آخر مواضيعي: التلميذ بين البيت والمدرسة

[العابدالكنتي]

التلميذ بين البيت والمدرسة

1-البيت:

يعتبر البيت الخلية الأولى للتنشئة الاجتماعية السليمة يترعرع فيها الطفل ويتعلم اللغة والعادات والتقاليد التي تحكم المجتمع. وإثناء هذه الفترة تقوم الأسرة وبالتحديد الوالدين بتعليم الطفل السلوك الاجتماعي السليم وما ينبغي له . والفترة التي يقضيها الطفل في البيت قبل التحاقه بالمدرسة طويلة وتفوق الخمس سنوات على اقل تقدير , وهي مدة كفيلة بجعل الطفل ينمو حسيا وحركيا كما تطرأ عليه تغيرات عميقة في النفس والعقل وكذا الانفعال والوجدان والنمو الاجتماعي . وهنا يلاحظ أن الطفل أصبح يملك طابعا مميزا لشخصيته وان كان هذا الطابع في طور البناء والتكوين ليتطور فيما بعد حتى يصل مرحلة الاكتمال لنأخذ مثالا على ذلك في اللغة: فبعدما كان الطفل ينطق ثلاث كلمات فقط في السنة الأولى من عمره يلاحظ النمو السريع ليصل عد الكلمات المنطوقة في السنة السادسة حوالي 2562 كلمة.

إن هذا المثل يعطينا فكرة واضحة عن دور الأسرة الكبير في تنمية قدرات الطفل وفي تكوين شخصيته فالطفل في هذه المرحلة من العمر لا تكون له قدرات له ردود أفعال حول ما يتلقاه ويتعلمه والأنا الاجتماعي يكون في طور التشكل , وبالتالي فالطفل يكتسب ولا يملك حصانة الدفاع عن النفس لقصور الخبرة وضعف الذاكرة وعدم التعود على المواقف السلوكية , فان أحسنت الأسرة التربية فالطفل يتشبث بالفضيلة والأخلاق والصفات الحميدة وتتجذر هذه القيم وتتأصل في نفسه وان أساءت في تقديرها يكون العكس صحيحا وبمقدار توفيق ونجاح الأسرة للتربية والتعليم وكان الأطفال أكثر تكيفا مع المحيط الثاني ألا وهو المدرسة بأسهل وأسرع الطرق.

2-المدرسة:

هي منشأة اجتماعية توكل إليها مهمة التربية والتعليم , فالمدرسة تنقل التراث وتورثه من جيل لآخر وتحافظ على الشخصية الوطنية وتوحد الفكر وتسهل عملية اندماج الأفراد.

تكمل المدرسة تربية الأطفال وهذا لاستحالة الاعتماد على البيت في التربية وتلقين المعارف ولكون هذه العملية تتطلب تخصصا لا نجده في البيت وكذلك لأسباب أخرى ( اجتماعية – ثقافية – اقتصادية) إذا المدرسة تقدم تربية عامة تهدف بالأساس إلى تعديل السلوك وتشكيله وتوسيع مدارك الطفل العقلية وتهذيب وتربية وجدانه وإكسابه المعرفة العامة أي إنها تسعى لتربية متكاملة تتماشى مع التكوين الروحي والعقلي والجسدي للفرد.

فهي تراعي هذه الجوانب وتنميها وتصقلها خدمة للفرد والمجتمع بغية خلق مواطن صالح يساهم في بناء مجتمعه وفي بناء الحضارة الإنسانية.

3-كيف يكون التعاون بين البيت والمدرسة:

هدف المدرسة و البيت واحد مهما اختلفت الطرق والأساليب فالأولياء والمعلمون يشتركون في التربية ويسعون إلى تهذيب سلوكات الطفل وتكييفه مع المجتمع.

ومن جهة أخرى فان العلاقة التي ينبغي أن تسود بين الأولياء والمعلمين هي الاحترام والمتبادل والثقة المتينة والانسجام العميق وهذا يخدم مصلحة التلميذ بالضرورة و كلما كانت العلاقة سيئة والتوتر قائما كان ضحية ذلك التلميذ أولا وأخيرا مما ينعكس على تحصيله الدراسي والمعرفي وحتى على أخلاقه وسلوكه الاجتماعي.

كما انه على الأولياء ولضمان تمدرس جيد لأولادهم الابتعاد وتحاشي ذكر المعلم بسوء أو نعته بأوصاف غير أخلاقية ربما تشجع ذلك الطفل على عدم احترام معلمه والاستخفاف بما يقدمه له وهنا قد يميل الطفل ولا سيما الكسول إلى الكذب على المعلم في كل كبيرة وصغيرة وان حصلت بعض المشاكل بين المعلمين والأولياء فينبغي أن لا يسمع بها الطفل وان لا يحضر للمحادثة التي تدور إلا إذا دعت الضرورة القصوى لذلك.

ويخطئ بعض الأولياء حينما يدخلون المدرسة وهم يهددون ويسبون المعلم أمام زملائه وتلامذته ويطنون أنهم قاموا بالصواب وتحملوا مسؤولياتهم إزاء أبنائهم والعكس هو الصحيح .فكيف لا يتأثر بهذه الأجواء المكهربة؟ وكيف لا تنحط معنوياته؟ بل وكيف تبقى فيه روح المبادرة والمثابرة على العطاء؟والمجتمع لا يقدره حق قدره و لا يحترمه ومن منا يقبل الإهانة مهما كانت وممن كانت؟ وهل بعد هذا نريد من الطفل إن يحترم معلمه ويستوعب ما يقوله؟ كلا و الله.

قال الشاعر:

إن المعلم والطبيب كلاهما لا يعطيان إن لم يكرما

فاصبر لدائك إن عاديت طبيبا واصبر لجهلك إن عاديت معلما

فالمعلم قبل أي شيء هو بشر من لحم ودم يؤثر ويتأثر , بل هو أكثر الناس حساسية اتجه سلوكات المجتمع نحوه مهما كانت. وهنا لا بد من الإشارة إلى خطأ الأولياء يولد أخطاء أخرى أكثر خطورة ومنها تصديق الطفل المدلل في كل ما يقول عن المعلم ولاسيما أن كان ما يقوله سلبيا.بينما المعلم دائما يكذب , ومن هنا نسوء العلاقة بين الأولياء والمعلمين وتتحول من محبة وتكامل واحترام متبادل إلى عداوة وبغضاء وتصيد للأخطاء وتبادل التهم والخاسر ليس المعلم و لا ولي الأمر وإنما هو دائما التلميذ الذي يدفع ثمن الخطأ المرتكب من قبل الأولياء.

وحتى تكون العلاقة طيبة ويكون التكامل بين البيت والمدرسة فزيارة الأولياء للمدرسة محببة جدا ومرغب فيها , إن لم تكن ضرورية. ففيها يشعر التلميذ انه مراقب من الطرفين و ينبغي أن يكون التعاون قائما لفائدة التلميذ, فالمعلم محتاج إلى معلومات الأولياء عن سلوكات أولادهم داخل البيت وهم بدورهم محتاجون ملاحظات المعلم عن سلوك أطفالهم و مواظبتهم وتحصيلهم الدراسي داخل المدرسة , وعندما تكون المقارنة بين المعطيات لاكتشاف العيب أو علاج المرض أو البحث عن الحلول الناجعة خدمة للتلميذ وللتلميذ وحده , كما يمكن إشراك الأولياء في أعمال مشتركة ومكملة للمدرسة كالرحلات و تنظيم معارض وإقامة حفلات ترفيهية وثقافية مما يوطد هذه العلاقة ويقويها هو تلك اللقاءات الدورية بين المعلمين والأولياء للحوار والتشاور لوضع برامج أو تقديم النصائح أو توعية الأولياء و تحسيسهم وكل هذه الأعمال من شانها خلق جو مثالي يحفز المجتمع على تحقيق الأهداف المتوخاة من المنظومة التربوية الوطنية.

كما انه على جمعيات أولياء التلاميذ المساهمة الفعالة في عقد الاجتماعات مع الأولياء وتوعيتهم بواجباتهم نحو أطفالهم وتوضيح العلاقة التي ينبغي أن تسود بين الأولياء والمعلمين وتقدير جهد المعلم المبذول نحو الأطفال طيلة السنة لان المعلم يربي ويعلم فهو يقدر المادة التي يعلمها وهو أكثر قربا وفهما للتلميذ ولحاجاته النفسية.

لذا فواجب الأولياء أن يعرفوا أن تربية الأطفال ليست بالأمر الهين فهي مهنة شاقة وعملية مرهقة تتطلب الثقافة الواسعة والخبرة الكبيرة والنفس الطويل . لكن الحمل الثقيل هذا حتما سيصبح خفيفا متى ساهم الأولياء في ذلك و متى كان دورهم ايجابيا فانه يخدم التربية ويفيد الطفل ويسهل مهمة المعلم.فتكون النتائج في مستوى طموح الأولياء والمعلمين على حد السواء.

[ابو صهيب]

جزاك الله عنا كل خير

[أبوأنفال]

بارك الله فيكم ذكرتني ببرنامج اذاعي كنت أتابعه في صغري هو الطفل بين البيت والمدرسة

[سعد الله]

بارك الله فيك أخي.

[الرزق على الله]

جزاك الله خيرا على كل حرف وكل كلمة وكل فكرة وضاعف حسناتك ما شاء الله ورزقك من حيث لاتدري

اللهم اجعل لأخينا العابد الكنتي بيتا في الفردوس برحمتك التي وسعت كل شيئ

[حمراوي نت]

جزاك الله خيرا على كل حرف وكل كلمة وكل فكرة وضاعف حسناتك ما شاء الله ورزقك من حيث لاتدري

[ـ ابو احمد عبدالله ـ]

نرجو منك ان تعدل عن قرارك بهجرة المنتدى واعلم ان الخلاف لا يفسد للود شيئ

وأذكرك بمسك المصطفى صلى الله عليه وسلم ( الجماعة رحمة والفرقة عذاب )

مع تحياتي القلبية

[abida]

بارك الله فيك على الموضوع الرائع و الهادف . . . . .نرجو منك ان تعدل عن قرارك بهجرة المنتدى .

[BENALI]

بارك الله فيك موضوع في غاية الاهمية وفقك الله وغفرلنا جميعا

[بدر1971]

مشكور على المجهود