشهر القادم يا أبي؟.
ممتاز.
طبعا, لن تنسي أمك العزيزة بشيء للذكري من ............ما اسم هذا المكان الذي انت متوجه له.....!!!!!!
لندن يا أمي.
أجل, لندن.
طبعا, يا أمي, كيف لي أن أنساك.
و هل يعقل ان تنسي حبيبتك التي ربتك و كبرتك و سهرة الليالي معك.
كنت أحس من كلامي أمي ان القصد من ورائه اغاضة زوجتي, كانت المسكينة مفضلة السكوت فهي وجلت من أن تقول كلمة قد تأول من أمي أو أبي لغير محلها.
اذا, يا أبني, قلي هل هناك شيء في الطريق؟.
شيء في الطريق!!!!
ماذا تقصدين...........
هل من حفيد في الطريق يا ولد؟.
لا, لا, ليس بعد يا أمي....
كيف ليس بعد, أنتما متزوجين منذ أكثر من تسعة أشهر, من المفروض أن يكون هناك شيء.
أمي, الوقت لا يزال مبكرا.
لا, ليس مبكرا يا أبني.
و لكننا نريد أن نري أحفادنا يا ولدي.
أعلم ذلك يا أبي و لكنك تعلم أن مثل هذه الأمور بيد الله سبحانه.
و نعم بالله يا أبني, و لكن اذا لم يحدث شيء أعرضا نفسيكما على طبيب, لا حرج في ذلك.
أي طبيب يا رجل, أبني مثل الحصان, لا شيء فيه, و ان كان لابد فهي التي تعرض نفسها على طبيب. أنا متأكدة أن المشكلة فيها هي و ليس فيه.
يا أمي ما هذا الكلام.
اسمع يا ابني اذا كانت المشكلة فيها فانا لدي ألف عروس لك, و اختار من تشاء منهن.
كان كلام أمي لزوجتي لسهام التي تخترق القلب فتمزقه, و لكن احترامها لهما ولي جعلها تكظم غيضها و تنسحب من الجلسة في صمت كئيب.
حرام عليك يا أمي ما هذا الكلام.....
أي كلام يا ولد اذا كان العيب فيها فانا مستعدة أن أزوجك بأحسن منها.
و من قال لك انني أريد الزواج من أخري.
و ما العيب في ذلك يا ولد ان كان المشكل في زوجتك؟
و لما أنتم تتحدثون و كأن فعلا هماك مشكل؟ و انه في زوجتي بالتحديد؟.
يجب أن ننصرف يا ولدي الان, و الوقت أصبح متأخرا.
جاءت زوجتي المسكينة لتوديعهما و الدموع قد رسمت خطا تحت عينيها, لم تستطع رفع راسها لتنظر الى أمي, أحسست أن مشكلة كبيرة في الأفق.










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-25, 15:34   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
Mr.Dev
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

و تستمر الاثارة و الجنون في يوميات هاذين الزوجين










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-25, 15:35   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
Mr.Dev
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

