بعدما القى بغزال و منصوري في الاحتياط المعروف عن مدرب المنتخب الوطني رابح سعدان أنه مدرب هادئ، يتحكم في أعصابه حتى في أوقات الشدة، المنتخب الوطتي,
والذين يعرفونه جيدا من مقربيه يشهدون بذلك، حيث لم يسبق وأن شاهدوه أو شاهدناه وهو يثور في وجه لاعبيه سواء خلال التدريبات أو المباريات أو خارجهما، لكنّ طباع ناخب منتخبنا الوطني تغيّرت منذ وصول “الخضر” إلى جنوب إفريقيا، حيث شدّد من لهجته تجاه لاعبيه، وصار أكثر صرامة وتشدّدا معهم أكثر مما كان عليه من قبل، سواء كان ذلك في التدريبات عندما اضطر على سبيل المثال أوّل أمس إلى توقيف إحدى اللقطات، لتأنيب المهاجم جبور على تضييعه إحدى الكرات، حيث ظل يصرخ أمامه على الملأ، أو خارج التدريبات من خلال الاجتماع الذي عقده مع لاعبيه أمسية أول أمس بالفندق قبل معاينة شريط “فيديو” مختصر خاص بالعديد من مباريات المنتخب السلوفيني.
كان غاضبا واللاعبون دهشوا ولم يتعرّفوا عليه
وحسب المعلومات التي بحوزتنا، فإنّ ملامح الغضب والاستياء من اللاعبين كانت بادية على سعدان من خلال طريقة معاملته لهم، حيث صار لا يحدثهم سوى نادرا عندما يلاقيهم بعد التدريبات، فضلا على أنّه وخلال اجتماع أمسية يوم الثلاثاء كان عابس الوجه وكأنّه يحمل شيئا في قلبه تجاه لاعبيه، غير أنّ الحقيقة عكس ذلك لأن المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب فضّل أن يغير من طريقة تعامله مع لاعبيه حتى يشعرهم بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وحتى يشعرهم أيضا بأنهم بصدد المشاركة في منافسة رسمية عالمية، وليس في منافسة عادية، غير أن ذلك لم يتفطن له اللاعبون الذين ذهلوا للطريقة الجديدة التي عاملهم بها ناخبهم، وللطريقة الجديدة عليهم التي خاطبهم بها، وللّهجة الحادة التي استعملها تجاههم.
سعدان: “لا يوجد لاعب أساسي وآخر احتياطي... الكل عندي كيف كيف“
ويبدو أن سعدان قد تفطن للغرور الذي انتاب بعض اللاعبين الذين صاروا مع مرور المباريات يعتبرون أنفسهم بأنهم أساسيون فوق العادة، وأن أماكنهم ضمن التشكيلة المثلى مضمونة ولا نقاش فيها، ونخص بالذكر العناصر التي لا تقدم ما هو مرجو منها، وحافظت بالرغم من ذلك على أماكنها ضمن التشكيلة، حيث خاطبهم بلهجة حادة قائلا: “بالنسبة لي لا يوجد لاعب أساسي وآخر احتياطي في تشكيلتي، الجميع عندي كيف كيف، وأنا من يقرر من يلعب كأساسي ومن يلعب كاحتياطي، ومن يتحلى بالجدية ويقنع في التدريبات هو من يلعب أساسيا... يا جماعة هذا مونديال وخلاص اللعب، وعليكم جميعا التحلي بالجدية والشعور بالمسؤولية“.
لاحظ بعض الاستياء لدى العديد من اللاعبين فمرر الرسالة
وأبى سعدان إلا أن يمرر هذه الرسالة للاعبيه، بعدما لاحظ أن بعض العناصر أبدت استياء كبيرا من وضعيتها الاحتياطية، في صورة عبدون الذي لم يهضم وضعيته وتحدث مطولا مع ناخبه حول وضعيته كلاعب احتياطي منذ مجيئه، قبل أن يتطرق سعدان إلى الأمر بطريقة غير مباشرة خلال الاجتماع الذي عقده مع لاعبيه، حيث شدد معهم اللهجة وطالبهم بالانصياع لأوامره وقبول خياراته مهما كانت لأنه أدرى من أي شخص آخر بما يقوم به على حدّ ما قاله لهم.
اللاعبون لم يصدقوا أن سعدان حدثهم بتلك اللهجة الحادة
صرامة سعدان الجديدة على اللاعبين فاجأت رفاق الحارس فوزي شاوشي، الذين وفضلا على أنهم اندهشوا من الطريقة التي حدثهم بها، لم يصدقوا بتاتا أن ناخبهم الوطني الذي يعرفونه حق المعرفة منذ أكثر من سنوات، غيّر من طريقة تعامله معهم بين لحظة وضحاها، وصار صارما وجادا أكثر من ذي قبل، بل واندهشوا أيضا لتلك اللهجة الحادة التي ظل يخاطبهم فيها خلال اجتماعه بهم، أو خلال الحصص التدريبية، وتساءلوا عن غياب البسمة التي ألفوها منه في السابق، كما تساءلوا عن السبب الجوهري الذي جعله يختار هذا الوقت بالذات لكي يغيّر العقلية معهم، ومن دون أدنى شك فإنهم قد وجدوا تفسيرا لتساؤلاتهم هذه، وقد تيقنوا من أنّ ذلك يعود إلى أن الأمر يتعلق بنهائيات كأس العالم، وليس بمجرد مباراة إقصائية تصفوية، أو تحضيرية مثلما كان عليه الحال في السابق.
أساسيون شعروا بأنهم مستهدفون على غرار غزال
وحسب ما استقيناه من أخبار حول الاجتماع الذي عقده سعدان مع لاعبيه، فإنّ اللهجة الحادة التي خاطب بها المدرب أشباله، جعلت بعض اللاعبين الأساسيين يشعرون بأنهم مستهدفين من طرفه، في صورة غزال مثلا، حيث بلغنا أنه ولأول مرة بدا قلقا على مكانته الأساسية داخل التشكيلة، وهو الذي لم يفقدها يوما منذ انضمامه، بل ولم يزعزعه أحد رغم صيامه عن التهديف طيلة 11 مباراة متتالية، كما أنّ لاعبين آخرين ممن تألقوا بعض الشيء في لقاء الإمارات الودي، شعروا بأنهم مستهدفون من طرف مدربهم بعدما كانوا يعتقدون أنهم بمردودهم قد نالوا إعجابه.
صرامته كانت ضرورية “من زمان“
ومهما كانت اللّهجة التي خاطبهم بها، إلاّ أننا نرى أنّ صرامة سعدان الجديدة على لاعبيه كانت ضرورية ومن زمان أيضا، لأنّ طيبته خلقت نوعا من التراخي داخل المجموعة، وجعلت البعض يتصرف كما يحلو له، لكنه هذه المرة اختار وقتا لا ندري إن كان مناسبا أم لا، لأن تغيير اللهجة بين ليلة وضحاها أياما قليلة قبيل المباراة الأولى أمام المنتخب السلوفيني، من شأنه أن ينعكس سلبا على اللاعبين، وهم الذين ألفوا منه الابتسامة وفقط
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2010-06-10, 13:59
سعدان يظهر بوجه جديد و يفاجئ
العرض العادي
