الغاز الصخري هو صنف غير تقليدي من الغاز الطبيعي يوجد داخل الصخور وينتشر غالبا في الطبقات الصخرية داخل الأحواض الرسوبية.
أما الدول التي تتمتع باحتياطيات كبيرة من هذا النوع من الغاز فهي:
الصين، والارجنتين، والمكسيك وجنوب أفريقيا، وكندا، وليبيا، والجزائر، والبرازيل، والسعودية وبولندا، وفرنسا وذلك حسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.
كما أن هناك احتمالات كبيرة بوجود كميات من ذلك الغاز في روسيا، وآسيا الوسطي، ووسط أفريقيا والاردن.
التقنية الجديدة قادرة علي استخراج ''الغاز الصخري'' بكميات تجارية وبسهولة لافتة، وهي التقنية المعروفة باسم ''التكسير الهايدروليكي''.
وتتمثل هذه التقنية الثورية الأمريكية المبتكرة في حقن الصخور غير المسامية التي تحتوي علي الغاز الطبيعي بكميات ضخمة من المياه والكيماويات علي نحو يؤدي إلي انطلاق الغاز من محبسه الصخري، ولذلك سمي هذا النوع من الغاز باسم ''الغاز الصخري'' او ''الغاز الحجري''.
وتحتاج عملية حفر البئر الواحدة من آبار الغاز الصخري ما بين 8 ملاييين و19 مليون لترمن المياه، وما قد يصل إلي 300 ألف لتر من الكيماويات الشديدة السمية.
والقلق هو تلويث المياه الجوفية من خلال السوائل التي تستخدم في تقنية التشقق الحجري أو عن طريق تسرب غاز الميثان.
وهناك تقنيات لعدم تسرب السوائل أو الغاز الطبيعي إلى الطبقات الحاملة للمياه الصالحة للشرب، منها: “ بناء تلسكوب، فموقع الحفر سيتم عزله بطبقات عديدة من الصلب والأسمنت عن الطبقات الحاملة للمياه الصالحة للشرب.
لكن هذه الإجراءات غير كافية لإقناع المعارضين، الذين يقولون: ” لا أحد يعرف ما الذي سيحدث في الخمسة عشر عاما المقبلة هل هناك، على سبيل المثال حركات أرضية، هل ستنشأ شقوق جديدة، هل ستصدأ أنابيب الصلب، هل ستصبح الخرسانة هش؟ لا أحد يستطيع تقدير حجم الخطورة على الإطلاق.
رغم أن تطوير الغاز الصخري يوفر الكثير من الفرص للنمو الإقتصادي، لكن مخاطر التلوث الكبيرة التي يسببها مازالت إلى آن محور جدل كبير داخل الأوساط العالمية وخاصة الجزائرية. حيث يرى بنظر حماة البيئة إلى الشركات المنقبة عن الغاز الحجري على كونها "الشيطان" المخرب للبيئة. حيث توجد خشية كبيرة من أن لايؤدي إستعمال تقنيات الضغط المائي إلى إهدار كميات كبيرة من المياه فقط، بل سيؤدي إيضا إلى ضخ سوائل تحت التربية قد تلوث المياه العميقة. وهنا من الخبراء من يرون أن ضخ كميات هائلة من المياه تحت التربية قد يؤدي إلى تهشم طبقة الصخور العميقة، الأمر الذي قد يتسبب في الزلازل. لذلك، فإن تطوير قطاع الغاز الصخري يصطدم بمقاومة من حماة البيئة في العالم.
ومن المرجح أن يسعي الغرب إلي استغلال احتياطياته الهائلة من الغاز الصخري لوقف اعتماده علي الغاز الروسي والقطري والإيراني بصورة قد تضرب المصالح الإقتصادية لهاته الدول بالصميم خاصة ان اوروبا تحصل علي خمسة وعشرين في المائة من حاجاتها من الغاز الطبيعي من روسيا.
وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلي أنه مع بدء اكتشاف الغاز الصخري في اوروبا اضطرت روسيا فعلا إلي تخفيض اسعار غازها بنسبة ثلاثين في المائة في مطلع العام 2012
أما بالنسبة إلي الاقتصاديات الكبري الصاعدة مثل الصين، فإن من شأن اقدام هذه الاقتصاديات علي استغلال احتياطياتها من هذا النوع من الغاز ان يحد من مستورداتها من منطقة الشرق الأوسط.
ولعل أخطر ما في هذا الموضوع أن الولايات المتحدة زودت الصين بهذه التقنية الجديدة المذهلة كي يفك العملاق الإقتصادي الصيني ارتباطه العضوي بدول مثل إيران.
أكثر من ذلك فان توسع الولايات المتحدة في انتاج الغاز الصخري قد منح ''قبلة حياة'' جديدة لصناعة البتروكيماويات الأمريكية، وبصورة صارت تهدد مراكز صناعة البتروكيماويات في منطقة الخليج، وفي القارتين الآسيوية والأوروبية وهو الأمر الذي انعكس في زيادة الصادرات الأمريكية من المواد البتروكيماوية إجمالاً.