صحيفة الفجر الجزائرية
أشار الدكتور والخبير في العلاقات الدولية، أحمد عظيمي، إلى أن الجزائر باتت مستهدفة من قبل مصالح الاستخبارات الإسرائيلية، على غرار كل الدول العربية والإسلامية، للعديد من الاعتبارات، منها تمسك الجزائر الثابت بدعم القضية الفلسطينية، قلبا وقالبا، إلى جانب التطور الكبير لمنظومتها الأمنية، وهي معاينة تصب فيه مختلف تحليلات خبراء العلاقات الدولية
قال أحمد عظيمي، في تصريح خص به “الفجر” حول ما إذا كانت الجزائر هدفا للاستخبارات الإسرائيلية على خلفية وجود معلومات أمنية تشير إلى دخول جاسوس إسرائيلي منطقة حاسي مسعود بجواز سفر إسباني: “لا توجد أية دولة عربية وإسلامية مهما كان دورها على الصعيدين الإقليمي والعالمي تستثنيها مصالح المخابرات الإسرائيلية”، متسائلا “وكيف الحال بالنسبة للجزائر التي ظلت ثابتة في دعم القضية الفلسطينية”.
من جهة أخرى، أكد الدكتور عظيمي أن إسرائيل باتت تبدي قلقا من تطور المنظومة الأمنية بالجزائر، مستدلا بما صدر من تصريحات لقيادة جيوشها عن تخوفها من تطور قوات البحرية الجزائر ودورها الريادي في الضفة المتوسطية. ولا يبتعد تحليل الدكتور عظيمي عن آراء باقي الخبراء والمختصين في العلاقات الدولية، حيث أشار بعضهم في تصريحات مقتضبة لـ“الفجر” إلى أن تكثيف العمل الاستخباراتي الإسرائيلي بالجزائر ليس محل صدفة ومبرراته عديدة، منها مواقف الجزائر الدولية القوية والكبيرة، لاسيما ما تعلق بالقضية الفلسطينية، حيث كان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد خصص في تدخله أمام الزعماء العرب في قمة ليبيا الأخيرة نصيبا وافرا للقضية الفلسطينية من خلال دعوته إلى اتخاذ موقف عربي موحد لمواجهة الغطرسة الإسرائيلية ووقف سياسة الاستيطان والتهويد والحصار على الشعب الفلسطيني. كما طالب مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته كاملة تجاه معاناة الشعب الفلسطيني.
وكانت الجزائر على الصعيد الرسمي وغير الرسمي أحد الأطراف التي حملت على عاتقها مهام رص البيت الداخلي الفلسطيني من خلال استقبال عدد من قيادات الفصائل الفلسطينية، كشخصيات من فتح وحماس، إلى جانب استقبالها للصحفي السويدي الذي فضح الجرائم الإسرائيلية المتعلقة بالتجارة بأعضاء الشهداء الفلسطينيين. ومن المواقف التي قد تكون سببا في تكثيف العمل الاستخباراتي الإسرائيلي التحفظات الجزائرية بشأن مشروع الاتحاد المتوسطي بسبب عضوية إسرائيل، وتكون الجزائر من بين البلدان العربية القليلة التي ترفض أي نوع من التطبيع مع إسرائيل أيضا