كرات الثلج البيضاء تتساقط كحبات اللؤلؤ من ثغر السماء
لتذوب شيئا فشيئا في قلب الأرض الذي يعتلجُ حبا وسخونة
أتراها تذوب استحياءا لأنها لامستْ قلب الحبيب !؟
أم تراها تنصهرُ اطمئنانا لتصبح جزءا من جسد الحبيب !؟
وفي غمرة استمتاعي بهذا المنظر .. إذْ بقلبي .. قد حزم أمتعتي .. وقطع تذكرتي .. وقرّرْ
وإذا بي أجد نفسي في قاعة الانتظار .. أترقبُ وصول طائرةِ السّفرْ
لمْ تكن الرحلة شاقة أبدا ولكن كانت السّيادة ُ لفصل
الصيف فيها كان مختالاً بحرارتهِ عبوسَ الوجهِ يتبخترْ
جعلَ من أحشائي وليمةً تتّقِدُ على نار موْقدٍ أحمرْ
حينها قطعتُ حبل أفكاري وعدتُ بذاتي وكياني إلى
واقعي ... إلى الشتاء ... الخيّاطُ الأمْهَرْ
فقدْ كان يخيط للعروسِ فستانا من قماشِ الحبِّ الأطْهَرْ
إلا أني وبالرغم من عودتي ... لايزالُ الطقس في جوفي لم يتغيّرْ !!
فلا زالتْ الشمسُ المحرقة متوسطة ً سمائي وبحار مشاعري تتبخرْ و تتبخرْ
وكحلّ ٍ سريعٍ صرختُ رافضة ً أن يعيشَ الواقعُ مناخا .. وأعيشُ أنا مناخا آخرْ !!
وهرولت عارية القدمين مهشمة ً رأسَ الباب بقبضتي
ودَفنْتُ وجهي في بطن رجل الثلج الذي صنعهُ الأطغالُ منذ ساعةٍ و أكثرْ
هنيههْ وإذا بالطقسِ يتغيّرْ ... و وجهُ الصيفِ يتمعّرْ
فقد جاء الربيعُ يحملُ بينَ راحتيْهِ .. المسكَ والعنبرْ
حينها علمتُ أن لمملكتي فصولا .. ليستْ بفصولِ الواقعِ تتأثرْ
لتصفق لي بحرارة زهور اللافندر
ولستُ أدري ما أضمرتْ .. ألاستحقاقي فعلتْ هذا أم أنها .. تسْخرْ ?!
م م ل ك ة ال غ ر ب ة