|
الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
قبل أن تأمر بالمعروف أو تنه عن المنكر
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2010-09-28, 20:09 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
قبل أن تأمر بالمعروف أو تنه عن المنكر
بعض أغلاط الناس في مفهوم الأمر بالمعروف هنا يغلط فريقان من الناس: فريق يترك ما يجب من الأمر والنهي تأويلاً لهذه الآية ؛ كما قال أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - في خطبته : إنكم تقرؤون هذه الآية : { عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ } . وإنكم تضعونها في غير موضعها ، وإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منها » . والفريق الثاني : من يريد أن يأمر وينهى إما بلسانه وإما بيده مطلقاً من غير فقه وحلم وصبر ونظر فيما يصلح من ذلك وما لا يصلح ، وما يقدر عليه وما لا يقدر ، كما في حديث أبي ثعلبة الخشني : سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر ، حتى إذا رأيت شحّاً مطاعاً وهوى متبعاً وديناً مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه ، ورأيت أمراً لا يدان لك به ، فعليك بنفسك ودع عنك أمر العوام ، فإن من ورائك أيام الصبر فيهن على مثل قبض على الجمر ، للعامل فيهن كأجر خمسين رجلاً يعملون مثل عمله » ، فيأتي بالأمر والنهي معتقداً أنه مطيع في ذلك لله ورسوله وهو معتد في حدوده ، " القاعدة العامة " إذا تعارضت المصالح والمفاسد والحسنات والسيئات أو تزاحمت ، فإنه يجب ترجيح الراجح منها فيما إذا ازدحمت المصالح والمفاسد ، وتعارضت المصالح والمفاسد . فإن الأمر والنهي وإن كان متضمناً لتحصيل مصلحة ودفع مفسدة فينظر في المعارض له ، فإن كان الذي يفوت من المصالح أو يحصل من المفاسد أكثر لم يكن مأموراً به ، بل يكون محرماً إذا كانت مفسدته أكثر من مصلحته ، لكن اعتبار مقادير المصالح والمفاسد هو بميزان الشريعة ، فمتى قدر الإنسان على اتباع النصوص لم يعدل عنها ، وإلا اجتهد برأيه لمعرفة الأشباه والنظائر ، وقل أن تعوز النصوص من يكون خبيراً بها وبدلالتها على الأحكام . حكم من يجمع بين المعروف والمنكر وعلى هذا إذا كان الشخص أو الطائفة جامعين بين معروف ومنكر بحيث لا يفرقون بينهما ، بل إما أن يفعلوهما جميعاً ، أو يتركوهما جميعاً : لم يجز أن يؤمروا بمعروف ولا أن ينهوا عن منكر ، بل ينظر : فإن كان المعروف أكثر أمر به ، وإن استلزم ماهو دونه من المنكر . ولم ينه عن منكر يستلزم تفويت معروف أعظم منه ؛ بل يكون النهي حينئذ من باب الصد عن سبيل الله والسعي في زوال طاعته وطاعة رسول وزوال فعل الحسنات ، وإن كان المنكر أغلب نهي عنه ، وإن استلزم فوات ما هو دونه من المعروف ، ويكون الأمر بذلك المعروف المستلزم للمنكر الزائد عليه أمراً بمنكر وسعياً في معصية الله ورسوله . أثر الهوى في الاحتساب فإن أصل الهوى محبة النفس ، ويتبع ذلك بغضها ، ونفس الهوى - وهو الحب والبغض الذي في النفس - لايلام عليه ، فإن ذلك قد لايملك ، وأنها يلام على اتباعه كما قال تعالى : { يَادَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ } (ص: من الآية 26) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « ثلاث منجيات : خشية الله في السر والعلانية ، والقصد في الفقر والغنى ، وكلمة الحق في الغضب والرضا . وثلاث مهلكات: شح مطاع ، وهوى متبع ، وإعجاب المرء بنفسه » . واتباع الأهواء في الديانات أعظم من اتباع الأهواء في الشهوات ، فإن الأول حال الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين كما قال تعالى: { فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ } فالواجب على العبد أن ينظر في نفس حبه وبغضه ، ومقدار حبه وبغضه : هل هو موافق لأمر الله ورسوله ؟ وهو هدي الله الذي أنزله على رسوله ، بحيث يكون مأموراً بذلك الحب والبغض ، لا يكون متقدماً فيه بين يدي الله ورسوله ، فإنه قد قال: { لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ } فضل الأمر بالمعروف وآدابه وتحقيق ذلك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو من أوجب الأعمال وأفضلها وأحسنها وقد قال تعالى : { لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا } (الملك: من الآية 2). وهو كما قال الفضيل بن عياض رحمه الله : أخلصه وأصوبه . فإن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل حتى يكون خالصاً صواباً والخالص : أن يكون لله والصواب أن يكون على السنة ، فالعمل الصالح لا بد أن يراد به وجه الله تعالى ، فإن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما أريد به وجهه وحده ؛ كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « يقول الله أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملاً أشرك فيه غيري فأنا بريء منه ، وهو كله للذي أشرك » . وهذا هو التوحيد الذي هو أصل الإسلام وهو دين الله الذي بعث به جميع رسله وله خلق الخلق ، وهو حقه على عباده : أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً ولهذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول في دعائه : اللهم اجعل عملي كله صالحاً ، واجعله لوجهك خالصاً ، ولا تجعل لأحد فيه شيئاً . قال عمر بن عبد العزيز : من عبد الله بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح ، وكما في حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه : " العلم إمام العمل والعمل تابعه " . ولابد في ذلك من الرفق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : « ما كان الرفق في شيء إلا زانه ، ولا كان العنف في شيء إلا شانه » . وقال: « إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف » . ولابد أيضاً أن يكون حليماً صبوراً على الأذى : فإنه لا بد أن يحصل أذى ، فإن لم يحلم ويصبر كان ما يفسد أكثر مما يصلح : كما قال لقمان لابنه : { وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ } تدبر هذا ، فإن هذا مقام خطر ، فإن الناس هنا ثلاثة أقسام : قسم يأمرون وينهون ويقاتلون ، طلباً لإزالة الفتنة التي زعموا ، ويكون فعلهم ذلك أعظم فتنة ، كالمقتتلين في الفتنة الواقعة بين الأمة . وأقوام ينكلون عن الأمر والنهي والقتال الذي يكون به الدين كله لله وتكون كلمة الله هي العليا ، لئلا يفتنوا ، وهم سقطوا في الفتنة ، وهذه الفتنة المذكورة في ( سورة براءة ) دخل فيها الافتتان بالصور الجميلة ، فإنها سبب نزول الآية ، وهذه حال كثير من المتدينين ، يتركون ما يجب عليهم من أمر ونهي وجهاد يكون به الدين كله لله وتكون كلمة الله هي العليا ، لئلا يفتنوا بجنس الشهوات ، وهم قد وقعوا في الفتنة التي هي أعظم مما زعموا أنهم فروا منه ، وكل بشر على وجه الأرض فلابد له من أمر ونهي ، ولابد أن يأمر وينهى حتى لو أنه وحده لكان يأمر نفسه وينهاها ، إما بمعروف وإما بمنكر ، كما قال تعالى: { إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ } وأصل العمل عمل القلب ، وهو الحب والتعظيم المنافي للبغض والاستكبار ، ثم قالوا: ولا يقبل قول وعمل إلا بنية ، وهذا ظاهر ، فإن القول والعمل إذا لم يكن خالصاً لله تعالى لم يقبله الله تعالى ، ثم قالوا : ولا يقبل قول وعمل ونية إلا بموافقة السنة ، وهي الشريعة ، وهي ما أمر الله به ورسوله لأن القول والعمل والنية الذين لا يكون مسنوناً مشروعاً قد أمر الله به: يكون بدعة ليس مما يحبه الله ، فلا يقبله الله ، ولا يصلح هذا مختصر لكلام شيخ الإسلام بن تيمية ومن يرد المزيد فليراجع كتابه الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والحمد لله رب العالمين وصلواته على محمد وآله الطاهرين وأصحابه أجمعين.
|
||||
2010-09-28, 21:41 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
|
|||
2010-09-28, 21:58 | رقم المشاركة : 3 | |||
|
واياك اخي ان شاء الله الافادة تعم |
|||
2010-09-28, 23:13 | رقم المشاركة : 4 | |||
|
جزاكى الله خيرا يانينا |
|||
2010-09-29, 08:58 | رقم المشاركة : 5 | |||
|
واياك اختي الكريمة سارة |
|||
2010-10-02, 02:30 | رقم المشاركة : 6 | |||
|
نعم قرأت هذا الكتاب من قبل وهو فى الحقيقة كتاب راااااااائع بحق
شكرا على هذا الموضوع القيم فى ميزان حسناتكم ان شاء الله |
|||
2010-10-02, 08:57 | رقم المشاركة : 7 | |||
|
بارك الله فيك |
|||
2010-10-02, 10:50 | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
اقتباس:
جوزيتم خيرا |
||||
2010-10-02, 10:53 | رقم المشاركة : 9 | |||
|
|
|||
2010-10-02, 11:01 | رقم المشاركة : 10 | |||
|
بااااااااااااااارك الله فيك |
|||
2010-10-02, 12:00 | رقم المشاركة : 11 | |||
|
وفيك بركة شكرا |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
المنكر, بأمر, بالمعروف |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc