بسم الله الرحمان الرحيم
الاسم * مايا زين التاريخ 02 مارس 2015
maya.zein @outlook.com الايميل *
في البداية اريد ان اوضح ان ما ستقرئونه ليس رواية وانما فقط قصة كتبتها واردت المشاركة بها في جائزة علي معاشي في قسم الرواية لكن ضيق الوقت وعدم قدرتي على كتابة رواية كاملة اردت ان اقوم بكتابتها على فترات وان الزم نفسي بالكتابة ونشر كل فصل كل اسبوع وارجو ان تفيدوني بتعليقاتكم التي سآخذها بعين الاعتبار سواء في هذا المنتدى او عبر الايميل (المدون اعلى الصفحة ) انا مايا زين واتمنى لكم قراءة ممتعة
الفصل الاول * سارة
ان الحياة مدرسة يتعلم فيها الانسان دروسا وتجارب تفيده في المستقبل وتجعله قادرا على تجاوز الصعاب فالانسان بطبعه طماع يريد ان ياخذ اكثر من ان يعطي وان ينهض من دون ان يقع وان يغنى من دون ان يفقر فالحياة تجارب نتعلم من الاخطاء التي نرتكبها فمن لم يخطئ لم يعش لكن المشكلة ان الحياة تعلمنا لكنها لا تمحي اخطائنا فالتاريخ لا يرحم احدا ان اخطئت ظلت الخطيئة ملتصقة بك فمهما عملت من خير لا احد سينسى.
ككل صباح قبل اشراقة الشمس بقليل تنهض سارة من النوم فتجد والدتها قد حضرت الفطور كعادتها ووالدها قد عاد من المسجد بعد ان صلى الفجر جماعة وبقي يرتل بعض ايات القران ويذكر الله حتى طلوع الشمس تجتمع العائلة المتمثلة في الوالد عمار وزوجته نورة على الطاولة فيما تتحاشى سارة الجلوس معهما فبجلوسها سيتحدث والدها عن امر الحجاب الذي لم ترتده سارة بعد
سارة لم تحب يوما الحجاب واعتبرته تضييقا على حريتها وان من يرتدينه لا يرتدينه عن اقتناع هذا الكلام الذي كانت تردده سارة منذ زمن ولكن الان عليها اختراع حجة جديدة
اطالت سارة الانتظار في غرفتها وابوها لم يخرج بعد من المطبخ وهي قد اكملت تزينها وتبرجها لبست ملابسها وبقيت تنتظر خروج والدها انتظرت مطولا نظرت الى ساعتها مرات عدة مرت خمس دقائق .عشر. عشرون ووالدها لم يخرج ان الساعة تقترب من السابعة وهي لا تريد الالتقاء بأخيها قبل خروجها فسارة قد تستطيع قول اي شيء لوالدها ولكن لأخيها الامر مختلف
بعد طول انتظار قررت الخروج من المنزل من دون ان تأكل شيئا جمعت سارة كل شجاعتها وجمعت معها خوفها من استيقاظ اخيها وفتحت باب غرفتها نظرت يمينا وشمالا الطريق خالية لا احد هناك حتى باب المطبخ كان مفتوحا قليلا لدرجة ان والدها لا يستطيع رؤيتها نزعت حذائها ذو الكعب العالي كي لا يصدر صوتا وحملته في يدها وانطلقت بهدوء وكأنها سارق دخل الى بيت ولا يريد ان يحس به اي احد مرت على غرفة اخيها ثم حان وقت المطبخ مرت وهي تراقب اي حركة قد تصدر من هناك لا شيء الحمد لله حتى وصلت الى الباب كيف ستفتح الباب من دون ان يلحظ اي احد فتحتها بسرعة وهي خائفة جدا لكن صوت فتح الباب كان اكبر من تخطيطات سارة وهنا نهض والدها مسرعا
-سارة اين تذهبين من دون ان تأكلي شيئا
-الوقت متأخر وانا لا اريد التأخر عن العمل
لم يقتنع والدها بما تقول وامسكها من يدها وادخلها المطبخ
-اجلسي فالساعة السابعة فقط وانت تعملين في مكان قريب
جلست سارة وبدات في تبادل الحديث مع والدها حول ظروف العمل وكيف تعمل كعاملة استقبال بالموازاة مع دراستها للبيولوجيا في جامعة باب الزوار وعن تعبها من اجل القيام بالأمرين معا خاصة وان هذا العام ستتحصل على شهادة ماستر في البيولوجيا وهنا يبدي عمار اسفه من عملها حيث انه لم يردها ان تعمل حتى تتخرج لكن مطالبها كبرت وهنا قال لها المقولة الشهيرة التي تنتظرها كل فتاة باحر من الجمر *انتي حرة في حياتك ودبري راسك ان اردت العمل فاعملي *
وهنا اغتنمت سارة الفرصة لتعمل فهي كل ماكان يهمها اللباس الجميل والغالي الثمن والماكياج الفاخر والاحذية الجميلة ووووؤ لم يهمها يوما ان يكون والدها غير قادر على اعالة اسرته خاصة انه متقاعد الان ويعمل في دكان احد اصدقائه
-ماما اليوم ان شاء الله سآتي للفطور في المنزل
-هل نسيت انك ستذهبين عند خالتك اليوم لقد اتصلت بها البارحة واخبرتني ان فستاني جاهز لقد اخبرتك البارحة هل نسيتي
عمار ينهض من مكانه وهو متثاقل جدا فعمار في الخامسة والستين من العمر لكنه يبدو في السبعينات لانه تقريبا يمكن ان نقول عنه انه عمل طول حياته بأتم معنى الكلمة فقد تعرف على سوق العمل منذ كان عمره سبع سنوات والده توفي تاركا سبع بنات وكان الولد الوحيد عمل عمار في اي شيء يخطر على البال عمل كحمال .كبائع .كمساعد بناء. عمل في كل تلك المهن التي يحتقرها شباب اليوم لكن لنقل ان الحظ لم يحالفه لم يتزوج الا بعد ان قارب سنه الاربعين لأنه اراد تزويج اخواته كلهن قبله خوفا من اي مشاكل قد تحدث وايضا لإرضاء والدته التي توفيت بعد زواجه ببضعة اشهر
سارة لم تتحمل رؤية والدها بهذا الشكل فأمثاله يخططون للذهاب الى الحج او يخططون لتمضية وقت جميل مع احفادهم لكنه مازال ينهض قبل اولاده ويخرج للعمل مثلهم ويعود ليلا بعد ان يأخذ العمل من جسده الهزيل ما تركه الزمن من مشاكل صحية واجتماعية احضرت سارة حقيبتها واخرجت بعض الاموال لم تكن بالشيء الكثير لكنها ارادت اعطائها لوالدها فهي تعلم ان اليوم هو يوم تسديد الكراء فالرجل الذي يملك الشقة التي يسكنونها هو نفسه من يملك الدكان الذي يشتغل فيه عمار فأحيانا عندما لا يجد عمار كيف يسدد الكراء يأخذ المالك الثمن من اجرة عمار الشهرية ولكن كالعادة رفض عمار اموال سارة
-كيفاه عرفتي بلي لازم اليوم نخلص الكراء
-انا ما قلت والو
قالت نورة ولكن سارة اكدت لوالدها انها سمعت حديثهما بالصدفة البارحة لم تشأ ان تعطيه الاموال الا بعد ان تأكدت انها لا تحتاجها لذا طلبت من والدها اخذها ولكن حتى مع توسلاتها لم يرد ان يأخذ عمار الاموال وهنا نطقت سارة بشيء كانت تتحرج من ذكره منذ ان بدأت عملها
-احيانا احس انك لا تأخذ اموالي لأنك تظن انها اموال حرام ابي انا اعمل بجد في مكان محترم
لم يجد ما يقوله عمار لتكمل سارة كلامها
-انت تاخذ الاموال من سعيد لكنك لا تاخذها مني
-يا ابنتي انا بالنسبة لي عيب كبير ان اخذ الاموال من امراة هل تظنين انني قد افكر يوما باخذ فلس واحد منك انظري الى امك لقد مررنا باوقات اصعب من هذه بكثير لكني لم اتجرا يوما في ان طلب من والدتك ان تعطيني فلسا واحدا من اموالها هذا ما اردت ايصاله لك لطالما علمتك ان تعتمدي على نفسك وانا الان ارى اني حققت هدفي فانت انسانة رائعة وما قمت به لحد الان الكثير من الفتيات لا يستطعن فعله هناك شيء واحد لطالما اردت ان اقوله لك ولكني عجزت
-ماذا اردت ان تقول
-بغض النظر عن عدم رغبتك في لبس الحجاب الا اني فخور بك هناك اشياء تقومين بها تثبت لي انك الابنة التي يتمناها اي شخص ولكنه هناك بعض التحفظات عليك وان اردت رضايتي الكاملة عليك اسمعي كلامي فانا اريد ان اموت وانا راض عنك
-ابي...........
