سألني أحد التلاميذ يوما ونحن ندرس نصا عنوانه: قدم الإنسان تطأ القمر.
ـ هل يمكن للإنسان أن يعيش على سطح القمر يا أستاذ؟
ـ فقلت له: الله أعلم يا ابني.
ولكنْ لمّا فكرت، قلت في نفسي: لا يمكن ذلك أبدا، واستشهدت بهذه الآيات من القرآن العظيم:
« وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ » الرحمن10
« الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ» الرحمن5
« فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ » الأنعام96
فالأرض هي المكان المناسب الذي هيّأه الله سبحانه لحياة البشر...
وبالشمس والقمر يكون حساب الزمن، والمواقيت المتعلقة بالعبادات؛ ألا نرى أنّ الله قد فرض علينا الصوم في شهر رمضان بعد رؤيته فقال لنا
«...فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ... »البقرة 185
فنصوم من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
وقد فرض علينا الزكاة في أوقات معلومة، ومن شروط زكاة الأموال دوران الحول عليها، وهو سنة قمرية.
كما أنّ المرأة تعتدّ وعدّتها أشهر قمرية أيضا «وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ ...»الطلاق4
وهكذا...
فكيف يتأتّى للإنسان ذلك وهو على سطح القمر؟ وكم يكون مقدار اليوم ومقدار الشهر هنالك؟ فكيف يصوم وكيف يزكي؟ وكيف؟ وكيف...؟
لسنا ندري...