قصة شاب فرنسي أسلم
قصة شاب فرنسي أسلم بسبب الصيام
هل تعرف توماس؟توماس هذا شاب فرنسي، عمرُه أربعٌ وعشرون عامًا، نشأ في عائلة غير متدينة بل أبوه وأخوه مُلحِدان لا دينَ لهما أصلًا، وكان لتوماس صديق فرنسي مسلم من أصول عربية، وكان هذا المسلم يصومُ شهر رمضان، فكان يتساءل توماس عن التعب الذي يُعانونه من الصيام، لماذا يفعلون ذلك؟! في يوم من الأيام تحدَّى المسلم توماس بصيام ثلاث أيام فقط من رمضان، فقَبِلَ التحدي توماس وفعلًا صام ثلاث أيام، بل أنه فعل أكثرَ من هذا، لقد بدأ بالبحثِ في الكتب عن علاقةِ المسلم بربِّه وعن الراحة التي يجدُها المسلم خلال الصيام، وكان يسأل أصدقاءه المسلمين عن مشاعرِهم وهم يصومون، ماذا يحسون؟ المفاجأة أنَّ توماس هذا صامَ بعدها رمضان كاملًا، وبعد ذلك اطمأنَّ للإسلام ووجد فيه لذة لم يجدها في غيره، يقول توماس بنفسه، يقول: سبب دخولي الإسلام هو الفضول الذي بداخلي عن كيفية امتناع المسلمين عن الأكل والشرب طوال النهار يوميًا ولمدة شهر كامل ومع ذلك يُحسِّون بالراحة!
لذة الصيام
إي والله، إذا كان هذا وهو غير مسلم، أحسَّ بحلاوةِ الصيام فكيف تستبعد أنْ تُحِسَّ به أنت؟! إن كثيرًا من الناس يظن أن اللذة والسعادة أن تأكل فقط، أن تشرب! هذا غير صحيح، هناك مواضع يكون تَرْكُ الطعام فيها أحلى من الطعام بكثير، أرأيتم هذا الذي يقوم بالرجيم، أليس هو يترك ألذ الطعام والشراب ويتعب؟! ولكن واللهِ إن اللحظة التي يقيسُ فيها نفسَه بالميزان ويرى نتيجةَ تعبِه تساوي كلَّ لقمةٍ لذيذةٍ في العالم، بل إنَّ فرحتَه بإعجابِ الناس به بعد أن تغيَّرَ وزنُه وعباراتُ الإطراءِ والمدح التي يسمعُها منهم هذه لذة نفسية وفرحة أكبر بكثير من مُجرد طعام نأكله ثم نجوعُ مرةً أخرى. فإذا كان الإنسان يُحسُّ بلذة الطعام في لسانه إذا أكله، فكيف يمكن للصائم أن يُحسَّ بلذة الصيام وهو لم يضع في فمه شيئًا منذ الفجر، كيف؟ إنه سيُحسُّ بهذه اللذة في قلبه، واللذة العابرة التي تمرُّ على الإنسان لا تُقارَن أبدًا بلذةِ الروح التي تُوصِلُك إلى السعادة وانشراح الصدر.