هل ثبت في الشرع تلبس الجني بالإنسي؟

[ing.Youcef]

بسم الله الرحمن الرحيم

السائل:
السؤال من شقين يقولون أن بعض أئمة المساجد يعالج الصرع بالقرآن و الحمد لله و لكن يلاحظ أنهم يضربون الوجه حال القراءة أي وجه المصروع فما حكم ضرب الوجه؟. و الشق الثاني هل في الأحاديث الصحيحة ما يؤيد دخول الجني في الإنس؟

الشيخ:
إذا أفسحتم المجال لي بأن أوجز في جوابي فأقول لا يجوز ضرب الوجه بالكف، و في الأحاديث الصحيحة أن النبي صلى الله عليه و سلم أخرج جنيًّا من غلام كان لعجوز مر بها النبي صلى الله عليه و سلم في بعض أسفاره فهذا صحيح و أما الضرب على الوجه بالكف فهذا منهي عنه و الغاية لا تبرر الوسيلة و حسبكم هذا.

فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

كلام الشيخ صوتيا

[ing.Youcef]

السائل:
فضيلة الشيخ نريد إيضاح مسألة جواز الرقية الشرعية على المريض حيث أن بعض المنتسبين للعلم يرى عدم مشروعية القراءة لغير المريض على نفسه أو أقرب الناس إليه وكذلك مسألة تلبس الجن بالإنسان حيث أنه يوجد من يقول أن هذا غير صحيح.

الشيخ:
الرقية الشرعية تنقسم إلى قسمين القسم الأول من القرآن و السنة و هذا لا إشكال فيه، فمن القرآن سمعتم قبل قليل أن سورة الفاتحة رقية و كذلك إذا قرأ على المصاب بمرض ما يناسبُ ذلك المرض كما لو قرأ على المسحور بآيات السحر مثل قوله تعالى (ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين) و كما في قوله تعالى (إنما صنعوا كيد ساحر و لا يفلح الساحر حيث أتى) و أمثال ذلك، أما السنة فكذلك فيها أحاديث كثيرة و فيها أدعية المرض. القسم الثاني ما لم يرد في الكتاب و السنة لكنه دعاء مثل أن يقول الإنسان و هو يقرأ على المريض "اللهم عاف هذا المريض اللهم أزل مرضه اللهم عجل له بالعافية" و ما أشبه ذلك من الكلمات التي لا تنافي ما في القرآن و السنة لكنها لم تأت بلفظها في الكتاب و السنة، أما الكلمات التي لا يُفهم معناها أو الكتابات التي تكون طلاسم مربعات مدورات مثلثات منجمات فهذه كلها حرام لا تجوز الرقية بها بأي حال من الأحوال.

أما إنكار أن يكون الجني يتلبس بالإنسان فهذا خطأ لأنه جاء في القرآن الكريم ما يدل على ذلك أي على تلبس الجني بالإنسي يعني يداخله حتى يكون كاللباس له و كذلك في السنة و وجدت آثار كثيرة عن السلف في هذا الموضوع و لا يمكن إنكار مثل هذا قال الله تعالى (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) و جاء في مسند الإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله أن النبي صلى الله عليه و سلم مر بامرأة لها ابن يصرع فقرأ عليه النبي عليه الصلاة و السلام و قال له (أخرج عدو الله فإني رسول الله) فخرج و برِأ الصبي. و أما الواقع فشاهد بذلك، كثير من العلماء يشهدون بهذا، قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد إنه أتي إلى شيخنا -من شيخه؟ ابن تيمية- أُتي برجل مصروع فجعل يقرأ عليه و لكن الجني لا يريد الخروج فقال له شيخ الإسلام كلاما معناه أخرج هذا ظلم و لا يحل لك فقال الجني و هي امرأة قالت إني أحبه فقال شيخ الإسلام لكنه لا يحبك فقالت إني أريد أن أحج به قال و هو لا يريد أن يحج معك، و أبت أن تخرج، فجعل يضرب الرجل المصروع الذي أصابه المس حتى خرجت فقالت له لما جعل يضربه قالت أَخرجُ كرامة للشيخ فقال لا، لا تخرجي كرامة لي أخرجي طاعة لله و رسوله، لأن هذا ظلم فخرجت منه فلما أفاق الرجل قال ما الذي جاء بي إلى حضرة الشيخ؟ -يقصد شيخ الإسلام ابن تيمية- لأنه كان ما يشعر. و كذلك روي عن الإمام أحمد وغيره من أهل العلم ما يؤيد ذلك و يثبته و لكن الشيء الذي يُكدِّر الخاطر أن كثيرا من الناس اليوم عندهم خوف و هلع كلما أصيب الإنسان بشيء قال هذا جني هذا سحر هذا عين! و هذا غلط، هذا من الهلع، و الإنسان إذا خاف إستولت على نفسه الإنفعالات فصار الوهم عنده حقيقة، و لذلك يجب على الإنسان أن يستعمل الأوراد الشرعية في كل صباح و مساء إذا كان يريد أن يحميه الله عز وجل لأن من قرأ آية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ و لا يقربه شيطان حتى يُصبح.

فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

كلام الشيخ صوتيا

[ing.Youcef]

السائل:
ما مدى علاقة الجني بالإنس، وكيف نعلم بوجود الجن في الإنس؟

الشيخ:
الجن جيل مستقل خلقهم الله لعبادته كما قال تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون) فهم جنس مستقل و جيل مستقل من خلق الله، وهم أنواع في خلقتهم وهم مكلفون وفيهم المسلم وفيهم الكافر وفيهم الجهمي والشيعي وغيرهما من أصناف الفرق الكافرة والمبتدعة كما قال الله جل وعلا في كتابه العظيم في سورة الجن عنهم أنهم قالوا (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُون) فمنهم المسلم ومنهم القاسط الجائر الخارج عن الإسلام ومنهم الصالح و الطالح، وعلاقتهم بالإنس علاقة الإسلام والكفر، فمن أسلم منهم واتقى الله فهو أخ الإنس في دين الله، ومن كفر فهو عدو المسلم كالكافر من الإنس ومصير الجميع الجنة و النار، ومن أسلم من الجنسين فله الجنة و الكرامة و من حاد عن الإسلام فله النار و الخيبة سواء كان من الجن أو من الإنس، وفيهم الفاسق الظالم الذي تعدى على الإنس بالملابسة للإنسي حتى يكون يصيبه الجنون، وفيهم الظالم الذي قد يتعدى على الإنس بالسرقة و أخذ بعض ماله وإيذاءه وإيذاءه في أمواله فيهم الفساق والمجرمون والظلمة والمؤذون مثلما في الإنس سواء كما قال تعالى (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ) فهم أجناس وفِرق وطوائف مختلفة، فمن اتبع الشرع المطهر الذي جاء به نبينا محمد عليه الصلاة والسلام فهو مؤمن سعيد كالإنسي المستقيم و من خالف شرع الله واتبع الهوى وأطاع الشيطان فهو من جنس الإنسي الكافر كلهم إلى النار، ومن وحَّد الله واستقام على التوحيد ولكن عنده معاصي فهو مثل الإنسي الذي عنده معاصي، موعود بالجنة وإذا مات على معاصيه فهو تحت مشيئة الله، إن شاء الله غفر له وإن شاء عاقبه على قدر معاصيه ثم مصيره بعد التطهير إلى الجنة، هكذا لا فرق بين الإنسي والجني، كما قال الله سبحانه في كتابه العظيم (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء) هذا يعمُّ الإنس والجن، من مات على التوحيد وعدم الشرك فله الجنة ومعاصيه تحت مشيئة الله كالذي يموت على الزنا أو السرقة ما تاب أو الغيبة أو النميمة ما تاب أو الربا هذا تحت مشيئة الله إذا مات على التوحيد والإيمان، ومن مات على الاستقامة والتوبة الصادقة فله الجنة والكرامة من أول وهلة، ومن مات على الكفر بالله فله النار (وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) وقال في الكفار: (أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) نسأل الله العافية والسلامة.

السائل: كيف نعلم بوجود الجني في الإنسي؟

الشيخ:
يُعلم بنُطق الإنسي بما يدل على ذلك وأعماله التي تدل على ذلك، فإن الجني إذا خالط الإنسي قد ينطق ويقول أنا فلان، وأنا دخلت فيه بسبب كذا وكذا ويبين الأسباب، قد يبين قبيلته وقد يبين اسمه وقد يبين الأسباب وقد لا يبين بعض ذلك، فيعرف مما يجري منه على لسان الإنسي، ويعرف أيضا بأعمال الإنسي واختلافها وتغيرها فإن المجنون لا يخفى أمره إذا أصيب بتخبط الجني، لا يخفى تصرفه و لا تخفى أعماله، والجني ينطق على لسانه في الغالب بما يريد يقول لابسته لأجل كذا فعل بي كذا ضرب ولدي ضرب دابتي فعل كذا فعل كذا، قد يكون يلابس الجني الإنسية من باب العشق، والإنسية للرجل كذلك من باب العشق، قد يكون لأسباب أخرى قد يكون الإنسي آذاهم بضرب أو طرح شيء ثقيل عليهم أو ماء حار عليهم أو ما أشبه ذلك مما قد يؤذيهم فيحصل تلبسهم بأسباب ذلك، وفيهم الطيب الذي إذا نصح خرج بسهولة وفيهم الفاجر الذي يعاند و فيهم الكافر الذي لا يبالي ولا يقبل النصيحة...نسأل الله السلامة.

فضيلة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله

كلام الشيخ صوتيا

[أبو همام الجزائري]

جزاك الله خيرا ورحمه الله العلماء وأسكنهم فسيح جناته

[ing.Youcef]

و جزاك الله خيرا أخي أبا همام

وفقك الله