المدفأة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > خيمة الأدب والأُدباء

خيمة الأدب والأُدباء مجالس أدبيّة خاصّة بجواهر اللّغة العربيّة قديما وحديثا / مساحة للاستمتاع الأدبيّ.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

المدفأة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-03-14, 10:49   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
sollo44
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية sollo44
 

 

 
إحصائية العضو










New1 المدفأة

حل الشتاء هذا العام مبكرا . و ليس هناك أحد في حبه للشتاء مثل "سميرة". لأنه فصل الثلج و المعاطف الشتوية و الحساء الدافئ اللذيذ. لكن هذه المرة لن تشتكي من البرد في القسم مثل العام الماضي . لا هي و لا زملاؤها سيفعلون ذلك لأن المدير طالب بمدافئ لكل أقسام المدرسة و سرعان ما انتشر الدفء بين الصفوف كحنان الأم.و استلذ التلاميذ تلك النعمة الجميلة.
سميرة تلك الفتاة الرائعة البريئة. لقد وضعت مؤخرا في صندوق أحلامها ربيعها الثالث عشر و هي مسرورة بذلك في غبطة شديدة توحي برغبتها الولعة في بلوغ سن النضج. . . . .. و في القسم قال لهم المعلم :
- أيها التلاميذ سيأتي المفتش غدا صباحا لزيارتنا. عليكم بالمذاكرة و لا تخزوني أبدا أمامه و إلا سأعاقبكم بضرب مبرح !!
و كان له أنبوب غاز أبيض طوله حوالي" 40 سم" يضرب به التلاميذ النجباء و الأشقياء على حد سواء، و لطالما استخرجه من محفظته الجلدية ملوحا به في السماء قائلا في افتخار:
- لقد بدأت أضرب بهذا الأنبوب منذ سنة 1985 !!
المدفأة الجديدة ممتازة جدا و هي تقوم بعملها كما ينبغي. وفي أسفلها يوجد درج معدني صغير بدأ المعلم يستخدمه في تسخين إناء الماء من أجل صلاة الظهر.
- في المساء يأتي الحارس الإطفاء المدفأة ، و يتفقد نوافذ الأقسام و البيبان.فيظمن الأمن.
و سميرة مجتهدة لدرجة. و هي ذكية و عجيبة في حل مسائل الحساب و الجبر و لا وجد من قال عنها غير ذلك ، و كانت أيضا محبة للكتابة و المطالعة. فكتبت عن دميتها و عن صديقاتها و عن عيد الطفولة و دائما كانت ممتازة بحق !!. . . . . و ذات يوم سألهم المعلم عن طموحاتهم في المستقبل فمنهم من كان حلمه أن يصبح طيارا و منهم طبيبا و آخر آثر أن يكون عسكريا.....قالت سميرة في زهد يليق بالكبار:
- أحلم أن أصبح كاتبة.
فضحك المعلم منها ساخرا و قال : الكتابة هي أقصر طريق الى جهنم !! ثم نظر من زجاج النافذة و أشار الى بيتها الذي لا يبعد عن المدرسة كثيرا و قال :
- بيت أبيك أحسن لك !!
فضحك التلاميذ أجمعون ، و أمام سخريتهم طأطات سميرة رأسها و كانت لا تبتسم.
لاحظ التلاميذ أن الأستاذ أخرج الأنبوب من المحفظة و خبأه في درج المدفأة بعد ما أطفأها الحارس فاستغربوا و لكن براءتهم لم تدفع بهم الى اعتقاد ما لا يجوز.و عندما دق الجرس خرجوا جميعا من المدرسة و هم من السعادة في غاية.
- جاء الصباح و معه جاء المفتش و بدى التلاميذ في جلستهم أكثر هدوءا و انضباطا. و ألقى المعلم الدرس بنشاط في غير عادة و تعالى السؤال و الجواب و المفتش يبدي ملامح الرضى. و لكنه شعر بالبرد فقال:
- هلا طلبت من الحارس ان يوقد المدفأة . . . . . أشعر ببرد لاسع.
و جاء الحارس و اشعل المدفأة فعم المكان دفء بديع، فانطلقت أسارير التلاميذ و كانت سميرة تجلس في الطاولة الأولى تماما أمام مكتب الأستاذ و في حينها باغتها بسؤال لم تعمل له حسابا، فقامت من مكانها لكي تجيب، تذكرت سخرية الأمس فلم تشأ أن تعلق بكلمة أما الجميع فبقوا متسمرين ينتظرون جوابها الحاسم لكنها جلست مكانها و لم تفعل شيئا !!
نظر اليها المعلم بعيون غاضبة و توعدها في سره بعقوبة قاسية. و عندما انصرف المفتش صاح فيها حتى بلغ لعابه وجهها :
- لقد أخزيتني أمام المفتش و إنكي لتريدين عقوبة......... أحظري الأنبوب من درج المدفأة و سوف
ترين !! ...... سكت الجميع عن احداث الفوضى أما هي فنهظت متثاقلة و اتجهت الى المدفأة . يا إلاهي سميرة أيتها النجيبة كيف سيضربك ؟ و تطايرت في القسم نظرات تبتهل ليتوقف الظلم. و عندما أدخلت يدها في الدرج تنهدت بعمق و التفتت بعين دامعة الى الأستاذ و قالت :
- معلمي . . . . . . لقد ذاب الأنبوب !!








 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المدفأة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:37

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc