وقفات مع قصيدة رثاء الاندلس لأبو البقاء الرندي - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > خيمة الأدب والأُدباء

خيمة الأدب والأُدباء مجالس أدبيّة خاصّة بجواهر اللّغة العربيّة قديما وحديثا / مساحة للاستمتاع الأدبيّ.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

وقفات مع قصيدة رثاء الاندلس لأبو البقاء الرندي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-07-27, 01:29   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
رحيق الكلمات
عضو متألق
 
الصورة الرمزية رحيق الكلمات
 

 

 
الأوسمة
مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم مشاهدة المشاركة
سلام عليكم طبتم،..
شكر الله لك انتقاءك أستاذة نور
قد أكون ناكرا للجميل إن قلت أنني لا اعرف هذه القصيدة التي علّمتني البكاء قبل عقد ونصف من الزمان،..
حطّت رحالي في أرض أجدادي من الأشراف الأنجاب الذين جار عليهم الزمان، وتمكنت منهم أيادي الغدر، وطعنات الظهر التي افقدت الأمة مجدا دام لسبع ونيّف من القرون..
فقدناها كما نفقد اليوم نخوتنا وكرامتنا
والسبب لا يخفى كما لم يخفَ آنئذٍ،
المجون، والاكتفاء بالمردان، وثارات العصبية المقيتة المنتنة..
لست أدري لم خضت في تاريخ وسياسة ودين، والقصيدة للنقد.. والانتشاء بعبير مجد غابر.. ساحر..
والنتحاب على ضياعه بما كسبت النفوس، فأعملنا فيه بتقصيرنا الفؤوس وخسرنا الكثير من الرؤوس..
والله القصيدة من أفجع واحب ما قرات في حياتي كلها..
وهي لأبي البقاء الرندي ويكني بابي الطّيب كما في مراجع عدّة..
وقد طبعتها قبل عقد ونصف وحفظتها وسجلتها بصوتي عدة مرات وكلما اشتهيتُ البكاء والنتشاء بما غبر من مجد قرأت بعيني وسمعت بأذني معا..
ما أفجع هذا.. أن تبكي بلا عزاء..
دهـى الـجزيرة أمرٌ لا عزاءَ له *** هـوى لـه أُحـدٌ وانـهدَّ ثهلانُ
فقط
هناك قصيدة هي مفجعة مثلها في رثاء الأندلس لابن الأبار القضاعي.. ولكنها مع غصّتها المبحوحة حزنا ذات نسيج مورق تجعلك تحدّق فيها كأنها حديقة غنّاء لألفاظها المتقاربة وقعا ونقعا ومسمعا.. ونسجا.. مرصّعا
وهاهي القصيدة بعد إذنك أستاذة طبعا

أَدْرِكْ بِخَيْلِكَ خَيْلِ اللَّهِ أندلُسَاً *** إنَّ السَّبِيلَ إلَى مَنْجاتِها دَرَسَا
وَهَبْ لهَا مِنْ عَزيزِ النَّصْرِ مَا الْتَمَسَتْ
*** فَلَمْ يَزَلْ مِنْكَ عزُّ النَّصْر مُلْتَمَسا
وَحاش مِمَّا تُعانِيهِ حُشَاشَتهَا
*** فَطَالَما ذَاقَتِ البَلوَى صَبَاحَ مَسَا
يَا للجَزيرَةِ أَضْحَى أَهلُها جَزَراً
*** لِلحَادِثَاتِ وأَمْسَى جَدُّهَا تَعَسا
في كُلِّ شارِقَةٍ إِلْمَامُ بَائِقَةٍ
*** يَعُود مَأتَمُها عِندَ العِدَى عُرُسا
وكُلِّ غَارِبَةٍ إِجْحَافُ نائِبَةٍ
*** تَثْنِي الأَمَانَ حِذاراً والسرُور أَسَى
تَقَاسَمَ الرومُ لا نَالَتْ مَقَاسِمُهُم
*** إِلا عَقَائِلَها المَحْجوبَةَ الأُنُسَا
وَفِي بَلَنْسِيةٍ مِنْها وَقُرْطُبَـــــــــةٍ
*** ما يَنْسِفُ النَّفسَ أَو ما يَنزِفُ النَّفَسا
مَدائِنٌ حَلَّها الإشْرَاكُ مُبْتَسِماً
*** جَذْلانَ وارتَحَلَ الإِيمانُ مُبْتَئِسا
وَصَيَّرَتْها العَوادِي العَابِثاتُ بِها
*** يَسْتَوحِشُ الطَّرْفُ مِنْها ضِعْفَ ما أَنِسا
فَمِنْ دَسَاكِرَ كانَتْ دُونَهَا حَرَساً
*** وَمِنْ كَنَائِسَ كَانَتْ قَبْلَها كُنُسا
يَا للْمَساجِدِ عَادَتْ للعِدَى بِيَعاً
*** ولِلنِّداءِ غَدَا أَثْناءَها جَرَسا
لَهْفِي عَلَيها إلَى استِرجَاعِ فائِتِها
*** مَدارِساً لِلْمَثانِي أصبَحَتْ دُرُسا
وَأَربعا نمْنمَتْ يُمْنَى الرَّبيعِ لَها
*** ما شِئت مِنْ خِلَعٍ مَوْشِيَّةٍ وكُسى
كانَتْ حدَائِقَ للأَحْدَاقِ مؤنِقَةً
*** فَصَوَّحَ النَّضْرُ مِن أَدْواحِها وَعَسا
وَحَالَ ما حَوْلَهَا مِنْ منْظَرٍ عَجَبٍ
*** يَسْتَجْلِسُ الرَّكْب أَوْ يَسْتَرْكِبُ الجُلُسا
سُرْعَانَ ما عاثَ جَيْشُ الكُفْرِ واحَرَبا
*** عَيْثُ الدَّبَى في مَغَانِيهَا التِي كَبَسا
وَابْتَز بِزَّتَهَا مِمَّا تَحيَّفَـــــــــــــــها
*** تحَيفَ الأَسَدِ الضَّارِى لِما افتَرَسا
فأَيْنَ عَيْشٌ جَنَيْنَاهُ بِها خَضِراً
*** وَأيْنَ غُصنٌ جَنَيْناهُ بِها سَلِسا
مَحَا مَحَاسِنَها طاغٍ أُتِيحَ لَها مَا
*** نامَ عَن هَضْمِهَا حِيناً وَلا نَعَسا
وَرَجَّ أَرْجَاءَهَا لمَّا أحاطَ بِها
*** فَغادَر الشُمَّ مِنْ أَعْلامِها خُنُسا
خلالَهُ الجوُّ فَامْتَدَّتْ يَداهُ إلَى
*** إِدْراك ما لَمْ تَطَأْ رِجْلاهُ مُخْتَلِسا
وأكْثَرَ الزَّعْمَ بالتَّثْلِيثِ مُنْفَرِداً
*** وَلَوْ رَأَى رأيَةَ التَّوحِيدِ مَا نَبَسا
صِلْ حَبْلَها أَيُّها المَوْلَى الرَّحيمُ فَما
*** أَبقَى المِراسُ لَها حَبْلاً وَلا مَرَسا
وَأَحْي مَا طَمَستْ مِنْهُ العُداةُ كَمَا
*** أَحيَيْتَ مِن دَعوَةِ المَهْدِيِّ ما طُمِسا
أَيَّامَ سِرْتَ لِنَصْرِ الحَقِّ مُسْتَبِقاً
*** وَبتَّ مِن نُورِ ذاكَ الهّدْي مُقْتَبِسا
وَقُمتَ فيها بِأَمْرِ اللَّهِ مُنتَصِراً
*** كَالصَّارِمِ اهتَزَّ أَو كالعارِضِ انبَجَسا
تَمحُو الذِي كَتَبَ التَّجْسيمُ مِن ظُلَمٍ
*** وَالصُّبْحُ مَاحِيةٌ أَنْوارُهُ الغَلَسا
وَتَقْتَضِي المَلِكَ الجبَّارَ مُهجَتَهُ
*** يَومَ الوَغَى جَهْرَةً لا تَرقُبُ الخُلَسا
هَذِي وَسائِلُها تَدْعوكَ مِنْ كَثَبٍ
*** وَأَنْتَ أفْضَلُ مَرجُوٍّ لِمَنْ يَئِسا
وَافَتْكَ جارِيَةً بالنُّجْحِ رَاجِيَةً
*** مِنكَ الأمِيرَ الرِّضَى والسَّيِّد النَّدِسا
خَاضَت خُضَارَةَ يُعْلِيهَا ويُخْفِضُها
*** عُبَابُهُ فَتُعانِي اللِّينَ والشَّرَسا
ورُبَّما سَبَحتْ والرِّيحُ عَاتِيَةٌ
*** كَمَا طَلَبْتَ بِأَقْصَى شَدِّه الفَرَسا
تَؤُمّ يَحْيَى بْنَ عَبْدِ الوَاحِد بْنِ أَبِي
*** حَفْصٍ مُقَبِّلةً مِن تُربِهِ القُدُسا
مَلْكٌ تَقَلَّدتِ الأَمْلاكُ طَاعَتَه
*** دِيناً ودُنْيا فَغَشَّاها الرِّضَى لِبَسا
مِنْ كُلِّ غَادٍ عَلَى يُمنَاه مُستَلِماً
*** وَكُلّ صَادٍ إلَى نُعْمَاهُ مُلْتَمسا
مُؤَيَّدٌ لَو رَمَى نَجْماً لأَثْبَتَهُ
*** وَلَوْ دَعَا أفُقاً لَبَّى وَما احتَبَسا
تاللَّهِ إِنَّ الذِي تُرجَى السعودُ لَهُ
*** مَا جَالَ فِي خلَدٍ يَوماً وَلا هَجَسا
إِمارَةٌ يَحْمِلُ المِقْدَارُ رايَتَها
*** ودَوْلَةٌ عِزُّها يَسْتَصْحِبُ القَعَسا
يُبْدِي النَّهَارُ بِها مِنْ ضَوْئِهِ شَنَباً
*** ويُطْلِعُ الليلُ مِنْ ظَلْمَائِهِ لَعَسا
ماضِي العَزيمَةِ والأَيَّامُ قَدْ نَكَلَتْ
*** طَلْقُ المُحَيَّا ووَجْهُ الدَّهْرِ قَدْ عَبَسا
كَأَنَّهُ البَدْرُ والعَليَاءُ هالَتُهُ
*** تَحُفُّ مِن حَولِهِ شُهْبُ القَنَا حَرَسا
تَدْبِيرُهُ وَسِعَ الدُّنيا وَما وَسِعَتْ
*** وعُرْفُ مَعْرُوفِهِ وَاسَى الوَرَى وَأَسا
قَامَتْ عَلَى العَدلِ وَالإحسانِ دَعْوَتُهُ
*** وأَنْشَرَتْ مِنْ وُجُودِ الجُودِ ما رُمِسا
مُبَارَكٌ هَدْيُهُ بادٍ سَكينَتُهُ
*** مَا قامَ إِلا إلَى حُسْنَى وَلا جَلَسا
قَد نَوَّرَ اللَّهُ بِالتَّقوَى بَصِيرَتَهُ
*** فَمَا يُبالي طُروقَ الخَطْبِ مُلتَبِسا
بَرَى العُصاةَ وَرَاشَ الطائِعِينَ فَقُلْ
*** في اللَّيْثِ مُفْتَرِساً والغَيثِ مُرْتَجِسا
ولَم يُغَادِر علَى سَهْلٍ وَلا جَبَلٍ
*** حَيَّا لقاحاً إِذا وَفَّيْتَهُ بَخَسا
فَرُبَّ أَصْيَدَ لا تُلفِي بِهِ صَيَداً
*** وَرُبَّ أشْوَسَ لا تَلْقَى لَهُ شَوسا
إلَى المَلائِكِ يُنْمَى والمُلوكِ مَعاً
*** فِي نَبْعةٍ أَثْمَرَتْ لِلمَجْدِ ما غَرَسا
مِنْ سَاطِعِ النُّورِ صَاغَ اللَّهُ جَوهَرَهُ
*** وَصَانَ صِيغَتَهُ أنْ تَقْرُبَ الدَّنَسا
لَهُ الثَّرَى والثُّريَّا خُطَّتانِ فَلا
*** أَعَزّ مِنْ خُطَّتَيْهِ ما سَما وَرَسا
حَسْبُ الذِي بَاعَ في الأَخْطَارِ
*** يَرْكَبُها إلَيْهِ مَحْيَاهُ أنَّ البَيْعَ مَا وُكِسا
إِنَّ السَّعيدَ امْرُؤٌ أَلقَى بِحَضرَتِهِ
*** عَصَاهُ مُحْتَزِماً بالعَدْلِ مُحْتَرِسا
فَظَلَّ يُوطِنُ مِنْ أَرْجَائِها حرَماً
*** وبَاتَ يُوقِدُ مِنْ أضْوائِهَا قَبَسا
بُشْرَى لِعَبدٍ إلَى البَابِ الكَريمِ حَدَا
*** آمالهُ ومِنَ العَذْبِ المَعينِ حَسا
كأَنَّمَا يَمْتَطِي واليُمْنِ يَصحَبُه
*** مِنَ البِحارِ طَرِيقاً نَحْوَهُ يَبَسا
فاسْتَقْبَل السعدَ وضَّاحا أسرَّتُه
*** من صَفْحَةٍ غَاضَ مِنها النورُ فانعَكَسا
وَقَبل الجُودَ طفَّاحاً غَوارِبُهُ
*** مِن رَاحَةٍ غاصَ فيها البَحرُ فانغَمَسا
يَا أَيُّها المَلِكُ المَنْصُورُ أنْتَ لَهَا
*** عَليَاءُ تُوسِعُ أَعْداءَ الهُدَى تَعَسا
وقَدْ تَواتَرتِ الأَنْبَاء أَنَّكَ مَنْ
*** يُحْيِي بِقَتْلِ مُلوك الصُّفْرِ أَنْدَلُسا
طَهِّرْ بِلادَك مِنْهُم إِنَّهُم نَجَسٌ
*** وَلا طَهَارَةَ ما لَم تَغْسِل النَّجَسا
وَأَوْطِئ الفَيْلَقَ الجَرَّارَ أرضَهُمُ
*** حتَّى يُطَأطِئَ رَأْساً كُلُّ مَنْ رَأْسا
وانْصُر عَبِيداً بأَقْصَى شَرْقِها شَرِقَتْ
*** عُيُونُهم أدْمُعاً تهْمِي زَكاً وخَسا
هُمْ شِيعَةُ الأَمْرِ وَهْيَ الدَّارُ قَد نُهِكَتْ
*** دَاءً وَمَا لَمْ تُبَاشِرْ حَسْمَهُ انْتَكَسا
فَامْلأ هَنِيئاً لَكَ التَّمْكِينُ سَاحَتها
*** جُرْداً سَلاهِبَ أوْ خَطِّيَّةً دُعُسا
واضْرِب لهَا مَوْعِداً بِالفَتْحِ تَرْقُبُهُ
*** لَعَلَّ يوْمَ الأَعادِي قَدْ أَتَى وعَسَى
ابن الابار القضاعي البلنسي
الله.. الله
ومع أنه-ابن الابار- ضمخها بالمدح لشخص إلا أنه كان يستحثه على استرجاها في أيام سقوطها الأول لكن هيهات وهي رؤية خاصة طبعا لكن النسيج ابهى من الأولى والأولى أفجع في نظري..
وعذرا على تنسيق القصيدة فقد اتعبني دون ان يتحسن

سلا..م
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
انتقاء رائع
شكرًا أستاذ قاسم على تسليطكم الضوء على نقاط هامة
حضارتنا العربية والاسلامية تزخر بقصائد رائعة لكن جلّ ما يأخذ نصيبه من الذكر والنشر فارغ المضمون ، صاخب الشهرة ، كفقاعات الصابون التي ترتفع في السماء وتأخذ حيزًا كبيرًا من فراغ ..
فهي اشبه بحالنا الآن

أدام الله القلم وصاحبه نبراسا لنا










 

الكلمات الدلالية (Tags)
لأبو, الاندلس, البقاء, الروحي, ربال, وقفات, قصيدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:32

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc