اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *ذُكاءْ*
السّلام عليكم،
(#٢)
يا إلٰهي!
أحيانا أفكّر بأنّ أجمل ما بالمنتديات و مواقع التّواصل الإجتماعي، أن نستطيع السفر عبر الزّمن. أن نفتّش في أرشيفنا و نقرأ كلماتنا و نمحّص في الشّخص الذي كنّاه من قبل. أحيانا أكرهني، و أحيانا أستغرب أو أستنكر الكلمات التي قلتها، أو التصرفات و المواقف التي اتّخذتها. أحيانا أسأل نفسي هل هذه أنا منذُ ٤٥ يومًا؟ هل صحيحٌ أنني اعتقدتُ كذا و كذا و رأيتُ كذا و كذا؟ رُبّما كلآمٌ فقط، قلته لحظة غضب/ حماس/ قوّة! هل أنا منافقة (كما أخبرني الشخص الذي نصحني بدخول هذا الموضوع) ؟ هل أكره نفسي؟ لماذا قولي لم يطابق عملي؟ و لماذا أشعر بالغيرة من الشخص الذي كنته بالأمس؟
أوقات يصل بي الأمر لـ التّظاهر بالشّجاعة لأنّ ذلك يجعل المرء يصبح شجاعا مع الوقت. و قد أجرءُ على خداع نفسي بأن أُجبرها على فعل أشياءٍ و أقنعها بالعكس. بأنّني لا أفعل الشيء الذي لا أريده طوال الوقت. (!)
الأمر بعيدٌ كلّ البعدِ عن النّفاق. و دعوني أوضّح هذه الجزئية.
رجاءً إسدِ لنفسك المستقبلية معروفًا.
كيف؟ بأن لا تُسدِ لنفسك (الحاليّة) معروفاً.
أعرف بأنّها فكرةً ساذجة، و أتفه من أن تفكِّر بها حتّى، لكن الأمرُ يستحقُّ المحاولة:
أنت الآن، باعتبار الوقت متأخّر جدّا تريدُ، بل تحتاج، للنوم. حقك الطّبيعي. لكن أنت بعد ٣٧ يوماً ستكون في حالةٍ من التّوتر و القلق (ترقّب النتيجة) تجعلك تتمنى أن ترجع للماضي و تحرق الأخضر و اليابس فقط لألّا تهمل نقطةً و لو تافهة بأيّ درس . (just think about it)
الموظّف الذي ستكونه يوماً، المدير الذي سيرأسك يوماً سيجعلك تلعن اللحظة التي قبلت أن تهان فيها بهذا الشّكل، و تعيش كل هذه الضّغوطات . (هذا إن وجدت منصباً من أساسه. أعتذر.) و سوف تتمنّى لو أنّك اخترت تخصّصا أحسن، لو لم تسمح لآلةٍ غبيّة تحديد مستقبلك، لو اجتهدت أكثر. لو كان مجموعك أحسن. قليلا فقط. بأن تدرس الشيء الذي تستطيع الإبداع فيه. و أن تعمل العمل الذي لن تملّه أبدا. أن تترك بصمتك، و تساهم في إعمار الأرض. كما يجب و كما تريد. لكن نفسكَ الآن تريد إقناعك بأنّك لست في تدريب عسكري و أنّ هذا الامتحان أتفه من أن تقتل نفسك لأجله. (!) و تتناسى فكرة أنّه قد يكون السّبب في القفزة النّوعية، قد يكون فرصتكَ لأن تُسمع صوتك للعالم. (١) و أن تكون نجماً. و قد يكون أيضاً السّبب في جعلك موظّفاً بمرتّب شهري باذخ. (آلةً). السّبب في أن تبقى أحلامك أحلاماً للأبد -على أن ترغب في جعلِ أبناءك يتبنونها، مستقبلاً-. قد يكون السّبب في ندمٍ لا نهائي.
في حين تستطيع أن تقتل نفسك من أجل *المجموع* شهرا فقط و ترتاح الدّهر كلّه. ترتاح بأنّك ستكون ممتنا لنفسك بالأمس التي أنجزت شيئاً لأجلك. لأنّها ضحّت لأجلك. لأجلِ أن تُصبح ما صرتهُ اليوم.
لا أقصد أن نتوقّف عن عيش حاضرنا، و أن نفكّر بالمستقبل أكثر من اللازم بل أن نُجبر أنفسنا على فعل ما لا نستصيغه، كمراجعة الهندسة الفضائيّة، أو حفظ معادلات التّركيب الضّوئي الغبيّة، أو حتّى أخذ دروس صيفيّة باللغة الفرنسية، ممارسة هواياتنا حتّى بالوقت الذي بتنا فيه نكرهها. فقط لأنّ الشخص الذي ستصيره سيكون ممتنا على الواجبات التي تفعلها إكراها اليوم.
لكن صدّقوني، لمّا الواحد منا يكره شيئا بحجّة أنّه صعب. و يلزم نفسه بفعله، و يتعذّب معه بالبداية لن يظل كذلك، لا شيء يبقى على حالهِ. و الإنسان يحب كل ما هو سهل بطبيعته.
أعرفني فاشلة في ضربِ الأمثلة لكن بالمختصر المفيد، فرحة البكالوريا تستحقّ الليالي البيضاء، تستحقّ التّخلي عن كل ما قد يرفّه عنك لـ ٣٠ يوماً فحسب. تستحقّ آلام الظهر، الصداعات، مقاطعة الأصدقاء، الاعتكاف بغرفتك لـ٣٠ يوم فقط من حياتك. و أجزم لك ستكون ممتنا جدّا لأنّك شغّلت الـgrown-up mode. أطفأت صوت الطفل المشاغب داخلك، الذي يرفض مغادرة فراشه صباحاً و يريد أن يتناول الحلوى طوال الوقت و يأبى الانصياع للبالغين. يجب أن تفهم بأنّك بتّ راشداً الآن و أنّك في مرحلة لا يجدر بك أن تدمّر نفسك فيها لأنّك تميّز الآن بين الصّواب و الخطأ و تدرك جيّداً أن القلم ما عاد مرفوعاً عنك.
لا تنس أن تسدي نفسك المستقبلية معروفاً و turn on the grown-up mode و حيّاكم.
|
ما شاااااء الله كلامك راااااااائع جداااا
حمسني لدرججة كبيييييرة , انا اصلا كنت قاعدة نخمم ضكا نقول بلاك نروح نرقد خير و ليوم لمورال هابط و وش حيكملي التاريخ هاذا و لفيزيا
و كامل الناس بداو يحلو لحوليات و انا لحد الان تمارين ما نحلش و لحد الان جامي حليت موضوع باكالوريا كاااامل
لكنك بلحظة واحدة غيرتي كل اعتقاداتي
فعلااا , ربي يجازييييك حبيبتي