-حسنا الان ساذهب الى العمل وفي المساء هناك حديث طويل سيجمعني بك هناك عدة امور علينا ان نناقشها
-حسنا في المساء ان شاء الله
يخرج عمار من المنزل اما سارة فتعطي الاموال الى والدتها وتطلب منها ان تشتري بها ما تحتاجه لمنزل تستعيد سارة توازنها وتسمع صوت باب الغرفة انفتح وهنا يبدو انها تجمدت من الخوف انه هو سعيد يبدو انها اليوم ستتاخر بما فيه الكفاية عن العمل تحمل حقيبتها وما ان تهم بالخروج من باب المطبخ حتى تجد سعيد امامها وقد اغلق الباب بيديه
-في الحقيقة اخر شخص اود رؤيته في المنزل هو انت وزيادة على ذلك اخبرتك اني انهض على السابعة والربع ولا اريد ان ارى واحدة مثلك تمر امامي
-انا كنت ساخرج والان ابتعد من الباب لان لدي عمل ويجب ان اصل مبكرا
لم يتحمل سعيد ما تكلمت به سارة فاخذ يصيح ويصرخ عليها لأنه لطالما منعها من الخروج من المنزل بلباس قصير وغير محترم
-هيا عودي الى غرفتك والبسي لباسا محترما وامسحي وجهك
-البس مثلما اريد واقوم بما اريد اما انت فلا دخل لك بحياتي اذا كان ابي لا يمانع فانت لا يهمني امرك
سعيد يعلم انه مهما تكلم ومهما نصحها فانها لن تنتصح حتى انه في كثير من المرات ضربها ومنعها من الخروج ولكنها عادت الى سابق عهدها فلم يجد الا ان ان يميل وجهه قليلا ويتفل على الارض وكانه يقصدها
-استغفر الله العظيم بنات اخر الزمان لا حشمة لا قدر
-هذا الكلام قله لصديقتك انا اعرفها جيدا اذا لم تكن تعرف وان اردت ساحضر لك تاريخها بالكامل .سعيد لم يتمالك نفسه ويمد يده عليها .لكنها انزلت راسها وتنفذ منه بأعجوبة وهي تصرخ وهنا تاتي والدتها التي ارادت تهدئة الوضع فمن جهة سعيد غير راض عما هي عليه اخته ومعه كل الحق
-سعيد كم مرة طلبت منك ان لا تمد يدك على اختك
-امي لقد صرت استحي عندما تمر امامي واكون مع اصدقائي وهم يعرفون انها اختي هذا ابي الذي اعطاها الحرية التامة انظري الان كبف اصبحت
-هل نسيت انها هي من تصرف عليك وعلى المنزل لو كنا نعيش بمرتب والدك فقط هل حقا كان سيكفينا
-اذن لان السيدة سارة تصرف علينا فعلى كل من في المنزل طاعتها والامتثال لأوامرها وبما اني لا اعمل فعلي ان اسكت
-نعم هذا ما يجب عليك فعله
سعيد غاضب جدا لانه لم يستطع منعها من النزول وهي مرتدية ذلك الفستان القصير فسارة البنت الكبرى التي من المفروض ان تكون القدوة لاختها الصغرى وان تحظى بالاحترام من الكل وان تكون محط الاعجاب صارت سيرتها ولباسها وقلة احتشامها على لسان الكل ولكن من جهة اخرى فالشركة التي تعمل فيها سارة كعاملة استقبال تلزم عمالها بنوعية من اللباس فهي شركة اجنبية ولها الحق في ذلك ولكن لا ينكر احد ان سارة استغلت هذا السبب كي تلبس ما تريد وان تخرج كيفما تريد فالعمل قليل والراتب مغر اذا لم لا
تخرج سارة غير ابهة تماما لم تقوله والدتها او حتى لمواعظ سعيد كل ما كان يهمها ان تخرج بسرعة من جحيم المنزل الى جنة العمل حيث ستختلط بأشخاص من الدرجة الرفيعة املة ان تنتهي حياة البؤس والشقاء التي تعيشها بزواج مع احد الاغنياء وكانها هي سندريلا او احدى بطلات تلك القصص التي قراتها وهي صغيرة
سارة تخرج الى الشارع وكالعادة تلقى تعاليق مختلفة من ابناء حيها الى نظرات من يصعد معها في الحافلة نظرا لانها تسكن في بيئة محافظة وتعتبر الوحيدة التي تخرج بلباس غير محتشم من حيها حيث انها تشبه كثيرا بنات الملاهي او فتيات الليل
تصل سارة الى الشركة وقد تاخرت قليلا ولكن لا يهم فنظرة منها وكلمة صغيرة الى المسؤول تفي بالغرض من اجل اعلانها من الذين وصلو في الوقت المناسب وان كانت فعلت ربما شيئا زيادة ولو كان القليل فستعتبر اول الواصلين ما ان تدخل مكتبها حتى تخبرها صديقتها ان هناك شخصا ينتظرها واراد رؤيتها لم تتحمس كثيرا وذهبت الى قاعة الانتظار فربما شخص اخطات في معاملة معه وجاء يقوم بالتصحيح فاشياء كهذه تحصل او شخص تعرفه ولكن ما ان وصلت القاعة حتى راته انه علي ابن عمتها وهو اخر شخص قد تود رؤيته.
نهاية الفصل الاول
انتظروني الاسبوع القادم