الكاتب/ أ : سعـاد حفصي
دور الولي بالنسبة للواجب المدرسي
التعليم عملية مستمرة ليس لها وقت محدد؛ فالتلميذ بعد مغادرته المدرسة يستطيع إكمال مابدأ يتعلمه في القسم، أو التدرب عليه أو إضافة معلومات جديدة حوله، و هذا يعني أن الواجبات المنزلية تحاول تنظيم وقت التلميذ، و تركز اهتماماته الرئيسة في المدرسة و خارجها على موضوعات الدراسة. و لتكون شخصية التلميذ متكاملة لا بد من تعاون الولي والمعلم، و ارتباط المنزل بالمدرسة، لتستطيع هذه الأخيرة القيام بالعملية التعليمية. وهنا يبرز دور الولي الهام، والذي سنحاول تلخيصه في بعض النقاط التالية: -
فهم أهداف المدرسة، والطرق التي تتحقق بها، ففهم الولي لهذه الأهداف يجعله يتخد موقفا مساعدا لها .تعريف التلميذ بمسؤولياته نحو لواجب المنزلي؛ فعليه أن ينصت جيدا لما يقوله أستاذه، ويفهم ما يطلب منه، حتى تسهل عليه عملية إنجازه، عندما يعود إلى المنزل، وأن يدرك أنه مفيد له، و مرسخ لأفكاره و معلوماته .- كما يجب تعويده على المحافظة على أدواته، بحيث يجدها أمامه حين يحتاج إليها. -ساعدة التلميذ على تكوين عادات حسنة، في الاستذكار فنجاح التلميذ مرهون باتباعه لعادات الاستذكار السليمة، و هنا يبرز دور الولي في تدريب التلميذ عليها، وذلك بوضع برنامج خاص، ونذكر على سبيل المثال :- وضع خطة استذكار مع مراعاة أنشطة أخرى .- تحديد الوقت و احترامه، و عدم تأجيل عمل اليوم إلى الغد .- المحاولة قدر الإمكان توفير مكان منظم و مناسب للاستذكار ( تهويه ، هدوء ، إضاءة ). -يجب أن يشعر التلميذ بأنه يعمل لنفسه، من أجل تحسين مستواه؛ لأن إحساس التلميذ بأن قيامه بالواجب من أجل المعلم أو الوالدين لا يشجعه على بذل الجهود المخلصة. -جلسة الاستذكار يجب أن تكون قصيرة و مستمرة، لتكون أكثر فعالية، و هذا ما على الولي مراعاته، و أخذه بعين الاعتبار. - إن كان بمقدور الأولياء تزويد المنزل بمكتبة صغيرة، تغني التلميذ عن اللجوء للبحث عن الكتب في المكتبات أو عند الزملاء، فذلك أفضل. - على الأولياء فهم مستوى أبنائهم، و حدوده و أنواع التعليم التي ينجحون فيها، و الاعتراف بالأمر الواقع، و عدم إرهاقهم بما لا يطيقون، و أن لا يذهبوا بخيالهم لرؤية مستقبل الأبناء حسب رغباتهم، بل يجب أن نساير إمكانياتهم و قدراتهم، دون ضغط، مما يجعلهم يحقّقون توافقهم الدراسي. كما يتجنبون مختلف الاضطرابات النفسية، و يجعلهم يشعرون بالأمن و التقدير و الثقة بالنفس. - يجب أن تكون مساعدة الأولياء محدودة بالأولويات أو الإرشادات البسيطة، التي تهدف إلى حل إشكال قائم، و تهيئ الطفل للعمل، وبذلك تتيح له فرصة المران الفكري، والبحث و اكتساب الخبرات، و تطبيق النظريات، و تدربه على تحمّل المسؤولية لتحقيق الأهداف التي تسعى المدرسة لتحقيقها، من وراء تكليف تلاميذها بأداء الواجبات المنزلية. - هناك بعض الآباء من يعوّدون أبناءهم على انتظار الثواب عند قيامهم بالواجب، و بالتالي تكون شخصيتهم المكونة مادية، تنتظر من كلّ عمل تقوم به منفعة مادية أو شخصية، و هذا ما يتعارض مع شخصيات الضمير الحي، التي نريد تكوينها.هذه بعض الأفكار التي أضعها بين أيديكم على اعتبار أنها أرضية خصبة يمكن إثراؤها بتجاربكم الخاصة .