أصل الأمازيغ عند فقهاء العرب ؟؟؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجزائر > تاريخ الجزائر

تاريخ الجزائر من الأزل إلى ثورة التحرير ...إلى ثورة البناء ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أصل الأمازيغ عند فقهاء العرب ؟؟؟

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-01-19, 18:22   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ماسناس
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










B1 أصل الأمازيغ عند فقهاء العرب ؟؟؟

عبد السلام خلفي
قراءة في ميتولوجيا الأصل السامي-الحامي بحوض البحر الأبيض المتوسط

تقديم
هناك خطاطة أسطورية في التاريخ الإخباري الإسلامي تتم عمليةُ استعادتِها كلما تعلق الأمر بأصول الأمازيغ بشمال إفريقيا. والحقيقة التي يجب تسجيلها، في هذا الصدد، هي أن هذه الخطاطة تحكمها بنية فكرية ميتولوجية تعود، في العمق، إلى الصورة التي ظل الساميون يحملونها عن غير العرب من الشعوب التي تنتمي إلى حوض البحر الأبيض المتوسط. فمن المعلوم أن كل المخيال الذي تحمله الشعوب العربية عن أصولها تعود، بالدرجة الأولى، إلى تلك القصص التي أوردها الإخباريون، نقلاً عن مظان توراتية أُخذت بدورها عن حضارات الشرق الأوسط وآسيا وشمال إفريقيا وجنوب أوروبا. ولكي نفهم هذا الإلحاح الذي يمتاز به بعض الذين يدَّعون أن أصول الأمازيغ من اليمن، فإنه لابد، في نظرنا، من الوقوف عند الخلفية الميتولوجية التي تتحكم في هذا الادّعاء. ولم يكن لنا أن نعود إلى هذا الموضوع الذي طرحناه جانباً منذ زمن بعيد، والذي اعتبرناه موضوعاً متجاوزاً لا يستحق المناقشة إلا في إطار أكاديمي، لولا المهاترات الإيديولوجية التي بدأت تظهر مؤخراً على السطح، والتي لم يكن لها من هدف إلا خلق نوع من البلبلة الفكرية للتراجع عن ما تم تحقيقه للغة الأمازيغية وثقافتها، بل إن لم يكن من أجل إقبار هذه اللغة وهذه الثقافة اللتين تعيشان، للأسف الشديد، آخر أيامهما في ظل سياسة عروبية ممنهجة، يعقوبية، إقصائية ومدمرة.
والجدير بالذكر أن مقاربتنا للموضوع ليست مقاربة تاريخية، ولكنها مقاربة ذات أبعاد أنتروبولوجية تستعيد القصص الديني الذي اتُّخذ دائماً مرتكزاً لتأكيد "تاريخية الأصول"، ولتأويل مضامينها كي تخدم أغراضاً إيديولوجية واضحة. ومن هنا فإن المقاربة لا تعالج القصص في علاقتها بحجية الأحداث التاريخية، كما لا تعالجها بوصفها نصوصاً من إنتاج الوحي القرآني. إذ أن هدفنا ليس هو التوقف عند الحدث التاريخي ولا التوقف عند القصة القرآنية، وهو مشروع آخر يستحق البحث، ولكن الهدف الأساسي منه هو التوقف عند القصة الدينية عموماً في تعالقها مع التحولات الفكرية والمعتقدية والسياسية لشعوب ظلت تستعمل الدين من أجل تحقيق غايات الهيمنة العرقية والثقافية والحضارية، والتي تم استرجاعها، للأسف، مع ظهور القومية العربية والتيارات الإسلاموية. ولهذا أرجو من القارئ الكريم أن يتتبع معي، بقليل من الصبر، مراحل هذه الأسطورة – الأصل التي تحولت إلى "حقيقة تاريخية وقرآنية"، وجعلت من الأمازيغ شعباً ذي أصول يمنية (أو غير "نقية" وغير واضحة).









 


رد مع اقتباس
قديم 2015-01-19, 18:24   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ماسناس
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










B1 أصل الأمازيغ عند فقهاء العرب ؟؟؟

1. الأصل الميتولوجي وانقسام البشر
من المعلوم أن كل الديانات السماوية تتفق حول حقيقة ميتولوجية واحدة مفادها أن أصل الإنسان من الجنة؛ فالله –كما هو معلوم- خلق آدم من التراب، وخلق منه زوجه حواء التي أغرته بالأكل من الشجرة، فأودت به في مهاوي الانحطاط الأرضي السحيق. هذه هي القصة الأولى كما وقعت، وهذا هو التبرير الأسطوري الذي يُعطى عادة لتفسير المأساة التي يعيشها الإنسان اليوم. إن السبب في خروج الإنسان من الجنة هي المرأة. ولكن الحقيقة الميتولوجية الثانية التي تُفصح عنها مختلف المظان الإخبارية لمفسري الكتب المقدسة، هو أن الإنسان ليس له نفس الجوهر؛ فهو معادن، منه الخبيث والطالح ومنه الطاهر والصالح. منه من له أب مبارك مقدس، ومنه من له أب ملعون مدنس. ومرة أخرى ستلعب المرأة في هذا التمييز بين الجواهر الإنسانية دوراً أساسياً. ففي الزمن الابتدائي تؤكد التوراة، ومختلف التفاسير الدينية الإسلامية، أن سيدنا آدم لما قضى حاجته من زوجته حواء، استلقى إلى جانبها، و"استسلم لداعي الكرى" ؛ ولما كانت حواء زائغة العين، فإنها استقبلت إبليساً الذي حل بأحضانها، فدعاها إليه، و"استجابت له، فحبلت بقايين [قابيل]" . وهذه هي الخطيئة الثانية التي سترتكبها أمنا حواء؛ فبعد أن تسببت في معاناة أبينا آدم، وعبره في معاناة البشرية جمعاء، بإنزالها لنا من السماء إلى الأرض، ها هي ذي تخونه في وضح النهار دون أن يشعر، وهو الغاط في نومه؛ ومع من؟ مع إبليس أو سامائيل كما تنص على ذلك التوراة. وللأسف فإن المسلمين سيتلقفون هذه الرواية لكي يؤكدوا بدورهم على هذه الخطيئة الأصلية الثانية للمرأة، ولكي يبرروا من خلالها لذلك التدافع العنصري بين آل هابيل وآل قابيل كما سنرى. إذ يروي الإمام أحمد، بدوره، حديثاً مشابهاً رفعه إلى الرسول يقول فيه: " لما وَلَدَتْ حواءُ طاف بها إبليس، وكان لا يعيش لها ولد، فقال: سميه الحارث، فإنه يعيش، فسمته الحارث فعاش، وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره" . والحارث في جميع المصادر والمظان الإسلامية هو ذلك المزارع الذي يتماهى شكلاً ومضموناً مع شخص إبليس، فهو من وحي الشيطان وأمره. ونتيجة لهذه الخيانة الابتدائية التي اقترفتها حواء، ونتيجة كذلك لأكلها من الشجرة التي أبدت لها ولزوجها سوءتيْهما، يروي البخاري حديثاً عن أبي هريرة عن النبي قال فيه: " لولا بنو إسرائيل لم يخْنزِ اللحم، ولولا حواء لم تَخُن أنثى زوجها" .
إن هذه القصة تؤكد لنا، إذن، على شيئين أساسيين: أولاهما أن قابيل ليس ابناً لآدم؛ فهو كما تؤكد الأسطورة ابنٌ لإبليس ولحواء التي استجابت لداعي الزنا فخانت، كما استجابت له لما كانت في الجنة، أي لما كان إبليس يتلبس شكل الحنش. فقد سبق لها أن باشرت علاقات جنسية محرمة مع حية الفردوس مما تسبب لها في الدورة الشهرية؛ وإلى ذلك تشير التوراة، نقلاً عن التراث الفارسي، إذ ذَكَرت "أن المرأة الأولى ضاجعتها حية، فحصلت العادة الشهرية مباشرة، بعد العملية الجنسية" ؛ وأما الشيء الثاني، الذي تؤكد عليه القصة، فهو أن كل الأبناء الذين سيشكلون السلالة "القابلية" (نسبة إلى قابيل) سينتمون بالضرورة إلى الجد أو الأب الأول "إبليس"، أي إلى السلالة التي يتميز "جوهرها" بالدنس والانحطاط. هكذا، إذن، ستتشكل الجماعة الأولى من "المجرمين" الذين يسكنهم الأبالسة والذين سوف يرسل إليهم الإله مختلف الرسل لكي يردوهم عن غيهم إلى الطريق القويم. وتجدر الإشارة، في هذا الصدد، إلى أن حواء التي ولدت قابيلاً (اللقيط) ستلد لها ابناً آخر من صلب أبيه آدم، والذي سيسميه باسم "هابيل"، هذا الذي سيتحول عند عرب الجاهلية إلى الإله "هبل" سيراً على عادة عبادة الأجداد في الثقافات التيولوجية الأبيسية. وحسب كل الروايات الأسطورية المروية، في هذا الإطار، فإن الفتى "هابيل" كان أحب إلى أبيه من قابيل؛ بل وهذا ما تؤكده قصة الخلق الأولى للبشرية؛ فقد جاء في الأثر أن هابيلاً الراعي كان لا يرد لأبيه أمراً، فقد كان مطيعاً له، مستجيباً، عكس قابيل المزارع الذي كان يعصي أوامره؛ والفاجعة التي ستشكل الخطيئة الثالثة هي عندما سيعصى هذا الكائن "الإبليسي" المنحط (قابيل) أوامر والده في عدم الزواج بأخته التي هي من نفس البطن الذي هو منه (لقد كان يريد الزواج من توأمته)؛ فقد كان آدم يريد أن يزوج هذه الفتاة التي كانت أجمل أخواتها من ابنه هابيل، ويزوج الذميمة لقابيل، تفضيلاً للأول على الثاني. ولما تأكد لهذا الأخير أن والده يفضل عليه أخاه، وأن الفتاة الأجمل التي يحبها قلبه لن تكون له، وأن الله قد فصّل في الأمر بتقبُّله القرابين الدموية (بقرة أو كبش) التي قدمها له هابيل، وأنه تعالى قد لفظ قرابينه الزراعية (مزروعات وخضر) التي تقدم بها هو، فإنه سيقرر اغتيال أخيه، وقتله في المرعى ثم الهروب بأخته-الزوجة التي نزلت معه إلى السهل أو إلى اليمن كما يؤكد ابن الأثير . ومرة أخرى ستظهر لنا المرأة سبباً في المأساة الإنسانية، معمقة الخطيئتين الأوليين بخطيئة ثالثة ستكون سبباً في افتراق الإخوة.
وسيشكل موت هابيل كارثة كوسمولوجية كبرى، ليس فقط لأن هذا الفتى كان أعز الأبناء عند آدم، ولكن أيضاً لأن واقعة الموت ستمأسس لقطيعة أبدية بين شعبين: أحدهما مطيع للوالد، منفذ لأوامره (المجتمع الأبيسي)، وثانيهما متمرد عليه، وملعون من طرف الإله (المجتمع الأميسي). هكذا، إذن، ستمنح القصة الميتولوجية لقابيل أبناءً هم أقرب إلى الأبالسة منهم إلى البشر؛ فهم أول من عصى الإله، وهم أول من رقص وغنى، وهم أول من صنع أدوات الموسيقى وبرعوا في استعمالها ، وهم أول من بنى وأعلى البنيان وسكن القباب، وهم أول من صنع الصنائع وعمل النحاس والحديد، وهم أول من ضرب الصنج والونج ، وهم أول من سن لسنة الاختلاط بين الرجال والنساء، وعبدوا النار وكانوا فراعنة وجبابرة وهم أول من سكن "الحضيض" أو بلاد اليمن إلخ.. وهذه كلها تهم "خطيرة" تودي بأصحابها إلى جهنم والعياذ بالله. وأما بالنسبة لآدم، فإن الله سيرزقه بابن آخر هو أشبه بأخيه، سماه شيثاً؛ وقد كان هذا الابن الثالث مطيعاً لأبيه، ممارساً لمهنة الرعي، بدوياً في أخلاقه وسلوكاته، رافضاً للحضارة الزراعية. ولأنه كان على الضد من أخيه قابيل فإن والده أوصى له بوصية النبوة التي أقسم الإله أنها لن تخرج من نسله أبدأ. فأكثر الله سلالته، وجعلها وفيرة، وخصها بالنبوة، فمنها الرسل والأنبياء والصلحاء والمباركين إلخ ومن سلالة أخيه قابيل يتحدر الكفار والطغاة والعصاة والمارقون، فمنهم الفراعنة ومنهم الجبابرة ومنهم الطغاة إلخ. "قال ابن عباس: ولد لشيث أنوش وولد معه نفر كثير، وإليه أوصى شيث، ثم ولد لأنوش بن شيث ابنه قينان من أخته نعمة بنت شيث بعد مضي تسعين سنة من عمر أنوش، وولد معه نفر كثير، وإليه الوصية، وولد قينان مهلائيل ونفرا كثيرا معه. وإليه الوصية، وولد مهلائيل يرد، وهو اليارد، ونفرا معه، وإليه الوصية، فولد يرد حنوخ، وهو إدريس النبي، ونفرا معه، وإليه الوصية، وولد متوشلخ ونفرا معه، وإليه الوصية" .
هكذا، إذن، ستقتصر الوصية أو النبوة على سلالة واحدة، وهي سلالة آل شيث الرعاة الذي لم يصنعوا لهم صناعة، ولم يعلو لهم بنياناً، ولم يشعلوا لهم ناراً، ولم يحرثوا لهم أرضاً؛ ولم يكن الأمر ليتوقف عند هذا الحد، بله إن أبانا آدم سيلعنهم ويخرجهم من رحمة رب العالمين إلى الأبد، وسيوصي أبناءه من "شيث" فلا يخالطوهم، وإن اقتضى الأمر أن يأسروهم ويقتلوهم ويستعبدوهم ويسْبوا نساءهم. وهذا ما سيقوم به النبي إدريس، هرمس الهرامسة ، تنفيذاً للوصية ؛ فقد قيل أنه هو "أول من سبى من ولد قابيل بن آدم فاسترق منهم، وكان وصي والده "يرد" فيما كان آباؤه وصّوْا به إليه، وفيما أوصى بعضُهم بعضاً. ودعا إدريس قومه ووعظهم وأمرهم بطاعة الله تعالى ومعصية الشيطان وأن لا يلابسوا ولد قابيل" ، أي أن لا يختلطوا بهم ويتخذوهم أهلاً. لكن يبدو أن الوصية لم تُنفذ بحذافيرها مما أدى إلى نزول بعض من أبناء شيث إلى السهل، فأعجبوا بالنساء الجميلات المشرعات من بنات قابيل، فجالسوهن وراقصوهن وفعلوا بهن ما يفعل الرجال بالنساء، وشربوا الخمرة إلخ. وأمام "هول" الاختلاط، ونسيان الإنسان لأمر السماء، سيرسل الإله إليهم النبي نوح الذي سيفقد الأمل في تغيير ما هم عليه، فيدعو عليهم جميعاً ويهلكهم الطوفان كما يعلم الجميع. ولم يكن في الإمكان لهذا النبي أن يكون، كما هو معلوم، من غير سلالة شيث. فقد وَلَدَ إدريسٌ (الذي هو الابن السادس لآدم) "متوشلخ"؛ "ثم نكح متوشلح عربا ابنة عزازيل بن أنوشيل، فولدت له لمك، فكان يعظ قومه وينهاهم عن مخالطة ولد قابيل" ، ثم تزوج لمك قينوش "فولدت له نوح بن لمك، وهو النبي؛ ونكح نوح بن لمك عزرة فولدت له ولده ساما ًوحاماً ويافث" . هكذا، إذن، سيكون النبي إدريس هو الجد الثالث للنبي نوح، تماماً كما سيكون آدم هو الجد السادس للنبي إدريس. فهم من نفس السلالة المباركة، ومن نفس العرق المقدس الذي يمتد عميقاً في جينيالوجيا النبوة. وهل في الإمكان أن يلد أبناء قابيل نبياً وقد شملتهم اللعنة منذ الأزل؟
وإلى هذا الحد ستبدو لنا الحكاية، كما لو أنها تميز بين الخير والشر استناداً إلى معايير أخلاقية بدوية لجماعة بشرية مغرقة في البداوة. وهو أمر نجده لدى الكثير من الشعوب. غير أن الجوهري في هذا التمييز هو ذلك المعنى الإيديولوجي، أو إن شئنا الدقة "المعنى العنصري"، الذي يتخفى في المعنى الميتولوجي، والذي يصنف العالم إلى فئتين: فئة مباركة ومرضي عليها منذ الأزل وإلى الأبد، وفئة مغضوب عليها وملعونة منذ الأزل وإلى الأبد. فنحن أمام قصة تمأسس للنسب الأبيسي المتعالي انطلاقاً من مفهوم الأبوة المقدسة لآدم، وتجرِّم الأبوة المدنسة (الشيطانية) التي هي الوجه الآخر للأمومة المنحطة والملعونة. ويتمخض عن هذا أن الجماعة الوحيدة التي تستحق الاستمرار، والاعتزاز بالانتساب إلى أبيها الأول إنما هي الجماعة الأبيسية التي يشكل فيها النبي نوح آخر عناقيدها المقدسة؛ وأما الجماعة الثانية فإنها لا تستحق هذا الاستمرار، ولذلك كانت نهايتها مأساوية (الإغراق بالطوفان). ولم يأت العقاب هنا تتويجاً لما ارتكبته الجماعة "القابلية" (أبناء وبنات قابيل) من معاصي ومناكر (الصناعة والبناء والزراعة والموسيقى والاختلاط وشرب الخمر) كما قد يتبادر إلى الذهن، ولكنه جاء، في الأصل، لأن قابيلاً لا أب له شرعي، أو لأن له أباً شيطاناً (ابن زنا)، أو أيضاً لأنه (وليس الأبناء) قتل أخاه هابيلاً واستولى على أخته ولأن الله فضّل عليه هابيل منذ الأزل.
نخلص من هذا إلى أن جماعة قابيل قد انتهت من الوجود، وأن الجماعة المقدسة هي التي استمرت بعد أن رعاها الإله، وحملها في السفينة. لكن الذي تجدر الإشارة إليه، هو أن حكاية النبي نوح لن تكون في النهاية سوى استعادة لنفس القصة ولنفس المنطق الميتولوجي (الإيديولوجي) لحكاية آدم وأبنائه الثلاثة (قابيل وهابيل وشيث)؛ والفرق الوحيد بين الحكايتين هو أن حكاية نوح سوف تُعَيِّن، بما لا يدع مجالاً للتأويل، مَنْ هم هؤلاء الملعونين، ومن هم أولئك المبارَكين. وبصيغة أخرى فإن حكاية نوح ستنقل الصراع من المتخيل لكي تمنح له مضموناً واقعياً يجعل للملعونين أوصافاً تختص بها وتُعرف بها شعوب محددة بحوض البحر الأبيض المتوسط، وتجعل للمباركين أوصافاً أخرى تختص بها وتُعرف بها أيضاً جماعات بشرية تميزت تاريخياً بصراعها الدائم مع الشعوب الأولى. ولكي نفهم أكثر هذا المضمون الواقعي للحكاية علينا أن نخوض في الحكاية التالية لنوح وأبنائه.










رد مع اقتباس
قديم 2015-02-11, 21:57   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
Virgile
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية Virgile
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ألا تخجل من نفسك تكتب هذا الهراء و تأتي لنا بأدلة من التوراة المحرفة


نرجوا من المشرف قراءة هذا المقال واذا كان خاطيء يرجى حذفه و معاقبة ناشره










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:38

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc