زفير الأنا على مشارف احساس كاذب..
حقيقة وجدت نفسي أسير زقاق الوحدة أحاذي جدران الضياع التي تراءت عليها مسام البهوت.. متكئا على ياجور البأس أحاول دفن ما كان يتوسد مخيلتي من أفكار ساذجة طالما حاذت قرميد السراب في مقبرة النسيان..اسعى لكبت ما تحمله سراديب جفوني من دمع يدغدغ أهدابي كل حين..متناسية ما يملئ صهاريج فؤادي التي ذابت على خلاياه تعاريج خنجر القرح كوشم دنيء يصارع من أجل البقاء نزيلا لا ضيفا..و أحاول نزع ذاك الثوب الحريري الزبرجدي الذي أويت ضلوع الحياة بين أحضانه يوما ما..لم تتسلل الى ذهني بعد دهاليج تلك الأعذار التي جعلت من الحماقة ظلا لأفكاري..
فعلا لقد كسوت الواقع قمصان ملائكية براقة مرشوشة برذاذ المثالية و الأبهة تزينها شرائط حسن فتان يأسر كل عابر و يسحر السائل..كنت أخال القلوب مزدانة بفساتين الرأفة و الطيبة لا تكاد تلامسها شفرات غبار القذارة و الخبث..و لكن بعد أن رفعت ستائر أحكامي البلهاء عن شرفات أنضاري..صدمت بما رمقت عيوني آن ذاك..أي أوحال غاصت بين قنالها دنيانا..و أي واقع مرير ابتليت بين اساريره و أسواره النفس و الأنا..و ها أنا اليوم اتفتل وهلة بين أرصفة النهى و أخرى بين شوارع اللامكان..أبحث عن لطخة بياض تركتها جزمة انسانية رحلت علها تنير خيوط الوغى النحيلة الحادة -التي فازت بأنفاسي المرتجفة خليلة-..و تبني ببلاطات الغد سبيلا جديدا يقودني الى درج المجهول لأصعد حوافه رويدا رويدا أو أقعد في طليعته كطائر العنقاء أسامر أوكار الآه حتى المبيت بلحد الخلود..
بقلمي..
فاطمة الزهراء
-الحالمة-
خربشات من زفير الأرق..
بفعل هذيان كهل يبلغ 16 ربيعا..