أخوتي الكرام أحيي فيكم هذه الروح العظيمة الدعوة القوية لإصلاح السرائر فإن الله قد قال " يوم تبلى السرائر " و العبد متى أصلح سريرته مع ربه كان أخشى و أتقى فبارك الله فيك لكن هناك نقاط توجب فيها الإستدراك على ماقلتم
أولا أنا معكم و قد سبقني القرآن فإن كتاب الله يأيدك فقد قال ربنا " هو سماكم المسلمين من قبل " فنحن مسلمين
لكن أخواني لا شك أن الإسلام مع وضوحه مقاصده و جلاء معانيه و عظيم حججه فقد كانت فيه الطرق الضالة و الفرق المارقة من قوام الصراط و أصبح الكل يدعي وصلا بالنبي و صحبه و لكن الجماعة لا تقر له بذاك
فقد ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي. وفي بعض الروايات: هي الجماعة. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم.
فأنا أدعوكم لأن تتأملوا قوله صلى الله عليه و سلم " ما أنا عليه الآن و أصحابي " بالعامية معناها " شي لي نخدم فيه أنا و يخدم فيه أصحابي "
يعني من بنى دينه على كلام ربه و قول رسوله و فهم الصحابة فهو المسلم الحقيقي و غيره ممن بنى دينه على منامات و خرافات و قصص و بناه على آراء الرجال و أقوال العقول فأصبح يرد هاذا الحديث لأنه مخالف لعقله ويرد تلك الآية لأنها تخلف منامة شيخه و إن أستحى من كثير رده و خشي الإنكار من جمهوره لجأ إلى حمل النصوص على غير محاملها و تأويلها و على غير مرادها و هاذا أدهى
إن الإسلام الصحيح يقول لك لا تقل شيئ في دين الله غير " قال ربكم صح عن نبيكم فهم منه صحابته كذا "
و هاذا قاسي و ثقيل لأن الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى قال " كنت ممن يحدث الناس بالقصص و الغرائب فكان المسجد يمتلئ و يصلي الناس بالخارج و لما بصرني الله و أصبحت أقول لهم قال الله قال الرسول أثر عن السلف أصبح لا يحضرني إلا الرجل و الرجلان و النفر و النفران "
أما عن التسمية فقد تسمى أهل الحق من قبل بأهل الحديث و أهل السنة و الجماعة و لما كثر الإدعاء تسموا بالسلفيين أي أنهم يرجع فيجميع أمرنا إلى سلفنا بدأبالله و رسوله إلى تابع التابعين و من إتبعهم بإحسان إلى يوم الدين
فمتى زالت الفرق و بان الحق و أصبح الناس كلهم مثلما كانوا عليه على عهد رسول الله فلا حاجة لنا بهذه التسمية
و ما أحسن ما قلتم لما قلتم إن الدين الإسلامي دين عقيدة و هاذا ما يرمي إليه كل مسلم لأن أهم شيئ فيه هو العقيدة و إفراد الله بالعبادة إقرأ قول الله تعالى " و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون " أي هدفنا من خلقهم هو عبادتنا و هي مهمتهم في الحياة و العبادة يجب أن تكون على الوجه الذي يريده معبودهم و قد بين لهم ذلك في كتابه و صحيح سنة نبيه
أما مسألة اللحية و القميص فأدعوكم لأن تنفتحوا و لا تجعلوها مشكلة تقومون و تقعدون بها فكل ما في الأمر أن رسول الله أمرنا فأتمرنا و الذي لم يأتمر نسأل الله له الهداية
و مسألة المعاملة الحسنة فقد صح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قد قال " إن العبد ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم " فنسأل الله أن يوفقنا أن نتخلق بأخلاق رسول الله صلى الله عليه و سلم و و الصحابة و السلم الصالح
شكر الله لك قرائتكم ..... عذرا على الإطالة