تاويل السلف الصالح لايات الصفات - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تاويل السلف الصالح لايات الصفات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-01-01, 19:44   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عجان الحديد
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي تاويل السلف الصالح لايات الصفات

نسمع كثيرا المجسمة يقولون ساق ليست كساقنا وملل ليس كمللنا ويد ليست كأيدينا ويقصد الجارحة فيقول للفيل يد وللقطة يد فهل يد الفيل كيد القطة والعياذ بالله من المشبهة المجسمة. وقد قال أحدالمجسمة في عصرنا فسبحان رب العرش الذي جلس على العرش والعياذ بالله فنقول لهذا التافه تقول سبحان أي تنزه ثم تقول جلس!! فهذا يدل على غبائك وحمقك.

وللرد على هؤلاء المجسمة سوف نسرد بعض الأقوال التي تدل على أنه لا بد من التأويل كما اول بعض السلف الصالح او تفويض المعنى لله تعالى كما فعل السلف الصالح مع إعتقاد ان الله تعالى لا يشبه شيئا من خلقه وتنزيهه تعالى عن المكان. سنبدا أولا بإثبات جواز التاويل فنقول لهؤلاء المجسمة ماذا تقولون في قوله تعالى {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} وقوله تعالى حكاية عن سيدنا عيسى {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} هنا لو قال الوهابية أن لله نفسا لجعلوا الله يموت والعياذ بالله ولا بد لهم من تأويلها. أما الآية الآية الكريمة {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} فقال المفسرون أي تعلم ما في غيبي ولا أعلم ما في غيبك وقيل المعنى تعلم ما لا أعلم ولا أعلم ما تعلم. وليس المعنى أن الله له نفس بمعنى الروح بل الله هو خالق الروح وخالق الجسد، الله ليس روحًا وجسدًا ولا هو روحٌ فقط ولا هو جسدٌ فقط ولا هو جسدٌ بلا روح.


ثم نقول لهم ماذا تقولون في قوله تعالى {نسوا الله فنسيهم} وقوله تعالى {إنا نسيناكم} فهل تدعون أنه نسيان لا كنسياننا والله تعالى يقول {وما كان ربك نسيا} فهل تأولون أم ماذا يا وهابية؟؟؟؟؟ وجاء في صحيح مسلم عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يقول "يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين، قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ...". فهل يا مجسمة يجوز لنا أن نقول نثبت لله صفة المرض ولكن ليس كمرضنا ؟؟؟ وهل يجوز أن نعتقد أن العبد إذا مرض مرض الله تعالى أيضا وكان عند المريض على ظاهره وحقيقته ؟؟؟؟ تقدس ربي وتنزه، وأما هذا الحديث فمعناه كما قال الامام الحافظ النووي في شرح صحيح مسلم "قال العلماء إنما أضاف المرض إليه سبحانه وتعالى والمراد العبد، تشريفا للعبد وتقريبا له، قالوا: ومعنى وجدتني عنده أي وجدت ثوابي وكرامتي".


وعلى هذه القاعدة الواضحة للتأويل سار عليها الصحابة والتابعون وأتباعهم وأئمة الاجتهاد والحفاظ المحدثون وسوف ننقل لكم بعض تأويلاتهم حتى يزداد القلب طمأنينة وانشراحا فنقول ممن أول سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله "اللهم علمه الكتاب" فقد نقلت عنه تأويلات كثيرة فيما يتعلق بمسألة الصفات بأسانيد صحيحة نذكر بعضها مع ذكر تأويلات بعض أئمة أهل السنة الأعلام.


أول ابن عباس قوله تعالى {يوم يكشف عن ساق} فقال "يكشف عن شدة" فأول الساق بالشدة. ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في فتح الباري (13 / 428) والحافظ ابن جرير الطبري في تفسيره (29 / 38) حيث قال في صدر كلامه على هذه الآية "قال جماعة من الصحابة والتابعين من أهل التأويل يبدو عن أمر شديد". ومنه يتضح أن التأويل كان عند الصحابة والتابعين وهم سلفنا الصالح.


أول ابن عباس رضي الله عنه أيضا قوله تعالى {والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون} قال "بقوة" كما في تفسير الحافظ ابن جرير الطبري (7 / 27).


أول ابن عباس النسيان الوارد في قوله تعالى {فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا} بالترك ،
حيث قال ابن جرير "أي ففي هذا اليوم، وذلك يوم القيامة ننساهم، يقول نتركهم في العذاب". كما في تفسير الحافظ الطبري مجلد 5 / جزء 8 / ص 201.

أول ابن عباس رضي الله عنهما للكرسي بالعلم فقد جاء في تفسير الطبري (3 / 7) عند تفسيره لآية الكرسي ما نصّه "اختلف أهل التأويل في معنى الكرسي الذي أخبر الله تعالى ذكره في هذه الآية أنه وسع السموات والأرض، فقال بعضهم: هو علم الله تعالى ذكره.. وأما الذي يدُلُّ على ظاهر القرآن فقول ابن عباس الذي رواه جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير أنه قال: هو علمه".


أول ابن عباس رضي الله عنهما للفظ المجيء فقد جاء في تفسير النسفي رحمه الله تعالى (4 / 378) عند قوله تعالى {وجاء ربكوالمَلَك صفّاً صفَّا} ما نصّه "هذا تمثيل لظهور آيات اقتداره وتبيين آثار قهره وسلطانه، فإن واحداً من الملوك إذا حضر بنفسه ظهر بحضوره من آثار الهيبة ما لا يظهر بحضور عساكره وخواصّه، وعن ابن عباس: أمره وقضاؤه".


أول ابن عباس رضي الله عنهما للفظ الأعين في قوله تعالى {واصنع الفلك بأعيننا} قال رضي الله عنه "بمرأى منا" تفسير البغوي 2 / 322.
وقال تعالى {واصبر لحكم ربك فإنّك بأعيننا} قال رضي الله عنه "نرى ما يعمل بك" تفسير الخازن 4 / 190.

أول ابن عباس رضي الله عنهما للفظ الأيد في قوله تعالى قال تعالى {والسماء بنيناها بأييد} قال رضي الله عنه "بقوّة وقدرة" القرطبي17 / 52.


أول ابن عباس رضي الله عنه لقوله تعالى {الله نور السموات والأرض} فقد جاء في تفسير الطبري (18/135) ما نصّه "عن ابن عباس قوله {الله نور السموات والأرض} يقول: الله سبحانه هادي أهل السموات والأرض".


أول ابن عباس رضي الله عنهما للفظ الوجه في قوله تعالى {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} قال رضي الله عنه "الوجه عبارة عنه". وقال القرطبي في تفسيره" 17 / 165 أي ويبقى الله فالوجه عبارة عن وجوده وذاته سبحانه.. وهذا الذي ارتضاه المحققون من علمائنا ابن فورك وأبو المعالي وغيرهم.. وقال أبو المعالي: وأما الوجه المراد به عند معظم أئمتنا وجود الباري تعالى.


أول ابن عباس رضي الله عنهما للفظ الجنب في قوله تعالى {أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرّطت في جنب الله} قال رضي الله عنه "تركت من طاعة الله وأمرالله وثوابه" روح المعاني الآية 56 من الزمر.


روى الحافظ البيهقي في كتابه مناقب الامام أحمد وهو كتاب مخطوط ومنه نقل ابن كثير في البداية والنهاية (10 / 327) فقال "روى البيهقي عن الحاكم عن أبي عمرو بن السماك عن حنبل أن أحمد بن حنبل تأول قول الله تعالى {وجاء ربك} أنه : جاء ثوابه. ثم قال البيهقي : وهذا إسناد لا غبار عليه".


روى الخلال بسنده عن حنبل عن عمه الامام أحمد بن حنبل أنه سمعه يقول "احتجوا علي يوم المناظرة، فقالوا : تجئ يوم القيامة سورة البقرة . . . ." الحديث، قال : فقلت لهم "إنما هو الثواب". فتأمل في هذا التأويل الصريح.


ونقل الحافظ ابن الجوزي عن القاضي أبي يعلى عن الإمام أحمد في قوله تعالى {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام} أنه قال "المراد به قدرته وأمره". قال "وقد بيّنه في قوله تعالى {أو يأتى أمر ربك} ومثل هذا في القرآن {وجاء ربك} قال: إنما هو قدرته". (دفع شبه التشبيه ص/ 141.


تأويل الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه لحديث النزول فقد سئل الإمام مالك رحمه الله عن نزول الرب عزّ وجلّ، فقال "ينزل أمره تعالى كل سَحَر، فأما هو عزّوجلّ فإنه دائم لا يزول ولا ينتقل سبحانه لا إله إلى هو" التمهيد 7 / 143، سير أعلام النبلاء8 / 105 ، الرسالة الوافية لأبي عمرو الداني ص/136، شرح النووي على صحيح مسلم 6 / 37، الإنصاف لابن السيد البطليوسي ص / 82.


تأويل الإمام الشافعي رضي الله عنه للفظ الوجه فقد حكى المزني عن الشافعي في قوله تعالى {فثم وجه الله} قال "يعني والله أعلم فثم الوجه الذي وجهكم الله إليه". الأسماء والصفات للبيهقي ص / 309.


أوّل سفيان الثوري الاستواء على العرش، بقصد أمره، والاستواء إلى السماء، بالقصد إليها. مرقاة المفاتيح 2 / 137.


تأويل سفيان الثوري وابن جرير الطبري للاستواء فقد قال الإمام الطبري (1 / 192) في تفسير قوله تعالى {ثم استوي إلى السماء} بعد أن ذكر معاني الاستواء في اللغة، ما نصّه "علا عليهن وارتفع، فدبرهن بقدرته....علا عليها علو ملك وسلطان، لا علو انتقال وزوال".


تأويل الضحاك وقتادة وسعيد بن جبير للفظ الساق فقد جاء في تفسير الطبري 29 / 38 – 39 عند قوله تعالى {يوم يكشف عن ساق} قال الضحاك "هو أمر شديد"، وقال قتادة "أمر فظيع وشدّة الأمر"، وقال سعيد "شدة الأمر". وقال الإمام الطبري قبل هذا بأسطر "قال جماعة من الصحابة والتابعين من أهل التأويل: يبدو عن أمر شديد".


تأويل مجاهد والضحاك وأبي عبيدة للفظ الوجه في قوله تعالى {فأينما تولُّوا فثم وجه الله} قال مجاهد رحمه الله "قبلة الله". الطبري 1 / 402، الأسماء والصفات للبيهقي ص/309.


وقال الضحاك وأبو عبيدة في قوله تعالى {كلُّ شـئ هالك إلا وجهه} أي إلا هو. دفع شبه التشبيه ص / 113.


تأويل الإمام الطبري للفظ العين فقد قال رحمه الله في تفسير 16 / 132 قوله تعالى {ولتصنع على عيني} بمرأى مني ومحبة وإرادة.


تأويل الحسن البصري رضي الله عنه لقوله تعالى {وجاء ربك} جاء أمره وقضاؤه. تفسير البغوي 4 / 454. ونقل الإمام القرطبي في تفسيره القرطبي 20 / 55 نحو هذا عن الحسن البصري، وقال هناك نقلاً عن بعض الأئمة ما نصّه "جعل مجيء الآيات مجيئاً له تفخيماً لشأن تلك الآيات، ومنه قوله تعالى في الحديث "يا ابن آدم مرضت فلم تعدني.. واستسقيتك فلم تسقني.. واستطعمتكفلم تطعمني ".. والله جلّ ثناؤه لا يوصف بالتحول من مكان إلى مكان، وأنّى له التحول والانتقال ولا مكان له ولا أوان، ولا يجري عليه وقت ولا زمان، لأن في جريان الوقت على الشيء فوْتَ الأوقات، ومن فاته شيء فهو عاجز".


تأويل الإمام البخاري رضي الله عنه للضحك فقد قال الإمام البيهقي رحمه الله تعالىفي كتاب الأسمـاء والصفـات ص / 470 باب ما جاء في الضحك.. "عن أبي هريرة أن رسول الله صلى عليه وسلم قال: " يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة..." قال: قال البخاري معنى الضحك الرحمة. قال أبو سليمان – يعني الخطابي - قول أبي عبد الله قريب، وتأويله على معنى الرضى لفعلهما أقرب وأشبه، ومعلوم أن الضحك من ذوي التمييز يدلُّ على الرضى، والبشر والاستهلال منهم دليل قبول الوسيلة، ومقدّمة إنجاح الطَّلِبة، والكرام يوصفون عند المسألة بالبشر وحسن اللقاء، فيكون المعنى في قوله " يضحك الله إلى رجلين " أي يُجزل العطاء لهما لأنه موجَب الضحك ومقتضاه" اهـ. قال الحافظ ابن حجر فتح الباري 6 / 486 مؤكداً مؤيداً لما ذهب إليه أبو سليمان الخطابي والأعلام المنزهون العارفون بالله تعالى "قلت ويدلّ على أن المراد بالضحك الإقبال بالرضا تعديته بـ "إلى"، تقول: ضحك فلان إلى فلان. إذا توجّه إليه طلْق الوجه مظهراً للرضا به".


تأويل الإمام البخاري للفظ الوجه فقد قال الإمام البخاري رحمه الله في تفسير قوله تعالى {كلّ شئ هالك إلا وجهه} إلا ملكه، ويقال: إلا ماأريد به وجـه الله. الصحيح كتاب التفسير سـورة القصص، فتح البـاري 364/8.


وقد نقلُ إجماع الأمة على منهج التأويل حيث قال الحافظ أبو الحسن علي بن القطان الفاسي رحمه الله تعالى الإقناع في مسائل الإجماع 1 / 32 – 33 "وأجمعوا أنه تعالى يجيء يوم القيامة والملك صفاً صفاً لعرض الأمم وحسابها وعقابها وثوابها، فيغفر لمن يشاء من المؤمنين ويعذب منهم من يشاء، كما قال تعالى، وليس مجيئه بحركة ولا انتقال. وأجمعوا أنه تعالى يرضى عن الطائعين له، وأن رضاه عنهم إرادته نعيمهم. وأجمعوا أنه يحب التوابين ويسخط على الكافريـن ويغضب عليهم، وأن غضبه إرادته لعذابهم، وأنه لا يقوم لغضبه شيء" اهـ

والله أعلم وأحكم









 


قديم 2015-01-01, 20:08   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ابو اكرام فتحون
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو اكرام فتحون
 

 

 
الأوسمة
أحسن مشرف العضو المميز 1 
إحصائية العضو










افتراضي

سار أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من أئمة السنة
كالأوزاعي والثوري ومالك وأبي حنيفة وأحمد وإسحاق وغيرهم من أئمة المسلمين
رحمهم الله جميعا
على أن
التأويل منكر ، ولا يجوز تأويل الصفات بل يجب إمرارها كما جاءت على ظاهرها
اللائق بالله سبحانه وتعالى بغير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل


حول تأويل آيات الصفات
يقول السائل: سمعنا من بعض العلماء أن أهل السنة والجماعة يتأولون بعض الآيات التي في الصفات،
فهل هذا صحيح أن مذهبهم التأويل أم أنهم يضطرون إلى ذلك؟ أفيدونا أفادكم الله.





الجواب للشيخ ابن بازر حمه الله تعالى :الصواب الذي أقره أهل العلم من أهل السنة والجماعة أنه لا تأويل في آيات الصفات
ولا في أحاديثها، وإنما المؤولون هم الجهمية والمعتزلة، والأشاعرة في بعض الصفات، وأما أهل السنة والجماعة
المعروفون بعقيدتهم النقية فإنهم لا يؤولون، وإنما يمرون آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت بغير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف
ولا تمثيل، لا الاستواء، ولا القدم، ولا اليد، ولا الأصابع، ولا الضحك، ولا الرضا، ولا الغضب، كلها يمرونها كما جاءت
مع الإيمان بأنها حق، وأنها صفات لربنا سبحانه وتعالى، يجب إثباتها له سبحانه وتعالى على الوجه اللائق به سبحانه
من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل.


وبعض الناس يؤول الضحك بأنه الرضا، ويؤول المحبة بأنها إرادة الثواب، والرحمة كذلك، وهذا كله لا يرضاه أهل السنة
والجماعة، بل الواجب إمرارها كما جاءت، وأنها حق، فهو سبحانه يحب محبة حقيقية تليق به لا يشابهها محبة المخلوقين
ويرضى، ويغضب، ويكره، وهي صفات حقيقية قد اتصف بها ربنا على الوجه اللائق به لا يشابه فيها خلقه، كما قال عز وجل:
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ[1].


وهكذا، يضحك ربنا كما جاء في النصوص ضحكاً يليق بجلاله، لا يشابه خلقه في شيء من صفاته، وهكذا استواؤه على
عرشه استواء يليق بجلاله وعظمته لا يشابه الخلق في شيء من صفاته سبحانه وتعالى.


والمقصود: أن التأويل لا يجوز عند أهل السنة، بل الواجب إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت، لكن مع الإيمان بأنها حق
وأنها صفات لله لائقة به، أما التفويض فلا يجوز، والمفوضة قال أحمد فيهم: إنهم شر من الجهمية، والتفويض: أن يقول القائل:
الله أعلم بمعناها فقط، وهذا لا يجوز؛ لأن معانيها معلومة عند العلماء.


قال مالك رحمه الله: (الاستواء معلوم، والكيف مجهول)، وهكذا جاء عن الإمام ربيعة بن أبي عبد الرحمن وعن غيره من أهل العلم
فمعاني الصفات معلومة، يعلمها أهل السنة والجماعة؛ كالرضا والغضب والمحبة والاستواء والضحك وغيرها، وأنها معاني
غير المعاني الأخرى، فالضحك غير الرضا، والرضا غير الغضب، والغضب غير المحبة، والسمع غير البصر، كلها معلومة لله
سبحانه لكنها لا تشابه صفات المخلوقين، يقول ربنا سبحانه وتعالى: فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ[2]
ويقول سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ[3]
ويقول عز وجل: وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ[4].


هذا هو الحق الذي عليه أهل السنة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان، ومن تأول ذلك فقد خالف
أهل السنة في صفة أو في أكثر.

[1] الشورى: 11.
[2] النحل: 74.
[3] الشورى: 11.
[4] الإخلاص: 4.



والمقصود: أن التأويل لا يجوز عند أهل السنة، بل الواجب إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت، لكن مع الإيمان
بأنها حق، وأنها صفات لله لائقة به، أما التفويض فلا يجوز، والمفوضة قال أحمد فيهم: إنهم شر من الجهمية
والتفويض: أن يقول القائل: الله أعلم بمعناها فقط، وهذا لا يجوز؛ لأن معانيها معلومة عند العلماء.


قال مالك رحمه الله: (الاستواء معلوم، والكيف مجهول)
وهكذا جاء عن الإمام ربيعة بن أبي عبد الرحمن وعن غيره
من أهل العلم، فمعاني الصفات معلومة، يعلمها أهل السنة والجماعة؛ كالرضا والغضب والمحبة والاستواء والضحك
وغيرها، وأنها معاني غير المعاني الأخرى، فالضحك غير الرضا، والرضا غير الغضب، والغضب غير المحبة، والسمع غير البصر
كلها معلومة لله سبحانه لكنها لا تشابه صفات المخلوقين، يقول ربنا سبحانه وتعالى: فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ[2]،
ويقول سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ[3]
ويقول عز وجل: وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ[4].

هذا هو الحق الذي عليه أهل السنة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان، ومن تأول ذلك فقد خالف
أهل السنة في صفة أو في أكثر.










قديم 2015-01-01, 20:13   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أبو همام الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية أبو همام الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلف لا يؤولون الصفات ولا يخوضون بالتجسيم لا نفيا ولا إثباتا لأن ذلك بدعة لم يرد لا في الكتاب ولا في السنة.
أولا: تأويل ما لا بد من تأويله من آيات الصفات وأحاديث الصفات مما لا مندوحة عن تأويله لأسباب لغوية أو شرعية أو اعتقادية.
ثانيا: إثبات ما أثبته القرآن الكريم أو السنة المطهرة من صفات الله جل وعلا من السمع والبصر والكلام والمحبة والرضى والاستواء والنزول والإتيان والمجيء وغيرها من الصفات، والإيمان بها على مراد الله عز وجل بطريق التسليم والتفويض دون تشبيه أو تعطيل أو تجسيم أو تمثيل) أ. هـ.
والجواب أن يقال:
إن هذه الدعوى على مذهب السلف دعوى لا أساس لها من الصحة فإن السلف الصالح ليس مذهبهم التفويض لأسماء الله وصفاته لا تفويضا عاما ولا خاصا، وإنما يفوضون علم الكيفية كما تقدم بيان ذلك وكما نص على ذلك مالك وأحمد وغيرهما وقبلهما أم سلمة رضي الله عنها وربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ مالك رضي الله عن الجميع، وليس من مذهب السلف أيضا تأويل الصفات بل يمرونها كما جاءت ويؤمنون بمعانيها على الوجه اللائق بالله سبحانه من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل كما سلف ذكر ذلك غير مرة.
وليس من مذهب السلف أيضا نفي التجسيم ولا إثباته لأن ذلك لم يرد في الكتاب ولا في السنة ولا في كلام سلف الأمة كما نص على ذلك غير واحد من أئمة السنة، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - فقد نص على ذلك في كتابه ((التدمرية)) حيث قال في القاعدة السادسة: (ولهذا لما كان الرد على من وصف الله تعالى بالنقائص بهذا الطريق طريقا فاسدا لم يسلكه أحد من السلف أو الأئمة فلم ينطق أحد منهم في حق الله بالجسم لا نفيا ولا إثباتا ولا بالجوهر والتحيز ونحو ذلك لأنها عبارات مجملة لا تحق حقا ولا تبطل باطلا. ولهذا لم يذكر الله في كتابه فيما أنكره على اليهود وغيرهم من الكفار ما هو من هذا النوع بل هذا هو من الكلام المبتدع الذي أنكره السلف والأئمة) أ. هـ.
وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي - رحمه الله - في كتابه ((فضل علم السلف على علم الخلف)) بعد كلام سبق: ((والصواب ما عليه السلف الصالح من إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تفسير لها ولا تكييف ولا تمثيل ولا يصح عن أحد منهم خلاف ذلك ألبتة خصوصا الإمام أحمد، ولا خوض في معانيها ولا ضرب مثل من الأمثال لها، وإن كان بعض من كان قريبا من زمن الإمام أحمد فيهم من فعل شيئا من ذلك اتباعا لطريقة مقاتل فلا يقتدى به في ذلك، إنما الاقتداء بأئمة الإسلام كابن المبارك ومالك والثوري والأوزاعي والشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد ونحوهم، وكل هؤلاء لا يوجد في كلامهم شيء من جنس كلام المتكلمين فضلا عن كلام الفلاسفة ولم يدخل ذلك في كلام من سلم من قدح وجرح، وقد قال أبو زرعة الرازي: كل من كان عنده علم فلم يصن علمه احتاج في نشره إلى شيء من الكلام فلستم منه)) أ. هـ.
وليس فيما ثبت في الكتاب والسنة من أسماء الله وصفاته ما يجب تأويله بل لا بد أن يوجد في النصوص ما يدل على المعنى المراد الذي يجب إثباته لله على الوجه اللائق به من غير حاجة إلى تأويل يخالف الظاهر من كلام الله ومن كلام رسوله صلى الله عليه وسلم مع تفويض علم الكيفية إلى الرب عز وجل كما سبق بيان ذلك في كلام أئمة السنة.
مجموع فتاوى ابن باز(3/70)









قديم 2015-01-01, 20:15   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أبو همام الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية أبو همام الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال: أخ يسأل ويقول: ما حكم التأويل في الصفات؟
الجواب:
التأويل منكر، لا يجوز تأويل الصفات بل يجب إمرارها كما جاءت على ظاهرها اللائق بالله سبحانه وتعالى بغير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، فالله جل وعلا أخبرنا عن صفاته وعن أسمائه وقال:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} فعلينا أن نمرها كما جاءت. وهكذا قال أهل السنة والجماعة، أمروها كما جاءت بلا كيف أي أقروها كما جاءت بغير تحريف لها ولا تأويل ولا تكييف، بل تقر على ظاهرها على الوجه الذي يليق بالله من دون تكييف ولا تمثيل. فيقال في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وأمثالها من الآيات إنه استواء يليق بجلال الله وعظمته لا يشبه استواء المخلوق، ومعناه عند أهل الحق: العلو والارتفاع. وهكذا يقال في العين والسمع والبصر واليد والقدم، وغير ذلك من الصفات الواردة في النصوص، وكلها صفات تليق بالله لا يشابهه فيها الخلق جل وعلا.
وعلى هذا سار أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من أئمة السنة كالأوزاعي والثوري ومالك وأبي حنيفة وأحمد وإسحاق وغيرهم من أئمة المسلمين رحمهم الله جميعا. ومن ذلك قوله تعالى في قصة نوح: {وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ} {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} الآية، وقوله سبحانه وتعالى في قصة موسى: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} فسرهما أهل السنة بأن المراد بقوله سبحانه وتعالى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} أنه سبحانه سيرها برعايته سبحانه حتى استوت على الجودي، وهكذا قوله سبحانه في قصة موسى: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} أي: على رعايته سبحانه وتوفيقه للقائمين على تربيتهعليه الصلاة والسلام، وهكذا قوله سبحانه للنبي صلى الله عليه وسلم: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} أي إنك تحت كلاءتنا وعنايتنا وحفظنا، وليس هذا كله من التأويل بل ذلك من التفسير المعروف في لغة العرب وأساليبها ... ومن ذلك الحديث القدسي وهو قول الله سبحانه: «من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة » يمر كما جاء عن الله سبحانه وتعالى من غير تكييف ولا تحريف ولا تمثيل بل على الوجه الذي أراده الله سبحانه وتعالى، وهكذا نزوله سبحانه في آخر الليل، وهكذا السمع والبصر والغضب والرضا والضحك والفرح وغير ذلك من الصفات الثابتة كلها تمر كما جاءت على الوجه الذي يليق بالله من غير تكييف ولا تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل عملا بقوله سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} وما جاء في معناها من الآيات.
أما التأويل للصفات وصرفها عن ظاهرها فهو مذهب أهل البدع من الجهمية والمعتزلة ومن سار في ركابهم، وهو مذهب باطل أنكره أهل السنة وتبرءوا منه وحذروا من أهله. والله ولي التوفيق.

مجموع فتاوى ابن باز(3/70)









قديم 2015-01-01, 20:18   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أبو همام الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية أبو همام الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

...........









قديم 2015-01-01, 23:52   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
الوادعي
مشرف منتديات الدين الإسلامي الحنيف
 
الأوسمة
وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله
عقيدة أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته: هي إثبات ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات من غير تحريف، ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل
بارك الله فيكم .. يغلق الموضوع.









موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
لاداب, الشلف, الصالح, الصفات, تاويل


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:24

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc