عجبا لهؤلاء المسؤولون يتحدثون عن الأخلاق فقط داخل سور المدرسة و يطالبون بمحاسبة مسؤولي المؤسسة و نسوا أن هذه الأغنية تم أداؤها في ساحة عمومية و في الهواء الطلق و تناقلتها قنوات التلفزيون و دخلت إلى بيوتنا كلنا و في أي مناسبة؟ مناسبة الاحتفال بالفاتح نوفمبر ذكرى اندلاع ثورتنا المجيدة!!!
فإذا كان هولاء يرون أن هذه الأغنية تمثل الانحطاط و فساد الأخلاق فكيف لم يحاسبوا المسوؤلين عن حفل أول نوفمبر على السماح بأدائها و يحاسبوا مديري التلفزيونات التي تناقلتها و أدخلتها إلى بيوت 40 مليون جزائري؟
هل هذه الأغنية تناسب ذكرى عظيمة مثل أول نوفمبر و تتعارض مع حرم المدرسة؟
هل إهانة 40 مليون جزائري بإسماعهم هذه الأغنية عادي و اسماعها لتلاميذ مدرسة واحدة فقط غير عادي؟ كيف يسمح المسؤولون بتلطيخ ذكرى عظيمة مثل أول نوفمبر و يثورون من أجل مؤسسة؟
كيف لهولاء يقيمون الدنيا و لا يقعدونها من أجل فقط حرم المدرسة. هل المدرسة فقط هي المكان الذي يجب تقديسه؟ وهل بيوت الجزائريين هي بيوت ........حتى نسمح بإدخال المسلسلات و الأغاني الساقطة إليها؟
انظروا إلى حالة الطرقات: لا يستطيع أحد أن يمشي مع زوجته أو أمه أو أخته أو أحد من أقاربه مما نرى و الكلام الفاحش الذي نسمعه. لماذا لا يتحرك المسؤولون و يفرضون الأخلاق في الشوارع و يحاربون كل مظاهر الفساد؟ هل يظن مسؤولونا أن الأخلاق فقط في المدرسة و في الشارع "افعل ما تشاء"؟
أنا أقول من شدة كراهية المسؤولين و السواد الأعظم من المجتمع للمعلم و الأستاذ أصبحوا يترصدون كل صغيرة و كبيرة من أجل محاسبتهم و النيل من كرامتهم ليس إلا.
المتعارف عليه أن أغلب بنات هولاء المسؤولين و أبناؤهم تجدهم يترددون على هذا النوع من الاحتفالات و لم يحركوا ساكنا و لم يحاسبوا أولادهم ثم يأتون إلى المعلمين و الأساتذة و يقولون لهم ما هذا الفساد في المؤسسة و نسوا أن الفساد هو من صنعهم و بدأ في بيوتهم و من أبنائهم ثم خرج إلى الشارع.
من أين أتت هذه الأغنية ؟هل المعلمون هم الذين كانوا يغنونها ثم سمعها التلاميذ و بدأوا يرددونها أم أتت ذات ليلة من الشارع و على الهواء مباشرة و في ذكرى أول نوفمبر؟
أقول لهولاء المسؤولون حاسبوا أنفسكم ثم أولادكم ثم المسؤولين عن بث هذه الأغنية و المشرفون على حفل أول نوفمبر و حاربوا الفساد في الشوارع و كفاكم استعراض عضلاتكم فقط أمام المعلمين و محاولتكم إظهارهم أمام المجتمع كأنهم مجموعة من الأشرار للنيل منهم لأنهم يطالبونكم بحقوقهم.