حُكم اعتكاف المرأة في بيتها...

[أم فاطمة السلفية]

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيم
الحمدُ للهِ، والصَّلَاةُ والسَّلَامُ على رسولِ اللهِ، أمَّا بعدُ :
حُكم اعتكاف المرأة في بيتها...
السُّـــــؤَال :
شيخ محمد، وردتنا رسالة من العراق بعثت بها السائلة م. ش. تقول: إلى حضرة معدي ومقدمي برنامج نور على الدرب، تحية وبعد، شكراً لمشايخكم، وأعلم أن الاعتكاف لا يجوز إلا في مسجد جامع إلا أني كفيفة البصر ولا يوجد مسجد قريب من بيتنا، كما أن المساجد القريبة لا يوجد فيها مكان مخصص للنساء، فهل يجوز لي أن أعتكف في البيت؟ علماً بأنني في البيت لا يشغلني شيء عن العبادة؟
الجَـــــوَاب :
الشيخ: الانقطاع للعبادة في بيتك إذا لم يشغلك عما هو أهم وأنفع من العبادات لا بأس به، ولكنه ليس اعتكافاً شرعياً؛ لأن الاعتكاف الشرعي لا بد أن يكون في المساجد لقوله تعالى: ﴿وأنتم عاكفون في المساجد﴾ فالعكوف لا يكون إلا في مسجد تقام فيه الجماعة، وأنت في بيتك ليس عندك مسجد تقام فيه الجماعة، لكن يكفيكِ أن تتفرغي للعبادة من الذكر والقرآن والصلاة وغير ذلك مما يقرب إلى الله.
السُّـــــؤَال : إذاً المرأة قد يضيق عليها في هذه المسألة؛ لأنه ليس بموفور المرأة أن تبقى في المسجد، وقد تبقى في المسجد دون محرم أيضاً؟
الشيخ: ليس فيه تضيق؛ لأنها ليست ملزمة به.
السُّـــــؤَال : يعني ليست مطالبة؟
الشيخ: الاعتكاف ليس لازماً حتى نقول أنه من باب التضييق بما لا يطاق، الحمد لله العبادات كثيرة سواه.
السُّـــــؤَال : لكن ألا تعتكف في مسجدها في المنزل؟
الشيخ: لا تعتكف، لا يصح أن تعتكف في مسجدها في المنزل، لكن كما قلت لك لا بأس أن تنقطع للعبادة بمعنى أنها تبقى في مسجد بيتها وتذكر الله وتقرأ وتسبح بشرط أيضاً ألا يطغى عليها أهم من العبادات الأخرى؛ لأن بعض الناس قد يقتصر على هذه العبادات القاصرة ويترك أشياء أهم منها، والإنسان المؤمن يتقرب بما هو أتقى لله وأرضى له، وانظر إلى حال النبي عليه الصلاة والسلام؛ يقوم حتى يقال لا ينام، ويصوم حتى يقال لا يفطر، وكذلك يفطر حتى يقال لا يصوم، وينام حتى يقال لا يقوم؛ يعني أنه عليه الصلاة والسلام ينظر ما هو الأصلح، وكل حال لها مقال.
موقع فضيلة الشيخ العلامة ابن عثيمين -رحمه الله -

[*أم جابر*]

بارك الله فيك اختي و نفع بك و رحم الله شيخنا و غفر له ذنبه

[أم فاطمة السلفية]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *أم جابر*

بارك الله فيك اختي و نفع بك و رحم الله شيخنا و غفر له ذنبه

جزاك الله خيرا أخية أم جابر واحسن اليك ورحم الله شيخنا رحمة واسعة.