الجد عنصر هام لا بد من توفره في الحصة التعليمية للوصول للأهداف المنشودة... بدونه تذهب جهود المعلم هباء... وتتميع الحصة.. وتضيع الأهداف... و يختلط الحابل بالنابل... وهذا ما يلاحظ في بعض مؤسساتنا التعليمية، مع الأسف.
فاول ما يحرص عليه المعلم هو إذن توفير الجدية لدى التلاميذ، واعطاء الأهمية لكلامه من قبلهم ...إلخ
غير أنه علينا أن نعي أن هذا الجو المفروض على أبنائنا طول اليوم،بل طول السنة، دون أن يطعم بشيء من الراحة والتسلية والإنطلاق والخروج من القيود، من حين لآخر... يصبح ثقيلا على التلميذ... ومع الأيام يصبح "لا يطاق"... ومع السنين قد ينفر التلميذ من المدرسة...
فإذا كان التلميذ في المدرسة لا يتلقى إلا الأوامر والنواهي ولا يسمع إلا كلمة لا... وإذا التفت الى زميله،في الحصة، اعتبر ذلك منه إخلالا بالنظام ... وإذا لم يحضر الواجب المنزلي قد يطرد دون النظر في ظروفه... وإذا.... وإذا..... وهو دائما على خطا والمعلم والمسؤولون دائما على صواب... تصدر ضده أحكام دون محاكمة، ودون إعطائه فرصة للدفاع عن نفسه... فكيف ننتظر منه أن يكون في المستقبل مواطنا سويا.. إننا بطريقة تعاملنا هذه، نجعل منه لإنسانا ناقما على المجتمع.
إن الوسط المدرسي عندنا موبوء... بسبب عدم وجود استراتيجية تربوية وطنية موحدة وبسبب غياب أو عدم وضوح غايات ومرامي التربية. فالتربية ليست -كما يراها الكثيرون- مجرد حشو لجمجمة التلميذ بمجموعة من الدروس والمعلومات... إنها قبل ذلك عمل دؤوب على جعل الطفل ينمو في بيئة مصغرة (المحيط المدرسي) حياة سوية من جميع الجوانب... التعامل مع الغير واحترامه... الإعتزاز بالإنتماء ... المحافظة على المحيط... على جسمه ... على عقله... تذوق الجمال في المرئيات والمسموعات.. الدفاع عن أفكاره... إلخ
وكثيرا ما نشتكي من قلة أدب تلاميذتنا.... دون أن ننظر الى الطريقة التي نعاملهم بها... فربما تكون سلوكاتهم مجرد رد فعل لمعاملتنا لهم
ما رأي الإخوة الأعضاء؟