عندما تطغى اللاأخلاقية

[هادي حامد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حكايا إحساس

عندما تطغى اللاأخلاقية
و ينسلخ المرء من إنسانيته
تنطحن الأحاسيس وتـٌبَطل العواطف
فيفطس قلبه و تـُرمَسُ الحقائق
و يصبح المرء في ذروة الطيش واللامبالاة
تذوي محبته للآخرين
و تـُرَز أخلاقه بالكره والمقت
فيغدو من جنس الأموات
إن فاقد الخلق
ومن اعتراه السوء كالدرن المتفاقم
تبلى من حوله الحياة
كأنما فـُقِىء بنصل اللآمة
فتعامى عن كل الجمال و حب الآخرين
وأهرق المتعة المنشودة و المودة
و انزوى بكرهه على هامش الدنيا
لأنه داس على شعوره وأمسى با قلب
و أصبح يقتات من إضرامه الأذى في أحوال الناس
لقد جرد نفسه من المعاني
و باد دنيا وآخرة
ذلك الذي انسلخ من إنسانيته
صار وزرا ثقيلا على البشرية والحياة.

الشاعر يقول إنما الأمم الأخلاق ما بقيت .... فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا .
ولكنني أرى أن أن الأمم بقيت ولكن كيف ؟ لقد بقيت ممسوخة بليدة عاجزة ، مسكونة بعار النجاسات من الخطايا والذّنوب اللتي ربما لو أعطينا الأنعام جزءا بسيطا من العقل المركّب في عقول البشر ، فسوف نجدها خجلة ناكسة الرأس ، أو حتى تتوارى عن الأنظار من سوء أمرها .
لا أعرف سببا حقيقيا تستسيغه النفس السّوية في بقاء من عدم الأخلاق ، ومن تجردت نفسه من أدنى درجات الشعور الإنساني والأخلاقي ، على هذه الدنيا ، سوى أنّه إستمرأ التكالب على هذا الحطام الدنيوي ، وساوى بينه وبين الأنعام من حيث سبب الوجود ، ورأى أن يبقى سجين الجسد والطين ، تاركا فضاءات رحبة وفسيحة من عالم الروح، حيث المشاعر والأحاسيس والقيم والأخلاق والمبادئ والمثل ، اللتي بها يصبح الإنسان إنسانا وبدونها فإن شئت النظير فسوف تجده في سوق الحمير أعزكم الله .
كلمات في منتهى الوجع ، ولكن لها نصيبا غير بسيط من الحقيقة ، عند كثيرين ممن ينتسبون شكلا إلى عالم الإنسان ، تحياتي لك وأشكرك على هذه الكلمات المعبّرة ، ودمتم بود وسعادة .

[حَكَـايَا إِحسَـღـاس]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هادي حامد

الشاعر يقول إنما الأمم الأخلاق ما بقيت .... فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا .
ولكنني أرى أن أن الأمم بقيت ولكن كيف ؟ لقد بقيت ممسوخة بليدة عاجزة ، مسكونة بعار النجاسات من الخطايا والذّنوب اللتي ربما لو أعطينا الأنعام جزءا بسيطا من العقل المركّب في عقول البشر ، فسوف نجدها خجلة ناكسة الرأس ، أو حتى تتوارى عن الأنظار من سوء أمرها .
لا أعرف سببا حقيقيا تستسيغه النفس السّوية في بقاء من عدم الأخلاق ، ومن تجردت نفسه من أدنى درجات الشعور الإنساني والأخلاقي ، على هذه الدنيا ، سوى أنّه إستمرأ التكالب على هذا الحطام الدنيوي ، وساوى بينه وبين الأنعام من حيث سبب الوجود ، ورأى أن يبقى سجين الجسد والطين ، تاركا فضاءات رحبة وفسيحة من عالم الروح، حيث المشاعر والأحاسيس والقيم والأخلاق والمبادئ والمثل ، اللتي بها يصبح الإنسان إنسانا وبدونها فإن شئت النظير فسوف تجده في سوق الحمير أعزكم الله .
كلمات في منتهى الوجع ، ولكن لها نصيبا غير بسيط من الحقيقة ، عند كثيرين ممن ينتسبون شكلا إلى عالم الإنسان ، تحياتي لك وأشكرك على هذه الكلمات المعبّرة ، ودمتم بود وسعادة .

شكرا على هذا الرد القوي و الرأي الصائب
سررت بمرورك