كل شيء عن القران ( tresor ) - الصفحة 4 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة > أرشيف قسم الكتاب و السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

كل شيء عن القران ( tresor )

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-05-28, 07:15   رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
moussaoui khaled
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم







جاءت العقائد السماوية كافه بتقرير عقيدة واحدة هي عقيدة إفراد الله تعالى بالعبودية، وترك عبادة من سواه، فجميع الرسل نادوا في قومهم: { أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره } (المؤمنون:32) إلا أن أحكام الشرائع اختلفت من شريعة لأخرى، قال تعالى: { لكل أمة جعلنا منسكًا هم ناسكوه } (الحج:67) .

وجاءت شريعة الإسلام ناسخة لما سبقها من الشرائع، ومهيمنة عليها، واقتضت حكمة الله سبحانه أن يشرع أحكامًا لحكمة يعلمها، ثم ينسخها لحكمة أيضًا تستدعي ذلك النسخ، إلى أن استقرت أحكام الشريعة أخيراً، وأتم الله دينه، كما أخبر تعالى بقوله: { اليوم أكملت لكم دينكم } (المائدة:3) .

وقد بحث العلماء الناسخ والمنسوخ ضمن أبحاث علوم القرآن الكريم، وأفرده بعضهم بالكتابة .

والنسخ هو رفع الحكم الشرعي، بخطاب شرعي. وعلى هذا فلا يكون النسخ بالعقل والاجتهاد .

ومجال النسخ هو الأوامر والنواهي الشرعية فحسب، أما الاعتقادات والأخلاق وأصول العبادات والأخبار الصريحة التي ليس فيها معنى الأمر والنهي، فلا يدخلها النسخ بحال .

ولمعرفة الناسخ والمنسوخ أهمية كبيرة عند أهل العلم، إذ بمعرفته تُعرف الأحكام، ويعرف ما بقي حكمه وما نُسخ .

وقد حدَّد أهل العلم طرقًا يُعرف بها الناسخ والمنسوخ، منها: النقل الصريح عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو الصحابي، فمن أمثلة ما نُقل عنه صلى الله عليه وسلم قوله: ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزروها ) رواه مسلم .

ومن أمثلة ما نُقل عن الصحابي، قول أنس رضي الله عنه في قصة أصحاب بئر معونة: ونزل فيهم قرآن قرأناه ثم نُسخ بَعْدُ ( بلِّغوا عنا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضيَ عنا ورضينا عنه ) رواه البخاري .

ومن طُرق النسخ أيضًا إجماع الأمة، ومعرفة تاريخ الحكم المتقدم من المتأخر .

ولا بد من الإشارة إلى أن النسخ لا يثبت بالاجتهاد، ولا بمجرد التعارض الظاهر بين الأدلة، فكل هذه الأمور وما شابهها لا يثبت بها النسخ .

والنسخ على أنواع، فمنها نسخ القرآن بالقرآن، ومثاله نَسْخُ قوله تعالى: { يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس } (البقرة:219) فقد نسختها آية: { إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه } (المائدة:90) وهذا النوع من النسخ جائز بالاتفاق .

ومنها نَسْخُ السنة بالقرآن، كنسخ التوجُّه إلى قبلة بيت المقدس، الذي كان ثابتًا بالسنة بقوله تعالى: { فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام } (البقرة:144). ونَسْخُ وجوب صيام يوم عاشوراء الثابت بالسنة، بصوم رمضان في قوله تعالى: { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } (البقرة:185) .

ومن أنواع النسخ أيضاً، نَسْخُ السنة بالسنة، ومنه نسخ جواز نكاح المتعة، الذي كان جائزًا أولاً، ثم نُسخ فيما بعد؛ فعن إياس بن سلمة عن أبيه، قال: ( رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أوطاس في المتعة ثم نهى عنها ) رواه مسلم وقد بوَّب البخاري لهذا بقوله: باب نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نكاح المتعة آخراً .

ويأتي النسخ في القرآن على ثلاثة أنحاء:
الأول: نسخ التلاوة والحكم معًا، ومثاله حديث عائشة قالت: ( كان فيما أنزل عشر رضعات معلومات يحُرمن، ثم نُسخن بخمس معلومات ) رواه مسلم وغيره .

الثاني: نسخ الحكم وبقاء التلاوة، ومثاله قوله تعالى: { الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين } (الأنفال:66) فهذه الآية نسخت حكم الآية السابقة لها مع بقاء تلاوتها، وهي قوله تعالى: { يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون } (الأنفال:65) .

الثالث: نسخ التلاوة مع بقاء الحكم، ومنه ما سبق في حديث عائشة رضي الله عنها: ( ثم نسخن بخمس معلومات ) فإن تحديد الرضاع المحرِّم بخمس رضعات، ثابت حكمًا لا تلاوة .

ووجود النسخ في الشريعة له حِكَمٌ عديدة، منها مراعاة مصالح العباد، ولا شك فإن بعض مصالح الدعوة الإسلامية في بداية أمرها، تختلف عنها بعد تكوينها واستقرارها، فاقتضى ذلك الحال تغيُّر بعض الأحكام؛ مراعاة لتلك المصالح، وهذا واضح في بعض أحكام المرحلة المكية والمرحلة المدنية، وكذلك عند بداية العهد المدني وعند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم .

ومن حكم النسخ أيضًا ابتلاء المكلفين واختبارهم بالامتثال وعدمه، ومنها كذلك إرادة الخير لهذا الأمة والتيسير عليها، لأن النسخ إن كان إلى أشق ففيه زيادة ثواب، وإن كان إلى أخف ففيه سهولة ويسر. وفقنا الله للعمل بأحكام شرعه، والفقه في أحكام دينه، ويسَّر الله لنا اتباع هدي نبيه









 


قديم 2010-05-28, 07:16   رقم المشاركة : 47
معلومات العضو
moussaoui khaled
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اليوم نصحبكم في سلسلة طويلة بعنوان

التعريف بسور القرآن الكريم

بسم الله نبدأ :

سورة الْفَاتِحَة 1/114

سبب التسمية :

تُسَمَّى ‏‏ ‏الفَاتِحَةُ ‏‏ ‏لافْتِتَاحِ ‏الكِتَابِ ‏العَزِيزِ ‏بهَا ‏وَتُسَمَّى ‏‏ ‏أُمُّ ‏الكِتَابِ ‏‏ ‏لأنهَا ‏جَمَعَتْ ‏مَقَاصِدَهُ ‏الأَسَاسِيَّةَ ‏وَتُسَمَّى ‏أَيْضَاً ‏السَّبْعُ ‏المَثَانِي ‏‏، ‏وَالشَّافِيَةُ ‏‏، ‏وَالوَافِيَةُ ‏‏، ‏وَالكَافِيَةُ ‏‏، ‏وَالأَسَاسُ ‏‏، ‏وَالحَمْدُ‎ .‎‏

التعريف بالسورة :

1) سورة مكية

2) من سور المثاني

3) عدد آياتها سبعة مع البسملة

4) هي السورة الأولى في ترتيب المصحف الشريف

5) نـَزَلـَتْ بـَعـْدَ سـُورَةِ المـُدَّثـِّرِ

6) تبدأ السورة بأحد أساليب الثناء " الحمد لله" لم يذكر لفظ الجلالة إلا مرة واحدة وفي الآية الأولى

7) الجزء ( 1 ) ، الحزب ( 1 ) الربع ( 1 )

محور مواضيع السورة :

يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ أُصُولِ الدِّينِ وَفُرُوعِهِ ، وَالعَقِيدَةِ ، وَالعِبَادَةِ ، وَالتَّشْرِيعِ ، وَالاعْتِقَادِ باليَوْمِ الآخِرِ ، وَالإِيمَانِ بِصِفَاتِ الَّلهِ الحُسْنَى ، وَإِفْرَادِهِ بالعِبَادَةِ وَالاسْتِعَانَةِ وَالدُّعَاءِ ، وَالتَّوَجُّهِ إِلَيْهِ جَلَّ وَعَلاَ بطَلَبِ الهداية إلى الدِّينِ الحَقِّ وَالصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ ، وَالتَّضَرُّعِ إِلَيْهِ بالتَّثْبِيتِ عَلَى الإِيمَانِ وَنَهْجِ سَبِيلِ الصَّالِحِينَ ، وَتَجَنُّبِ طَرِيقِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَالضَّالِّينَ ، وَالإِخْبَارِ عَنْ قِصَصِ الأُمَمِ السَّابِقِينَ ، وَالاطَّلاَعِ عَلَى مَعَارِجِ السُّعَدَاءِ وَمَنَازِلِ الأَشْقِيَاءِ ، وَالتَّعَبُّدِ بأَمْرِ الَّلهِ سُبْحَانَهُ وَنَهْيِهِ

سبب نزول السورة :

عن أبي ميسرة أن رسول كان إذا برز سمع مناديا يناديه: يا محمد فإذا سمع الصوت انطلق هاربا فقال له ورقة بن نوفل : إذا سمعت النداء فاثبت حتى تسمع ما يقول لك قال : فلما برز سمع النداء يا محمد فقال :لبيك قال : قل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله ثم قال قل :الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين حتى فرغ من فاتحة الكتاب وهذا قول علي بن أبي طالب .

فضل السورة :

رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ أَنَّ أُبـَيَّ بْنَ كَعْبٍ قَرَأَ عَلَي الرسول أُمَّ القُرآنِ الكَرِيمِ فَقَالَ رَسُولُ الَّلهِ : " وَالَّذِي نـَفْسِي بـِيَدِهِ مَا أُنـْزِلَ في التـَّوْرَاةِ وَلاَ في الإِنـْجِيلِ وَلاَ في الزَّبـُورِ وَلاَ في الفُرقـَانِ مِثْلُهَا ، هِيَ السَّبـْعُ المَثَانـِي وَالقـُرآنَ العَظِيمَ الَّذِي أُوتـِيتـُه " فَهَذَا الحَدِيثُ يُشِيرُ إِلى قَوْلِ الَّلهِ تَعَالى في سُورَةِ الحِجْرِ ( وَلَقَدْ آتـَيـْنَاكَ سَبْعَاً مِنَ المَثَانـِي وَالقُرآنَ العَظِيمَ )










قديم 2010-05-28, 07:17   رقم المشاركة : 48
معلومات العضو
moussaoui khaled
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

القرآن كما هو معجز في مضمونه، فهو معجز في أسلوبه، ومن أساليب القرآن المعجزة، وتراكيبه المبدعة الكلمات التي تُختم بها آياته، وتسمى فواصل القرآن، قال ابن الجوزي في "زاد المسير": "ويسمون أواخر الآي الفواصل" .

والفواصل جمع فاصلة، والفاصلة القرآنية: هي آخر كلمة في الآية، وهي بمثابة السجعة في النثر، وبمنـزلة القافية في الشعر، وسميت فاصلة؛ لأنها فصلت بين الآية التي قبلها، والآية التي بعدها. ولعل هذه التسمية أخذت من قوله تعالى: { كتاب أحكمت آياته ثم فصلت } (هود:1)، وقوله سبحانه: { كتاب فصلت آياته } (فصلت:3) .

وقد عرَّف ابن عاشور في تفسيره "التحرير والتنوير" الفاصلة القرآنية بأنها: "الكلمات التي تتماثل في أواخر حروفها أو تتقارب، مع تماثل أو تقارب صيغ النطق بها، وتكرر في السورة تكرراً يُؤْذِن بأن تماثلها أو تقاربها مقصود من النظم في آيات كثيرة متماثلة" .

وقال أيضاً: "الفواصل كلها منتهى آيات، ولو كان الكلام الذي تقع فيه لم يتم فيه الغرض المسوق إليه، وأنه إذا انتهى الغرض المقصود من الكلام، ولم تقع عند انتهائه فاصلة، لا يكون منتهى الكلام نهاية آية إلا نادراً، كقوله تعالى: { ص والقرآن ذي الذكر } (ص:1)، فهذا المقدار عُدَّ آية، وهو لم ينته بفاصلة، ومثله نادر"، وذلك أن الآيات التالية لهذه الآية، خُتمت بحرف قبله ألف مفتوحة، وذلك قوله تعالى: { شقاق } (ص:2)، { مناص } (ص:3)، { كذاب } (ص:4)، { عجاب } (ص:5)؛ فكلام ابن عاشور وغيره يفيد أن الفواصل القرآنية إنما هي الكلمات التي تختم بها الآيات، وتكون على وزان واحد، وتناسق متشابه في الأغلب، كما يتبين قريباً .

وقد أوضح أهل العلم المتقدمون أهمية الفاصلة القرآنية، وبينوا مكانتها في النظم القرآني، يقول القرطبي بهذا الصدد: " الفواصل حلية وزينة للكلام المنظوم، ولولاها لم يتبين المنظوم من المنثور. ولا خفاء أن الكلام المنظوم أحسن، فثبت بذلك أن الفواصل من محاسن الكلام المنظوم، فمن أظهر فواصله بالوقوف عليها فقد أبدى محاسنه، وترك الوقوف يخفي تلك المحاسن، ويشبه المنثور بالمنظوم، وذلك إخلال بحق المقروء " .

وضرب المتأخرون بسهم أوفر في هذا الباب، فأولوا عناية بموضوع الفاصلة القرآنية، ولعل أهم من تناول هذا الجانب أديب الإسلام الرافعي ، حيث أشار إلى الفواصل القرآنية، وجعلها في جملة الأمور التي أعطت للنظم القرآني جمالاً وإعجازاً، يقول بهذا الخصوص ما حاصله: وما هذه الفواصل التي تنتهي بها آيات القرآن، إلا صورة تامة للأبعاد التي تنتهي بها جمل الأصوات، وهي متفقة مع آياتها في قرار الصوت اتفاقاً عجيباً يلائم نوع الصوت، والوجه الذي يساق عليه بما ليس وراءه في العجب مذهب، وتراها أكثر ما تنتهي بالنون والميم .

واعتبر ابن عاشور أن الفواصل القرآنية "من جملة المقصود من الإعجاز؛ لأنها ترجع إلى محسنات الكلام، وهي من جانب فصاحة الكلام، فمن الغرض البلاغي الوقوف عند الفواصل؛ لتقع في الأسماع، فتتأثر نفوس السامعين بمحاسن ذلك التماثل، كما تتأثر بالقوافي في الشعر، وبالأسجاع في الكلام المسجوع" .

هذا، وقد اعتمد عدد من المفسرين المتقدمين على هذا الأسلوب في أثناء تفسيرهم لآيات القرآن الكريم، كـ القرطبي و البيضاوي و البغوي ، وكان أكثر من اعتمد عليه من المتأخرين، ابن عاشور ثم الآلوسي ثم الشوكاني . وكانوا كثيراً ما يعللون نظماً محدداً للآية بأنه مراعاة للفواصل؛ فـ القرطبي يقول عند تفسيره لقوله تعالى: { وتبتل إليه تبتيلا } (المزمل:8)، قال: "قال: تبتيلاً، ولم يقل: تبتلاً؛ لأن معنى تبتل: بتل نفسه، فجيء به على معناه؛ مراعاة لحق الفواصل" .

وعلل كل من الزمخشري و الرازي إسناد الفعل في قوله تعالى: { فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى } (طه:117) إلى آدم عليه السلام فحسب، مع أن المخالفة صدرت من آدم وزوجه حواء ، بأن ذلك مراعاة للفاصلة؛ حيث إن الآية التي قبلها: { إلا إبليس أبى }، والتي بعدها: { ولا تعرى }، انتهيتا بألف مقصورة، فكان من المناسب أن يقول: { فتشقى }، ولم يقل: فتشقيا، بألف التثنية .

و الشوكاني يعلل تأخير ما حقه التقديم، كما في قوله تعالى: { إن الإنسان لربه لكنود } (العاديات:6)؛ إذ تقدير الآية: إن الإنسان كنود لربه، فعدل عن ذلك رعاية للفواصل؛ إذ إن الآيتين اللتين بعدها، { وإنه على ذلك لشهيد } و{ وإنه لحب الخير لشديد }، انتهيتا بحرف الدال، فكان من المناسب تأخير ما حقه التقديم، مراعاة للفاصلة .

وقال أيضاً عند تفسيره لقوله تعالى: { وكان رسولا نبيا } (مريم:51)، قال: "كان المناسب ذكر الأعم قبل الأخص، إلا أن رعاية الفاصلة اقتضت عكس ذلك"؛ إذ إن الآيات السابقة واللاحقة لهذه الآية انتهت بياء وألف، فالآية التي قبلها، قوله سبحانه: { لسان صدق علياً } (مريم:50)، والتي بعدها: { وقربناه نجيا } (مريم:52)، والمراد بذكر الأعم هنا: أن وصف النبوة أعم من وصف الرسالة .

أما الآلوسي فيعلل تقديم المفعول على الفاعل في قوله تعالى: { ولا هم ينصرون } (البقرة:86)؛ إذ التقدير: لا ينصر الله إياهم، وإنما عُدل ذلك من أجل رعاية الفاصلة، إذ إن الآيات التي قبلها وبعدها انتهت بواو ونون، فالآية التي قبلها قوله سبحانه: { وما الله بغافل عما تعملون } (البقرة:85)، والتي بعدها قوله تعالى: { ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون } (البقرة:87). ويعلل أيضاً تأخير ما حقه التقديم في قوله تعالى: { إن كنا عن عبادتكم لغافلين } (يونس:29)، بأنه من أجل رعاية الفاصلة، فيقول: "والتقديم لرعاية الفاصلة"؛ إذ التقدير: إنا كنا غافلين عن عبادتكم، لكن لما كانت الآيات قبلها وبعدها منتهية بالنون ناسب هنا تأخير ما حقه التقديم مراعاة لذلك .

وقد توسع ابن عاشور في توجيه كثير من الآيات وَفْقَ المنهج المشار إليه، فمن الآيات التي وجهها وفق ذلك قوله سبحانه: { فكيف كان عذابي ونذر } (القمر:16)، قال: " وحذف ياء المتكلم من (نذر) وأصله: نذري. وحذفها في الكلام في الوقف فصيح، وكثر في القرآن عند الفواصل ". وعند تفسيره لقوله تعالى: { ومن دونهما جنتان } (الرحمن:62)، قال: وإيثار صيغة التثنية هنا؛ لمراعاة الفواصل السابقة واللاحقة .

ثم إن لمعرفة فواصل القرآن فوائد لا تُنكر، من تلك الفوائد ما يلي:

أولاً: أن معرفة فواصل القرآن تمكن المكلف من الحصول على الأجر الموعود به على قراءة عدد معين من الآيات في الصلاة, كقوله صلى الله عليه وسلم: ( أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله وبيته أن يجد فيه ثلاث خَلِفات عظام سمان؟ قالوا: نعم، قال: فثلاث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلاته خير له من ثلاث خلفات عظام سمان )، رواه مسلم . و(الخَلِفات): الحوامل من الإبل, والواحدة: خَلِفة .

ونحو هذا قوله صلى الله عليه وسلم: "من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كُتب من القانتين، ومن قام بألف آية كُتب من المقنطرين"، رواه أبو داود . فإذا لم يكن المكلف عالماً بفواصل الآيات، لا يتيسر له إحراز هذا الأجر، والظفر بهذا الثواب .

ثانياً: أن معرفة فواصل القرآن يترتب عليها صحة الصلاة - في بعض الأوقات -؛ وذلك أن فقهاء الإسلام قرروا أن من لم يحفظ الفاتحة - وهي ركن من أركان الصلاة - يتعين عليه أن يأتي بسبع آيات بدلاً منها، فإذا كان عالماً بالفواصل استطاع أن يأتي بسبع آيات، تصح بها صلاته .

ثالثاً: أن معرفة فواصل القرآن يترتب عليها صحة خطبة الجمعة - بحسب بعض المذاهب -؛ وذلك أن فريقاً من الفقهاء نص على أن الخطبة لا تصح إلا بقراءة آية تامة, فمن لم يكن عالماً بالفواصل يعسر عليه معرفة ما تصح به الخطبة .

رابعاً: أن معرفة فواصل القرآن تُعين المصلي على تحديد ما تُسنُّ قراءته بعد الفاتحة في الصلاة، فقد نصَّ العلماء على أنه لا تحصل السنة إلا بقراءة ثلاث آيات قصار، أو آية طويلة، ومنهم من يرى وجوب قراءة ثلاث آيات بعد الفاتحة، فلا تصح الصلاة عند من يرى هذا الرأي بأقل من هذا العدد، فمن لم يعرف الفواصل لا يتيسر له تحصيل هذه السنة، أو هذا الواجب .

وعلاوة على ما تقدم من فوائد تحصل بمعرفة الفواصل القرآنية، ذكر ابن عاشور فائدة سماعية؛ وذلك أن تلك الفواصل من جملة المقصود من الإعجاز القرآني؛ لأنها ترجع إلى محسنات الكلام وفصاحته؛ والغرض البلاغي يستدعي الوقوف عندها؛ لتقع في الأسماع موقعاً حسناً، فتتأثر نفوس السامعين بمحاسن ذلك التماثل، كما تتأثر بالقوافي في الشعر، وبالأسجاع في النثر. فمثلاً، قوله تعالى: { إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون } (غافر:71) آية، وقوله سبحانه: { في الحميم ثم في النار يسجرون } (غافر:72) آية أيضاً، وقوله سبحانه: { ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون } (غافر:73) آية كذلك، وقوله تعالى: { من دون الله... } (غافر:74) إلى آخر الآيات. فقوله: { في الحميم } متصل بقوله: { يسحبون }، وقوله: { من دون الله } متصل بقوله: { تشركون }، وينبغي الوقف عند نهاية كل آية منها .

ومثل ذلك يقال في قوله سبحانه: { واشهدوا أني بريء مما تشركون } (هود:54) آية، وقوله بعدُ: { من دونه } (هود:55) ابتداء الآية. فإذا كان الوقوف على هذه الفواصل من الأهمية بمكان، لما يتركه ذلك من أثر في نفوس المستمعين، أقول: إذا كان الأمر كذلك، فإن من العبث إهمال الوقوف على الفواصل، وعدم الاعتناء به، والالتفات إليه .

ثم إن من الفوائد التي تُذكر لهذه الفواصل، أنها تساعد على تيسير حفظ القرآن، وسرعة ثباته في الذاكرة؛ إذ من الثابت أن الكلام المتناسق في نظمه، والمتقارب في رسمه، أكثر قابلية للحفظ، وأكثر رسوخاً في النفس، وأبعد عن التفلت والنسيان من الكلام المنثور .

على أن وراء هذه الفوائد وجوبَ اتباع المأثور من تحديد الآيات، كما قال أهل العلم .

ومع بالغ عناية القرآن بالمعاني، وعظيم اهتمامه بالمقاصد، غير أنه لم يهمل أمر الفواصل القرآنية، بل من أجل ذلك عدل أحياناً عن مقتضى القواعد اللغوية. ومن الأمثلة على ذلك:

قوله سبحانه: { ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون } (البقرة:87)، فالأصل: وفريقاً قتلتم، لكن لما كانت فواصل السورة مبنية على وجود حرف المد (الواو) قبل الحرف الأخير في الكلمة، كما في قوله قبلُ: { ولا هم ينصرون } (البقرة:86)، وكما في قوله بعدُ: { فقليلا ما يؤمنون } (البقرة:88)، عدل عن ذلك الأصل، وقال: { وفريقاً تقتلون }؛ مراعاة لفواصل السورة .

وقوله تعالى: { لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون } (يوسف:46)، فقد كرر كلمة (لعل)؛ مراعاة لفواصل الآيات السابقة واللاحقة المختومة بـ (النون)، ولولا هذه المراعاة لقال: (ليعلموا) أو (فيعلموا)، وحينئذ لا يكون ثَمَّ تناسب بين هذه الفاصلة وبين ما قبلها وما بعدها من الفواصل .

وقوله سبحانه: { فأوجس في نفسه خيفة موسى } (طه:67)، أُخِّر الفاعل { موسى }, وقُدِّم المفعول به { خيفة } على خلاف الأصل، الذي يقتضي تقديم الفاعل على المفعول؛ رعاية لفواصل السورة المختومة كلها بالألف .

ونحو ذلك قوله تعالى: { ولقد جاء آل فرعون النذر } (القمر:41)، حيث أخَّر الفاعل، وهو { النذر } على المفعول، وهو {آل }؛ رعاية لفواصل السورة، التي بُنيت كلها على الراء الساكنة .

ومن هذه البابة أيضاً قوله تعالى: { وهيئ لنا من أمرنا رشدا } (الكهف:10)، وقوله سبحانه: { لأقرب من هذا رشدا } (الكهف:24)، وقوله تعالى: { فأولئك تحروا رشدا } (الجن:14)، فاختار القراء السبعة فتح الراء والشين من قوله تعالى: { رشدا }، مع إجماعهم على جواز ضم الراء وتسكين الشين في هذا اللفظ؛ وذلك مراعاة لفواصل الآيات، المتقدمة عنها والمتأخرة. قال ابن الجزري : "ويحتمل عندي أن يكون فتح الحرفين لمناسبة رؤوس الآي"، يعني: أن فواصل الآيات في السياق الذي وقعت فيه كل من الآيات الثلاث جاءت محركة الوسط .

وقريب من هذا، قوله عز من قائل: { وجعل الشمس سراجا } (نوح:16)، ولم يقل: { ضياء } (يونس:5)؛ لأن الفواصل التي قبلها وبعدها جاءت على حروف صحيحة، { طباقا } (نوح:15)، { نباتا } (نوح:17)، ولو قيل: { ضياء }، لصارت الفاصلة همزة، والهمزة قريبة من حروف العلة، فيثقل الوقف عليها، ويختلف وقعها في السمع .

وعلى وَفْق ما تقدم، يقال في قوله تعالى: { وتظنون بالله الظنونا } (الأحزاب:10)، وقوله سبحانه: { وأطعنا الرسولا } (الأحزاب:66)، وقوله عز وجل: { فأضلونا السبيلا } (الأحزاب:67)، فقد زيدت (الألف) في ختام الآيات الثلاث؛ لتتساوى مقاطع السورة كلها، وتتناسب فواصلها، لأن جميع فواصلها ألفات .

ومن ذلك أيضاً، قوله تعالى: { ومن دونهما جنتان } (الرحمن:62)، قال المفسرون: وإيثار صيغة التثنية هنا لمراعاة الفواصل السابقة واللاحقة، فقد بُنيت قرائن السورة عليها. وعلى هذا، فجميع ما أجري بصيغة التثنية في شأن (الجنتين) فمراد به الجمع .

ومن أوجه مراعاة الفاصلة، ما ذكره تعالى حول قصة موسى و هارون عليهما السلام في سورة طه؛ فقد جاءت الآية بتقديم ذكر هارون على موسى ، قال تعالى: { قالوا أمنا برب هارون وموسى }(طه:70)، مع أن موسى أفضل من هارون ، فكانت أفضليته تستدعي تقديم ذكره، لكن لما كانت الفاصلة في السورة في أغلبها جاءت بالألف المقصورة، كان من المناسب مراعاة ذلك، فأُخِّر ما حقه التقديم، وقُدِّم ما حقه التأخير، في حين لما كانت الفواصل في مواضع أخر حول القصة نفسها منتهية بـ (النون)، جاءت الآيات على وفاق ذلك، كقوله تعالى: { رب موسى وهارون } (الأعراف:122)، فقد جاءت الآيات قبلها بالواو والنون أو بالياء والنون .

أخيراً، ذكر السيوطي كلاماً بهذا الصدد حاصله، أنه لا يجوز تسمية الفواصل القرآنية قوافي إجماعاً؛ لأن الله تعالى لما سلب عن القرآن اسم الشعر، وجب سلب القافية عنه أيضاً؛ لأنها منه وخاصة به، فكما يمتنع استعمال القافية في القرآن، يمتنع استعمال الفاصلة في الشعر؛ لأنها صفة لكتاب الله تعالى، فلا تتعداه، وقال ابن عاشور : " وما بني عليه أسلوب القرآن من تساوي الفواصل، لا يجعلها موازية للقوافي، كما يعلمه أهل الصناعة منهم، وكل من زاول مبادئ القافية " .

_________










قديم 2010-05-28, 07:18   رقم المشاركة : 49
معلومات العضو
moussaoui khaled
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوانى هذة ان شاء الله من اكبر التجميعات لختمات القرأن الكريم



لمعظم اشهر المقرئين للقرأن الكريم



كل الختمات بأعلى وانقى صوت على الانترنت



128kbs



(جودة الاسطوانة الاصلية)



بجد يجب ان تمتلك لو خاتمة واحدة انا الحمد لله اتممت انزال خاتمة



الشيخ مشارى راشد العفيسى



والحمد لله



وانت لا تفوت هذة الفرصة وامتلك موسوعتك من القرأن

































































































































































































































































اللهم لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك










قديم 2010-05-28, 07:19   رقم المشاركة : 50
معلومات العضو
moussaoui khaled
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين

سُئل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ما أعظم جنود الله ؟؟
قال : إني نظرت إلى الحديد فوجدته أعظم جنود الله،
ثم نظرت إلى النار فوجدتها تذيب الحديد فقلت النار أعظم جنود الله ،
ثم نظرت إلى الماء فوجدته يطفئ النار فقلت الماء أعظم جنود الله ،
ثم نظرت إلى السحاب فوجدته يحمل الماء فقلت السحاب أعظم جنود الله ،
ثم نظرت إلى الهواء وجدته يسوق السحاب فقلت الهواء أعظم جنود الله ،
ثم نظرت إلى الجبال فوجدتها تعترض الهواء فقلت الجبال أعظم جنودالله
ثم نظرت إلى الإنسان فوجدته يقف على الجبال وينحتها فقلت الإنسان أعظم جنود الله
ثم نظرت إلى ما يُقعد الإنسان فوجدته النوم فقلت النوم أعظم جنود الله ،
ثم وجدت أن ما يُذهب النوم فوجدته الهم والغم فقلت الهم والغم أعظم جنود الله ،
ثم نظرت فوجدت أن الهم والغم محلهما القلب فقلت القلب أعظم جنود الله،
ووجدت هذا القلب لا يطمئن إلا بذكر الله فقلت أعظم جنود الله ذكر الله
" الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللًّهِ الا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ "

يسرني ان اقدم لكم اخواني اخواتي هذه التلاوات الخاشعة لنخبة من قراءنا

حفظهم الله ورعاهم وجمعنا واياهم فى جنة الخلد هو القادر على ذلك

اترككم مع التحميل

https://www.tvquran.com/Tilawat_d_2.htm

اللهم يا ارحم الراحمين ءاتنا فى الدنيا حسنة وفى الاخرة حسنة وقنا عذاب النار










قديم 2010-05-28, 07:21   رقم المشاركة : 51
معلومات العضو
moussaoui khaled
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

اللهم يا ارحم الراحمين ءاتنا فى الدنيا حسنة وفى الاخرة حسنة وقنا عذاب النار










قديم 2010-05-28, 07:22   رقم المشاركة : 52
معلومات العضو
moussaoui khaled
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

https://www.tvquran.com/Tilawat_d_2.htm










قديم 2010-05-28, 07:24   رقم المشاركة : 53
معلومات العضو
moussaoui khaled
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

اللهم نسال راضك و الجنة و نعود بك من سخطك و النار اللهم لا تقتلنا بغظبك اللهم اجعل قبرنا رياض من رياض الجنة و لاتجعله حفرة من حفر النار و جزاك الله كل خير على المجهودات و السلام عليكم










 

الكلمات الدلالية (Tags)
القران, trèsor


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:30

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc