من أجل فلسطين
(مسرحية)
هناك مشهدان يُمثِّلان في آنٍ واحدٍ:
من جِهة هناك مجموعة من الأطفال: "ياسين، أخته: وفاء، وأصدقاؤهما، نورة، عادل، فيصل"، ومن جهة أخرى أطفال.
يهود:
Judith ,Isaak, Chalom, Helene, David, Sarah.
المشهد الأول
في المدرسة العربية
داخل القسم
يَدرُسون أن اليهود طيِّبون، وأنَّه لا بدَّ من السلام معهم لتعُمَّ المحبة، ولا بدَّ أن تُقسَّم فلسطين من أجل تحقيق تلك الغاية.
في المدرسة اليهودية:
داخل القسم:
يَدرسون أن العرب أشرار، ولا بدَّ من محاربتهم جميعًا ليعُمَّ السلام، ولا يجب أنْ تُقسَّم فلسطين بينهم، وأنَّهم هم شعب الله المختار.
المشهد الثاني
في الشارع
الأطفال العرب يَشترون مشروبات (كوكا كولا، والهومبرغر، ولعب باربي، وملابس مصنوعة من طرف اليهود، ومنتجات أخرى يهودية).
في الشارع:
الأطفال اليهود يُفضِّلون أكْل الطعام الطازج المفيد في البيت، يَشترون لُعبًا هي عبارة عن أسلحة، ويُمثِّلون أدوار الجنود الذين يُحاربون العرب ويَقتلونهم.
المشهد الثالث
في الشارع
هناك مظاهرة تضم عددًا من المُتظاهرين العرب المُندِّدين باحتلال فلسطين، والتعاون مع اليهود.
في الشارع:
هناك مظاهرة تضمُّ عددًا من المُتظاهرين اليهود الذين يُندِّدون بمفاوضات السلام مع العرب.
المشهد الرابع
ينضم الأطفال العرب إلى المظاهرة ويصرخون: بالروح، بالدم، نفديك يا فلسطين، وفجأة يعم السكون، وتتوقَّف كل حركة على خشبة المسرح، وتتجسَّد فلسطين في دور فتاة تلبَس ملابس بيضاء مُلطَّخة بالدم، وتَهيم على وجْهها وآثار الحزن والتعب بادية عليه، وتتقدَّم إلى ياسين ورِفاقه، وتسألهم فلسطين: هل تُحبُّني يا ولدي؟
يُجيب ياسين: نعم حبيبة قلبي.
فلسطين: هل أنت فعلاً صادق في حبِّك لي يا ولدي؟
ياسين: نعم قِبلتي الأولى ومَسرى نبيي.
فلسطين: لماذا تُحاربني إذًا يا ولدي؟
ياسين: أنا لا أُحارِبك حبيبة قلبي، بل أحبُّك كثيرًا، وغدًا حينما أكبر سأُدافِع عنك.
تُطلِق الفتاة (فلسطين) ضحكة ساخرة، وتقول فلسطين:
كيف ستُدافِع عني وأنت تَغرِس في جسدي آلاف الطعنات كلَّ يوم؟
ياسين: أنا أمي؟!
تُشير الفتاة (فلسطين) إلى مشهد يَعرِض طفلاً يشتري سلَعًا يهوديَّة ليَستهلِكها، فتتحوَّل على الفور إلى رصاصات تَقتُل عددًا من الأطفال الفلسطينيين، وبعد انتهاء المشهد تنظر الفتاة (فلسطين) إلى الطفل، وتُعيد السؤال مرة أخرى:
فلسطين: كيف ستُدافع عنِّي يا ولدي، وأنت تغرِس في جسدي آلاف الطعنات كل يوم؟
تَجثو الفتاة على الأرض تَبكي ثم تنهَض.
الطفل يظلُّ واقِفًا مُطأطِئ الرأس صامتًا.
تسأل فلسطين: إن لم تشرَب (الكوكا)، هل ستموت يا ولدي؟
ياسين: لا يا أمي.
فلسطين: وإن لم تأكُل طعام اليهود، هل ستتوقَّف عن النمو يا ولدي؟
ياسين: لا يا أمي.
فلسطين: وإن لم تلعَب بألعابهم، هل ستحزَن يا ولدي؟
ياسين: لا يا أمي.
فلسطين (صارخة): لماذا إذًا تقتُلني بها يا ولدي؟
ياسين: لم أعلَم يا أمي.
فلسطين: كيف لا تعلَم ما يُؤلِمني، ثم تقول أنك تُحبُّني؟
ياسين: آسف يا أمي.
فلسطين: وفيما يُفيد الأسف يا ولدي؟
ياسين: وماذا أستطيع أن أفعَل الآن يا أمي؟
فلسطين: دافِع عنِّي اليوم قبل الغد.
ياسين: وكيف أستطيع أن أُدافِع عنك يا أمي؟
فلسطين: لا تأكُل طعامهم، لا تشرَب شرابَهم، لا تلبَس ثيابهم، لا تلعَب بألعابهم.
ياسين: وكيف أعيش إذًا يا أمي؟
فلسطين: استخدِم عقلَك ويديك، أنتِج طعامَك بيديكَ، انسِج ثيابك بيديك، واصنَع كل اللعب التي تُريدها بيديكَ، كن حرًّا يا ولدي، لا تكن عبدًا، ولا ترضى بالذلِّ.
ياسين: حاضر يا أمي.
المشهد الأخير
تَختفي الفتاة (فلسطين) من على ساحة المسرَح، ويظهَر الأطفال العرب، وقد عادوا إلى حياتهم، لكن هذه المرة يرفُضون شراء السلع اليهودية.
يصرُخ واحد منهم:
فيصل: حينما أكبر سأزرع الأرض بيدي، ولن أشتري طعامًا من عند الغرباء.
عادل: وأنا حينما أكبر ستكون عندي مصانع للنسيج والخياطة، ولن أشتري ألبِسة من عند الغرباء.
نوره: وأنا حينما أكبر سأصنَع الكثير من اللعب الجميلة، ولن أشتري لُعبًا من عند الغرباء.
يَصرُخ الأطفال جميعًا:
وحينما نكبُر سنُدافِع عنك جميعًا يا فلسطين.