بلغت قوته 5,5 درجات على سلم ريشتر
زلزال عنيف يحدث هلعا بأربع ولايات غربية
أصيب 41 شخصا من وهران بجروح طفيفة وصدمات نفسية وتعرضت بعض المباني القديمة للتشققات والتصدعات إثر هزة أرضية بلغت قوتها 5,5 درجة على سلم ريشتر، وقعت على بعد مسافة 25 كيلومترا شمالي غرب وهران، و21 كلم شمالي عين الترك وعلى عمق 2 كلم في البحر.
وقعت الهزة الأرضية العنيفة في حدود الساعة التاسعة ودقيقتين من مساء أول أمس، في الوقت الذي كانت العائلات الوهرانية تتابع اللقاء الكروي الذي جمع بين الجزائر وليبيريا. وأحدثت الاهتزازات هلعا في نفوس المواطنين مست ولايات وهران ومستغانم وعين تموشنت وسيدي بلعباس، خاصة لدى سكان العمارات، حيث تسبب في تساقط الأواني المنزلية وشاشات التلفزيون عند البعض وكسرها.
ومن بين الذين أنتابهم الرعب الأطفال الذين أطلقوا العنان لصراخاتهم الصاخبة طيلة فترة اهتزاز منازلهم، وحرموا من تناول وجبة العشاء.
وما إن خفّت الاهتزازات التي تحولت إلى ارتدادات غير مخيفة، حتى سارعت العائلات إلى الهروب للشوارع والساحات العمومية القريبة وحظائر السيارات خوفا من انهيار العمارات، وتجمعوا فيها إلى ساعات متأخرة من الليل يترقبون ما يحدث وكلهم تأثر بقوة الزلزال الذي عاشوه لأول مرة بوهران، في الوقت الذي تنقلت فيه عائلات من البلديات المجاورة إلى وهران لتلتحق بأهاليها لتتقاسم معهم خوفهم، بل أن البعض قضى الليلة يتجول بسيارته بمعية أسرته في الشوارع إلى غاية الصباح. مع العلم أن ارتدادات قوية وقعت في حدود الساعة منتصف الليل أيقظت الذين عادوا إلى منازلهم، وأخرى على الساعة الثالثة وعشرين دقيقة صباحا، وأقل منها قوة على الساعة الثامنة.
وأعلنت مصالح الحماية المدنية عن إصابة 11 شخصا بجروح طفيفة ناتجة عن شدة الفزع والارتباك، فيما استقبلت مصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي بوهران 30 مصابا بجروح طفيفة من بينهم من تلقوا صدمات نفسية تم التكفل بها. مع الإشارة إلى أن البعض أصيب إثر سقوطه من السلالم أو اصطدامه بجدار، أو قفزه من شرفة منزله، كما حدث بشارع ''فيليب''.
وأفاد مدير مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء، عبد الكريم يلس، بأن ''الهزة التي سجلت في وهران عادية، وأضاف بأنها موجودة في منطقة الشمال الجزائري المعروفة بالنشاط الزلزالي الكثيف.
وقال المتحدث في تصريح لـ''الخبر'' بأن وهران معرضة للهزات باعتبارها تقع في منطقة معروفة باسم ''بحر ألبورون'' ما بين الجزائر وجنوب إسبانيا، والتي تشمل أيضا شمال المغرب.
وتسجل، حسب مدير المركز، الجزائر ما معدله 50 هزة أرضية، لا يشعر المواطنون بـ90 بالمائة منها كونها ضعيفة الشدة، ولم يستبعد أن تكون هناك هزات زلزالية أخرى، بالنظر إلى نشاط الصفائح التكتونية الدائم.
بوناطيرو: ''جبل سانتا كروز أنقذ وهران من كارثة''
أوضح الدكتور لوط بوناطيرو أن وجود مدينة وهران تحت سفح جبل سانتا كروز، أنقذ المنطقة من كارثة حقيقية، بامتصاصه للموجات الزلزالية القوية التي عرفتها المنطقة أول أمس، مؤكدا أن إفرازات الطاقة اتجهت نحو محيط هذا الجبل.
وأوضح أستاذ علم الفلك أمس، في اتصال بـ ''الخبر'' أن جبل سانتا كروز ساهم أيضا في قصر مدة الهزة التي دامت بضعة ثوان وبلغت قوتها 5,5 درجات على سلم ريشتر، عكس زلزال بومرداس وهو ما ساهم ـ حسبه ـ في عدم تعرض البنايات إلى الأضرار باستثناء حي سيدي الهواري التي قال أن بناياته هشّة، الأمر الذي جعل عدة مساكن به تتضرر.
ووجّه بوناطيرو نداء إلى السلطات المحلية في وهران بضرورة ترحيل سكان البنايات الهشّة في أقرب وقت ممكن لتفادي وقوع خسائر مادية وبشرية جراء الهزات الارتدادية المتوقعة.
المصدر : جريدة الخبر العدد 5341 ليوم الاحد 8 جوان 2008
tareek