العربية ومازاد الدم .

[الزمزوم]

بورصة وأسهم وحركة تجارية ...




أنّ تتابع أخبار غزّة ومشاهد مجازرها يعني ببساطة أنّ تستعيد ما عايشته في نيسان 1996 وتمّوز 2006، يعني أنّ تتجرّع نفس المرارة والألم ولكن بنسخة فلسطينيّة. حينما ينهال عليك البثّ المباشر لصور أجساد الشّهداء، ستسرقك طفلةٌ تنام على سرير دمائها لتسترجع كلّ ما رسّخته في ذاكرة طفولتك وحشية الصّهاينة في قانا (1996, 2006) والمنصوري(1996) وتربطه مع ما رسمته الكتب في مخيلتك عن مجازر صبرا وشاتيلا(1982) .

لبست "الميادين" كوفية فلسطين مكرّسة شاشتها للدّم الغزيّ،بينما أفردت "المنار" بثّها للمقاومة الفلسطينيّة وقياداتها، وكذلك بالطّبع فعلت القنوات الفلسطينيّة.
أمّا على شاشات القنوات المستعربة فتنافست "إنتفاضة داعش في المناطق السنيّة العراقيّة" - كما يسمّونها - مع نزف الجرح الفلسطينيّ. إذ غُيّبت إنجازات المقاومة بشكل شبه تام ليُختصر الصّمود الفلسطيني بأخبار قصف جيش الإحتلال الإسرائيلي لغزّة وإحصاء أعداد "القتلى".

وقد استغرق دم الشهيد محمد أبو خضيرة قرابة الأسبوع ليحجز مكانًا بين عناوين نشرات الأخبار على هذه القنوات.

ففي بدايات العدوان على غزّة، كانت “الجزيرة” تكتشف البرازيل، بعاداتها وتقاليدها، وتتحدّث عن تأثير الإحتلال البرتغالي عليها أثناء تغطية المونديال. في حين تمّ التّعتيم على الأخبار الفلسطينيّة ومجازر الإحتلال الصّهيوني، وكأنّ ما يجري "فورة" ستنتهي خلال ساعات.

وليوم واحد فقط ، تحوّلت فلسطين "خبراً أوّلاً" في تغطية قناة العربيّة، بعد أن غرقت غزة بدمائها واشتعلت إرهاصات إنتفاضة ثالثة. وبقيت القناة عصية على تحسّس الجرح الفلسطيني، لتمرّ إنجازات المقاومة وجراحات الغزّيين كأخبار عادية لا ترقى لتتحوّل "الحدث الأبرز".

وفي بلد الحريّات البتراء، كانت العربيّة تناقش "تراث"حرية الصّحافة، في وقت كان حي شعفاط يشهد إنتفاضة الثأر لدم الشّهيد أبو خضيرة. هذه الإنتفاضة نالت نصيبها من التّعتيم عبر تحويلها إلى "مواجهات على خلفيّة خطف المستوطنين الثّلاثة".

وفي المشهد نفسه، وفي الوقت نفسه، كانت تبثّ إحدى القنوات الوثائقيّة تحقيقًا عن "الطعام الأورشليمي" - ترجمة حرفيّة – والنّكهات الإسرائيليّة والفلسطينيّة. إنّها قمّة المحبّة وأقصى أبعاد "السّلام"، ودائمًا في ظلّ قصف الصّهيوني.

"العربية" في زمن المقاومة الفلسطينيّة

أهمّ ما يشغل بال العربيّة أثناء العدوان على غزّة هو "واقع قطاع الإتصالات المصرية"، و"المسبار الفضائي الإماراتي"، و"دمج شركات النّفط"، إضافةً إلى ضرورة" تحويل مسار الطائرات" بسبب الأزمة السّوريّة، وتكلفة التّحويل الباهظة.

ولاتنسى عزيزي المشاهد محوريّة النّشرات الإقتصادية المركّزة، وحركة أسهم البورصة والأسواق التّجاريّة في الخليج العربي. وهذه احتلت مكان شريط الأخبار، طبعًا لأنّ "المقاومة الإقتصاديّة العربيّة" تسير على قدمٍ وساق، وتسهم في دعم الطائرات الفلسطينيّة بالنّفط لدكّ حصون الصّهاينة، لذا كان لا بدّ من حوارات مطوّلة حول الإقتصاديّات العربيّة.

لا مكان لفلسطين هنا، إذ استحالت شأنًا قطريًا – نتيجة التّحالف السياسيّ مع قادة المقاومة في حماس - تلقفته قناة "الجزيرة" بعد أنّ فرضت المقاومة الفلسطينيّة نفسها فاعلاً يدير دفّة المعركة. لذا بات من المحرج أنّ تغيب القناة القطريّة عن تغطية العدوان الصّهيوني.

حينما أوردت العربيّة خبر عثور "الجيش الإسرائيلي" على جثث المستوطنين الثلاثة في غزّة، اعتمدت على تقديرات "مصادر إسرائيلية" للتّدقيق في حقيقة مقتلهم. يومها أعلنت العربيّة حرفيًا عن "تحقق الاختراق الاستخباراتي قبل 48 ساعة من العثور على الجثث" والكلام هنا عن جيش الإحتلال الإسرائيلي. إنّه إنجاز صهيوني لا يمكن للعربيّة تفويته، إنّه "اختراق إستخباراتي"، والصّهاينة ماضون "في الحملة العسكرية ضد حماس في الضفة الغربية" ويقومون بـ "التحضير لعملية ضد قطاع غزة".

يستكمل الخبر إنجازاته بالحديث عن "رواية حماس" حول قضيّة المخطوفين.. وقد استخدمت عدّة عبارات اختصرت غزّة بحماس كـ "حماس تواصل الحرب"، وعن المنشورات الصهيونيّة التّحذيريّة أوردت "العربيّة" أنّ "حماس" اعتبرتها جزءًا من الحرب النّفسيّة على الفلسطينيين.

إذاً لا مكان لفلسطين، ولا لمقاومة فلسطينيّة على خارطة "العربيّة". هناك تنظيم إسمه "حماس" ما زال البعض في "العربيّة" - لغاية الآن - يخجل من نعته بـ "الإرهابي"، ما زال، للأسف، يقضّ مضجع المحتلّ.

إبداعات "العربيّة" لا حدود لها، إذ بثّت القناة تقرير شرحت فيه أسلوب عمل القبّة الحديدية موضحة مميزاتها وقدراتها عبر رسم تشبيهي، وكأنّها تسأل المقاومين أنّى تذهبون بصواريخكم أيّها المغامرون؟ وهل أنتم بحجم "إسرائيل" لتقاتلوها؟ في مشهد يعيد إلى الذّاكرة سيناريو تمّوز 2006 بحذافيره. وكأنّ القناة غائبة تمامًا عن الواقع، أم أنّه التّعامي عن إنجازات قوّات النّخبة الفلسطينيّة في اختراق المنظومة الدّفاعيّة الصّهيونيّة عبر التّسلّل إلى داخل العمق الفلسطيني المحتلّ عدّة مرّات؟

وقد اعتمدت "العربيّة" عبارة "اعترضت القبة الحديديّة" للإعلان عن عدد الصّواريخ المٌسقطة في فلسطين المحتلّة، فيما لم تتبنى ما لم تعترضه هذه القبّة مستخدمةً عبارة "أعلنت كتائب القسام" عن ضرب عدد محدّد من الصواريخ والقذائف. وقد كان بإمكانها الإستناد إلى إعلام العدوّ للتّأكّد من سقوط هذه الصّواريخ، وإيراد الخبر بصورة ولو مساوية لتلك التّي "اعترضت" بهدف الحفاظ على "الحياديّة". هذه الحياديّة غير المفهومة وغير المبرّرة في صراع الحق والباطل، خصوصًا ممن يفترض أنّهم "العرب" وأصحاب القضيّة...

وقد عملت العربيّة كعدّاد الموت، لكنّه عدّاد يعود ليبدأ من الصّفر مع انتهاء الهدنة الإنسانيّة (مقتل 19 فلسطينيا منذ بدء العمليّة البريّة)، وكأنّ الشّهداء الذّين سقطوا قبلها (320 شهيدًا حينها) ما كانوا. أضف إلى ذلك أنّه بعيون "العربيّة"، والعربيّة جدًا، هؤلاء الشّهداء هم "قتلى".

وقد أمعنت "العربيّة" في الحرب النّفسيّة المعكوسة - انتقاء المفردات- مسميةً غارات قوّات الإحتلال بـ"سلاح الجيش الإسرائيلي التّحذيري".

وبما أنّ "الدّنيا رمضان"، خصّت "العربيّة" الشّهر الفضيل بسلسلتين من التّقارير، "تقارير الحرمين"، و "دراما رمضان"، فيما لم تستحوّذ غزّة على أقلّ نسبة تستحقّها من التّغطية ولو على سبيل "الصّدقة" في شهر الخير والرّحمة.

واستكمالاً لإنجازاتها "الحصريّة"، خصّت "العربيّة" الإنجازات العلميّة بعدة تقارير حول "علاقة العيون باكتشاف الزهايمر"، وبثّت عدّة وثائقيات حول تعلّم الأطفال والقرود، والنّظام الإيكولوجي في وادي الحكاك السعوديّة. كلّ ذلك فيما بقيت غزّة مجرّد خبر، من حسن حظّه أنّ يتصدّر النّشرة كخبر أوّل. فيشعر المشاهد أنّ الزهايمر بدأ يغزو ذاكرة القناة الكريمة..

ويبقى أهمّ ما قدّمته "العربيّة"أثنّاء قصف غزّة بشراسة، خبر "عضّ"فنانة لزميلتها. نعم. صدّق عزيزي المشاهد، ستفرك عينيك قليلاً لتتأكّد من سلامة نظرك، لكن في وقت تغطّي فيه غالبية القنوات حصار حيّ الشّجاعيّة ومجزرته - حتّى العالميّة منها– ولو خجلاً، تجد "العربيّة" المساحة للحديث عن "عضّة" فنانة، وسيارات "نادرة" مدفونة في البحر الأحمر. لم تستحقّ غزّة تغطية مماثلة لتلك التّي أتيحت لكأس العالم حتّى.

مجزرة الشّجاعيّة

على شاشة تقيس الوجود بميزان البورصة، جلّ ما تستحقّه فلسطين من النّشرة الإخباريّة هو صور scoope لمجزرة حي الشّجاعية، وفرار النّاجين منها. هي صورٌ إعتذرت "العربيّة" عن بثّ بعضها لقساوة المشهد، في ظلّ اشمئزاز المذيعة المتأثّرة أثناء إعلانها عن سقوط "20قتيل" فيما أعلن التّصريح الرّسمي عن30 شهيداً. جلّ ما استحقته الشّجاعية هو صورتين "نظيفتين" لا تخدشان نظر حكّام البترودولار الذّين أسكتهم هول المجازر وفظاعاتها حدَّ الخرس فما عادوا يطيقون استنكاراً، ووقتا لم يتجاوز الـ 5 دقائق..

ولتبقى الصورة جميلة، لا تخدشها دماء أو أشلاء، جاء مشهد الإقتتال على الهواء في برنامج أردني، ليضيف نكهة "الفكاهة" السّمجة. كيف لا والعربية هي "أن تعرف أكثر"؟

ولأنّ المال هو أصل وجود بعض القنوات، اهتمّت العربيّة بنداء الأونروا للمساعدات الماديّة، والمهم أنّ المشهد بقي نظيفاً. وطبعاً انتقلت بعدها العربية لعرض أحوال البورصة وسوق العرض والطّلب في الخليج، في وقت ما تزال المجزرة في الشّجاعية مستمرة.

عندها لا يمكنك إلا أن تتذكّر كلام السيّد نصر الله أنّ "الدّم الذي سفك بالأمس دم ليس دمهم"، و"اللحم الذي تناثر بالأمس لحم ليس لحمهم" ولن نقول "رأيناهم يفرحون ويهللون ويبتهجون"...

لكنّ العربية انفردت بكونها تصلح لتقديم "إعلام كوارث" لا إعلام حرب وقضيّة"، إعلام يحرّض على سوريا والعراق وحزب الله، وكلّ من حمل سلاحًا في وجه المحتلّ.

وفي قلب البركان الممتد من سهل نينوى إلى ساحل غزة، باتت أنفاسنا شيئًا من التّرف، أمّا كرامتنا فمعلقةٌ بفوهة بندقيةٍ وحّد رصاصها الجيشين اللّبناني والسّوري، واستشهاديّو حزب الله والمقاومة الفلسطينية. بندقيةٌ وحدها اليوم تصون الوجود، وبنيرانها تعيد رسم الحدود، وكل ما سواها وهم وجحود. فقل أعوذ بربّ قانا الجليل، وجباليا، وكلّ غزّة من جبنكم وخالص جهلكم وعميق حقدكم.

[زهرة اللوتس31]

لك الله يا غزة اما العرب والعروبة فقد توقفت عن الايمان بهما مند زمن بعيد

[said7026]

راك غالط يا زمزوم التميز صنعته قناة الجزيرة الرائدة في مجال نقل و ايصال المعلومة للمشاهد

[said7026]

أظنك يا الزمزوم نسيت أو تناسيت ذكر واحدة من مساوئ قناة العربية و هي أنها بوق اعلامي يمتدح الانقلابيين من أمثال السيسي أم أن هذه النقطة لم تذكرها لأنها لا توافق هواك

[said7026]

"الجوزو": تدخُّل "حزب الله" بسوريا استدرج "النصرة" وتنظيم "الدولة" إلى لبنان

الدرر الشامية:
اعتبر الشيخ محمد علي الجوزو، مفتي جبل لبنان، اليوم الأربعاء، أن تدخُّل "حزب الله"، السافر في الحرب السورية أتاح الفرصة لتنظيم "دولة العراق والشام"، و "جبهة النصرة"، للتدخُّل في الشأن اللبناني، فانهالت الصواريخ على "عرسال" وكانت المأساة، على حد وصفه.

ورأى "الجوزو"، في تصريٍح صحافي، أن بعض السياسيين أدخل معركة عرسال في سوق المزايدات حول الانتخابات الرئاسية، يريد أن يجعل من دماء الأبرياء ومآسي أهل "عرسال" سببًا للوصول إلى كرسي الرئاسة، على حد قوله.

وأكد "الجوزو"، وجوب تحديد المسؤولين، وإخبار الناس مَن وراء ضحايا الجيش، موضحًا أن لبنان كله يقف إلى جانب الجيش، فلماذا يراد استدراج الجيش إلى معارك جانبية قد تؤدي إلى نتائج وخيمة لا يعلم إلا الله خطورتها.

وسأل "الجوزو": ثم لماذا تطلق النار على موكب هيئة علماء المسلمين الذي ذهب إلى "عرسال"، بدوافع إنسانية لإنقاذ لبنان من الخطر، ولماذا تمت محاولة إفشال ذلك المسعى؟، متابعًا: إننا نحتجّ على هذا الاعتداء، ونريد أن نعرف مَن وراءه.

[said7026]

تقارير:حزب الله يعيد توزيع مقاتليه بين العراق وسوريا

أثار مقتل القيادي في حزب الله، إبراهيم الحاج، مؤخرا في العراق، جملة من التساؤلات حول دور ميليشيات الحزب في العراق، وإعادة ترتيب صفوفها بين العراق وسوريا.

وذكرت تقارير أن الحزب أوفد مستشارين للتدريب وتنسيق عمل الميليشيات التابعة لإيران في العراق، فيما يقوم بحملة جديدة لاستقطاب المقاتلين في سوريا للتعويض عن نقل بعضهم إلى العراق.

وأحاط بمقتل القيادي المقرب من حسن نصر الله، إبراهيم الحاج منذ أيام، لغط واسع هل قتل في القلمون، أم سامراء، أم في الموصل كمدرب للميليشيات التابعة لإيران؟

وتحدثت مصادر الصحافة الغربية عن نقل 250 مستشارا محترفا من حزب الله إلى العراق، في مهمة رئيسية، هي توحيد وتنسيق العمل بين الميليشيات المقاتلة تحت لواء الحرس الثوري الإيراني.

وكشفت الصحافة اللبنانية عن حملة باسم "تجديد الإيمان"، يقوم بها حزب الله، يعرض فيها فيلما من عشرين دقيقة عن قتال الحزب في القصير، ويختم بكلمة لأمين عام الحزب يدعو فيها إلى التطوع للقتال، في استراتيجية لنقل القوات المحترفة من سوريا إلى العراق، وتجنيد الشباب للقتال في سوريا.

وتعود علاقة حزب الله في العراق إلى عام 2003، بطلب إيراني، لتدريب جيش المهدي، أو عصائب أهل الحق لاحقا، بحسب بيان للخزانة الأميركية، وتقرير للاستخبارات العسكرية الأميركية.

فرقة التدريب يطلق عليها رقم 3800، تطورت لتصبح وسيطا بين الحرس الثوري والمقاتلين العرب في 2007، إلى أن أصبحت فرقة هامة في عام 2008، قادت أمين عام حزب الله لقضاء "ساعات يوميا" على الملف العراقي، بحسب مسؤول في صحيفة مقربة لحزب الله.

وهناك عدد من الأسماء البارزة في حزب الله، متوقع لها أن تلعب دورا رئيسيا في تطوير دور الحزب في هذه المرحلة، منها:

- علي موسى دقدوق، وهو مدرب في حزب الله ومبعوث لفيلق القدس، مرتبط بقتل جنود أميركيين ومسجون في العراق منذ عام ألفين وسبعة، حتى خروجه عام ألفين واثني عشر.

- خليل حرب قائد الفرقة، تمت رؤيته عام ألفين واثني عشر في اليمن، ما قاد الولايات المتحدة لإعلان العلاقة بين الحوثيين وحزب الله.

-محمد كوثراني، مسؤول ملف العراق والتدريب في الحزب، كان له دور في تدريب المقاتلين في سوريا.

دور الحزب مازال يتبلور في حماية نظام المالكي، ولكن مسعود جزائري، القائد في الحرس الثوري الإيراني، أكد أن الاستراتيجية الإيرانية المتبعة في سوريا ستعيد نفسها في العراق.

[said7026]

تقارير:حزب الله يعيد توزيع مقاتليه بين العراق وسوريا

أثار مقتل القيادي في حزب الله، إبراهيم الحاج، مؤخرا في العراق، جملة من التساؤلات حول دور ميليشيات الحزب في العراق، وإعادة ترتيب صفوفها بين العراق وسوريا.

وذكرت تقارير أن الحزب أوفد مستشارين للتدريب وتنسيق عمل الميليشيات التابعة لإيران في العراق، فيما يقوم بحملة جديدة لاستقطاب المقاتلين في سوريا للتعويض عن نقل بعضهم إلى العراق.

وأحاط بمقتل القيادي المقرب من حسن نصر الله، إبراهيم الحاج منذ أيام، لغط واسع هل قتل في القلمون، أم سامراء، أم في الموصل كمدرب للميليشيات التابعة لإيران؟

وتحدثت مصادر الصحافة الغربية عن نقل 250 مستشارا محترفا من حزب الله إلى العراق، في مهمة رئيسية، هي توحيد وتنسيق العمل بين الميليشيات المقاتلة تحت لواء الحرس الثوري الإيراني.

وكشفت الصحافة اللبنانية عن حملة باسم "تجديد الإيمان"، يقوم بها حزب الله، يعرض فيها فيلما من عشرين دقيقة عن قتال الحزب في القصير، ويختم بكلمة لأمين عام الحزب يدعو فيها إلى التطوع للقتال، في استراتيجية لنقل القوات المحترفة من سوريا إلى العراق، وتجنيد الشباب للقتال في سوريا.

وتعود علاقة حزب الله في العراق إلى عام 2003، بطلب إيراني، لتدريب جيش المهدي، أو عصائب أهل الحق لاحقا، بحسب بيان للخزانة الأميركية، وتقرير للاستخبارات العسكرية الأميركية.

فرقة التدريب يطلق عليها رقم 3800، تطورت لتصبح وسيطا بين الحرس الثوري والمقاتلين العرب في 2007، إلى أن أصبحت فرقة هامة في عام 2008، قادت أمين عام حزب الله لقضاء "ساعات يوميا" على الملف العراقي، بحسب مسؤول في صحيفة مقربة لحزب الله.

وهناك عدد من الأسماء البارزة في حزب الله، متوقع لها أن تلعب دورا رئيسيا في تطوير دور الحزب في هذه المرحلة، منها:

- علي موسى دقدوق، وهو مدرب في حزب الله ومبعوث لفيلق القدس، مرتبط بقتل جنود أميركيين ومسجون في العراق منذ عام ألفين وسبعة، حتى خروجه عام ألفين واثني عشر.

- خليل حرب قائد الفرقة، تمت رؤيته عام ألفين واثني عشر في اليمن، ما قاد الولايات المتحدة لإعلان العلاقة بين الحوثيين وحزب الله.

-محمد كوثراني، مسؤول ملف العراق والتدريب في الحزب، كان له دور في تدريب المقاتلين في سوريا.

دور الحزب مازال يتبلور في حماية نظام المالكي، ولكن مسعود جزائري، القائد في الحرس الثوري الإيراني، أكد أن الاستراتيجية الإيرانية المتبعة في سوريا ستعيد نفسها في العراق.

[الزمزوم]

بعيون’الإستثماريّة’ أقصد ’العربيّة’

بربك قلها :’انه حزب الله ’

ساحرةُ هي أرض المشرق، مجرّد ذكر اسمها يجعلك تسبر في أساطيرها المنسيّة، لترسم في خيالك ألوان تاريخها الفائق الغنى. تاريخٌ بهيّ لكنّه يغصّ بغزارة الدّم ودفق الدّمع، وبالكثير الكثير من الأحقاد ونزعات الثّأر. أنّ تحيا في مشرق العرب هو أنّ تسبح في نهر دماء يأبى الإستراحة ولو هنيهة، نهرٌ يتدفّق من أقصى الفرات إلى أقاصي طبريا وعكّا. ومع اغتصاب نهار المشرق بظلام داعش، بات هذا النّهر أعمق من محيط. محيطٌ لن ينجو من دفقه أحدٌ ما لم يدفن نزق الحقد والجهل المعشعش في تراب هذه الأرض الإستثنائية في غضبها، وجنونها.

حين وقع الإنفجار في فندق Du Roy، هدية السيّاح المفخخة، كان "الهدف هو الضاحية الجنوبيّة معقل حزب الله"أوردت "العربيّة" يومها.. وبما أنّ الضّاحية "معقل حزب الله"، والحزب "متورّط في سوريا"، إذاً الضّربات مباحةو"حلال" مذهبي "واجب لا مستحبّ".

قناة العربية

على قناة العربيّة، حزب الله، الحزب المقاوم، ذو الإنتصارات المعترف بها "صهيونياً" قبل أيّ كان، هو "ميليشيا" وليس مقاومة شعبيّة الجذور.أمّا "داعش"، التّنظيم الإرهابي المتوحش - مع الإعتذار من الوحوش طبعاً - لم تسمّه "العربيّة" يومًا ميليشيا. فحزب الله مرتكب إثم الحرب على الصّهاينة أحقّ بالتّسمية من تنظيم داعش. كيف لاوأقسى أخطاء التّنظيم هي بثّ "مشاهد عنف في ساحات الرّقة أمام أطفال وصفها ناشطون بالوحشيّة"؟


حزب الله في عرسال


لدى اندلاع الإشتباكات مع الإحتلال التّكفيري في عرسال، تحدّثت العربيّة عن "قصف مدفعي شارك فيه حزب الله"، وعن "قتلى وجرحى مدنيين من جرّاء القصف". إذاً سقوط المدنيين سببه الحزب، أمّا مقاتلي داعش والنّصرة فـ "كومبارس" يتفرّجون.


ولزيادة "التّشويق"، كان من الضّروريّ الحديث عن "حلف متداخل بين العراق وسوريا ولبنان"،وعن "ميليشات حزب الله" المستحدثة في سوريّا والعراق. ومن البديهي ألاّ تغفل "العربيّة" ذكر إيران، ولكن دون إسقاط صفتي "الصّفويّة" و"المجوسيّة" لأن المنبر "الشيك" لا يمكنه التّحريض إلاّ برقيّ. أمّا التّحريض الرّخيص فتتركه القناة لأخواتها، سعوديّات التّمويل، كقنوات الهوس المذهبي، في توزيع مدروس للأدوار.


نقلت "العربيّة" نبأ استشهاد القائد إبراهيم الحاج في أخبارها وأسهبت في شروحاتها حول "ميليشيات" حزب الله في العراق. وقد تحدّثت عن فيلق القدس ودور الحزب في تأسيس "عصائب أهل الحقّ" وقتل جنود أميركيين. وعمّا أسمتها "مصادر مقرّبة من الحزب"،نقلت أن "السيّد حسن يقضي ساعات في متابعة أخبار الفرقة 3800 منذ عام2003 ". فكيف تعرف "العربية" ما يعجز الصّهاينة عن معرفته في كيفيّة قضاء السيّد نصر الله لأوقاته ويمكن تحرّكاته؟ ولكن مهلاً يبدو أنّ القناة اخترقت هيكلية حزب الله وأكثر وحداته سريّةً...


أعلنت "العربيّة" أنّ الشّيخ محمد كوثراني هو المسؤول عن الملف العراقي و"حماية نظام المالكي" فيما يهتمّ خليل حرب بملف الحوثيين. لذا صبّت اهتمامها على وجود إيران وحزب الله في سوريا والعراق واليمن، فيما أغفلت تماماً دور القاعدة وداعش وحاضنتهم الفكريّة والماديّة. كأن لا موت هنا، كأن لا إرهاب ولا نحر ولا اغتصاب، وكأنّ حزب الله ذهب لتدمير "حدائق بابل"، كأنّ لا فلسطين ولا مقاومة تذبح بإسم "التّورّط في سوريا"بمحاربة داعش. فهل استثنت داعش "ولاية لبنان" من خارطة "باقية وتتمدّد"؟


الرياض هبتان ومهمّة


حينما تتابع حلقة "بانوراما"على قناة "العربيّة" (مساء أمس الأوّل)، وتعرف أنّ رئيس مجلس الوزراء السّابق فؤاد السنيورة هو الضّيف، يمكنك أن تعرف المحتوى قبل مشاهدته. فالمقابلة ستتلخّص بـ:


1. دخول حزب الله إلى سوريا استدرج داعش إلى لبنان.


2. سلاح حزب الله خارج الشّرعيّة.


3. قرار حزب الله في إيران.


إنّه الموشّح الشهير، موشّح يجترّونه بشكل مملّ، فتتساءل لم كل هذه "المراوحة"؟ فهؤلاء يغيّرون Ringtones هواتفهم أكثر ممّا يمتلكون القدرة على تغيير كلماتهم، أم أنّها "متلازمة حزب الله" أصابت أجهزة النّطق لديهم؟! وتفكّرلماذا لا تحمل المقابلة عنوان "أزمتي مع حزب الله" بدل "الرياض هبتان ومهمّة"؟


تناولت "بانوراما" موضوعين رئيسيين "عرسال: السّعوديّة تدعم الجيش اللّبناني بمليار دولار"، و"غزة منطقة منكوبة". كان العنوانان أبلغ من بعضهما، فالأوّل، مكرمة من طال عمره لا أكثر، والثّاني غزة مدمّرة، بكلام آخر، لا نصر هنا ولا من ينتصرون.


حقاً غريبٌ هوالتّخاطر الإستثنائي بين الضيف والقناة، فالرئيس السنيورة قال حرفيا أنّه "بعد عدوان 2006 نجحنا بإستصدار القرار 1701 "، و"العربيّة" تقول أنّ "غزة نكبت". عندها لا يمكنك إلاّ أنّ تتذكّر كلام عبدالله بن الزبعري "لعبت هاشم بالملك فلا خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزل"، وعلى طريقة "العربيّة"وضيفها، لا حرب دارت ولا نصرٌ، رغماً عن أنوف الصّهاينة،3 مرات (لبنان 2000، لبنان 2006، غزّة 2014) انتُزع.


استهلّت العربية بانوراما بموجز تحدّث فيه وفد هيئة العلماء عن "حالة إنسانيّة صعبة"، وهو أمرٌ لا ينكره عاقل. واستكمل الخبر بالإعلان عن أنّ "اللّبوة منعت دخول المساعدات والخبز وعبورها إلى بلدة عرسال". ولم يذكر أبداً السّبب، ومن قطع الطّريق، بكلام آخر، اللّبوة تحاصر عرسال.. لم تورد "العربية" حرفاً واحداُ عن خوف أهالي اللّبوة من وصول المساعدات إلى مقاتلي داعش والنّصرة، ولا أنّ بعض "قاطعي الطريق" على المساعدات هم أقرباء عناصر الجيش المخطوفين.


ولمزيد من الدّقة والتّأكيد، نقلت "العربيّة" عمّا سمّته "موقع إلكتروني محسوب على حزب الله" خبر مقتل "المدان باغتيال سامر حنّا"، لإثبات مشاركة الحزب في أحداث عرسال. وبعد التّدقيق يتّضح أن مصطفى مقدم "المدان باغتيال سامر حنّا"، استشهد قبل أحداث عرسال في القلمون.


لم تنسَ العربيّة التّذكير بأنّ "قوى 14 آذار تحمّل حزب الله المسؤوليّة نتيجة تدخّله في سوريا". وهو ما لم يشذّ عنّه السنيورة إذ اعتبر أنّه "مع تدخّل حزب الله تسرّبت الحرب عبر الحدود، وعرسال أثبتت ذلك". جميل. ولكن هل مارس أحدٌ الشّحن المذهبي كثّلاثي طرابلس الخطير (كبّارة، النبي المختار، المرعبي)؟ من قام بتمويل المعارك الطرابلسيّة وتسليح مقاتليها؟ من منح الغطاء السّياسيّ لرئيس بلدة عرسال المتورّط حتّى النّخاع بسفك دماء ضباط الجيش وعناصره؟ومن وزّع "حليب الأطفال" و"البطانيّات" في سوريا؟


الإجابة عن هذه الأسئلة ستظهر بوضوح من وضع لبنان في آتون الحرب السّوريّة. وهنا لا بدّ من التّذكير أنّه بحكم قوانين التّاريخ والجغرافيا قبل السوسيولوجيا وأواصر القربى، من المحال أنّ ينأى لبنان بنفسه عن حريق سوريا.


تحاول "العربيّة" ومن ورائها وضع حزب الله في عنق زجاجة"التّدخّل في سوريّا"، جيّد. ولكن، هل تدخّلت تونس في سوريا حتّى تغزوها"دامس" (شقيقة داعش في المغرب العربي بحسب التّقارير الإستخباراتّية التّونسيّة)؟ وهل تدخّل العراق في سوريا حتّى يحتلّ الدواعش الموصل؟!


بربّك قلها: "حزب الله"


يسأل المذيع في القناة السّعوديّة ضيفه، حليف السّعوديّة، عن سبب"الحرص السّعودي"على دعم الجيش اللّبناني. فهل يتوقع إبن "التّراث الصّحفي السّعوديّ الحرّ" جواباً سلبياً؟ أم أنّه يتوقّع كلاماً مختلفاً عن إجابات السنيورة "رغبة السّعوديّة في تعزيز السّيادة"، و"مبادرة كريمة غير متوقّعة لحماية الإستقلال ومواجهة التّحديّات"؟


يصرّ المحاور على معرفة "التّحدّيات الدّاخليّة والخارجيّة"، فيتابع الرّئيس السنيورة قائلاً "لبنان يعاني من سلاح خارج نطاق الدّولة وفراغ رئاسي"، ليؤكّد، وبثقةٍ زائدة، أنّ الخطوة السّعوديّة "مباركة من جميع اللّبنانيين"، متناسياً أنّ غالبيّة هؤلاء ترفض "مكرمات" مشروطة - لم نرى منها شيئاً حتّى الآن - ممّن يموّل "هدايا" السّياحة المفخخة.


ثمّ يأتي السّؤال عن المستفيد من بقاء الجيش "مفكّكاً" و"ضعيفاً". سؤال بالغ الدّلالة، فالمحاور يجزم بأنّ الجيش اللّبنانيّ مفكّك، وضعيف. ولن يتطرق حضرته إلى دور حزب الله في ذلك، لضمان المزيد من التّشويق، وللتأكيد على أنّ مكرمة طال عمره "بدون ضوابط تكنولوجيّة" هي الحلّ. جواب السنيورة لم يكن بأفضل حال:"من يريد ترك لبنان أسير الوجود غير الشّرعي". "سيتحرقص" المشاهد حينها.. لم يذكر السنيورة "حزب الله" بصريح العبارة لغاية الآن، وقد تعب المحاور من المراوغة ليسمعها.. بالله عليك سيادة الرّئيس قلها!


"إبقاء الذّريعة بأنّ لبنان بحاجة إلى قوى غير شرعيّة متحكّمة بالأمن" سيكون جواب السنيورة.يعود المحاور ليسأل عن "التّحدّيات الدّاخليّة"، فيتحدّث الضّيف عن "خضوع الحدود الشّرقية لسلطات رسميّة". لغاية الآن لم يذكر "حزب الله" رسمياً.


سلطات لبنانيّة مسيطرة، تعني من؟؟ يأتي السؤال، فيجيب السنيورة: "دخول حزب الله غير الشّرعي خلافًا لإرادة اللّبنانيين إلى سوريا (تكرّرت العبارة بصيغ متعدّدة أثناء المقابلة). تنفرج أسارير الصّحفي المحترف، لقد قالها حرفياً : "حزب الله".


يستطرد السنيورة بعد أنّ "نطقها"، "كانت البندقيّة موجهة ضد إسرائيل، فاكتسب الحزب نوعاً من الشّرعيّة". حضرته طبعاً يتمتّع بشرعيّة تقرّ بها جيوب اللّبنانيين أجمعين، فكيف لا يوزّع صكوكاً في الشّرعيّة؟ ويختم سيادته بأنّ "قرار الإنسحاب من سوريا لا ينحصر بـ حزب الله بل يتعداه إلى إيران". وأخيراً وصلتم بالسّلامة إلى مربط فرسكم: إيران.


بعيون "الإستثماريّة"، عذراً "العربيّة"، استحال حزب الدّفاع عن الموصل، وقرقوش، ودمشق، وصيدنايا،وشبعا، وبنت جبيل "ميليشيا"..حقاً إنّه حزب "مالئ الدّنيا وشاغل النّاس".وحقاً،من المال ما كفّر وكفر، ومن الغباء السّياسيّ ما أعمى البصيرة والبصر، ومن الحقد ما قتل...