السلام عليكم :
فعلا أخي , إذا ساء الفعل ساء الظن , و ظهر الحسد و مرضت القلوب ,
فهناك من عجز عن نفسه و إصلاحها و بدل من أن يهتم بنفسه ,
فنجد العكس , نجده يهتم بغيره و بزلاتهم ,
يقول يحي بن معاذ :
إذا رأيتم الرجل وكل بعيوب الناس , ناسيا لعيبه , فأعلموا أن الله قد مكر به .
و الأدهى و الأمر أنك تجدهم يتكلمون في الناس و عن زلاتهم , ناسين عثراتهم , و كأنهم معصومين من الخطأ ,
يقول الإمام أحمد بن حنبل : ما رأيت أحدا تكلم في الناس , إلا سقط .
و يقول الإمام مالك بن أنس : أدركت بمدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم أقواما لم تكن لهم عيوب , فعابوا الناس ,
فصارت لهم عيوب , و أدركت أناسا كانت لهم عيوب فسكتوا عن عيوب الناس , فنسيت عيوبهم .
لذلك غالبا ما نجد مثل هؤلاء من في قلوبهم حسدا تجاه إخوانهم الناصحين , فبدل من تقبلهم للنصيحة ,
نجدهم يتهمون ناصحيهم بالنفاق , و يتتبعون زلاتهم , لا لشيء سوى أن لهم حقدا و ضغينة تمنعهم من تقبل الحق ,
لهذا نجد في يومنا الحالي من يقول كلمة حق , يتلقى وابل من الإنتقادات , و أول كلمة تقال له : من أنت لتقول كذا و كذا ,
إنسان مثلك إلتزم الأمس صار ينصح , فالمثبطون في يومنا الحالي كثر ,
بشر بن الحارث رحمه الله , تعرض له يوما بعض المثبطون , قالوا له : إنك لا تحفظ الحديث , فقال : أحفظ حديثا واحدا علمني الإسلام ,
فقالوا له : و ما هو ؟ فقال رحمه الله : يقول عليه الصلاة و السلام : " المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده .
فالواجب على الإنسان الذي يريد وجه الله تعالى , الواجب عليه النصح و قول كلمة الحق , و لا يخاف لومة لائم ,
و أن لا يلتفت للمثبطين من حوله و الحساد و مرضى القلوب , لأنهم بدل من إصلاح أنفسهم يريدون جر غيرهم معهم .
بارك الله فيك أخي .
هذا ما جال بخاطري , و ما فهمته من الموضوع .
و عذرا على الإطالة .