نقابات التربية تنتقد تصريحات الوزير وتكشف
بن بوزيد لا يملك صلاحية فصل الأساتذة المتغيبين
الوصاية تغلق أبوابها في وجه الشركاء الاجتماعيين
انتقدت نقابات التربية ''رفض'' وزير التربية استقبال ممثليها لحد الآن رغم أنه لم يعد يفصلنا عن الدخول المدرسي إلا أيام قليلة، حيث أكدت بأن الوصاية هذا العام أوصدت أبواب الحوار في وجه شركائها خلافا للسنوات الماضية، حيث كان المسؤول الأول عن القطاع يلتقي النقابات لمناقشة مختلف التدابير المتخذة تحسبا للدخول.
لا تزال نقابات التربية في انتظار دعوة من مسؤولي الوصاية مثلما جرت العادة كل عام،
لمناقشة الظروف التي ستميز الدخول المدرسي الذي أصبح على الأبواب، وهو ما أكده المكلف بالإعلام على مستوى اتحاد عمال التربية والتكوين، مسعود عمراوي، حيث قال بأن الوزير مطالب باستقبال شركائه الاجتماعيين مثلما جرت العادة.
وأضاف محدثنا، ليس من حق الوزير بن بوزيد فصل أي كان، لأنه بذلك سيدوس على قوانين الجمهورية، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي كان عمال القطاع في انتظار وفاء الوزير بالتزاماته خاصة ما تعلق بصرف المخلفات العاقة، جاء ''الخطاب'' الأخير ليكرس ''الاستبداد'' و''التعسف'' في استعمال السلطة. وحسب محدثنا، فإن اللجان متساوية الأعضاء هي المخول الوحيد بتحديد درجة الخطأ الذي يرتكبه الأستاذ، وهي وحدها من تفصل في طبيعة العقوبة المسلطة عليه وفق ما ينص عليه القانون، ما جعله يؤكد بأن خطاب الوزير مجرد كلام للاستهلاك ما دامت القوانين لا تمحى بجرة قلم.
وانتقد عمراوي، تكليف الوزير الولاة بمعالجة مشاكل مستخدمي القطاع، حيث تساءل إن كان هؤلاء يملكون صلاحيات في هذا الإطار وإن كان كذلك، فالأحرى بهم معالجة مشكل السكن الذي يتخبط فيه آلاف الأساتذة والعمال. وهو ما أكده رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، مزيان مريان، حيث استغرب تجاهل الوزير لشركاء معتمدين، بدما تعود على استقبالهم كلما اقترب الدخول. ذات المتحدث اعتبر هذا ''الغلق'' ردا صريحا على الإضراب الأخير الذي تم تنظيمه شهر فيفري الماضي، وقال بأن وزير التربية يريد من خلال عدم دعوة النقابات، معاقبتها على ممارسة حقها الدستوري في ممارسة نشاطها النقابي والدخول في إضراب مثلما تخوله القوانين.
وحسب مزيان، فإن ممثلي المعلمين والأساتذة يجهلون لحد اليوم، التدابير الجديدة التي اتخذتها الوصاية تحسبا للدخول المدرسي، خاصة ما تعلق بتقليص الحصة البيداغوجية الساعية إلى 45 دقيقة مثلما تعهد به الوزير بن بوزيد العام الماضي، ما جعله يتخوف من تراجع الوزارة عن هذا الإجراء على اعتبار أنه لم يتم الإعلان عنه خلال مختلف جلسات العمل التي جمعة المسؤول الأول عن القطاع بمدراء التربية لولايات الشرق والغرب.
كما أشار ذات المتحدث إلى العطلة الأسبوعية التي تم تحديدها بيومين، وتساءل في هذا الإطار إن كانت الوزارة ستبقي على هذين اليومين أم لا، وهي ''مسائل كان لا بد من مناقشتها مع الشركاء الاجتماعيين على الأقل بهدف إطلاعهم على ما سيميز الدخول هذه السنة..''. وعرج محدثنا إلى تهديدات بن بوزيد بفصل الأساتذة الذين يتغيبون ثلاث مرات، حيث قال بأنه من غير المعقول طرد أستاذ لمجرد أنه تغيب نصف يوم للوقوف في طابور أمام مفتشية التربية بهدف معالجة مشاكل ترهقه وتصعب من مهامه داخل المؤسسة التربوية. وقال ممثل ''السناباست''، بأن ''إصرار'' المسؤول الأول عن القطاع على غلق باب الوزارة أمام الأساتذة، سيضاعف من غياباتهم، ما دام الوزير بن بوزيد قد أوكل هذه المهام إلى المفتشيات التي لا تخلو من طوابير أولياء التلاميذ ومختلف أسلاك العاميلن في القطاع يوميا.
وحمل مزيان، الإدارة مسؤولية الغيابات المتكررة للأساتذة، حيث قال إنه حري بالوزارة معاقبة إدارييها على مستوى المفتشات بدل التهديد بفصل الأساتذة الذين يتعرضون يوميا ''للتعسف والبيروقراطية''.