25 دليل لمناصحة الحاكم جهرا - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > قسم التحذير من التطرف و الخروج عن منهج أهل السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

25 دليل لمناصحة الحاكم جهرا

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-12-08, 15:04   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
صقر محلق
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي 25 دليل لمناصحة الحاكم جهرا

الدليل الاول:

قال الله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ).

وجه الدلالة من هذه الآية :-

وجوب المناصحة لجميع هذه الأمة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مطلقاً ولم تفرق هذه الآية بين الأمر والنهي العلني أوالسري ولأن الأصل هو العلنية لا السرية وحيث لم يرد نص شرعي معتبر في تحول هذا الأصل. والحرص على فعل هذه الشعيرة جعل هذه الأمة خير الأمم وهذه الشعيرة لا يمكن أن تأتي ثمارها الحقيقية إلا بإعلانها واشتهارها مثلها مثل بقية شعائر المسلمين .



الدليل الثاني :

قول الله تعالىولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ).

وجه الدلالة من الآية :-

في هذه الآية أمر مطلق بالدعوة إلى الخير وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا الأمر المطلق يفيد الوجوب وهو عام في كل أمر ونهي لم يقيد ذلك الوجوب بالسرية ولا بالعلنية,

وحيث إن الأصل في هذه هو العلنية وهو ما يتوافق مع بقية النصوص الشرعية في القرآن والسنة, بل هو منهج الأنبياء عليهم السلام مع مخالفيهم من عهد نوح عليه السلام إلى عهد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث كانوا يدعون مخالفيهم ويؤمرون قومهم بالمعروف وينهونهم عن المنكر جهاراً , ثم يعلنون لهم ويسرون ويتحينون ما يفيدهم ويثمر معهم ولذلك نجد خير مثال لذلك ما ورد في سورة نوح حيث بدأ بالجهر والعلن قبل الأسرار قال الله تعالىثم إني دعوتهم جهاراً *ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسراراً)سورة نوح (8-9) والنصوص المبينة لدعوة الأنبياء عليهم السلام في القرآن قد أوضحت وجوب العلنية في ذلك, بل إنه حينما كانت الدعوة سرية لم تبلغ ما تبلغه الدعوة العلنية .

وهذا الكلام يقال في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لعموم الأمة, أما حينما يتعلق بالحكام والسلاطين فإن وجوب الأعلام في إنكار المنكر عليهم من باب أولى لعدة أمور:

أن الأصل أن الحاكم قدوة فإذا أسر له بالإنكار على الأمر الظاهر قد يزيل هذا المنكر من قبل السلطان, لكنه سيبقى لا محالة في أذهان عموم الناس الذين لم يعلموا بحرمة هذا الأمر المنكر أو بعدم شرعيته. وهذا بخلاف مالوا أنكر هذا المنكر جهراً لتسبب هذا في زوال المنكر عند الأمام وزواله عند جميع العامة .

أن الأصل أن الحاكم حينما قارف هذا المنكر لم يكن جاهلاً بذلك وإنما فعله بحكم شهوته متذرعاً بسلطته وقوته, فإذا أنكر هذا المنكر عليه سراً فقد يؤدي مثل ذلك إلى انتقام الحاكم من هذا الذي أنكر عليه هذا المنكر دون أن تتحقق الغاية من هذا الإنكار, وهذا بخلاف مالوا كان الإنكار علناً فإن هذا سيكون رادعاً للسلطان عن التمادي في منكره , كما أنه سيكون مانعاً له من إيقاع العذاب والعقاب فيمن أنكر عليه لأن هذا سيكون مكشوفاً لعموم الأمة والتي تضغط بسلطتها فتمنع انتقام الحاكم ممن أنكر عليه فأمره ونهاه .

إن الإنكار على الحاكم جهراً و مناصحتهم علناً تخلق الشجاعة في نفوس الناس وتجرئهم على إظهار شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .



الدليل الثالث :

حديث أبي سعيد الخدري أن أَوَّلُ مَنْ بَدَأَ بِالْخُطْبَةِ يَوْمَ الْعِيدِ قَبْلَ الصَّلَاةِ مَرْوَانُ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ الصَّلَاةُ قَبْلَ الْخُطْبَةِ فَقَالَ قَدْ تُرِكَ مَا هُنَالِكَ فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ أَمَّا هَذَا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ)

وجه الدلالة :-

لعل ذكر قصة ورود هذا الحديث ورواية أبي سعيد الخدري له تدل دلالة قطعية على أن المنكرات العامة الواقعة من الحكام لا تبرأ ذمة المسلم فيها إلا بالإنكار عليها علناً. وذلك لأن مروان بن الحكم لاحظ أن الناس كانت تؤدي صلاة العيد ثم تخرج من المصلى قبل أن تسمع الخطبة ولذلك بدأ بالخطبة أولاً, وعلى هذا فإن ما قام به مروان بن الحكم مخالف للسنة. وأنكر عليه فعله ذلك أمام عموم المسلمين, وفي مصلى العيد ولم يسر له ذلك , فقام الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه فقال مقولته المشهورة عن هذا الذي أنكر على الحاكم جهراً أمام عموم المسلمين ((أما هذا فقد أدى ما عليه)).فمقولة أبي سعيد (أما هذا) فإنها تدل على سقوط الوجوب عن هذا الذي أنكر على الحاكم جهراً أمام عموم الناس. أما أولئك الذين لم ينكروا على الحاكم جهراً من عموم المسلمين الذين حضروا هذا الموقف فإنهم لم يقوموا بأداء الواجب عليهم مع أنه من المعلوم ضرورة أنه لم يكن من بين كل أولئك الحاضرين من لم ينكر بقلبه أو أضمر في نفسه مناصحة الحاكم ( مروان بن الحكم ) سراً فيما بينه وبينه. ومع ذلك فإن ذلك فإن أبا سعيد رضي الله عنه بين أن من أدى الواجب عليه هو من أنكر هذا المنكر الظاهر جهراً وأمام عموم الناس.



الدليل الرابع:

قال الرسول صلى الله عليه وسلمسيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله).

وجه الدلالة :-

أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ورجل وقف أمام سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله.

وهذا الحديث لا يفيد أن مناصحة الحكام والسلاطين سنة فقط , بل يبين منزلة من قام بهذا الفعل الواجب, والذي لا يقدر عليه إلا من عظم الله وقدره واستحضر خشيته وهون في نفسه بطش البشر وعذابهم له , فعظم الله عنده أنساه وخفف عنه ما قد يخشاه من بقية البشر واستحضر ذلك فقام مناصحاً للحاكم وآمراً له بالمعروف وناهياً له عن المنكر حتى ضاق مثل هذا الحاكم بنصحه وأمره ونهيه فقتله .

أن تصور مثل هذا الموقف يبين كيف أن من فعل هذا الفعل قد حقق التوحيد الذي جاء في كلمة الإخلاص (لإله إلا الله) حقق التوحيد بأنصع صورة حيث شعر ظاهراً وباطناً بأنه لإله إلا الله, فلا نافع ولا ضار, ولا رازق ولا واهب ولا معطي ولا مانع ولا محيي ولا مميت إلا الله فصغر الخلق في عينه,وكبر وعظم الله فيها ,فهان عذاب الدنيا عنده مقابل تحقيقه لعبودية الله وإخلاص الدين له وحده , ألا يستحق من كانت خشيته لله تعالى ومهابته في قلبه بهذه المنزلة حتى أدت به إلى أن يفقد حياته , ويغادر هذه الحياة الدنيا إخلاصاً لله ألا يستحق أن يكون من أفضل المجاهدين بل هو سيد الشهداء مع حمزة بن عبد المطلب .

الدليل الخامس:

قال الرسول صلى الله عليه وسلم أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر).

وجه الدلالة:-

إن من المعلوم لجميع الناس مشقة الجهاد في سبيل الله على النفس وذلك لما فيه من خطورة ذهاب النفس ومفارقتها للحياة الدنيا ولذلك كانت هذه الشعيرة من أفضل الأعمال عند الله سبحانه وتعالى بسبب ما يبذل فيها المسلم من ثمن عظيم مقابل إعلاء دين الله والذود عنه. فإذا كان ثمن مجاهدة الكفار لإعلاء كلمة الله عظيماً وجزاءه الجنة , فمما لاشك فيه أن هذا الفعل -وهو نصح الإمام الذي جعل افضل منها- أعظم أجراً و مثوبة من مجاهدة الكفار وذلك بسبب أن هذا الفعل- وهو نصح الإمام وتوجيهه وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر- علانية أمام الناس لبيان عظم هذا الذنب المقترف وعظم المعصي وانه ليس له مهابة من دون الله . خاصة وأن بعض الحكام لا يمكن أن يرعوون عن غشيانهم للمنكرات ويتوقفوا عن فعلهم للمعاصي حتى يتبين ذلك للناس. وهذا في المنكرات الظاهرة كظلم العباد وعدم العدل في تقسيم الثروة واضطهاد المساجين ونحو ذلك من المنكرات العامة , أما منكراتهم الخاصة التي يفعلونها في مجالسهم الخاصة ومنتدياتهم المغلقة, فذلك مما لا يلزم المسلم الإنكار عليهم فيه, لأنه لم يطلع عليه ولانهم لم يجاهروا فيه فلا يجوز له ولا لغيره التجسس على الحكام ولا غيرهم, لأن التجسس محرم عند الله بنص القرآن والسنة , أما المنكرات الظاهرة أمام عموم الشعب فإنه ينبغي إنكارها علناً ولا يجوز الإسرار بها, لأن الأسرار بالنصح قد يجرأ الحكام على الاستمرار بها كما أنه يجرأ عوام الأمة على ممارستها خاصة حينما لا يعلمون أن الناس ينكرون على الحاكم فعله ذلك, فهم يقولون في أنفسهم إن الحاكم يقوم بهذا الفعل والعلماء وطلبة العلم يرون فعل هذه المنكرات ولا ينكرون عليه وهذا يدل على إباحة فعل هذه الأفعال وعدم حرمتها. وقد يعرض الناس في مثل هذا التفكير, خاصة مع وقوعه حقيقة حيث بدأ الناس يستمرؤن ممارسة هذه المنكرات بحجة فعل السلاطين لها ورضاهم عن وجودها ولم يسمع أن أحداً في يوم من الأيام قال إن هذه الأمور منكرة ولو فعلها السلطان, لأن طلبة العلم والعلماء وأهل الحل والعقد ينكرون هذه الأمور على السلطان ذلك سراً.



الدليل السادس:

قال صلى الله عليه وسلم (إذا رأيت أمتي تهاب من أن تقول للظالم: يا ظالم فقد تودع منها)

وجه الدلالة:-

أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أمته أن تهاب الإنكار على الظالم بل وأضاف صلى الله عليه وسلم أنها إذا وصلت إلى هذه المرحلة فقد تودع منها. ومن المعلوم أنه لا يهاب إلا من صاحب الغلبة والقوة والسلطان ومعنى هذا أنه لا يجوز لأحد أن يتهيب من مناصحة أي شخص كان مهما يبلغ في قوته وجبروته وطغيانه, بل يجب مناصحته ومصارحته بأنه ظالم , لأنه إذا استمر بظلمه وعدم إيقافه عند حده في ذلك فإنه سيؤدي إلى أن يتودع من الأمة لتقصيرها في هذه الشعيرة العظيمة في إنكار المنكرات العامة .

وهذا عام في جميع من ظلم بأنه يجب في مناصحته مهما بلغ سلطاناً وقوته وانه ليجوز ترك ذلك خوفاً من بطشه وطغيانه ومن ذلك الحاكم إذا أشتد على الناس قوةً وبطشا.



الدليل السابع:

(لتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطراً، ولتقصرنه على الحق قصراً، أو ليضربن الله على قلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم)

وجه الدلالة:-

أمر واضح وجلي من النبي صلى الله عليه وسلم بالأخذ على يد الظالم وأطره ورده وثنية عن التمادي في الباطل وإلزامه بالاقتصار على الحق فإذا لم تفعل الأمة ذلك حزب الله قلوب بعضهم على بعض ثم لعن بقية هذه الأمة كما لعن ألئك الظلمة المتجاوزون لحقوق الله تعالى.

وهذا نص عام في جميع الظلم من هذه الأمة يدخل في ذلك كل من ظلم الأمة أو أحد أفرادها في شي فإنه يجب إيقافه عند حده وإلزامه بالحق وثنية عن الاستمرار في ظلمة سواءً كان حاكماً أو محكوماً وإن كان من المعلوم أن الظالم لا يستعجل ظلمه ويتجاوز إلا إذا كان صاحب قوة وعلية وبطش ومال أو جنده أو حيلته. ويجب إيقاف هذا الظلم بأسرع وأنفع الطرق المؤدية إلى ذلك سواءً كانت بالنصيحة العلنية أو السرية وإن كانت العلنية أكثر فائدة وأسرعاً نفعاً لأن الظالم الذي استجاز الظلم قد لا يرعوى بنصحه سراً بل قد يتعدى على من نصحه سراً ويؤذيه في بدنه أو ماله بخلاف النصيحة العلنية فإنه قد يتهيب هذا الظالم إيذائه لأنه ستعلم هذه الأمة سبب إيذائه, وأنه بسبب نصحه للحاكم وتكون بذلك أحد الدعائم القوية لحمايته من إيقاع الظلم والعذاب عليه من قبل الحاكم. وذلك لأن السلطة مسئولة عن تصرفاتها من قبل الأمة



الدليل الثامن :

ما جاء في الحديث((كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته))فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته وهذه المسئولية سوف تكون من قبل الله تعالى يوم القيامة ومن قبل الأمة في هذه الحياة الدنيا. وهذا تأصيل لمبدأ شرعي سامي جاء به الإسلام قبل هذه القوانين المحدثة بأربعة عشر قرناً وهو مبدأ. سلطة الأمة على الحاكم ووجوب محاسبتها له. وهو ما أكده القرآن وأكد عليه في قول الله تعالى عن نفسه(لا يسأل عما يفعل وهم يسألون) فالذي لا يسأل عما يفعل في الدنيا والآخرة هو الله عز وجل أما من سواه فإنهم مسئولون عن أفعالهم وتصرفاتهم في هذه الحياة الدنيا وفي الآخرة ومنهم الحكام. وهذا هو الذي يتمشى مع المبدأ الشرعي الصحيح وهو أن العصمة للنبي صلى الله عليه وسلم فيما يبلغ عن ربه تعالى وما سواه مهما بلغت مراتبهم الدنيوية فليس لهم عصمة, ويجب أن يحاسبوا على أعمالهم وتجاوزاتهم .فإذا كانوا مسئولين في هذه الحياة ومحاسبين على تجاوزاتهم فانه تجب مناصحتهم عند حصول الأخطاء منهم حتى تكون الحجة فد قامت عليهم في الدنيا والاخرة.



الدليل التاسع:

قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم معترضاً عليه في قسمته يا محمد اعدل فإنك لم تعدل , وإن هذه القسمة ما أريد بها وجه الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ويحك من يعدل إن لم أعدل) فأراد الصحابة ضربه فقال صلى الله عليه وسلممعاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي).



وجه الدلالة :-

أن هذا الرجل تكلم أمام النبي صلى الله عليه وسلم وهو مع أصحابه وأغلظ له القول فيما يعتقد هو أنه نصيحة, فما نهره النبي صلى الله عليه وسلم ولا عاقبة ولاحا كمه, ولم يقل له انه لايصح منك هذا الفعل جهرا, وإنما كان ينبغي عليك أن تعلم أن النصيحة لا تكون إلا سراً, كما أن الصحابة لم ينكروا عليه ذلك ولكنهم جزعوا من قلة أدبه مع النبي صلى الله عليه وسلم. ولو كانت نصيحة الأمام لا تجوز إلا سراً كما يقول البعض لأنكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.لأن عدم إنكاره عليه مع وجوبه تأخير للبيان عن وقت الحاجة وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز.



الدليل العاشر:

كان النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس مع أصحابه فقال له رجل يهودي يا بني عبد المطلب إنكم قوم مطل أي لا تؤدون الحقوق. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قد استلف منه مالاً. فأراد عمر رضي الله عنه أن يضرب اليهودي. فقال النبي صلى الله عليه وسلمإنا كنا أحوج إلى غير هذا منك يا عمر، أن تأمره بحسن الطلب وتأمرني بحسن الأداء) .

وجه الدلالة:-

أن هذا اليهودي ناصح الأمام في وقته وهو النبي صلى الله عليه وسلم بان يقضي دينه الذي له عليه وكان هذا الفعل من هذا اليهودي بمحضر من الصحابة رضوان الله عليهم ولم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بل وافقه على ما فعله ونهي أن يتعرض له. بل وعاتب عمر بن الخطاب حينما أراد ضربه وقال له إن الواجب عليك أن تأمره بحسن الطلب وتأمرني بحسن الأداء وهذا دليل ثاني على أن مطالبة الإنسان بحقه والنصح والأمر بالمعروف يجوز في العلن. بل هو واجب فيه. لقوله صلى الله عليه وسلم (وتأمرني بحسن الأداء). وهو يدل على وجوب أمر الحكام ونصحهم في العلن وليس في السر.

فهذا دليل دل على النصيحة العلنية من وجهين:-

من جهة عدم الإنكار على اليهودي نصحه ومطالبته النبي صلى الله عليه وسلم . ولو كان هذا محرماً أو منهياً عنه لبين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في وقته لأن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز.

أن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر على عمر عدم نصحه للنبي صلى الله عليه وسلم وعدم أمره له بحسن الأداء مع أنه كان في مجموعة من أصحابه مما يدل على أن نصيحة الحاكم في العلن أمراً واجب لأن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر على عمر حينما لم يقم بذلك.



الدليل الحادي عشر:-

أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه اعترض على النبي صلى الله عليه وسلم وهو مع أصحابه في صلح الحديبية فقال لهعلام نعطى الدنية في ديننا).

وجه الدلالة:- أن فعل عمر بن الخطاب كان نصيحة للنبي صلى الله عليه وسلم وهو أمام أصحابه ولم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحد من أصحابه فعله ذلك مما يدل على مشروعية الإنكار على الحاكم والنصح له ولو كان علناً.



الدليل الحادي عشر:

(الدين النصيحة) قلنا لمن يا رسول الله. قاللله ولكتابة ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم).

وجه الدلالة:-



الدليل الثاني عشر:

(ثلاثة لا يغل عليهن قلب أمري مسلم)

وجه الدلالة:-



الدليل الثالث عشر:

(إن المسلمين في عهد الخلفاء الراشدين يعترضون على سياساتهم وينتقدون ممارساتهم ولم ينكر أحد على هؤلاء المعترضين ولا على هؤلاء الناصحين والمنتقدين لممارسة الخلفاء الراشدين مما يدل على مشروعية ذلك وأن من قال بخلاف ذلك فقد اتبع هواة وابتعد عن الدليل الشرعي. ولو كان انتقاد الخلفاء والحكام علناً منكراً كما يزعم البعض لأنكر ذلك صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على من فعله).

وجه الدلالة :- وجه الدلالة من هذا الدليل واضح وصريح بجواز الإنكار على الحكام والسلاطين سرا وجهراً وجواز منا صحتهم كذلك وهذا ماحصل في عهد الخلفاء الراشدين وهم خير القرون بل وأفضل البشر بعد الأنبياء, ولم يكن أحد ينكر على أحد في ذلك وما قال أحد منهم سواء كان من المنكر عليهم او كان من لموجودين في ذلك الوقت مع المنكر عليهم أو المناصحين.



الدليل الرابع عشر:

(قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه في خطبة البيعة وبعد أن أصبح خليفة حيث قال: إن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني .

وجه الدلالة:-

أن في هذه العبارة تأكيد من خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم على مبدأ حق الأمة في نقد سياسة الإمام وتقويمه ونصحه علناً وسراً.

الدليل الخامس عشر:

(اعتراض عمر بن الخطاب وبعض الصحابة على أبي بكر رضي الله عنهم عندما أراد قتال أهل الردة. ومازال أبو بكر رضي الله عنه يجادلهم حتى أقنعهم برأيه )

وجه الدلالة:-

أن اعتراض كثير من الصحابة على رأي أبو بكر وإعلانهم لهذا الاعتراض والمجاهرة به يعتبر تقويم له و مناصحته علانية ولم ينكر أبو بكر عليهم فعلهم ذلك ولو كان منكراً كما ذكر بعض المنتسبين لأهل العلم لأنكر عليهم.

الدليل السادس عشر:

(دخل رجل على أبي بكر الصديق رضي الله عنه فأغلظ الرجل القول لأبي بكر فقال أبو برزة الإسلمي: ألا أضرب عنقه يا خليفة رسول الله؟ فغضب أبو بكر أشد الغضب من هذه الكلمة التي قالها أبو برزة وقال: لا والله ما كانت لأحد بعد رسول الله .

وجه الدلالة:-

أن هذا الرجل لم يكتف بالإنكار على خليفة رسول الله أبي بكر أو مناصحته فقط بل قد أغلظ القول له وعنده غيره ومنهم أبو برزة الاسلمي ومع ذلك لم ينكر عليه أبو بكر إنكاره ولا إغلاظ القول في الانكار , بل انكر على ابي برزة وغضب من قوله مالم يغضب من فعل الرجل ولو كان انكاره علانية منكراً أو محرماً لبين له ابوبكر رضي الله عنه ذلك.

الدليل السابع عشر:ـ

أن بلال الحبشي رضي الله عنه كان مع جماعة من الصحابة الذين اعترضوا على سياسة عمر بن الخطاب في شان الأرض المغنومة وطالبوه بتقسيمها على الفاتحين، ورأى عمر رضي الله عنه وقفها على جميع المسلمين، وما زالوا يجادلونه حتى دعا الله عليهم وكان يقول: اللهم اكفني بلالاً.

وجه الدلالة:-

أن بلال رضي الله عنه اعترض مع مجموعة من الصحابة على سياسة عمر في الأرض المغنومة علانية ولم ينكر عليه سراً. ولو كان الإنكار على الإمام علانية محرماً إلا بإذنه لأنكر ذلك عمر بن الخطاب عليهم بل لو كان محرماً لم يجرأ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على فعل هذا المنكر لأنهم أبعد الناس عن مقارفة المنكرات والمحرمات كما أن عمربن الخطاب رضي الله عنه وهو خليفة المسلمين في ذلك الوقت رضي الله عنه لم يجد وسيلة لمجابهة معارضيه في هذه القضية إلا محاورتهم ثم الدعاء عليهم. ولم يأمر بمحاكمتهم أو قذف التهم عليهم أو إيداعهم في السجن أو نحو ذلك مما كان يمكن أن يفعله لو كان ما فعلوه منكراً أو ذنباً يستحقون عليه العقاب , خاصة مع ما يعرف من أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه في أنه لا يخشى في الله لومة لائم .



الدليل الثامن عشر:

(أن هناك مجموعة من الصحابة اعترضوا على سياسة عثمان بن عفان رضي الله عنه ومنهم عمار بن ياسر وعبد الرحمن بن عديس البلوي وهم ممن بايع تحت الشجرة وعمرو بن الحمق الخزاعي وعدي بن حاتم الطائي وجندب بن كعب الأزدي وعروة بن جعد البارقي وغيرهم كما كان معهم بعض التابعين كمحمد بن أبي بكر وغيره).

وجه الدلالة:-

أن هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم لم يكتفوا بمناصحة الخليفة عثمان رضي الله عنه بل تجاوزوا ذلك إلى الاعتراض عليه ومطالبته بعدة أمور: منها ما يتعلق بالإصلاح السياسي ومنها ما يتعلق بالإصلاح الاقتصادي ومنها مايتعلق بالإصلاح الإداري وغيرها .

ومع كل ذلك لم ينكر عليهم عثمان رضي الله عنه اعتراضهم عليه بل ناقشهم و حاورهم وسمع منهم وسمعوا منه ورجع عن بعض تصرفاته رضي الله عنه بسبب ذلك ولم يقل لهم إن فعلكم هذا معصية أو إنه منكر وكان يجب عليكم مناصحتي سراً, لأنني لم أذن لكم في ذلك كما لم يأمر بإحالتهم للمحاكمة أو السجن أو غير ذلك مما يدل على أن فعلهم ذلك مشروع بل قد يكون واجباً في أحوال كثيرة كما أنه لم يقل أحد من الصحابة مثل ذلك.



الدليل التاسع عشر:

(أن عائشة رضي الله عنها قالت عندما بلغها خبر كاذب وهي في مكة أن عثمان بن عفان رضي الله عنه قد قتل الوفد المصري: إنا لله وإنا إليه راجعون! يقتل قوماً جاؤوا يطلبون الحق وينكرون الظلم، والله لانرضى بهذا).

وجه الدلالة:-

أن عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت عمن عارض سياسة عثمان رضي الله عنه وأنكر عليه علانية بل اجتمع أمام بيته (أنهم جاءوا يطلبون الحق وينكرون الظلم) فهي رضي الله عنها اعتبرت فعلهم حقاً وإنكاراً للظلم مع ما فيه من معارضة للخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه. وهذا يدل على مشروعية الإنكار على الخليفة جهراً وسراً وأنه لا يجوز معاقبة من فعل ذلك طالما أنه ملتزماً بالمنهج الشرعي الصحيح.

الدليل العشرون:

(أن طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وهما من العشرة المبشرين بالجنة ومن الستة الذين اختارهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه للشورى. وعائشة رضي الله عنها ومجموعة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنكروا على الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه تأخير القصاص ممن قتل عثمان رضي الله عنه وكان إنكارهم ذلك جهراً وعلانية).

وجه الدلالة:-

أن هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم قد أنكروا على الإمام علي رضي الله عنه تأخير القصاص من قتلة عثمان بن عفان رضي الله عنه مع أنه ذكر لهم سبب ذلك وهو عدم قدرته في هذا الوقت على القصاص منهم, ومع ذلك أنكروا عليه علانية بل وتوجه طلحة والزبير وعائشة ومن معهم إلى البصرة طلباً للقصاص ممن قتل عثمان مع أن هذا من الواجبات على الأمام وليس على الرعية ومع ذلك لم ينكر أحد عليهم إنكارهم على الإمام علي رضي الله عنه, بل ولم ينكر عليهم علي رضي الله عنه ذلك ولوكان ذلك محرماً لأنكر عليهم الإمام علي رضي الله عنه, كما أنه لا يتصور من هؤلاء الصحابة الكبار فعل المنكر واتفاقهم عليهم وهذا يدل دلالة واضحة وصريحة على مشروعية الإنكار على الإمام ونصحه علانية وبدون إذنه, لأنه لا يمكن لأي عاقل منصف أن يدعى أن هؤلاء الصحابة قد خالفوا أصلاً من أصول الإسلام أو فعلوا منكراً من المنكرات العظام أو ابتدعوا في دين الله ما ليس منه.



الدليل الحادي والعشرون:

(ما جاء في الحديث الصحيح:- وألا ننازع الأمر أهله وفيه(على أن نقول [نقوم]بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم).

وجه الدلالة:-

أنه يجب طاعة الحاكم وعدم جواز منازعته أو الخروج عليه مادام قائماً بواجبه ولم يظهر منه كفر بواح, كما أنه يجب على المسلمين إبداء أرائهم والتعبير عن معتقداتهم والإنكار على سلاطينهم دون أن يخافوا في الله لومة لائم وهذا دليل صريح جمع بين تحريم الخروج على الحكام ووجوب نصحهم والإنكار عليهم وعدم ترك ذلك خوفاً منهم وفي هذا دليل قطعي على أنه لا يوجد تلازم بين نصيحة الحكام والإنكار عليهم وبين الخروج عليه ,بل إن نصحهم وسيلة مشروعة لتثبيت حكمهم وتمسك الشعب بهم , و تجعله حكماً شرعياً خالياً من المنكرات التي تتسبب في عزلهم ولذلك فإنه يحرم على السُلْطات مصادرة حق الشعوب في التعبير عن الرأي .



الدليل الثاني والعشرون:

(أن الصحابي الجليل عبادة بن الصامت كان في الشام ينكر على معاوية بن أبي سفيان أشياء علنية ويحتج بحديث البيعة السابق فكتب معاوية إلى عثمان: أن عبادة بن الصامت قد أفسد علي الشام و أهله. فلما جاء عبادة إلى عثمان رضي الله عنهما قال له سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقولإنه سيلي أموركم بعدي رجال يعرفونكم ما تنكرون وينكرون عليكم ما تعرفون, فلا طاعة لمن عصى الله تبارك وتعالى فلا تعتلوا بربكم).

وجه الدلالة:-

أن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنكر على معاوية بالشام أشياء علانية وهو لم يأذن له بذلك, بل لقد ضاق به ذرعاً حتى شكاه إلى عثمان. ولو كان الإنكار على السلاطين والأمراءعلانية منكر لبينه معاوية رضي الله عنه أو عثمان لعبادة بن الصامت ,كما أنه لو علم عبادة بن الصامت أنه منكراً لم يفعله أصلاً.

الدليل الثالث والعشرون:

(عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عنهسيكون أمراءً تعرفون وتنكرون فمن نابذهم نجا ومن اعتزلهم سلم ومن خالطهم هلك).

وجه الدلالة:-

فيه أمراء بمنابذة الأمراء الذين يقارفون المنكرات بمقاومتهم والتصدي لانحرافاتهم بالإنكار عليهم ومناصحتهم وهذا فيه أمر بالإنكار عليهم علانية ومقاومة منكراتها باللسان , وهذا لا يكون إلا بالإنكار عليهم علانية.

الدليل الرابع والعشرين:

(قال النووي تطابق على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالكتاب والسنة وإجماع الأمة أيضاً من النصيحة التي هي الدين قال العلماء: لا يختص بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأصحاب الولايات. بل ذلك جائز لآحاد المسلمين. قال إمام الحرمين والدليل عليه إجماع المسلمين فإن غير الولاة في الصدر الأول والعصر الذي يليه كانوا يأمرون الولاة بالمعروف وينهونهم عن المنكر مع تقرير المسلمين إياهم من غير ولاية) وقال الأمام ابن حزمالأمام واجب الطاعة ما قادنا بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن زاغ عن شيء منها منع من ذلك).

وجه الدلالة:-

هذه النصوص وغيرها تبين وجوب طاعة الإمام في غير معصية الرحمن لمافي طاعته من استقامة أمور المجتمع وصلاحه وتماسكه. ولكن وجوب طاعته لا يتعارض مع أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر والنصح له لأن هذه الأمور من لوازم الطاعة بالمعروف.



الدليل الخامس والعشرون:

(أن الصحابة رضوان الله عليهم لم يعترضوا على من جاءوا من أهل الأمصار لعثمان رضي الله عنه لمناقشته وانتقاد عماله وامرأئه على الأقاليم لأنهم اعتبروا هذا حق من حقوقهم المشروعة).

وجه الدلالة:-

هذا السكوت من الصحابة عن الانكار على من قدموا إلى عثمان للانكار عليه علانية وبدون اذنه يدل على جوازه , بل ورد ان هولاء لم يدخلوا المدينة حتى استأذنوا الصحابة ,في دخولها ومع ذلك اذن لهم الصحابة بدخولها وهم يعلمون ان سبب مجيئهم هو الانكارعلانية على الخليفة عثمان بعض تصرفاته , ولو كان هذا التصرف محرماًكما يزعم البعض لانكر عليهم احد من الصحابة او كلهم ولبينوا لهم حرمة هذا الفعل وان الله قد نهى عنه على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم .





الدكتور : عبدالكريم يوسف الخضر








 


قديم 2011-12-10, 01:53   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

{تعالوا إلى كلمة سواء}
رسالة إلى الدكتور يوسف الأحمد
والشيخ سليمان الدويش
والدكتور محمد الهبدان
والأستاذ إبراهيم السكران
وفقهم الله لهداه
رد على غيبتهم الولاة باسم الإنكار العلني
كتبه
مدير المكتب التعاوني للدعوة وتوعية الجاليات بحي العزيزية بالرياض
حمد بن عبدالعزيز العتيق
في السادس من شهر شعبان لعام اثنين وثلاثين وأربعمائة وألف للهجرة

تجد الرد المرئي هنا
.....................


بسم الله الرحمن الرحيم
إلى من يصله من المسلمين عموماً والدكتور يوسف الأحمد والشيخ سليمان الدويش والدكتور محمد الهبدان والأستاذ إبراهيم السكران خصوصاً.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولاً: سبب هذه الرسالة أن هؤلاء الدعاة وفقهم الله لهداه وجهوا عدة رسائل إلى ولاة الأمور، وانتقدوا تصرفاتهم واغتابوهم ومنهم خادم الحرمين، وأمير الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز وأمير مكة الأمير خالد الفيصل ، والأمير محمد بن نايف، وكان من آخر خطاباتهم المعلنة، خطاب الدكتور يوسف الأحمد الموجه لخادم الحرمين الشريفين بخصوص الموقوفين على خلفية القضايا الإرهابية والأمنية.
ثانياً: هذه الرسالة قسمان.
القسم الأول: موجه لجميع هؤلاء ومن سعى سعيهم في هذه الطريقة المحرمة وهي غيبة ولي الأمر بقصد إنكار المنكرات.
والقسم الثاني: موجه للدكتور يوسف الأحمد، لمناقشة بعض أخطائه التي ارتكبها في مجالس الغيبة التي وقع بها في أعراض ولاة الأمور.
القسم الأول: وهو القسم الموجه لجميع المذكورين ومن سعى سعيهم في هذه الطريقة المحرمة وهي غيبة ولي الأمر بقصد إنكار المنكرات.
وسيكون ذلك عبر قواعد مأخوذة من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، ونقل كلام الأئمة، حتى لا يتقول متقول: إن هذا من قصور فهمي، أو من سوء قصدي -والعياذ بالله-.


القاعدة الأولى: وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
قال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ).
وروى مسلم مِنْ حَدِيثِ أبي سَعِيدٍ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: (مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ).
وهذه العبادة العظيمة كغيرها من العبادات لا بد فيه من شرطي قبول العبادة وهما الإخلاص والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم، فمن استكمل الشرطين قبلت عبادته، ومن خالف فيهما ردت عليه عبادته والعياذ بالله.
وهذه المخالفة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على وجهين:
الأول: التقصير والجفاء عن الحد المشروع منها، كما يقع في ذلك كثير من الناس، بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لغير عذر شرعي.
والثاني: الزيادة والغلو فوق الحد المشروع، كما يفعل الخوارج والذين يتباهون بالإنكار على ولاة الأمور من فوق المنابر كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
قال ابن تيمية في بيان هذين القسمين: (قد يبغي بعض المستنة -يعني أهل السنة- إما على بعضهم، وإما على نوع من المبتدعة، بزيادة على ما أمر الله به، و هو الإسراف، المذكور في قولهم: (ربنا اغفر لنا ذنوبنا و إسرافنا في أمرنا).
وبإزاء هذا العدوان تقصير آخرين فيما أمروا به من الحق، أو فيما أمروا به من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، في هذه الأمور كلها، فما أحسن ما قال بعض السلف: ما أمر الله بأمر إلا اعترض الشيطان فيه بأمرين، لا يبالي بأيهما ظفر غلواً أو تقصيراً).ا.هـ من الفتاوى

القاعدة الثانية: وجوب النصيحة لأئمة المسلمين ومعناها.

قال ابن عبد البر-رحمه الله تعالى في الاستذكار-((وأما مناصحة ولاة الأمر، فلم يختلف العلماء في وجوبها)ا.هـ
ويدل لذلك أدلة كثيرة ومنها: ما روى مسلم في صحيحه عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (الدِّينُ النَّصِيحَةُ). وفي رواية في السنن- قالها ثلاثًا- قُلْنَا: لِمَنْ ؟ قَالَ: (للَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ).
وعَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ:قَامَ رَسُولُ اللَّهِ بِالْخَيْفِ مِنْ مِنًى فَقَال: (نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَبَلَّغَهَا فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرُ فَقِيهٍ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُؤْمِنٍ إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ وَالنَّصِيحَةُ لِوُلَاةِ الْمُسْلِمِينَ وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ) رواه أحمد وابن ماجه وصححه الألباني.
ومعنى النصيحة لأئمة المسلمين كما نقل النووي-رحمه الله- عن الخطابي وغيره من العلماء بقوله(( وَأَمَّا النَّصِيحَة لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ فَمُعَاوَنَتهمْ عَلَى الْحَقّ، وَطَاعَتُهُمْ فِيهِ، وَأَمْرُهُمْ بِهِ، وَتَنْبِيههمْ وَتَذْكِيرهمْ بِرِفْقٍ وَلُطْفٍ،وَإِعْلَامهمْ بِمَا غَفَلُوا عَنْهُ وَلَمْ يَبْلُغهُمْ مِنْ حُقُوق الْمُسْلِمِينَ، وَتَرْك الْخُرُوج عَلَيْهِمْ، وَتَأَلُّف قُلُوب النَّاس لِطَاعَتِهِمْ.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ-رَحِمَهُ اللَّه-:وَمِنْ النَّصِيحَة لَهُمْ الصَّلَاة خَلْفهمْ، وَالْجِهَاد مَعَهُمْ، وَأَدَاء الصَّدَقَات إِلَيْهِمْ، وَتَرْك الْخُرُوج بِالسَّيْفِ عَلَيْهِمْ إِذَا ظَهَرَ مِنْهُمْ حَيْفٌ أَوْ سُوءُ عِشْرَة، وَأَنْ لَا يُغَرُّوا بِالثَّنَاءِ الْكَاذِب عَلَيْهِمْ، وَأَنْ يُدْعَى لَهُمْ بِالصَّلَاحِ، وَهَذَا كُلُّهُ عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ الْخُلَفَاء وَغَيْرهمْ مِمَّنْ يَقُوم بِأُمُورِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَصْحَاب الْوِلَايَاتِ، وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُور) ا.هـ من شرح مسلم.
وقال ابن رجب الحنبلي-رحمه الله في جامع العلوم والحكم- عند شرحه حديث تميم الداري: (الدين النصيحة)قال: (وأما النصيحة لأئمة المسلمين فحب صلاحهم ورشدهم وعدلهم وحب اجتماع الأمة عليهم وكراهة افتراق الأمة عليهم والتدين بطاعتهم في طاعة الله والبغض لمن رأى الخروج عليهم وحب إعزازهم في طاعة الله) إلى أن قال -رحمه الله-: (معاونتهم على الحق وطاعتهم فيه وتذكيرهم به وتنبيههم في رفق ولطف ومجانبة الوثوب عليهم والدعاء لهم بالتوفيق وحث الأغيار على ذلك) ا.هـ

القاعدة الثالثة: الفرق بين نصيحة ولاة الأمور وبين نصيحة عامة المسلمين.
النصيحة لولي أمر المسلمين تختلف عن النصيحة لعامة المسلمين، وذلك بنص حديث تميم المتقدم وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في وجوب النصيحة: (لأئمة المسلمين وعامتهم) ففرق النبي صلى الله عليه وسلم بين نصح الولاة وبين نصح عامة المسلمين.
ومن الأدلة التي تقرر الفرق بين نصح ولاة الأمور وبين نصح عامة المسلمين ما رواه البخاري ومسلم عن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه حين قِيلَ لَهُ: أَلَا تَدْخُلُ عَلَى عُثْمَانَ فَتُكَلِّمَهُ فَقَال: (أَتَرَوْنَ أَنِّي لَا أُكَلِّمُهُ إِلَّا أُسْمِعُكُمْ وَاللَّهِ لَقَدْ كَلَّمْتُهُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ مَا دُونَ أَنْ أَفْتَتِحَ أَمْرًا لَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ فَتَحَهُ...)
قال القاضي عياض -رحمه الله كما في فتح الباري لابن حجر رحمه الله-: (مراد أسامة أنه لا يفتح باب المجاهرة بالنكير على الإمام لما يخشى من عاقبة ذلك، بل يتلطف به، وينصحه سراً فذلك أجدر بالقبول ) ا.هـ.
وقال القرطبي–رحمه الله في المفهم شرح صحيح مسلم-: (يعني أنه كان يتجنب كلامه بحضرة الناس، ويكلمه إذا خلا به، وهكذا يجب أن يعاتب الكبراء والرؤساء، يعظمون في الملأ، إبقاءً لحرمتهم، وينصحون في الخلاء أداء لما يجب من نصحهم.. وقوله : "لقد كلمته فيما بيني وبينه.." يعني أنه كلمه مشافهةً، كلاماً لطيفاً، لأنه أتقى ما يكون عن المجاهرة بالإنكار والقيام على الأئمة، لعظيم ما يطرأ بسبب ذلك من الفتن والمفاسد" ا.هـ.
وقال الألباني -رحمه الله في تعليقه على مختصر صحيح مسلم-: (يعني المجاهرة بالإنكار على الأمراء في الملأ، لأن في الإنكار جهاراً ما يُخشى عاقبته كما اتفق في الإنكار على عثمان جهاراً إذ نشأ عنه قتله) ا.هـ.
ومن الأدلة على الفرق بين نصيحة الوالي ونصيحة عامة الناس ما أخرج ابن أبي شيبة وغيره عن سعيد بن جبير قال: (قلت لابن عباس: آمر إمامي بالمعروف؟ قال ابن عباس: إن كنت فاعلاً ففيما بينك وبينه، ولا تغتب إمامك).
وهذا الأثر الثابت عن ابن عباس صريح في كيفية نصح الولاة وعدم غيبتهم، وأن الكلام في الإمام والسلطان عند الناس حال غيبته، من الغيبة المذمومة.
لذلك لا يجوز لأحد أن يستدل بالأدلة التي فيها جواز غيبة عامة الناس في بعض الصور، على جواز غيبة الإمام والسلطان، فإن الإمام والسلطان يختلف التعامل معهم عن عامة الناس، فهذا ابن عباس ينهى عن غيبة الإمام وإن كان واقعاً في شيء من المنكرات.
ومن الأدلة على الفرق في التعامل ومنه النصيحة بين أئمة المسلمين وعامتهم ما رواه مسلم في صحيحه عن حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَكُونُ بَعْدِى أَئِمَّةٌ لاَ يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ وَلاَ يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ، قَالَ قُلْتُ كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ قَالَ: (تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ).
وهذا الصبر على جور السلطان وأذاه لا يجب لغيره من العامة فدل ذلك على الفرق بين نصيحة أئمة المسلمين وبين نصيحة عامتهم.
ومن الأدلة على الفرق في التعامل ومنه النصيحة بين أئمة المسلمين وعامتهم ما نقل ابن بطال -رحمه الله في شرحه للبخاري- قال((قال ابن المنذر: والذي عليه عوام أهل العلم أن للرجل أن يقاتل عن نفسه وماله وأهله إذا أريد ظلمًا، لقوله عليه السلام: (من قتل دون ماله فهو شهيد) ، ولم يخص وقتًا دون وقت، ولا حالا دون حال إلا السلطان، فإن كل من نحفظ عنهم من علماء الحديث كالمجمعين على أن كل من لم يمكنه أن يدفع عن نفسه وماله إلا بالخروج على السلطان ومحاربته ألا يفعل للآثار التي جاءت عن النبي - عليه السلام - بالأمر بالصبر على ما يكون منه من الجور والظلم، وترك القيام عليهم ما أقاموا الصلاة.)ا.هـ.
فانظر كيف أن دفع الصائل من عامة الناس مشروع، وأما إن كان الصائل عليك هو السلطان فلا يجوز مدافعته بالقوة، بل الواجب الصبر، والدعاء.
قال ابن النحاس -رحمه الله في تنبيه الغافلين-: ( ويختار الكلام مع السلطان في الخلوة على الكلام على رؤوس الأشهاد، بل يُوَدُ لو كلمه سراً، ونصحه خفية من غير ثالث لهما ) ا.هـ.
وقال العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله في "الرياض الناضرة" : ( وأما النصيحة لأئمة المسلمين، وهم ولاتهم من السلطان الأعظم إلى الأمير، إلى القاضي إلى جميع من لهم ولاية صغيرة أو كبيرة، فهؤلاء لما كانت مهماتهم وواجباتهم أعظم من غيرهم، وجب لهم من النصيحة بحسب مراتبهم ومقاماتهم، وذلك باعتقاد إمامتهم والاعتراف بولايتهم، ووجوب طاعتهم بالمعروف، وعدم الخروج عليهم، وحث الرعية على طاعتهم ولزوم أمرهم الذي لا يخالف أمر الله ورسوله، وبذل ما يستطيع الإنسان من نصيحتهم، وتوضيح ما خفي عليهم مما يحتاجون إليه في رعايتهم، كل أحد بحسب حاله، والدعاء لهم بالصلاح والتوفيق، فإن صلاحهم صلاح لرعيتهم، واجتناب سبهم والقدح فيهم وإشاعة مثالبهم، فإن في ذلك شراً وضرراً وفساداً كبيراً فمن نصيحتهم الحذر والتحذير من ذلك، وعلى من رأى منهم ما لا يحل أن ينبههم سراً لا علناً بلطف وعبارة تليق بالمقام ويحصل بها المقصود، فإن هذا مطلوب في حق كل أحد، وبالأخص ولاة الأمور، فإن تنبيههم على هذا الوجه فيه خير كثير، وذلك علامة الصدق والإخلاص.
واحذر أيها الناصح لهم على هذا الوجه المحمود أن تفسد نصيحتك بالتمدح عند الناس فتقول لهم : إني نصحتهم وقلت وقلت، فإن هذا عنوان الرياء، وعلامة ضعف الإخلاص، وفيه أضرار أخر معروفة
) ا.هـ.

القاعدة الرابعة: حكم الإنكار العلني على الولاة، وضابطه.

تقدم معنا أن الأصل في نصيحة ولي الأمر أن تكون في السر، كما ثبت بالأدلة الصحيحة الصريحة المتقدمة عن أسامة بن زيد، وابن عباس، وغيرهما، لكن ثبت عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الإنكار على ولاة الأمور علناً، ومنهم:
الأول: أبو سعيد الخدري ، فقد خرج البخاري ومسلم واللفظ للبخاري عن أبى سعيد الخدري: (قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى، فأول شيء يبدأ به الصلاة ثم ينصرف، قال أبو سعيد: فلم يزل الناس على ذلك حتى خرجت مع مروان وهو أمير المدينة في أضحى أو فطر، فلما أتينا المصلى إذا منبر بناه كثير بن الصلت، فإذا مروان يريد أن يرتقيه قبل أن يصلي، فجبذت بثوبه فجبذني فارتفع، فخطب قبل الصلاة، فقلت له غيرتم والله. فقال مروان: أبا سعيد، قد ذهب ما تعلم، فقلت: ما أعلم والله خير مما لا أعلم).
الثاني: عمارة بن رؤيبة -رضي الله عنه- فقد رأى بشرَ بن مروان -وكان والياً- على المنبر رافعاً يديه، فقال: (قبح الله هاتين اليدين لقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يزيد على أن يقول بيده هكذا. وأشار بإصبعه المسبحة) أخرجه مسلم.
قال ابن القيم -رحمه الله في إعلام الموقعين-: (قال عبادة بن الصامت وغيره: بايعنا رسول الله على أن نقول بالحق حيث كنا ولا نخاف في الله لومة لائم، ونحن نشهد بالله أنهم وفوا بهذه البيعة، وقالوا بالحق وصدعوا به، ولم تأخذهم في الله لومة لائم، ولم يكتموا شيئاً منه مخافة سوط ولا عصا ولا أمير ولا وال، كما هو معلوم لمن تأمله من هديهم وسيرتهم، فقد أنكر أبو سعيد على مروان وهو أمير على المدينة، وأنكر عبادة بن الصامت على معاوية وهو خليفة، وأنكر ابن عمر على الحجاج مع سطوته وبأسه، وأنكر على عمرو بن سعيد وهو أمير على المدينة، وهذا كثير جداً من إنكارهم على الأمراء والولاة إذا خرجوا عن العدل).ا.هـ
قال ابن حجر -في الفتح بعد شرحه لحديث أبي سعيد المتقدم-: (فيه إنكار العلماء على الأمراء إذا صنعوا ما يخالف السنة) .ا.هـ
وقال العيني -في شرحه لصحيح البخاري- : (فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإن كان المنكرُ عليه والياً ألا ترى أن أبا سعيد كيف أنكر على مروان وهو والٍ بالمدينة).ا.هـ

وأما الضابط لذلك الإنكار العلني على الولاة: فقد بينته السنة، وفعل الصحابة السابق، وطريقة السلف الصالح، فقد روى أحمد وغيره من حديث أبي سعيد الخدري وأبي أُمامة وطارق بن شهاب رضي الله عنهم وصححه النووي والألباني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر). فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الإنكار على السلطان الجائر يكون عنده وفي حال حضوره.
كما أن الإنكار المتقدم من الصحابة رضي الله عنهم على ولاتهم راعوا فيه أمر النبي صلى الله عليه وسلم هذا، وهو أن يكون في حضرة ولي الأمر كما وقع من أبي سعيد مع مروان، وكما وقع من عمارة مع بشر، وغيرهما.
قال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين -رحمه الله في لقاء الباب المفتوح اللقاء الثاني والستون- في بيان هذا الضابط المهم: (إن إنكار المنكرات الشائعة مطلوب ولا شيء في ذلك، ولكن كلامنا على الإنكار على الحاكم مثل أن يقوم إنسان في المسجد ويقول مثلاً: الدولة ظلمت، الدولة فعلت، فيتكلم في الحكام بهذه الصورة العلنية، مع أن الذي يتكلم عليهم غير موجودين في المجلس، وهناك فرق بين أن يكون الأمير أو الحاكم الذي تريد أن تتكلم عليه بين يديك وبين أن يكون غائباً، لأن جميع الإنكارات الواردة عن السلف كانت حاصلة بين يدي الأمير أو الحاكم.
الفرق أنه إذا كان حاضراً أمكنه أن يدافع عن نفسه، ويبين وجهة نظره، وقد يكون مصيباً ونحن المخطئون، لكن إذا كان غائباً لم يستطع أن يدافع عن نفسه وهذا من الظلم، فالواجب أن لا يتكلم على أحدٍ من ولاة الأمور في غيبته، فإذا كنت حريصاً على الخير فاذهب إليه وقابله وانصحه بينك وبينه
) ا.هـ.
القاعدة الخامسة: الفرق بين الإنكار العلني على ولاة الأمور بحضرتهم، وبين ذكر أخطائهم ومنكراتهم حال غيبتهم.
الإنكار المتقدم من الصحابة رضي الله عنهم على ولاتهم راعوا فيه أمر النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر). فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الإنكار على السلطان الجائر يكون عنده وفي حال حضوره، لا من ورائه وحال غيبته كما يفعل ذلك كثير من المنسوبين للدعوة والحسبة ومنهم الدكتور يوسف الأحمد والشيخ سليمان الدويش، والأستاذ إبراهيم السكران، بزعم الإصلاح والشجاعة في قول الحق، وكثير منهم يستدل على ذلك بالأحاديث المتقدمة التي فيها الإنكار العلني على الوالي في حضرته، وذلك بسبب خطئهم في فهم تلك الأدلة، فلم يفرقوا بين الإنكار علانية عند السلطان الجائر، الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وعمل به أصحابه، وبين الغيبة المذمومة لولاة الأمر التي نهى الله ورسوله عنها فهذه الطريقة في الإنكار على الولاة: أعني ذكرَ ظلمهم أو ذنوبهم أو أخطائهم على رؤوس الملأ، طريقة محرمة، دل على ذلك كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفعل الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، ومن ذلك:
قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ).
قال ابن كثير -رحمه الله في تفسيره- قوله: {وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} فيه نهي عن الغيبة، وقد فسرها الشارع كما جاء في الحديث عن أبي هريرة قال: (قيل: يا رسول الله، ما الغيبة؟ قال: ذكرك أخاك بما يكره. قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته).ا.هـ(رواه مسلم)
فنهى الله عز و جل و رسوله صلى الله عليه وسلم عن الغيبة و لا شك أن الكلام في و لي الأمر حال غيبته من الغيبة إن كان حقاً فإن كان كذباً فهو بهتان.
ومما يدل على تحريم ذلك ما أخرج مسلم في الصحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: (إِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" أَلَا أُنَبِّئُكُمْ مَا الْعَضْهُ ؟ هِيَ النَّمِيمَةُ : الْقَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ) ولا شك أن هذه الصورة تدخل في القالة بين الناس لما يترتب عليها من الفتنة والبلبلة وإيغار الصدور على ولاة الأمور.
ومما يدل على تحريم غيبة الولاة بخصوصها ما أخرج ابن أبي شيبة وغيره عن سعيد بن جبير قال: (قلت لابن عباس: آمر إمامي بالمعروف؟ قال ابن عباس: إن كنت فاعلاً ففيما بينك وبينه، ولا تغتب إمامك).
قال ابن عثيمين -رحمه الله-: (غيبة العلماء ليست كغيبة عامة الناس لأنّ العلماء لهم من الفضل والتقدير والاحترام ما يليق بحالهم ولأن غيبة العلماء تؤدي إلى احتقارهم وسقوطهم من أعين الناس وبالتالي إلى احتقار ما يقولون من شريعة الله وعدم اعتبارها وحينئذ تضيع الشريعة بسبب غِيبة العلماء ويلجأ الناس إلى جهالٍ يفتون بغير علم، وكذلك غيبة الأمراء وولاة الأمور الذين جعل الله لهم الولاية على الخلق فإن غيبتهم تتضاعف لأن غيبتهم توجب احتقارهم عند الناس وسقوط هيبتهم وإذا سقطت هيبة السلطان فسدت البلدان وحلت الفوضى والفتن والشر والفساد ولو كان هذا الذي يغتاب ولاة الأمور بقصد الإصلاح فإن ما يفسد أكثر مما يصلح، وما يترتب على غيبته لولاة الأمور أعظم من ذنب ارتكبوه لأنه كلما هان شأن السلطان في قلوب الناس تمردوا عليه ولم يعبأوا بمخالفته ولا بمنابذته وهذا بلا شك ليس إصلاحاً بل هو إفساد وزعزعة للأمن ونشر للفوضى).ا.هـ
ومن الأدلة على تحريم هذه الطريقة، أنها تؤدي إلى الخروج على ولي الأمر، فلا يمكن أن يحصل الخروج على ولي الأمر إلا إذا سبقه الطعن فيه بذكر مساويه، وأخطائه، ومنكراته، وفي تاريخ الرسل لابن جرير قال عبد الله بن سبأ اليهودي : (ابدءوا فِي الطعن على أمرائكم، وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ تستميلوا الناس، وادعوهم إلَى هذا الأمر. -أي للخروج على الولاة-).ا.هـ
وأخرج ابن أبي شيبة وغيره عن عبدالله بن عكيم رضي الله عنه أنه قال: (لا أعين على دم خليفة أبداً بعد عثمان. فقيل له : يا أبا معبد أو أعنت على دمه؟ فيقول : إني أعد ذكر مساويه عوناً على دمه).
فانظر كيف عد عبدالله بن عكيم ذكر مساوي الوالي إعانةً على قتله، وذنباً أعلن رضي الله عنه توبته منه وعدم رجوعه إليه.
فما كان خروج قط ولا يكون إلا إن كانت هذه الأمور مبادئه، وكل حركات الخروج عبر التاريخ إنما بدأت بعيب الحاكم، والحط عليه لمنكرات وقع فيها، أو لجور حصل منه واستئثار بالدنيا، ثم آلت الأمور إلى الخروج وسفك الدماء، وأما محاولة التفريق بين تأليب العامة وحشد الناس لمنكر وقع، أو ظلم حصل وبين الخروج بالسيف والقتال فهذا من الأوهام الكبيرة، فإن أّول الخروج القيام على السلطان باسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وباسم رفع الظلم والمطالبة بالحقوق، ومن أشهرها قصة مقتل عثمان رضي الله عنه، وخروج الخوارج على علي رضي الله عنه، وفتنة ابن الأشعث، وغير ذلك من الحركات والثورات التي قد سطر التاريخ ويلاتها.
جاء في "الدرر السنية في الأجوبة النجدية" رسالة للشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ و الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ، والشيخ سعد بن حمد بن عتيق، والشيخ عبدالله بن عبدالعزيز العنقري، والشيخ عمر بن محمد بن سليم، رحمهم الله جميعاً قولهم : (وأما ما قد يقع من ولاة الأمور من المعاصي والمخالفات التي لا توجب الكفر والخروج من الإسلام، فالواجب فيها : مناصحتهم على الوجه الشرعي برفق، واتباع ما كان عليه السلف الصالح من عدم التشنيع عليهم في المجالس، ومجامع الناس، واعتقاد أن ذلك من إنكار المنكر الواجب إنكاره على العباد، غلط فاحش، وجهل ظاهر، لا يعلم صاحبه ما يترتب عليه من المفاسد العظام في الدين والدنيا، كما يعرف ذلك من نور الله قلبه، وعرف طريقة السلف الصالح، وأئمة الدين ) ا.هـ.
وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله في مجموع فتاواه-: (ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة، وذكر ذلك على المنابر، لأن ذلك يفضي إلى الفوضى، وعدم السمع والطاعة في المعروف، ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع، ولكن الطريقة المتبعة عند السلف النصيحة فيما بينهم وبين السلطان، والكتابة إليه، أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير. وإنكار المنكر يكون من دون ذكر الفاعل، فينكر الزنا وينكر الخمر وينكر الربا من دون ذكر من فعله، ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير ذكر أن فلاناً يفعلها لا حاكم و لا غير حاكم. ولما وقعت الفتنة في عهد عثمان قال بعض الناس لأسامة بن زيد رضي الله عنه ألا تنكر على عثمان؟ قال : لا أنكر عليه عند الناس؟! لكن أنكر عليه بيني وبينه، ولا أفتح باب شرٍ على الناس.
ولما فتحوا الشر في زمان عثمان رضي الله عنه وأنكروا على عثمان جهرة تمت الفتنة والقتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم، حتى حصلت الفتنة بين عليٍ ومعاوية، وَقُتِلَ عثمان وعلي بأسباب ذلك، وقتل جم كثير من الصحابة وغيرهم بأسباب الإنكار العلني وذكر العيوب علناً، حتى أبغض الناس ولي أمرهم وقتلوه نسأل الله العافية ) ا.هـ.
وقال ابن عثيمين -رحمه الله في رسالة بعنوان حقوق الراعي والرعية مستلة من خطب الشيخ-: (ومن حقوق الرعاة على رعيتهم أن يناصحوهم ويرشدوهم , وأن لا يجعلوا من خطئهم إذا أخطأوا سلما للقدح فيهم ونشر عيوبهم بين الناس، فإن ذلك يوجب التنفير عنهم وكراهتهم وكراهة ما يقومون به من أعمال وإن كان حقاً ويوجب عدم السمع والطاعة لهم
).ا.هـ
وقال -رحمه الله في نفس المصدر-: (إن بعض الناس ديدنه في كل مجلس يجلسه الكلام في ولاة الأمور والوقوع في أعراضهم ونشر مساوئهم وأخطائهم معرضاً بذلك عمّا لهم من محاسن أو صواب ولا ريب أن سلوك هذا الطريق والوقوع في أعراض الولاة لا يزيد الأمر إلا شدة فإنه لا يحل مشكلاً ولا يرفع مظلمة وإنما يزيد البلاء بلاء ويوجب بغض الولاة وكراهتهم وعدم تنفيذ أوامرهم التي يجب طاعتهم فيها).ا.هـ
فهذا منهج السلف رحمهم الله في نصح ولاة الأمور، فهم لا يسكتون على الأخطاء بل ينصحون، ولكن بالطريقة الشرعية وهي نصح ولي الأمر سراً، أو علناً إذا دعت المصلحة الشرعية لذلك وكان بحضرة الوالي.
ومن الأدلة على تحريم ذلك ما يترتب عليه من تطاول أصحاب المعتقدات الفاسدة والمناهج المنحرفة على ولاة الأمور، بنفس حجة هؤلاء الدعاة، وهي المطالبة بالحقوق المزعومة، لا سيما أن هؤلاء المنسوبين للدعوة يُشرعون المنكر، بمعنى أنهم يجعلون هذا المنكر مشروعاً، فيغرون بذلك السفهاء والعامة على أن يسلكوا مثل سلوكهم، فالرافضة والقبورية والتغريبيون كل فئة من هؤلاء الضالين يزعم أن الحق معه، كما يزعم هؤلاء الدعاة أن الحق معهم، فإذا فتح هؤلاء الدعاة باب التحريض وغيبة السلطان، ولج منه كل مخالف للوصول إلى مآربهم.
ومن الأدلة على تحريم ذلك ما يترتب عليه من إيغار صدور الولاة على أهل الخير والعلم والدعوة، وتطاول أهل الفجور عليهم عند الولاة، حيث يستغل أهل الفجور وبطانة السوء الفرصة ليصوروا أهل العلم والدعوة بصورة المبغض للولاة، والساعي لإسقاطهم، فيقوم الولاة على إثر ذلك بمحاربة العلم الشرعي وأهله، ومحاربة الدعوة والدعاة كما حصل في كثير من بلاد المسلمين.










آخر تعديل علي الجزائري 2011-12-11 في 23:23.
قديم 2011-12-10, 01:55   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

نقلت لك جزء من الكتاب فقط ولم أشأ نقله كاملا.









قديم 2011-12-10, 14:19   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
bfat
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم اخي صقر بارك الله فيك

والادلة كثيرة اخي من اول خليفة الى اخر خلفية عثماني ال\ين تامر عليهم ال سعود وخرجو عليهم واسقطو الخلافة الاسلامية وكانو جسرا عبر عليه الصليبيين

كما كانو اليوم تامروا على العراق وسلموا شرفهم وارض الحرمين لاسيادهم الامريكان

ونصبوا جلاوزتهم للتصدي لعلماء الاسلام حتى المنتدى هنا لم يسلم من ابواقهم ال\ين غلو في حكامهم المرتدين كما غلا الروافض في ..........










قديم 2011-12-12, 18:56   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
صقر محلق
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة
نقلت لك جزء من الكتاب فقط ولم أشأ نقله كاملا.

سبحان الله وكأنكم تعيشون في القرن الهجري الأول الذي هو افضل القرون أو مع الخلفاء الراشدين أفيقوا من سباتكم أنظر قصة سعيد بن جبير
كيف يرد على الطغات تعلموا منه رغم أن قصته في قرون خلت وكيف حالنا اليوم مع من بدل الشريعة بقوانين وضعية ويدعوا للديمقراطية


بـــــــــــــــــــــــــــــــسم الله الرحمن الــــــــــــــــــــــــــــــــــــرحيم








الحمد الله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام وجعلنا من أهل سنة نبيه _ صلى الله عليه وسلم -

الحمد الله في الآخرة والأولى

أما بعد يقول صلى الله عليه وسلم (وإن العلماء ورثة الأنبياء)
فلقد أعطى هذا العالِمُ ما أعطى الأنبياءُ فكان من ورثتهم.



"بــــــيـن عـــــــــــــــالم و حــــــــــــــــاكم" بل بين العلماء والحكام الطغاة في العصور الخاويه والحاضره .


لا كما يفعل عبدة الدرهم والدينار والمناصب والدنيا


هذه القصص تبين علماء الحق في وجه الطغاة فهؤلاء العلماء أرادو رضوان الله سبحانه وتعالى .



فنبدء من سعيد بن الجبير :


كان سعيد بن جبير إمام الدنيا في عهد الحجاج، وكان الإمام أحمد إذا ذكره بكى وقال: والله لقد قتل سعيد بن جبير، وما أحد على الدنيا من المسلمين، إلا وهو بحاجة إلى علمه.
قتله الحجاج، قتل وليّ الله، الصوّام القوّام، محدث الإسلام وفقيه الأمة، وافتحوا كتب التفسير والحديث والفقه، فسوف تجدون سعيد بن جبير في كل صفحة من صفحاتها.
كانت جريمة سعيد بن جبير، أنه عارض الحجاج، قال له أخطأت، ظلمت، أسأت، تجاوزت، فما كان من الحجاج إلا أن قرر قتله؛ ليريح نفسه من الصوت الآخر، حتى لا يسمع من يعارض أو ينصح.
أمر الحجاج حراسه بإحضار ذلك الإمام، فذهبوا إلى بيت سعيد في يوم، لا أعاد الله صباحه على المسلمين، في يوم فجع منه الرجال والنساء والأطفال.
وصل الجنود إلى بيت سعيد، فطرقوا بابه بقوة، فسمع سعيد ذلك الطرق المخيف، ففتح الباب، فلما رأى وجوههم قال: حسبنا الله ونعم الوكيل، ماذا تريدون؟ قالوا: الحجاج يريدك الآن.
قال: انتظروا قليلاً، فذهب، واغتسل، وتطيب، وتحنط، ولبس أكفانه وقال: اللهم يا ذا الركن الذي لا يضام، والعزة التي لا ترام، اكفني شرّه.
فأخذه الحرس، وفي الطريق كان يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، خسر المبطلون.
ودخل سعيد على الحجاج، وقد جلس مغضباً، يكاد الشرّ يخرج من عينيه.
قال سعيد: السلام على من اتبع الهدى – وهي تحية موسى لفرعون -.
قال الحجاج: ما اسمك؟
قال سعيد: اسمي سعيد بن جبير.
قال الحجاج: بل أنت شقي بن كسير.
قال سعيد: أمي أعلم إذ سمتني.
قال الحجاج: شقيت أنت وشقيت أمك.
قال سعيد: الغيب يعلمه الله.
قال الحجاج: ما رأيك في محمد صلى الله عليه وسلم؟
قال سعيد: نبي الهدى، وإمام الرحمة.
قال الحجاج: ما رأيك في علي؟
قال سعيد: ذهب إلى الله، إمام هدى.
قال الحجاج: ما رأيك فيّ؟
قال سعيد: ظالم، تلقى الله بدماء المسلمين.
قال الحجاج: علي بالذهب والفضة، فأتوا بكيسين من الذهب والفضة، وأفرغوهما بين يدي سعيد بن جبير .
قال سعيد: ما هذا يا حجاج؟ إن كنت جمعته، لتتقي به من غضب الله، فنعمّا صنعت، وإن كنت جمعته من أموال الفقراء كبراً وعتوّاً، فوالذي نفسي بيده، الفزعة في يوم العرض الأكبر تذهل كل مرضعة عما أرضعت.
قال الحجاج: عليّ بالعود والجارية.
لا إله إلا الله، ليالٍ حمراء، وموسيقى والهة، والأمة تتلظى على الأرصفة!!.
فطرقت الجارية على العود وأخذت تغني، فسالت دموع سعيد على لحيته وانتحب.
قال الحجاج: مالك، أطربت؟
قال سعيد: لا، ولكني رأيت هذه الجارية سخّرت في غير ما خلقت له، وعودٌ قطع وجعل في المعصية.
قال الحجاج: لماذا لا تضحك كما نضحك؟
قال سعيد: كلما تذكرت يوم يبعثر ما في القبور، ويحصّل ما في الصدور ذهب الضحك.
قال الحجاج: لماذا نضحك نحن إذن؟
قال سعيد: اختلفت القلوب وما استوت.
قال الحجاج: لأبدلنك من الدينار ناراً تلظى.
قال سعيد: لو كان ذلك إليك لعبدتك من دون الله.
قال: الحجاج: لأقتلنك قتلة ما قتلها أحدٌ من الناس، فاختر لنفسك.
قال سعيد: بل اختر لنفسك أنت أي قتلة تشاءها، فوالله لا تقتلني قتلة، إلا قتلك الله بمثلها يوم القيامة.
قال الحجاج: اقتلوه.
قال سعيد: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين.
قال الحجاج: وجّهوه إلى غير القبلة.
قال سعيد: فأينما تولوا فثمّ وجه الله [البقرة:115].
قال الحجاج: اطرحوا أرضاً.
قال سعيد وهو يتبسم: منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى [طه:55].
قال الحجاج: أتضحك؟
قال سعيد: أضحك من حلم الله عليك، وجرأتك على الله!!.
قال الحجاج: اذبحوه.
قال سعيد: اللهم لا تسلط هذا المجرم على أحد بعدي.
وقتل سعيد بن جبير، واستجاب الله دعاءه، فثارة ثائرة بثرة في جسم الحجاج، فأخذ يخور كما يخور الثور الهائج، شهراً كاملاً، لا يذوق طعاماً ولا شراباً، ولا يهنأ بنوم، وكان يقول: والله ما نمت ليلة إلا ورأيت كأني أسبح في أنهار من الدم، وأخذ يقول: مالي وسعيد، مالي وسعيد، إلى أن مات.
مات الحجاج، ولحق بسعيد، وغيره ممن قتل، وسوف يجتمعون أمام الله – تعالى – يوم القيامة، يوم يأتي سعيد بن جبير ويقول: يا رب سله فيم قتلني؟
يوم يقف الحجاج وحيداً، ذليلاً، لا جنود، ولا حرس، ولا خدم، ولا بوليس، ولا جواسيس.

( إن كل من في السموات والأرض إلا آتى الرحمن عبداً لقد أحصاهم وعدّهم عداً وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً )[مريم:93-95].













قديم 2011-12-14, 22:34   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
صقر محلق
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

=== يرفع ===









قديم 2011-12-20, 01:40   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bfat مشاهدة المشاركة
السلام عليكم اخي صقر بارك الله فيك

والادلة كثيرة اخي من اول خليفة الى اخر خلفية عثماني ال\ين تامر عليهم ال سعود وخرجو عليهم واسقطو الخلافة الاسلامية وكانو جسرا عبر عليه الصليبيين

كما كانو اليوم تامروا على العراق وسلموا شرفهم وارض الحرمين لاسيادهم الامريكان

ونصبوا جلاوزتهم للتصدي لعلماء الاسلام حتى المنتدى هنا لم يسلم من ابواقهم ال\ين غلو في حكامهم المرتدين كما غلا الروافض في ..........
حياك الله أخي الفاضل وجزاك الله خيرا على ما تفضلت.
لكن ماذكرت لا يسمى دليل بل يسمى واقع فلا تخلط بين الدليل وبين الواقع الذي نحتكم فيه للدليل!
كلامنا ليس عن واقع الحكام فأدنى مسلم في الشارع يعلم أن الحكومات أصبحت مسيرة لأعداء الإسلام!!!!.
قال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله:
"وفقه الواقع الذين يلمزون الدعاة إلى الله بأنهم لا يفهمون فقه الواقع وفقه الواقع لا يجهله إلا حمارفأقل مسلم في الشارع يعلم أن الحكومات أصبحت مسيرة لأمريكا ويعرف أن المسلمين قد غيروا وبدلوا"انتهى كلامه.

ولكن الذي يهمنا هو كيفية التعامل مع الحكام وليس واقعهم -لأنه لا يخفى على أحد- .












قديم 2011-12-20, 01:56   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صقر محلق مشاهدة المشاركة

سبحان الله وكأنكم تعيشون في القرن الهجري الأول الذي هو افضل القرون أو مع الخلفاء الراشدين
من قال لك أن نصوص الشرع خاصة فقط بالقرن الهجري الأول؟! من أين علمت ذلك؟ومن سلفك في هذا القول من عصر الصحابة حتى شيخ الإسلام ابن تيمية-وهو عصر التتر-؟! فقد وجدنا ابن تيمية يستدل بأقوال الصحابة والسلف على حكام زمانه الذين كانوا يحكمون بالتتار!
وإننا إن أردنا إلزامك بمذهبك ومنطقك هذا، لقلنا: أن (التصوير الفوتغرافي) –مثلاً- غير داخل في النصوص العامة الواردة في النهي عن التصوير لكونه لم يكن على عهد النبي صلى الله علي وسلم، وَلقلنا: إن الآيات التي تحرم الزنا والربا لا تنطبق على بيوت الفاحشة والبنوك الربوية والتي تفنن أصحابها في رعايتها بكل أشكال الرعاية من تأمينها بوضع الحراس لحمايتها، وترتيب مرافقها، ومواعيدها، فضلاً عن إمدادها بوسائل الترفيه والراحة كالتبريد والتدفئة وغير ذلك من الترتيبات، لأن آيات تحريم الزنا خاصة بزنا زمانهم فقط؟... ويظل الباب مفتوحاً لرد الحق بالباطل.
اقتباس:
أفيقوا من سباتكم أنظر قصة سعيد بن جبير
كيف يرد على الطغات تعلموا منه رغم أن قصته في قرون خلت




وكيف حالنا اليوم مع من بدل الشريعة بقوانين وضعية ويدعوا للديمقراطية

بـــــــــــــــــــــــــــــــسم الله الرحمن الــــــــــــــــــــــــــــــــــــرحيم








الحمد الله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام وجعلنا من أهل سنة نبيه _ صلى الله عليه وسلم -

الحمد الله في الآخرة والأولى

أما بعد يقول صلى الله عليه وسلم (وإن العلماء ورثة الأنبياء)
فلقد أعطى هذا العالِمُ ما أعطى الأنبياءُ فكان من ورثتهم.



"بــــــيـن عـــــــــــــــالم و حــــــــــــــــاكم" بل بين العلماء والحكام الطغاة في العصور الخاويه والحاضره .


لا كما يفعل عبدة الدرهم والدينار والمناصب والدنيا


هذه القصص تبين علماء الحق في وجه الطغاة فهؤلاء العلماء أرادو رضوان الله سبحانه وتعالى .



فنبدء من سعيد بن الجبير :


كان سعيد بن جبير إمام الدنيا في عهد الحجاج، وكان الإمام أحمد إذا ذكره بكى وقال: والله لقد قتل سعيد بن جبير، وما أحد على الدنيا من المسلمين، إلا وهو بحاجة إلى علمه.
قتله الحجاج، قتل وليّ الله، الصوّام القوّام، محدث الإسلام وفقيه الأمة، وافتحوا كتب التفسير والحديث والفقه، فسوف تجدون سعيد بن جبير في كل صفحة من صفحاتها.
كانت جريمة سعيد بن جبير، أنه عارض الحجاج، قال له أخطأت، ظلمت، أسأت، تجاوزت، فما كان من الحجاج إلا أن قرر قتله؛ ليريح نفسه من الصوت الآخر، حتى لا يسمع من يعارض أو ينصح.
أمر الحجاج حراسه بإحضار ذلك الإمام، فذهبوا إلى بيت سعيد في يوم، لا أعاد الله صباحه على المسلمين، في يوم فجع منه الرجال والنساء والأطفال.
وصل الجنود إلى بيت سعيد، فطرقوا بابه بقوة، فسمع سعيد ذلك الطرق المخيف، ففتح الباب، فلما رأى وجوههم قال: حسبنا الله ونعم الوكيل، ماذا تريدون؟ قالوا: الحجاج يريدك الآن.
قال: انتظروا قليلاً، فذهب، واغتسل، وتطيب، وتحنط، ولبس أكفانه وقال: اللهم يا ذا الركن الذي لا يضام، والعزة التي لا ترام، اكفني شرّه.
فأخذه الحرس، وفي الطريق كان يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، خسر المبطلون.
ودخل سعيد على الحجاج، وقد جلس مغضباً، يكاد الشرّ يخرج من عينيه.
قال سعيد: السلام على من اتبع الهدى – وهي تحية موسى لفرعون -.
قال الحجاج: ما اسمك؟
قال سعيد: اسمي سعيد بن جبير.
قال الحجاج: بل أنت شقي بن كسير.
قال سعيد: أمي أعلم إذ سمتني.
قال الحجاج: شقيت أنت وشقيت أمك.
قال سعيد: الغيب يعلمه الله.
قال الحجاج: ما رأيك في محمد صلى الله عليه وسلم؟
قال سعيد: نبي الهدى، وإمام الرحمة.
قال الحجاج: ما رأيك في علي؟
قال سعيد: ذهب إلى الله، إمام هدى.
قال الحجاج: ما رأيك فيّ؟
قال سعيد: ظالم، تلقى الله بدماء المسلمين.
قال الحجاج: علي بالذهب والفضة، فأتوا بكيسين من الذهب والفضة، وأفرغوهما بين يدي سعيد بن جبير .
قال سعيد: ما هذا يا حجاج؟ إن كنت جمعته، لتتقي به من غضب الله، فنعمّا صنعت، وإن كنت جمعته من أموال الفقراء كبراً وعتوّاً، فوالذي نفسي بيده، الفزعة في يوم العرض الأكبر تذهل كل مرضعة عما أرضعت.
قال الحجاج: عليّ بالعود والجارية.
لا إله إلا الله، ليالٍ حمراء، وموسيقى والهة، والأمة تتلظى على الأرصفة!!.
فطرقت الجارية على العود وأخذت تغني، فسالت دموع سعيد على لحيته وانتحب.
قال الحجاج: مالك، أطربت؟
قال سعيد: لا، ولكني رأيت هذه الجارية سخّرت في غير ما خلقت له، وعودٌ قطع وجعل في المعصية.
قال الحجاج: لماذا لا تضحك كما نضحك؟
قال سعيد: كلما تذكرت يوم يبعثر ما في القبور، ويحصّل ما في الصدور ذهب الضحك.
قال الحجاج: لماذا نضحك نحن إذن؟
قال سعيد: اختلفت القلوب وما استوت.
قال الحجاج: لأبدلنك من الدينار ناراً تلظى.
قال سعيد: لو كان ذلك إليك لعبدتك من دون الله.
قال: الحجاج: لأقتلنك قتلة ما قتلها أحدٌ من الناس، فاختر لنفسك.
قال سعيد: بل اختر لنفسك أنت أي قتلة تشاءها، فوالله لا تقتلني قتلة، إلا قتلك الله بمثلها يوم القيامة.
قال الحجاج: اقتلوه.
قال سعيد: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين.
قال الحجاج: وجّهوه إلى غير القبلة.
قال سعيد: فأينما تولوا فثمّ وجه الله [البقرة:115].
قال الحجاج: اطرحوا أرضاً.
قال سعيد وهو يتبسم: منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى [طه:55].
قال الحجاج: أتضحك؟
قال سعيد: أضحك من حلم الله عليك، وجرأتك على الله!!.
قال الحجاج: اذبحوه.
قال سعيد: اللهم لا تسلط هذا المجرم على أحد بعدي.
وقتل سعيد بن جبير، واستجاب الله دعاءه، فثارة ثائرة بثرة في جسم الحجاج، فأخذ يخور كما يخور الثور الهائج، شهراً كاملاً، لا يذوق طعاماً ولا شراباً، ولا يهنأ بنوم، وكان يقول: والله ما نمت ليلة إلا ورأيت كأني أسبح في أنهار من الدم، وأخذ يقول: مالي وسعيد، مالي وسعيد، إلى أن مات.
مات الحجاج، ولحق بسعيد، وغيره ممن قتل، وسوف يجتمعون أمام الله – تعالى – يوم القيامة، يوم يأتي سعيد بن جبير ويقول: يا رب سله فيم قتلني؟
يوم يقف الحجاج وحيداً، ذليلاً، لا جنود، ولا حرس، ولا خدم، ولا بوليس، ولا جواسيس.

( إن كل من في السموات والأرض إلا آتى الرحمن عبداً لقد أحصاهم وعدّهم عداً وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً )[مريم:93-95].



أولا: هذه القصة لا تثبت لأنها ضعيفة فلا تحتج بالضعيف وعليك بالسند.
في سندها أبو مقاتل السمرقندي حفص بن سلم ذكره صاحب الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث ، وقال الذهبي في المغني في الضعفاء :" أبو مقاتل السمرقندي أحد المتروكين هو حفص بن سلم"
أنظر هنا:
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=807688

ثانيا: حتى لو افترضنا بصحة الأثر فهو حجة عليك لا لك لأن جبير رضي الله عنه أنكر على الحاكم في حضرته لا في غيبته! وهذا ما بينته لك في الرد السابق كما في القاعدة الخامسة التي نقلتها لك فارجع إليها,وهو الذي عليه أئمة الهدى.
الصدع بالحق يكون أمام الحاكم لا بالتشهير به













قديم 2011-12-20, 18:23   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
صقر محلق
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة


حياك الله أخي الفاضل وجزاك الله خيرا على ما تفضلت.
لكن ماذكرت لا يسمى دليل بل يسمى واقع فلا تخلط بين الدليل وبين الواقع الذي نحتكم فيه للدليل!
كلامنا ليس عن واقع الحكام فأدنى مسلم في الشارع يعلم أن الحكومات أصبحت مسيرة لأعداء الإسلام!!!!.
قال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله:
"وفقه الواقع الذين يلمزون الدعاة إلى الله بأنهم لا يفهمون فقه الواقع وفقه الواقع لا يجهله إلا حمارفأقل مسلم في الشارع يعلم أن الحكومات أصبحت مسيرة لأمريكا ويعرف أن المسلمين قد غيروا وبدلوا"انتهى كلامه.

ولكن الذي يهمنا هو كيفية التعامل مع الحكام وليس واقعهم -لأنه لا يخفى على أحد- .





سبحان الله أنت نفسك تأتي بالدليل وتنزله على الواقع وتتناقض وتدعي الفصل بين الدليل والواقع وتنزلون الدليل على الواقع إلا فيمن
يخالفكم أما الحكام فتفرون من الواقع حتى لو أتو بنواقض الإسلام مجتمعة وتنزلون عليهم دليل واقع الخلفاء الراشدين









قديم 2011-12-20, 18:28   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
صقر محلق
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bfat مشاهدة المشاركة
السلام عليكم اخي صقر بارك الله فيك

والادلة كثيرة اخي من اول خليفة الى اخر خلفية عثماني ال\ين تامر عليهم ال سعود وخرجو عليهم واسقطو الخلافة الاسلامية وكانو جسرا عبر عليه الصليبيين

كما كانو اليوم تامروا على العراق وسلموا شرفهم وارض الحرمين لاسيادهم الامريكان

ونصبوا جلاوزتهم للتصدي لعلماء الاسلام حتى المنتدى هنا لم يسلم من ابواقهم ال\ين غلو في حكامهم المرتدين كما غلا الروافض في ..........
هذا هو الواقع الذي يفر منه جمال البليدي وعلماء السلاطين الذين يتبعهم ويدافعون عنهم بإسم الدليل









قديم 2011-12-22, 20:37   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
صقر محلق
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

=== يرفع ===










قديم 2014-11-21, 21:27   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
العثماني
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
أولا: هذه القصة لا تثبت لأنها ضعيفة فلا تحتج بالضعيف وعليك بالسند.
لو وضعنا ما في كتب التاريخ تحت معيار علم الرجال ما تفعل ؛ لما بقي في بطون كتب التاريخ شيء من الآثار والأخبار.
والسلف لم يفعلوا كما تفعل ؛ بدليل أن ابن كثير كان ينقل عن الواقدي و غيره نقل عن المسعوي.









قديم 2014-11-21, 23:13   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
walid77dz
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلفية لهم ثلاث الهة
الالباني ابن عثيمين و ابن باز
ألم يكن ابن عثيمين مثلا يعلم أنه يفتي لعائلة ظالمة و أنه يعينهم في ظلمهم؟!!!!!
و القول نفسه عن ابن باز؟؟!!!!










قديم 2014-11-22, 22:33   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
abdou198547
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
السلفية لهم ثلاث الهة
الالباني ابن عثيمين و ابن باز
ألم يكن ابن عثيمين مثلا يعلم أنه يفتي لعائلة ظالمة و أنه يعينهم في ظلمهم؟!!!!!
و القول نفسه عن ابن باز؟؟!!!!

الناس قاطبة حتى من يخالفون هؤلاء العلماء الثلاثة
يـــــــــــــــــــــثنون عليهم خيرا
حتى الحركيون والاخوان المسلمون ووووووو
أما أنت أيها الأخ يبدوا أنك لا تعرف عنهم شيئا
ولو كنت كذلك
لما قلت هذا الكلام الكبـــيـــر









موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
لمناصحة, الحاكم, دليل, دهرا


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:07

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc