انسحاب أمريكي.. بلا أمجاد - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > قسم الأخبار الوطنية و الأنباء الدولية > أخبار عربية و متفرقات دولية

أخبار عربية و متفرقات دولية يخص مختلف الأخبار العربية و العالمية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

انسحاب أمريكي.. بلا أمجاد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-08-24, 09:44   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عماري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية عماري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي انسحاب أمريكي.. بلا أمجاد








في الثلاثين من يونيو 2009 أجرت القوات الأمريكية الانسحاب الأول لها داخل العراق، وسلمت أمن العديد من المدن والمناطق إلى القوات العراقية، آنذاك تعاملت حكومة نوري المالكي مع الحدث بشكل احتفالي، واعتبرته من إنجازاتها، كانت ردود الفعل في الوسط السياسي وفي الشارع مرحبة ومستبشرة.

ليل 18 – 19 أغسطس الجاري أنهت القوات الأمريكية سحب وحداتها القتالية، قبل أسبوعين من الموعد المعلن، ليبقى ستة وخمسون ألف جندي موزعين في أنحاء البلاد كقوة مساندة في انتظار اكتمال جهوزية القوات العراقية التي سيواصلون الإشراف على إعدادها وتدريبها، ورغم أن هذا الانسحاب أكثر جوهرية، فإنه حصل من دون أي احتفالية تذكر.

المفارقة أن الجهة المنسحبة بدت أكثر انشراحاً وارتياحاً، فالرئيس باراك أوباما سجل أنه أوفى بأحد أهم تعهداته، وبدأ يتخلص من الحرب التي شكلت خيبة أمل كبرى – للعراقيين والأمريكيين في آن، لكن لأسباب مختلفة – وسيلزم وقت طويل قبل أن تتمكن الاستثمارات المدارة في العراق من إعادة ولو جزء يسير من الكلفة الباهظة التي تطلبتها تلك الحرب، فالأرقام الرسمية تشير إلى كلفة بلغت نحو نصف تريليون دولار، أما الأرقام الحقيقية فقد ترتفع إلى ستة أضعاف.

من "الصدمة والهلع" في الغزو إلى الهدوء المطبق على الانسحاب تحت جنح الظلام، هكذا اختصر صحفيون غربيون تغطيتهم للحدث، لم يستطع أي منهم أن ينتزع كلمة من أي عراقي، سياسياً كان أم مواطناً عادياً، يمكن أن تحمل معنى "الامتنان" للجند المغادرين أو مغزى "الأمل" والتفاؤل فيما الاحتلال ينكفئ، كان الموقف أشد "واقعية" مما يتصور، وقد عزا أحد العسكريين الأمريكيين ذلك إلى كونهم تواروا عن الصورة منذ أكثر من سنة، فكان أن تعود العراقيون على غيابهم.

في أحد التقارير التليفزيونية ظهر جندي أمريكي مغتبطاً بالمغادرة، وقال: "تركنا وراءنا ديمقراطية". ليس مؤكداً أنه مهتم بـ "التركة" التي يتحدث عنها في تلك اللحظة تحديداً. وليس أكيداً أنه سيجد في الجانب العراقي من يشاركه قوله ذاك، أحدهم اعتبر أن "الشيء الوحيد الذي يمكن تسجيله لمصلحتهم أنهم خلصونا من نظام صدام، لا عدا ذلك لا شيء يذكر". أما الآخر فوجه سؤالاً إلى المنسحبين: هل أنتم واثقون بأن الذين تركتموهم وراءكم قادرون على إدارة الدولة، لماذا لم تنتظروا حل أزمة تشكيل الحكومة؟ ولاحظ ثالث أنهم (الأمريكيون) لم يكونوا قادرين على "جلب الاستقرار" على أي حال.

كان التحليل الداخلي العراقي لتفاصيل الانسحاب لافتاً في رسم خريطة الارتياح أو عدمه، وهو يراوح بين مستوى عال لدى من يوصفون بـ "شيعة إيران"، ومستوى متدنٍ كان يمكن تخيله لدى الأكراد، إلا أنه ساد عملياً الوسط السني المنخرط في "العملية السياسية"، ونجد في الوسط "الشيعة العرب" الذين يطمحون إلى تجسيد المعادلة الصعبة بين جوار عربي محدود النفوذ، ونفوذ إيراني حيوي ومتغلغل ونفوذ أمريكي سيبقى مؤثراً عبر أشخاص وأجهزة حتى لو خفت وطأته، أما الأكراد فيرون في الانسحاب الأمريكي خسارة استراتيجية جاءت قبل أوانها، لكنهم يريدون التعامل معها ببراغماتية للحفاظ على المكاسب والامتيازات التي حصلوا عليها من خلال التفاوض والمساومة مع حكومة بغداد، وأما السنة الرافضون لـ "العملية السياسية" فيتموقع موقفهم عند مستوى الارتياح العالي إلى جانب القريبين من إيران، لكن لدوافع مختلفة تماماً، بل إن أي صراع داخلي مقبل مرشح لأن يكون بين هاتين الشريحتين، اللتين تعتبران أن لديها ما تربحانه من الانسحاب الأمريكي.

وفقاً لهذا التحصيل أيضا فإن هذا الصراع قد يلقي بظلاله على مخاض تشكيل الحكومة، خصوصاً أن لطرفيه امتدادات إقليمية، ولذلك فهو اختبار لبعض التوافقات التي تواجه صعوبات في التعامل مع تعقيدات الأزمة الحكومية، تحديداً عندما يتركز البحث على الشخصية الأكثر تفضيلاً لتسلم رئاسة الحكومة المتمتعة بصلاحية قيادة القوات المسلحة التي سيكون لها دور حيوي في المراحل الآنية لتبلور النظام الدائم و"المستقر". وفي أي حال، مهما طالت الأزمة الراهنة، لابد أنها ستنتهي إلى صيغة تلتقي عندها كل الأطراف النافذة والطامحة للنفوذ.

رغم أن الانسحاب الأمريكي مر كما لو أنه "لا حدث"، إلا أنه فرض على الأجندة العراقية مفاعيل يجدر التعامل معها، فهو بداية لعملية ستكتمل في نهاية السنة المقبلة، أي في مهلة زمنية قصيرة نسبياً إذا ما قيست بمدى تطور العقل السياسي والمفاهيم وطرق الأداء على مختلف مستويات الحكم، صحيح أن التوقعات البديهية ستشير إلى احتمالات تعاظم النفوذ الإيراني، إلا أن للواقع دينامياته، فالمجتمع العراقي برهن ويبرهن أن لديه ردود فعل لا يرهبها الأمر الواقع لا أمنياً ولا سياسياً، وإذا كان سقوط النظام السابق أفسح المجال لبروز التعددية، بكل ألوانها، فإن من قواعدها الرئيسية أن أي فئة لا تستطيع ممارسة الهيمنة وإلا فإنها ستقع حتماً في نزوات الاستبداد والدكتاتورية.

يغادر الأمريكيون العراق من دون أي أمجاد، وسيواصلون التذكير بأنهم زرعوا "الديمقراطية" عبر الانتخابات، وقد أبلى العراقيون بلاء جيداً في اعطاء قيمة لأصواتهم، رغم كل الألاعيب التي لعبت قبل الوصول إلى يوم الاقتراع، ورغم التهديدات الأمنية لكن الانتخاب وحده لا يضع ديمقراطية، فهذه ستبقى رهاناً قائماً، وسيكون دوامة ونجاحه بعد جلاء قوات الاحتلال المحك الحقيقي لما يريده العراقيون أنفسهم لبلدهم ولدولتهم، وفي اللحظة التي يبدأ فيها الاحتلال بالتواري، تشتد الحاجة إلى قادة تاريخيين.

المصدر: صحيفة الشرق القطرية












 


رد مع اقتباس
قديم 2010-08-24, 13:48   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عماري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية عماري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اذا اردت ان تقتل افعى فا اقطع الراس
هل تعلم اين راس الافعى الامريكية










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للحاج, أمريكي.., انسحاب


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:20

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc