جواب السؤال رقم 6 : "الركن المعنوي" : هو إسناد ماديات الجريمة إلى نفسية الجاني، و الجاني يشمل الفاعل المادي و الشريك المساهم أو الشريك المحرض و يسمى فاعلا معنويا لأنه من جهة فاعل أصلي في نظر القانون الجزائري و لأنه لا يتركب ماديات الجريمة التي يعاقب بشأنها شخصيا. و جوهر الركن المعنوي الخطأ، و ينقسم الخطأ إلى خطأ عمدي (القصد الجنائي) و خطأ غير عمدي (أو غير المقصود) و خطأ متعدي (أو خطأ متعدي القصد). و تسمى المسئولية الجنائية المترتبة عن جريمة ذات خطأ بالمسئولية القانونية الأدبية أو بخطأ و يقابلها مسئولية جنائية بدون خطأ أي مسئولية قانونية موضوعية و تسمى لذلك الجريمة بالجريمة المادية أي التي لا تتطلب خطأ.
و أما عن مضمون الركن المعنوي فالفقه اختلف بشأنه أيما اختلاف، غير أن المتفق عليه أن الإرادة و الخطأ عنصران أساسيان في الركن المعنوي. على أن توافر الإرادة لا يعني مطلقا توافر الخطأ لأن الإرادة و الخطأ شيئان مختلفان. فالإرادة هنا إرادة الفعل أو إرادية السلوك و هي إرادة تتوافر في جميع الجرائم مهما كان نوعها (جريمة تامة، جريمة شروع، جريمة مساهمة، جريمة ذات خطأ و جريمة مادية) أما الخطأ فيلزم فيه توافر العلم و الإرادة بقدر نوعه، فإذا كان الخطأ قصدا جنائيا لزم توافر العلم و الإرادة بصفة كلية أما إذا كان قصدا احتماليا فإن عنصر العلم يتحور وفق طبيعة هذا القصد و إذا كنا بصدد الخطأ غير العمدي فإن التحوير يحوي العلم و الإرادة معا. و العلم درجات من الإمكان إلى افتراض العلم إلى العلم المطلق و الإرادة درجات من إرادة دافعة إلى إرادة مؤيدة فإرادة خاملة. و العلم إذا طاول عناصر وجدت أو موجودة قيل أنه علم بكذا أو كذا (مثال: العلم بعدم مشروعية السلوك المادي) و إذا طاول عناصر في المستقبل قيل أنه "توقع" و التوقع في القصد الجنائي غير التوقع في الخطأ غير العمدي. فالتوقع في القصد الجنائي توقع كامل أما التوقع في الخطأ غير العمدي فهو توقع ناقص و التوقع الناقص جوهر الخطأ غير العمدي.
"ميراج" يلزم تحري الدقة في الجواب فإرادة ارتكاب الجريمة مع العلم بالنتيجة هي في الحقيقة تعريف للقصد الجنائي وفق نظرية العلم و هناك نظرية الإرادة أيضا. و إذا طرح عليك هذا السؤال فأوفى جواب له أن يتضمن القول بأن المشرع الجزائري لم يعرف الركن المعنوي و لا حتى المحكمة العليا و لا الفقه اتفق بشأن تعريف له و تبدأين التحليل. و من ذا الذي يستطيع السؤال في الركن المعنوي أصلا ؟ إن الركن المعنوي موضوع أطروحات دكتوراه و رسائل ماجستير و لم يستوفي هؤلاء حق هذا الركن فما بال سؤال في الشفهي ؟