الجزء الخامس

اه....يا راسي يكاد ينفجر من شدة الألم.....
هل أخدت مسكن.....
لقد أخدت........
ضلت زوجتي تبكي و تنوح طوال وقت غيابي لايصال والدي لبيتهما, المسكينة لم يكفها معاملتهما الجافة القاسية فأكملا عليها اليوم بموضوع الخلفة, اضطرها الالم الذي الم برأسها أن تربطه بوشاح عله يخفف عنها بعض الألام.
لم أكن أعير موضوع الخلفة أدني اهتمام لتأكدي أن الأمر كله بيد الله سبحانه و تعالى, لكنهما ككل الاباء يودون ان يرو احفادهم امام اعينهم, لست معترضا على هذا لكنني ممتعض من طريقة كلامهم و طرحهم للموضوع.
لم أكن أود أن اناقشها في الموضوع لانه لا يستوجب النقاش اصلا, فحالتها كانت مزرية ,يكفيها ما تعاني منه من صداع جعلها تنقلب من زهرة برية متفتحت في فصل الربيع الى ذابلة لم تتذوق طعم الماء لوقت طويل.
يجب أن أغير الموضوع و أنسيها ما جري من حديث وقت العشاء.
أنا ذاهب الى الغرفة..... زوجتي العزيزة.
حسنا, سأقوم بغسل الأواني و ألحق بك.
أنصرفت للمطبخ محاولة غسل الأواني, كان تفكيرها منشغل بما سمعت من كلام, بينما حاولت يديها جاهدة ان تعارك الصحون و الاواني في محاولة يائسة لتنظيفها, كنت اشاهد ذلك من بعيد.
ذهبت متسللا خلفها مداعبا منطقة تحت الابط و قمت بدغدغتها بحركة سريعة كنت أعلم انها تغار و نقطة ضعفها تكمن هنا...لطالما استخدمتها حين أحسس انني بحاجة لاخرجها من حالة ركود او نرفزة.
تلفظة بكلمات عفوية أقرب للبذائة لم اكن لالومها لعلمي بحساسية ذاك المكان بالنسبة لها.
حرام عليك, لقد أخفتني.
ها...ها...ها.
و هل يخاف الحبيب من حبيبه, ما أخفتك الا لتــفــر لحمايتي, و هل يعقل ان تخافي من من يفترض ان يحميك من الخوف.
لكنك تعلم ان هذي نقطة ضعفي و لا احب احدا ان يقترب منها.
و هل انا اي احد, انا لك كالماء للسمكة, و الدواء للمريض,
أنا لك غطاء و رداء, و دفئ في الشتاء, و أصبح ظلا لك وقت أشاء.
أنا لك وعاء ضعي فيه ما تشائين من الأشاء, لا تضني يوما أنني سأكن لك اي جفاء.
أنا ورقة بيضاء فأكتبي فيها كل الأشياء.
أنا بيت خلا من كل الأشياء منتضرا أن تدخلي عليه الهناء.
أنا لك مصباح نجات في الليلة الضلماء.
أنا لك كلعبة في يد طفلة بيضاء.
أممم.....لقد أصبح زوجي شاعرا.
تبسمت و اثلجت قلبي بتبسمها, اصبحت أشد سعادة من السعادة نفسها لأنني استطعت أن اخرجها من حالة الاكتئاب التي ألمت بها.
و ما المشكلة في مغازلت زوجتي الحنونة.
أكملي لملمت الصحون, أنا أنتظرك في غرفة النوم.
لم تمر سوي دقائق معدودة حتى كانت أمامي و قد نزعت الوشاح من على راسها, كنت أنا قد تناولت جواز سفري و تحينت لحظة قدومها و تظاهرت بتفحصي لجواز السفر.
اذا زوجي العزيز مسافر الى لندن مدينة الضباب.
أجل, انها أول مرة اسافر فيها خارج أرض الوطن.
و لكن قل لي.
كيف برمجة هذه الرحلة فجأة؟.
لم تخبرني بشيء عنها.
حمدة الله لان زوجتي نسيت موضوع أمي و نجحت حيلة جواز السفر في جرها لموضوع السفر.
السيد المدير من المفروض ان يسافر هو و يشارك في معرض البناء و العمران بنفسه, و لكن ظروف عائلية قاهرة ألمت به فجأت منعته من السفر.
هكذا اذا !!!!!!!
و كيف تم اختيارك من بين كل موظفي الشركة.
تريدين الصراحة يا زوجتي العزيزة, السبب الوحيد الذي جعل السيد المدير يفكر في انا دون كل الموظفين هو ايجادي للغة الانجلزية فقط.
فقط.
أجل, فقط, فأنا الموظف الوحيد في الشركة الذي يتقن اللغة الانجليزية بطلاقة فالباقي يلمون بلغة مولير.
فرصة جميل ان يضع فيك مديرك هذه الثقة, و تجربة مثيرة أن تكون في لندن.
صراحة يا عزيزتي انا جد متخوف من هذه السفرية.
و لما الخوف يا زوجي العزيز؟.
تعلمين انها أول مرة اخرج مسافر و الى مدينة كبيرة كلندن, و اضيفي لذلك ثقة المدير في.
انا أعلم انك جدير بالمسئولية و ستقوم بالمهة بامتياز.
شكرا لكي على هذا الاطراء.
اذا, متى السفر؟.
يوم الخامس و العشرين.
انه موعد قريب جدا, يجب ان تبدا في اعداد العدة للسفر.
نمنا ليلتنا و كنا نسينا ما دار في دلك اليوم من حديث بين زوجتي و أمي, كانت الايام التالية روتينية الشيء الوحيد الجديد فيها انني كنت اجهز نفسي للسفر.
هل وضعتي كل الملابس في الحقيبة؟.
أنا افعل ذلك الان, فقط أخرج انت من الحمام و انهي دوشك.
لقد انهيت الاستحمام, دعيني فقط احلق ذقني.
بسرعة يا زوجي العزيز يجب ان تكون في المطار ساعتين قبل موعد الاقلاق هذا ما هو مكتوب على تذكرة السفر.
ها قد انهيت.
ما رأيك؟
ممم..... جميل جدا, ذقنك أصبحت ناعمة كالحرير.
ما هذا الكيس؟.
هذا....
أجل هذا الكيس الأبيض.
لا شيء, انه بعض الحلويات قمت بتجهيزها لتأخذها معك.
حلويات, و أخذها معي الى لندن.
أجل و ما المشكلة في ذلك, انا متأكدة أنك لن تجد احلى منها ليس فقط في لندن بل في العالم كله.
صبعا عزيزتي, لأنها من صنع يديك.
وضعت زوجتي الكيس و جميع الملابس و الأغراض و اغلقت الحقيبة معلنت و قت الرحيل, كنت أنا قد انهيت تحظير نفسي.
ما رأيك في البدلة؟.
انها تحفة, اصبحت تشبه نجوم السينما.
لا تبالغي يا زوجتي.
قمت بتقبيل زوجتي و وداعها و استقليت سيارة اجرة متوجها الى مطار هواري بومدين الدولي, كان الوقت لا يزال مبكرا لكنني قمت بجميع اجراءات السفر المعتادة و جدت نفسي داخل المطار اراقب قدوم الطائرات و ذهابا من الجدار الزجاجي, طال مكوثي و انتظاري حتى اعلنت موظفة المطار عن بدأ عملية ركوب المسافرين على متن الخطوط الجوية الجزائرية.
انا الان في الطائرة و كل شيء يسير في ظروف جيدة, بدأ الاحساس بالخوف و الريبة ينتابني مع بدأ موضيفة الطيران باستعراض تعليمات السلامة (لو حدث شيء لقدر الله), ثم صدح صوت انثوي جميل, " سيداتي سادتي اهلا و سهلا بكم على متن الخطوط الجوية الجزائرية, الرحلة رقم AL210 المتوجة من مطار هواري بمدين الدولي الي مطار هيثرو بلندن, ستستغرق الرحلة قرابةالخمس ساعات, تمنياتي لكم برحلة ممتعة و سعيدة".
تحركة الطائرة معلنت عن البدأ في العد التنازلي لوصولي الى لندن, اتجهت صوب المدرج تجر نفسها كامرأة حامل في شهرها التاسع, ثم توقفت لحظة و سمعنا قبطان الطائرة يطلب من المضيفات التزام اماكنهم ثم انطلقت الطائرة بسرعة فاقت سرعة دقات قلبي, احسست للحظة ان قلبي توقف عن الخفقان, لكنني حين التفت من النافدة و شاهدة منظر المنازل و قد اصبحت صغيرة زال عني بعض من الهلع, أخذت الطائرة في الارتفاع أكثر فأكثر حتى أصبح حجم البيوت أصغر.
بعد خمس ساعات من الطيران أمضيتها و أنا أحاول النوم بلا فائدة, مرت بطيئت و انا اتابع خط سير الطائرة على جهاز التلفاز في الطائرة, و لم ارتح و تهدئ نفسي الا بسماع المظيفة, " على السيدات و السادة المسافرين الرجوع الى أماكنهم دقائق و تنزل الطائرة في مطار هيثرو لندن".
بدأت الطائرة في النزول بطريقة لولبية و لأن أجواء لندن كانت ملبدة بالسحب كانت اهتزاز الطائرة شيئ مرعبا أفقدني حس الحركة, و لم أجد من شيئ أفعله سوي الدعاء و التضرع الى الله ان تمر هذه الدقائق على خير, ربما للاشخاص الذين تعودوا على السفر مثل هذه الأشياء تصبح أمرا عاديا بالنسبة لهم, ظل الوضع بالنسية لي متأزما, بقيت متمسك بالكرسي مغمض العينين لبضع دقائق حتى سمعت صوت و أحسست باتطام و احتكاك عجلات الطائرة بالأرض و تلاها تصفيق حارة من الركاب. علمت اننا على ارض شكسبير.
" سيداتي و سادتي الساعة تشير الى الثانية صباحا بتوقيت لندن, درجة الحرارة درجتان فوق الصفر, الاجواء ممطرة, الخطوط الجوية الجزائرية تشكركم على اختياركم لها و تتمني لكم اقامة ممتعة".
بدأ نرول الركاب من الطائرة متجهين صوب المطار للقيام باجراءات الدخول, كان الأمر سلس جدا, و البشاشة تعلوا وجوه كل من تصادفه عينك. كان بالنسبة لي دخول مطار هيثرو مفاجئة لم أدخل في حياتي سوي مطار هوري بومدين و هو الان بالنسبة لما أري كمن يقارن كشك بقصر, انه فعلا تحفة معمارية, حركت دؤوبة لا تكاد تتوقف كل خمس دقائق تسمع موظفة المطار تعلن عن وصول طائرة جديدة.
سرت متجها صوب موظف المطار المسؤول عن ختم الجوازات, سادة بشاشة و حباوة و جهه و قال مرحبا بي.
Welcome to london sir.
اجبت بعفوية.
Thanks sir.
استفسر عن اسمي, و أخذ ينظر الى الفيزا ليتأكد من صحتها, قام بادخال الجواز في جهاز خاص على يبدو أزال عنه الكثير من الشكوك التي كانت تراوده.
So, You are from algeria sir?
أجبته, أجل أنا من الجزائر.
Yes. I am.
So,What the reason for your visit?.
انا هنا لحظور معرض البناء و تعمير.
I am here for attending building construction trade shows, and this is the invitation which i got.
تناول الموظف الدعوة التي حصلت عليها من ادارة المعرض, ثم تبسم في وجهي و قال.
Have a nice stay in London sir.
Thanks sir.
اخذت جواز سفري و توجهت صوب مكان الحقائق, أرقب حقيبتي في هذه اللحظة شكرت زوجتي على نصيحتها لي بوضع خيط أحمر حول مقبض الحقيبة حتى يسهل تمميزها و فعلا ظهرت الحقيبة ذان الخيط الاحمر.
أخذj أجرها متوجها صوب المخرج أين يوجد جهاز السكانار, رفعتها و ما أثقلها و دفعتها فوق الطاولة المتحركة في اتجاه الجهاز, أخذ المسؤول عن الجهاز يدقق النظر لعدة مرات, بدأ الشك يرتابني ماذا هناك يا تري, بعدها قام بالاتصال بجهاز اللاسلكي حيث أقبل شرطيان.
This is your luggage sir؟
Yes.
Please carry your luggage and follow me.
بدأ الخوف و الريبة يزوران نفسي بعد ان طلب مني الشرطي ان أحمل الحقيبة و أتبعه.
خيرا انشاء الله.
ماذا هناك؟
يا الهي................
يتبع في الحلقة القادمة باذن الله.










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-25, 15:37   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
Mr.Dev
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

في كل جزء سيظهر جانب اجتماعي بين الزوجين و مشاكل قد تصادف كل واحد فينا.......أرجوا الاستمتاع










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-25, 15:40   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
Mr.Dev
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

الجزء السادس

أنا و زوجتي الجزء السادس
سرت أمام الشرطي و أنا أجر حقيبتي و علامات التعجب و الاستغراب بادية على وجهي, حتى وصلنا لغرفة خاصة, وضعت الحقيبة فوق طاولة.

Are you sure this is your bag sir?

هل أنت متأكد أن هذه الحقيبة لك, سيدي؟

Yes.

نعم.

هنا تذكرت الخيط الأحمر الذي وضعته زوجتي حول مقبض الحقيبة و جعلت أمني نفسي أن يكون السبب, ربما لجعل حقيبتي مميزة بين مئات الحقائب.

What is your name sir?

ما اسمك سيدي؟

Omar, and I hand him my passport

عمر, و ناولته جواز سفري.

So, you are from Algeria?

اذا, أنت من الجزائر..

Yes.

نعم.

Are you Muslim?

هل أنت مسلم؟.

Yes, I am.

نعم أنا مسلم.

Is there any problem being a Muslim?

هل هناك أي مشكلة كوني مسلما؟.

No. Sir.

لا, سيدي.

Could you please open it?

هل يمكنك أن تفتح الحقيبة؟.

بدأت في فتح الحقيبة حيث اختلطت علامات الخجل بعلامات الغضب, بدأت بإخراج ملابسي.

This is my clothes.

هذه ملابسي.

This is some books.

هذه بعض الكتب.

وقعت عين الشرطي على كتاب صغير و قام بسؤالي

What is that?

ما هذا.

This is Quran.

هذا القران.

Yeh, this is Muslims bible, isn’t it?

هذا الكتاب المقدس للمسلمين.

Yes, exactly.

هو بالضبط.

Can I see it?

هل يمكنني أن أراه؟

لكنني بحركة سريعة خطفت المصحف من أمام عينيه و وضعته في جيبي في حالة استغراب منه.

I am sorry sir, but you should be pure Muslim to touch and hold Quran.

أنا اسف سيدي, و لكن يجب أن تكون مسلما طاهرا لكي تمسك و تتفحص القران.

أضنه تفهم معنى كلامي فاعرض عن طلبه, و تابعت إخراج الأغراض من الحقيبة.

What is inside this bag?

ما بداخل هذا الكيس؟

يا الهي انه كيس حلويات زوجتي, لقد قلت لها لا داعي من وضعه لكنها لا تسمع الكلام.

تناولت الكيس.

This is some homemade ******s, my wife made it for me so I can remember here while I am travelling.

هذه بعض الحلويات صنعتها لي زوجتي لأتذكرها بينما أنا مسافر بعيدا عنها.

Ohh….. Very romantic.

اوو......يال الرومنسية.

أحسست من كلامه بنوع من السخرية و كأن الرومنسية هي حكر فقط على الأوروبيين و الأمريكيين, و نسي أو ربما تناسي أن قصص الحب و الرومنسية العربية القديمة سطرت ملاحم في الحب و الوفاء لا يزال يذكرها التاريخ إلى يومنا.

Ok, open it. Let us see what inside.

قمت بفتح الكيس فظهرت حلويات زوجتي العزيزة.

What is that in white?

ما هذا الأبيض هناك.

كان يشير إلى نوع أظن زوجتي رشت عليه بعض السكر الناعم فاصبح لونه يشبه لون الثلج, و لكثرة ما ذرت عليه وقع نصف السكر داخل الكيس.

This a ****** dunked in white sugar.

تناولت حبة و حاولت أن أريه فارتبك و طلب مني أبعادها عنه. حاولت جاهدا أن اثبت له انه سكر لا أكثر و لا أقل, لكن ربما لم يصدقني فقمت بقضم قطعة من حبة الحلوى و بدأت في تناولها عله يصدق كلامي.

Can you see, this is sugar only. Would you try? It’s delicious.

انه سكر فقط, هل تريد أن تجرب؟. إنها لذيذة.

بعد إصراري و كثر الحاحي, قام الشرطي بوضع إبهام يده على قطعة الحلوة ثم و ضعه فوق لسانه محاولا اكتشاف نوع المادة, لكنه انفجر ضاحكا حين احس بحلاوة تداعب طرف لسانه.

It is a damn sugar.

لم اكن اعلم سبب انفراط الشرطي ضاحكا هو و زميله فسالت عن السبب.

Why you are laughing sir?

لما تضحك سيدي؟

We
We doubt that this will be the article of cocaine.

كنا نشتبه أن تكون هذه المادة كوكايين.

كوكايين يا الهي, كادت زوجتي أن ترسلني وراء القضبان من غير قصد, انفجرت ضحكا مع الشرطيين, و أعدت ترتيب حقيبتي, ثم ناولتهما قطعتين من الحلوى و ألحيت في طلبي لتناولها و إبداء رأييهما فيها.

Umm….. It is really delicious.


توجهت أجر حقيبتي ورائي متوجها صوب المخرج, كان الجو باردا و المطر لا يزال يتساقط, لكن كل شيء كان مجهزا لراحت الزوار, فلا تكترث لشيء, هنا كل شيء تحت أمرك.

ها هي ذي سيارات الأجرة اللندنية السوداء لطالما شاهدتها في الأفلام, معقول أنني سأركب واحدة اليوم؟. لم تطل تمنياتي و أمنياتي حتى وجدت السائق بزي أسود, مع قفازات بيضاء و قبعة علة راسه يأخذ من يدي الحقيبة واضعا إياها في الشنطة الخلفية للسيارة, و بحركة سريعة قام بفتح الباب الخلفي و قال.

Please sir.

تقدمت بخطي ثقيلة و ركبت سيارة الأجرة.

Welcome to London sir.

مرحبا بك في لندن سيدي.

Thanks.

شكرا.

Where do you want to go sir?

أين تود الذهاب سيدي؟.

Premier inn Leicester square HOTEL please.

فندق بريمي ران ليستر سكوير من فضلك.

بدأت ملامح الغبطة و السرور, كأنني ملك متوج بملكه حديثا, لم يدم الوقت طويلا في سيارة الأجرة استمتعت خلالها بمناظر لندن الهادئة لان الوقت كان متأخرا جدا, و صلنا الفندق و توقفت السيارة بمحاذات المدخل. أقبل شخص في الثلاثين من العمر خلته تمثالا لانتصابه الشديد أمام مدخل الفندق و فتح لي الباب.

Welcome sir.

مرحبا سيدي.

Thanks

شكرا.

بينما فتح السائق الشنطة الخلفية للسيارة و انزل الحقيبة التي تناولها الحارس و اختفي داخل الفندق, ناولت السائق أجرته و تكرمة عليه ببعض البقشيش فانصرف سعيدا محبور.

انه فندق رائع, ما أجمله, ما أبدعه. وضع على مدخله شيء يشبه النصب التذكاري يعرف بالفندق, انه فندق جديد و يصنف في فئة الثلاث نجوم, هل يعقل أن يكون هذا ثلاث نجوم فقط؟. اذا كيف تصنف الفنادق في بلداننا و من أين يحصلون على كل تلك النجوم من المؤكد من السماء و ليس من الأرض, أبهرني الفندق و أزعجني شكل الفنادق عندنا حاولت يائسا أن أقارن بين فنادقنا ذو الثلاث و هذا فأصبت بالإحباط لعدم تمكني من ذلك فنسيت الموضوع و دخلت الفندق متوجها إلى الاستقبال حيث تقف فتاة شقراء الشعر بنية العينين بابتسامة رقيقة رسمة على ملامح وجهها.

Welcome sir.

I have a reservation on my name, this is my passport.

ناولتها جواز سفري فأعاده ابتسامتها الرقيقة مرة أخري أفقدتني توازني الرجولي.

Welcome Sir to our HOTEL, wish you a good stay.

تمنت لي إقامة طيبة و ناولت الحمال الذي كان يرقب عن قرب مفتاح الغرفة الغرفة.

Room 305

ناولتني ملف احتوي على مجموعة من الأوراق لم اعره أي انتباه وقتها لان جمالها و حلاوة كلامها لم يتركا مجال لحواسي للتركيز في أي شيء أخر.

Thanks.

اخذ الحمال يرشدني للطريق, من هنا سيدي, وجهني إلى المصعد و منه لغرفتي, انتابني شعور بأنني مثل ملك يستمتع بخدمه و حشمه, إحساس رائع لم يقدر لي أن أعيشه يوما, لكن ها أنا ذا أعيشه, تمنيت لحظتها لو أن زوجتي معي لتعيش لحظات السعادة هذه معي.

دخلت الغرفة حيث قام الحمال بوضع الحقيبة في مكانها و انتظر قليلا فهمت انه يريد بعض البقشيش, لكنني قررت قرارا نهائيا لا رجعت فيه أن يكون أخر شخص اقدم على إعطاءه بقشيش, فلم أعد احتمل هذه المصاريف الزائدة و اذا استمر الوضع على حاله اجد نفسي بعد يومين أو ثلاثة مفلسا.

أخذت أتمعن في الغرفة و جمالها إنها رائعة, واسعة, طليت بالوان زادتها جمالا فوق جمال الأثاث المتواجد بها, و ضمت حماما و صالة جلوس صغيرة بها مكتب و جهاز تلفاز من الطراز الحديث. تذكرة الملف الذي قدم لي من جميلة الاستقبال فأخذت اقلب صفحاته, فواحدة تخبرك بحالة الطقس ليوم غد و موعد الإفطار, و أخري كانت عبارة عن خارطة لمدينة لندن, و الثالثة عبارة عن جدول مواعيد القطارات و الميترو و أهل المعالم السياحية في لندن.

ما أجمل العيش في لندن مدينة الضباب, أحسست أنني جد متعبا و يجب أن اخذ دوشا منعشا يزيل غبار السفر عن جسدي, أنهيت الدوش الساخن المنعش و رميت بنفسي فوق السرير تاركا المجال للنوم كي يهم بي............










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-25, 15:42   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
Mr.Dev
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اين سيكون المشكل القادم لأحد الزوجين يا تري...............سنعلم ذلك لاحقا










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-25, 15:51   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
Mr.Dev
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

الجزء السابع

اتفق الزوجين قبل السفر أن تمضي نصفُ العشرة أيام التي سيغيبها زوجها عند بيت أبيه بينما الخمس الأواخر فعند أمها, ضنا من المسكين أنها ستكون كافية لإصلاح الشرخ الغائر الذي حدث بينهم جاهداً لتقريبهم من بعض و جعلهم يعيشون تحت سقف بيت واحد علهم ينسون الماضي و يأسسوا لعلاقة جديدة ملئها الحب, الحنان و الود. قبلت الزوجة على مضض مُرْضِيَةٌ رغبة في نفس زوجها مع تيقنها أن لا شيء سيتغير, هي على علم اليقين أنها ستكون أطول خمسة أيام في حياتها........كيف لا ....و هي التي لم تستحمل سويعات معدودة ليلة المولد النبوي الشريف حينما تحولت السعادة في لحظات الى تعاسة, و رغم كل ذلك مجبرة هي على المضي لها ...... قررت بينها وبين نفسها على جعلها تمر بهدوء قدر المستطاع خاصة و أن زوجها غائب و هي لا تريد مشاكل في غيابه.
دقت الباب و انتظرت قليلا ليفتح الباب على وجه عبوس مقطب الجبين, انه وجه أم زوجها و التي جرت العادة على مناداتها بأمها كما هو الحال في كل الأسر, لكن بالنسبة لها فهي تلفظ الاسم بلسانها و قلبها يرفضه و لا يعترف بهذه الأمومة, فأصبح لفظ كلمة أمي في حالة أم زوجها عادة تقال باللسان و لا تعبر عن ما في القلب.
أهلا أمي......كيف حالك؟.
بشيء من النفور ردت الأم....هذه أنت!!!!! أهلا....
تقدمت الزوجة معانقةٌ الأم و لكنها أحست ببرودة و جمود حاولت أن تزيله بابتسامة مصطنعة علها تريح أعصابها المشدودة أصلا.
تفضلي بالدخول (بشيء من الفتور)....
هل سافر زوجك؟...
أجل توجه للمطار منذ حوالي الساعتين و من المقرر أن تقلع طائرته الخامسة مساءاً ان لم يكن هناك أي طارئ.
اه.....و لما تأخرت في القدوم؟؟؟....
أم أنك عرجت على أمك قبل القدوم هنا.......
وجدت نفسها أمام تهمة هي ليست في حاجة لتبرئتها و لكنها مجبرة في موقف كهذا أن تعيد الأحداث كما وقعت معها دون زيادة و لا نقصان, فهي لم تَتَعَوَد على الكذبْ و لنْ تجربه أبدا, فهي كالورقة البيضاء الناصعة البياض.....
لا يا أمي و الله لم أبرح جدران منزلي الا باتجاه بيتك غير أني قمت ببعض الأعمال المنزلية ما جعلني أتأخر, و قبل خروجي أحكمت غلق الأبواب و النوافذ و أتيت اليك مباشرة.....
كانت تُقْسِمُ و تُغْلِظُ الأيمان و كأنها أمام قاضي تحقيق, كانت تعلم رغم قَسَمِها أنها لا تزال متهمة في نظر أم زوجها.........
مرت دقائق الاستقبال ان صح ان نسميه كذلك بخير رغم نظرات الأم التي تشوبها الكثير من الغمزات و اللمزات من تحت نظاراتها الطبية العتيقة.....
أعذريني أمي...... سأذهب لغرفة الضيافة لأضع أغراضي, قالت الزوجة منهيةً حالة الركود بينهما........
حسناً...و لكن بسرعة....
همست الأم لنفسها و أخذت تكلمها......
سأجعل أيامك الخمسة معي تمر كخمس سنين.........
سأجعلك تندمين على يوم زواجك من أبني........
ستدفعين ثمن عدم حصولنا على أحفاد حتى اليوم........
سأجعلك تعملين في هذا البيت كثور في ساقية........
دخلت الزوجة غرفة الضيافة و هي تكاد تنفجر من الغيظ و لا يمنعها من الرد سوى خيال زوجها الذي لا يكاد يغيب عن خاطرها و هو يوصيها بوالديها خيراً, و بينما هي سارحت في خيال زوجها اذ بهاتفها المحمول يرن.
انه زوجي العزيز..........
الو....... السلام عليكم........مساء النور......
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته...........
كيف حالك يا وردتي الفواحة.........
بألف خير الحمد لله..... هل وصلت .........
أجل....أنا الان في مطار هواري بومدين الدولي, حيث قمت بكل إجراءات السفر و أنا الان في قاعة الانتظار............
جميل.....و متى الاقلاع ؟؟؟؟
للأسف من المفروض أن يكون بعد ساعة و نصف من الأن......
و لما الأسف..؟؟؟!!!!!!!!!!..... هل هناك تأخير في المواعيد؟؟؟؟
ليس بالتأخير الكبير......هي فقط ثلاث ساعات تأخير عن الموعد المفترض, كنت دائما أعتقد أنها مجرد اشاعات, و تضخيم للأمور حينما كنت أقرأ في الجرائد لكن الان أستطيع أن أخبرك ان المعلومات المقدمة حول تأخر الرحلات هي حقيقة و ليست خيال.........
هَوِنْ عَلَيْكَ....بعد بضع ساعات ستكون في قارة اخرى....مع أناس اخرين....و بنات جميلات....
لكم أشتاق لرؤية الشقراوات............
أوروبا......ها ها ها ها ...... لا طبعاً أنا أمزح.....و هل هناك أجمل, أرق, و أَحَنْ من نساء الجزائر......... عزيزتي ألا زلتي في المنزل؟؟؟؟؟
لا أنا عند أمك وصلت مذ النصف ساعة تقريباً.
و كيف حال أمي و أبي...
أمك بألف خير...غير أن أبوك ليس بالمنزل لم أره بعد....
و كيف كان استقبال أمي؟؟؟؟
لم تكن تريد تكدير صفوه و هو على سفر........
كان استقبال جيدا جدا...........
سمعت صوت صراخ أم زوجها الذي كان يصدح في صالة الاستقبال......
أين أنت؟؟؟ لم كل هذا التأخير..............
عذراً عزيزي لكنها أمك تنادي مضطرة أنا لقطع الاتصال....
حسناً حبيبتي, سلامي الحار لك, و لأمي و أبي.....مع السلامة......
مع السلامة حبيبي..............
نعم أمي أنا قادمة.......
و ما أن همت بفتح الباب حتى وجدت الأم في وجهها كأنها بركان ثائر....و بدأت بنفث الحمم من فمها دون سابق انذار......
أين كل هذا الوقت........أم أنك جئت لتنامي و تخلدي للراحة و أقوم على خدمتك.......
لا يا أمي.... كنت أكلم زوجي, لقد اتصل و هو يبلغك سلامه, يقول أن طائرته تأخرت لثلاث ساعات أخرى......
و لما لم يتصل على هاتفي أم جعلك مرسالاً بيني و بينه, أو ربما صرت أقرب له مني...........
لا.... ليست الأمور هكذا يا أمي...
و أصبحت مرة أخرى مجبرة على تقديم تبريرات هي في غنى عنها..............
و همت بالكلام..........
لكن الأم اسكتتها بإشارة من يدها معلنة عن نهاية الوقت المخصص لها و كأنها قاضي تحقيق ينهي مرافعة محامي لم تكد تبدأ.........
اسمعي ابني أنا أعرف كيف أتصرف معه لاحقاً, أما أنت فلا تظني نفسك هنا لتأخذي قسطا من الراحة, ألا ترين أن المنزل متسخ و يحتاج للكثير ليصبح نقي...
لا مشكلة يا أمي, سأفعل ما تشائين و لكن أحتاج لبعض الراحة اليوم فلقد قمت بالكثير من الأعمال في بيتي و أنا متعبة جداً, فأعذريني فقط اليوم و غداً أفعل ما تشائين انشاء الله............
غدا......حقا.........هل تظنين أن بيتي سيكون نزلاً أو فندقاً لراحتك......اسمعي انت هنا لخدمتي و ليس العكس..........
بدأت الغدة النخامية بأرسال الأوامر لغدة الأدر ينال التي تستجيب في حالات الغضب بسرعة افرازها للأدرينالين لكنها تمالكت نفسها في اخر لحظة مجنبة نفسها موجة غضب عارم, استغفرت ربها و استعاذة من الشيطان الرجيم تناست تعبها, مصطنعة ابتسامة أقرب للعبوس و قالت:
حسناً يا أمي......كما تشائين....أين هي أدوات التنظيف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟........
بصوت فيه مزيج بين السخرية و التوبيخ........و أين توضع مواد التنظيف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فهِمَتْ أنه يتوجب عليها التوجه للحمام, توجهت و هي تجر نفسها كجندي يرجع من معركة خاسرة, تناولت ما يستلزم للتنظيف و بدأت معركة تكاد تكون خاسرة فلقد كانت منهكة في تفاني جاهدة أن تعطي أفضل ما عندها فبالنسبة لها أيضا هو امتحان من الأم و يجب أن لا ترسب فيه...... استغرق تنظيف البيت الوقت الكثير و الجهد, و بين الفينة و الاخرى كانت تمر الأم من أمامها و تشير بأطراف يدها لأماكن مدعية أنها لم تنظف جيدا, على الرغم من أن الزوجة المسكين تفعل كل ما في وسعها..... كانت حالتها شبيهة بحالة العبيد السود حينما كانوا يعاملون دون الحيوانات (أكرمكم الله)...كانت تفكر بصوت يكاد يكون مسموعاً من البشر أمثالها لكن لا يمكن أن يسمع من أمثال أم زوجها, لماذا تفعل بي كل هذا؟؟؟؟..... الأولاد... لم تكن راضية بزواجي...... و ما دخلي بكل هذا....انا لم أكن أعلم بكل ما تقول من قصص....كانت تريد تزويجه غيري.... و لكنه هو من تقدم لي و لم أكن أعرفه أصلا.....لقائنا كان صدفة...و علاقتنا كانت سريعة...و حبنا كان مثالا للسعادة....لو لا.........
أين تسرحين.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!... ........
ما هذا هنا..؟؟؟؟..... الا ترين هذه الاوساخ.....أم أنك عمياء.....اذا كنت كذلك فسأطلب من ابني شراء نظارات لك......
أمي لقد فعلت المستحيل لإزالة هذه البقع تبدوا قديمة جدا, ربما احتاج لنوع معين من مواد التنظيف لإزالتها فالماء لا يكفي......
انت من يحتاج لتنظيف لما بداخلك من غل و حقد تجاهي.....انا متأكدة انك لن تفعلي يوما شيء يرضيني لأنك تتعمدين إغاظتي و تفوير دمي.....
هيا....أسرعي فزوجي على وشك الوصول و يجب ان تنهي كل شيء سريعاً....
ألم تسمعي ما قلت لك.....أم أنه لا يروق لك..............
رجعت الزوجة للعمل و لم يُصَبِرهَا سوي خبر قدوم والد زوجها فرغم قسوته عليها الا أنه في كل الحالات أرحم من الأم.........ربما سينصفها أو ينتصر لها....أو عل حضوره يجبرها على تلطيف كلامها احتراما لوجوده........
أنهت عملها و لم يعد في مقدورها حمل حتى جسدها النحيل المثقل من كثرة الأشغال, و ما كادت تأخذ أنفاسها فوق الأريكة الرابضة وسط الصالون حتى سمعت الأم تقول لها.....ها هل ارتحت.......هيا قومي معي للمطبخ......
و قبل أن تقوم من مكانها كان جرس البيت يرن و ولج أب الزوج.....
السلام عليكم...........
عليكم السلام يا حاج...........
كيف حالك.......
بخير.........
أي.....أهلا زوجتي ابني .....مرحبا بك....كيف حالك؟؟
بخير يا حاج...
و بادرة لتقبيل يده و هي تشكره للسؤال عنها و في أعماقها لإنقاضه من زوجته..........
هل ذهب زوجك للمطار...
أجل يا حاج اتصل منذ ساعتين و أخبرني بتأخر طائرته عن موعدها المقرر, و لم أعاود الاتصال به....
حسناً, لا مشكلة سأتصل به في ما بعد لأطمئن عليه..............
ما هذا الذي تحمله يا حاج.؟؟؟؟؟
لقد أخبرني ابنك قبل سفره عن قدوم زوجته للمكوث معنا خمسة أيام, لذلك أردت أن نستقبلها بطعام جاهز على شرفها, أنا أعلم أنها متعبة, فأرحتكم اليوم من الأكل و غسيل الصحون و غيره......سأذهب لغرفتي و أتصل بعمر لأطمئن عليه و أنصرف و تواري خلف باب غرفته.............
حمدة الزوجة الله على ما فعل الحاج, فقد أنقضها من دخول المطبخ و حالتها لم تكن تسمح بالدخول سوي لمكان واحد فقط, غرفة الضيافة و الخلود للنوم.....
هاي.....أين أنت احملي الأكياس و أتبعيني الى المطبخ..........
حاضر يا أمي.........
حضرت صفرة الأكل و كان الجو أكثر هدوء لحضور الحاج فمنع كل نوع من أنواع الاستفزاز, و أضفي جو من الرزانة في المكان..... أخبرهم عن مكالمته مع انخه و ركوبه الطائرة الى بلاد الضباب..........
اليوم هو اخر أيامها المظلام في هذا البيت , لم يكن فيه أي بصيص من النور, استحملت كل الاهانات ,الكلام الغير لائق و المضايقات لا لسبب الا لأنها تحب زوجها و تقدر الوعد الذي قطعته على نفسها أمامه أن تهتم لوالديه خلال غيابه, فأوفت بوعدها و قاربت على أنهاء فترة سجنها كان كبيت أشباح, لا علاقة له ببيوت البشر العاديين...... اليوم ربما سيكون أصعب الأيام الخمسة كلها, فهو اليوم الاخير و الأم ستستخدم اخر حيلها لإثارتها و دفعها لأن تفعل ما لا يغتفر, هي متيقنة أن ابنها أساء الاختيار و ما هي سوى حيَةِ في ثوب أنثي, و في مرات كثيرة تصبح حرباء تتلون حسب الظرف و المكان.......
هيا قومي......الحاج على وشك الرجوع من المسجد, قومي ايتها الكسولة و جهزي الفطور, أم تريديني أن أفعل ذلك بنفسي؟؟؟....
قامت و عيونها مليئة بالتعب و الاعياء لكن فيها قليل من البريق فهو يومها الاخير في هذا السجن......
حسنا أمي.... أنا قادمت........................
جهز الفطور و التف ثلاثتهم حول الطاولة, لكن الأم أرادة أن تبدأ معركة اليوم باكراً.......
اذا لقد كلمت ابنك في الموضوع يا حاج؟؟؟؟؟؟؟
أي موضوع يا حاجة؟؟؟؟............
موضوع بنت عمه......
اه....أجل هو يقول أنه ليس لديه مانع في أن تكون معه, و سيهتم بها و يعمل على راحتها قدر المستطاع, فهي قبل كل شيء ابنت عمه.......
أجل يا حاج..... و هو لطالما كان يستلطفها و يميل اليها, و هي كذلك كانت معجبة به لدرجة الجنون............
أجل يا حاجة, فعلا.........
ضاعت الزوجة المسكينة و لم تعد تقدر على التفكير و لا التقدير, هل يعقل أن يكون قد اتخذ قراراً بالزواج من ابنت عمه؟.......كيف لم يخبرها بذلك؟؟؟؟....كيف لم يلمح لها؟؟.........كيف يتخلى عنها و هي التي أحبته حتى الجنون........كيف يفعل هذا و يدعي انها حبه الأول و الأخير....ألم يعادها على عدم التخلي عنها مهما كانت الظروف......ما عيبي........هل أنا..........يا الهي........معقول.......ان أكون.............لا.........لا ....لا يمكن يا الهي ألهمني الصبر ..............










رد مع اقتباس
قديم 2015-11-25, 15:53   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
Mr.Dev
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

أعضاء منتدنا الغالى الرجاء بالتواصل لاتمام باقي اجزاء الرواية ................ تقبلوا تحياتي جميعا .....و شكرا مسبقا لكل من تواصل معي










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:08

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc