السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أبناؤه و أحفاده:
خلف سعيد قدورة ولدين هما محمد ( تولى الفتوى بعد وفاة والده سنة 1066 هـ ، وبقي فيها حتى وفاته هو أيضا سنة 1107 )
وهو يعتبر من أكابر العلماء فقد أنابه عنه في الخطابة و الإمامة في حياته، ، وهو الذي تتلمذ عليه الرحالة المغربي ابن زاكور و أجازه أثناء إقامته بالجزائر سنة 1093 هـ ، و الإجازة مؤرخة في رجب سنة 1094 هـ.
ثم خلفه أخوه أحمد في منصب الإفتاء ( من سنة 1107 حتى سنة 1118 هـ).
ثم خلفهم في الفتوى حفيد المترجم له سعيد بن احمد قدورة ( من سنة 1122هـ إلى سنة 1129 هـ) ، ثم تولى الفتوى بعدهم حفيده الآخر و صهر سعيد بن أحمد ، كما ضمت إليه نقابة الأشراف أيضا عبد الرحمن المرتضى من سنة 1129 هـ إلى وفاته 1131 هـ ).
تلامذته:
اذ كان سعيد قدورة قد تساوى مع غيره من العلماء في المناصب و الوظائف الرسمية التي تولاه ، فان تأثيره العلمي و الديني قد تجاوز جيله إلى التأثير في اجيال لاحقة تاثيرا لم يبلغه إلا القليل من العلماء، فقد تخرج على يديه عدد جم من التلاميذ و العلماء سواء في حلقات الدرس او بالرواية عنه او بالاجازة.
أذكر منهم:
- مسند الدنيا في زمانه العلامة المحدث أبي مهدي عيسى الثعالبي الجزائري أصلا المكي هجرة ومدفنا ثم المالكي الأثري ( ت في 24 رجب سنة 1080هـ) قال عنه أبو سالم العياشي في رحلته:" عكف في آخر أمره على سماع الحديث وإسماعه فجمع من الطرق العوالي والأسانيد الغريبة والفوائد العجيبة مالم يجمع غيره وكتب الكثير وسمع وأسمع من المسانيد والمعاجم والأجزاء مالم يتفق لغيره مثل ذلك ولا قريب منه لأهل عصره ".
و قد ذكر شيخه و ترجم له في فهرسته : " كنز الرواية المجموع في درر المجاز ويواقيت المسموع ".
- المحدث الأديب المعلم أبو زكرياء يحيى بن أبي عبد الله محمد النائلي الملياني الشاوي الجزائري المالكي ( ت 1096 هـ / 1685 م) اشتهر برواية الموطأ و شرحه، وانتفع به الطلبة وتفقه به جماعة من الطلبة و الأعيان، " تصدر للإقراء بالأزهر واشتهر بالفضل وحظي عند أكابر الدولة واستمر على القراءة مدة قرأ فيها مختصر خليل وشرح الألفية للمرادي وعقائد السنوسي وشروحها وشرح الجمل للخونجي لابن عرفة في المنطق ثم رحل إلى الروم فمر في طريقه على دمشق وعقد بجامع بني أمية مجلساً اجتمع فيه علماؤها وشهدوا له بالفضل التام وتلقوه بما يجب له ومدحه شعراؤها واستجاز منه نبلاؤها".
- المحدث الرحالة عيسى بن محمد بن محمد بن أحمد بن عامر جار الله أبو مكتوم المغربي الجعفري الثعالبي الهاشمي (ت يوم الأربعاء رابع عشري رجب سنة ثمانين وألف 1080 هـ) :" نزيل المدينة المنورة ثم مكة المشرفة، إمام الحرمين وعالم المغربين والمشرقين الإمام العالم العامل الورع الزاهد المفنن في كل العلوم الكثير الإحاطة والتحقيق ولد بمدينة زواوة من أرض المغرب وبها نشأ وحفظ متوناً في العربية والفقه والمنطق والأصلين وغيرها وعرض محفوظاته على شيوخ بلده منهم الشيخ عبد الصادق وعنه أخذ الفقه ثم رحل إلى الجزائر وأخذ بها عن المفتي الكبير الشهير الشيخ سعيد قدورة وحضر دروسه وروى عنه".
- العلامة المحدث المشارك ، الحكيم الرياضي، الأديب محمد بن سليمان الفاسي، الروداني ( ت 1094 هـ) ثم المكي (أبو عبد الله) ، جال في المغرب الاقصى والاوسط، ودخل مصر والشام والقسطنطينية والحجاز واستوطنه، وقلد النظر في أمر الحرمين الشريفين، انتقل إلى دمشق، وتوفي بها.
من آثاره: " الجمع بين الكتب الستة " في الحديث وسماه "جمع الفوائد لجامع الاصول ومجمع الزوائد" ، و" صلة الخلف بموصول السلف".
وقد ذكره في فهرسته " " صلة الخلف بموصول السلف" ص 21 ، فقال:
" شيخنا شيخ الاسلام ، و صدر ائمة الانام ابي عثمان سعيد بن ابراهيم الجزائري الشهير بقدورة..."
- الشريف المعمر أبو الجمال محمد بن عبد الكريم الجزائري الذي ترجم له الجبرتي المؤرخ و قال عنه انه كان دائرة معارف في الأدب و التاريخ ، [ و قد عاش في المغرب أيضا و رحل إلى المشرق و كان مقربا إلى السلطان المولى إسماعيل]
- المحدث والشاعر عمر المانجلاتي المالكي.
- محمد بن احمد الشريف الجزائري ، وهو من العلماء الذين هاجروا إلى أزمير و جاوروا بالحرم المكي الشريف و ألفوا هناك و اجازوا.
مؤلفاته:
كانت مساهمة قدورة في الدرس لا في التأليف وباللسان لا بالتعليم ، و من كان التعليم و التدريس و تربية الرجال مهمته الأساسية يكثر تلاميذه و تقل تآليفه ، و مع ذلك فقد وجدت أن المصادر و المراجع التي ترجمت له ذكرت له هذه التأليف:
- شرح خطبة مختصر خليل في الفقه [ خزانة ابن يوسف بمراكش رقم 370 ].
- حاشية على شرح اللقاني لخطبة خليل [ الخزانة العامة بالرباط رقم 2758 ، و مكتبة تطوان رقم 275 مجموع ].
- نوازل تلمسانية [ مكتبة تطوان رقم 30 ] .
- رقم الايادي على تصنيف المرادي في النحو ، و هو نبذة ذيل بها شرح الخلاصة للمرادي [ الخزانة العامة بالرباط رقم 2692 ] .
- شرح المنظومية الخزرجية في النحو [ زاوية تنعملت بني ملال - المغرب رقم 299 ].
- حاشية على شرح الصغرى للسنوسي [ الخزانة العامة بالرباط رقم 2832 مجموع ].
شرح على السلم المرونق في المنطق [مخطوطات الأزهرية رقم 314477
و 314482 ، الخزانة العامة بالرباط (المجموع 1066 د)، كما توجد منه نسخ كثيرة في الجزائر و تونس و تركيا ].
شعره:
كان سعيد قدورة شاعرا و راجزا و شعره يدل على تضلعه في علم العروض، كما كان له مراسلات مع علماء عصره ، فكان منهم عبد الكريم الفكون ( ذكر ذلك في منشور الهداية ) ، و قد ذكرنا تلغيزه شعرا مع احمد المقري الذي جاء بطلب منه إلى الجزائر للتدريس بها و كيف امتحنه بلغز سماه ( هاج الصنبر )، و قد ترك شعرا كثيرا مبثوثا في مؤلفاته و كراريسه لو جمع لتشكل منه ديوان شعر في مختلف الأغراض.
وفاته:
توفي رحمه الله في سنة 1066 هـ الموافق لسنة 1656 م ، و حضر جنازته خلق عظيم يتقدمهم الباشا حاكم الجزائر ، و العلماء و المشايخ.
سنده العالي الى موطأ الامام مالك رضي الله عنه:
" شيخ الإسلام وصدر الأئمة الأعلام أبي عثمان سعيد بن إبراهيم الجزائري مفتيها عرف بقدورة [ قرأته] على قدوة الأئمة أبي عثمان سعيد بن أحمد المقرئ مفتي تلمسان ستين سنة وهو قرأه كذلك على أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبدالله بن عبد الجليل التنيسي وأبي زيد عبد الرحمن بن علي بن أحمد العاصمي الشهير [ بسفين] السفياني فالأول عن والده الحافظ محمد بن عبد الله بن عبد الجليل التنيسي قراءة عليه والثاني قراءة على ولي الله تعالى أحمد بن أحمد البرنسي المعروف بزورق قراءة على ولي الله تعالى أبي زيد عبدالرحمن الثعالبي وهو التنيسي قرأه قراءة بحث وتحقيق على العلم النائر والمثل السائر أبي عبد الله محمد بن مرزوق الحفيد وهو قرأه كذلك على أبي عبد الله محمد بن جابر الوادياشي قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن هارون الطائي القرطبي وهو آخر من حدث عنه حدثنا القاضي [ أبو العباس أحمد بن يزيد بن تقي ] القرطبي وهو آخر من حدث عنه حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن عبدالحق القرطبي وهو آخر من حدث عنه حدثنا محمد بن فرج مولى الطلاع القرطبي مؤلف كتاب : " أقضية رسول الله صلى الله عليه وسلم " وهو آخر من حدث عنه حدثنا القاضي أبو الوليد يونس بن مغيث الصفار القرطبي وهو آخر من حدث عنه حدثنا أبو عيسى يحي بن عبيد الله بن يحي بن يحي بن يحي القرطبي وهو آخر من حدث عنه قال أخبرنا يحي بن يحي الليثي القرطبي وهو آخر من حدث عنه قال أخبرنا إمام دار الهجرة أبو عبد الله مالك بن أنس رضي الله عنه سماعاً لجميعه إلاّ الأبواب الثلاثة الأخيرة من كتاب الاعتكاف وهي : ( باب خروج المعتكف إلى العيد ) و ( باب قضاء الاعتكاف ) و (باب النكاح في الاعتكاف ) ، فإني شككت في سماعها فأرويها عن زياد بن عبد الرحمن بن شبطون لأني كنت سمعت جميعه منه قبل الرحلة بسماعه من الإمام مالك رحمه الله تعالى .
قال العلامة صالح الفلاني : وفي هذا السند مع علّوه لطائف : اتصاله بالسماع ، وكون رجاله كلهم مالكيين ، وكونهم فقهاء ، وكونهم مشاهير مصنفين ، وكونهم مغاربة ، وفي آخره لطيفتان كونهم قرطبيين ، وكل واحد آخر من سمع من شيخه."
عن [ إتحاف المريد بعالي الأسانيد بما أسنده الشيخ عبد الرحمن بن سعد العيّاف الدوسري الودعاني عن شيخه العلامة المحدث السلفي سليمان بن عبد الرحمن الحمدان ( 1322-1397 )]
اعتنى به ودقق أسانيده: بدر بن علي بن طامي العتيبي
الطبعة الثانية.
المصادر و المراجع:
- " تاريخ الجزائر الثقافي " أبو القاسم سعد الله، بيروت، دار الغرب الإسلامي، 2000 م.
- "فهرس الفهارس و الاثبات " لعبد الحي الكتاني – تحقيق
د. إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي لبنان الطبعة 2 سنة 1982م.
- " صلة الخلف بموصول السلف " لمحمد بن سليمان الروداني.
تحقيق الدكتور محمد حجي - دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان - الطبعة الاولى 1408 هـ / 1988م.
- قطف الثمر في رفع أسانيد المصنفات في الفنون والأثر لصالح بن محمد العمري المسوفي الشهير بـ: الفلاني
تحقيق عامر حسن صبري، دار الشروق - الطبعة الاولى 1405 هـ.
- "مدينة الجزائر:تاريخها ، أعلامها " مقال للأستاذ الدكتور سعد بوفلاقة بمجلة بونة للبحوث والدراسات - العدد السادس 2007 م.
- المجلة الافريقية عدد سنة 1866 ، ص 286 و ما بعدها.