السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تلاميذه :
تتلمذ على يديه خلق كثير حيث انتفع بعلمه شيوخا و علماء قدموا خدمات جليلة بقيت آثارها في مؤلفاتهم و في ما تخرج على ايديهم من الخلف الصالح ، و سأذكر هنا بعضا من تلاميذه على سبيل المثال – لا الحصر - :
- المفتي ، القاضي ، المؤرخ ، الاديب ، محمد أمين بن فضل الله بن محب الله ابن محمد المحبي، الحموي، المحبي صاحب " خلاصة الاثر في أعيان القرن الحادي عشر " و "قصد السبيل بما في اللغة من الدخيل " :درس عليه هو وجماعة من الشاميين تفسير سورة الفاتحة من البيضاوي ، و الالفية و العقائد و نحوها ، و أجازه النايلي الشاوي إجازة نظما سنذكرها لاحقا.
- العالم المحدث أبو العباس أحمد بن قاسم بن محمد بن ساسي البوني [ بونة هو الاسم القديم لمدينة عنابة حاليا ] هذا العالم تامحدث المسند
( من علماء بونة و محدثيها ، وصلحائها الذي سارت بمؤلفاته الركبان، له كتب كثيرة منها: - فتح الباري بشرح غريب البخاري. - التحقيق في أصل التعليق، أي الكائن في البخاري ، - نظم الخصائص النبوية ، - المستدرك على السيوطي ، - فتح الباري في شرح غريب البخاري، - الدرة المصونة في علماء وصلحاء بونة و غيرها ، توفي - رحمه الله - سنة 1129 هـ )) ذكر ان النايلي الشاوي هو استاذه و شيخه وولي نعمته ، كما أثنى عليه في إجازته لولده أحمد الزروق و محمد بن علي الجعفري مفتي قسنطينة ،
- الشهاب النخلي المكي ( ت سنة 1130 هـ) :الإمام العلامة المحدث المسند المعمر أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن علي الشهير بالنخلي ، ذكر أستاذه الشاوي النايلي في فهرسه: " بغية الطالبين لبيان المشايخ المعتمدين " وأثنى عليه.
- الشيخ الإمام خاتمة المحدثين الشيخ عبد الله بن سالم بن عيسى البصري منشئاً المكي مولداً الشافعي مذهباً، أخذ عن علي بن الجمال وعبد الله بن سعيد باقشير وعيسى الجعفري وحمد بن محمد بن سليمان والشمس البابلي والشهاب البشبيشي ويحيى الشاوي.
- الإمام المحدث العلامة والبحر الفهامة الشيخ إبراهيم بن موسى الفيومي المالكي شيخ الجامع الأزهر ، أخذ عن الشبراملسي والزرقاني وغيرهم .....وأخذ الحديث عن يحيى الشاوي ....وآخرين وله شرح على العزية في مجلدين.
- الإمام الفقيه المحدث شيخ الشيوخ المتقن المتفنن الشيخ أحمد بن مصطفى بن أحمد الزبيري المالكي الإسكندري( ت سنة 1162هـ): نزيل مصر وخاتمة المسندين بها، الشهير بالصباغ ذكر في برنامج شيوخه أنه أخذ عن إبراهيم بن عيسى البلقطري.... ويحيى الشاوي ....وكان المترجم أماماً علامة سليم الباطن معمور الظاهر قد عم به الأنتفاع. روى عنه كثيرون من الشيوخ وكان يذهب في كل سنة إلى تغر الإسكندرية فيقيم بها شعبان ورمضان وشوالاً، وثم يرجع إلى مصر يملي ويفيد ويدرس حتى توفي رحمه الله .
- الشيخ الجليل الفهامة عبد السلام الكامدي: ( ت سنة 1147): العمدة المحقق العلامة عبد السلام بن الشيخ محمد الكامدي الشافعي، دأب في العلوم، وحصل المنطوق والمفهوم، قرأ على أجلاء دمشق، أخذ عن التقي حمزة الحنبلي، وعن والده .... وغير ذلك في علم الأصول والكلام، وحضر دروس الشيخ يحيى الشاوي المغربي في شرح التسهيل، تحت قبة النسر.
- الإمام العالم العامل المعمر عبد الرحمن المجلد ( ت 1140): محيي الدين السليمي الحنفي المعروف بالمجلد الدمشقي ....أجازه جماعة من المحدثين والفقهاء منهم ابن سليمان الرداني ويحيى الشاوي ...وجلس للتدريس بالجامع الأموي بمحراب الصحابة ولزمه الناس لأخذ العلم عنه واشتهر بالنفس المبارك على طلبته فقل من لم يقرأ عليه من طلبة العلم لما كان عليه من سعة الصدر وحسن الخلق والصبر على تفهيم المتعلمين فأخذ الناس عنه طبقة بعد طبقة وكان محافظاً على الطاعات وقراءة القرآن والأوراد والتهجد ومتعه الله بسمعه وبصره إلى أن مات رحمه الله.
- الامام المسند العجيمي: (ت بالطائف سنة 1131هـ) : أبو الإسرار حسن بن علي بن محمد بن عمر العجيمي المكي الدار مسند الحجاز على الحقيقة لا المجاز الفقيه الصوفي المحدث العارف أحد من رفع الله به منار الحديث والرواية في القرن الحادي عشر ...أخذ عن يحي الشاوي ... أثباته وإجازاته كثيرة.
- الإمام العلامة ابو المواهب الحنبلي( ت 1126 هـ) :محدث البلاد الشامية ومسندها أبي المواهب محمد بن الشيخ تقي الدين عبد الباقي بن عبد القادر الحنبلي الدمشقي مفتي الحنابلة بدمشق، ولد بمدينة بعلبك وبها أخذ عن أبيه ثم رحل إلى مصر سنة 1072 هـ فأخذ عن علمائها و شيوخها ، و قد ذكر شيخه النايلي الشاوي في ثبته الذي ترجم فيه لمشايخه المسمى: " فيض الودود" حسب الزركلي ، أما عبد الحي الكتاني فقد ذكر أن له ثبت باسم:" الكواكب الزاهرة في آثار الآخرة" اختصره من ثبت والده الشيخ عبد الباقي.
- و ممن أجازهم الشاوي ايضا محمد بن زيد الكفيري ، و ذلك باسانيده و مروياته عن مشايخه في كتب الموطأ و صحيح البخاري و غيرهما [ انظر هذه الإجازة في دار الكتب المصرية ، مصطلح الحديث ضمن مجموع رقم 313 ، و هي بخط المجيز نفسه ].
- كما أجاز تقي الدين الحسني بالإجازة التي منحه اياها شيخه محمد السعدي البهلول [نفس المصدر رقم 335 مجموع ] ، و لا شك ان الشاوي قد أجاز غير هؤلاء أيضا [ ذكر خير الدين الزركلي صاحب الاعلام : 9/214 أن عنده نسخه منها في اللوحة رقم 1460 من إجازة للشاوي بدار الكتب المصرية 313 مصطلح و عليها خط الشاوي].
- الشيخ العصامي ( ت 1111هـ ) : عبد الملك بن حسين بن عبد الملك العصامي، الشافعي، المكي، المؤرخ ، الأديب ، اللغوي ، من أشهر مؤلفاته: " سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي" الذي ذكر فيه أنه قرأ على شيخه النايلي متن السنوسية في علم العقائد، و سمع منه موطأ الامام مالك ، وأنه أجازه بمروياته وقد أثنى عليه قائلا : ((شيخنا العلامة، والمحقق الفهامة، إمام المعقول والمنقول، محرر الفروع والأصول، الفحل الذي لا يبارى في فنون العلوم، والسابق الذي لا يجارى في مضمار المنطوق والمفهوم....)).
هذه نسخه من إجازته لتلميذه محمد أمين المحبي، و هي منظومة ذكر فيها مروياته التي أجازه بها:
"" الحمد لله الحميد والصلاة والسلام على الطاهر المجيد وعلى آله أهل التمجيد، و بعد
أجزت الإمام اللوذعي المعبرا ... أميناً أمين الدين روحاً مصورا
سليل محب الدين بيت هداية ... وبيت منار العلم قدماً تقررا
بإقرائه متن البخاري الذي به ... تقاصر عنه من عداه وقصرا
موطا شفاء والشفاء لمسلم ... إذا مسلماً تقريه حقاً تصدرا
وباقي رجال النقل حقاً مبيناً ... وتفسير قول الله في الكل قررا
أجزت المسمى البدر في الشرع كله ... كما صح لي فاترك مراه تكدرا
وعلم كلام خالي عن أكاذب الفلاسفة ... الضلال والعدل نكرا
أقول لكل فلسفي يدينه ... ألا لعنة الرحمن تعلو مزورا
أجبريل فلك عاشر يا عداتنا ... أعادى شرع الله نلتم تحيرا
بأي طريق قلتم عشر عشرة ... ونفى صفات والقديم تحجرا
حكمتم على الرحمن حجراً محجراً ... ومنعكم خلق الحوادث دمرا
أبرى الحبيب اللوذعي عن الردى ... مجازاً بدين الشرع كلاً محررا
ولكن عليه النصح والجد والتقى ... وإن ناله أمر القضاء تصبرا
حماه إله العرش من كل فتنة ... ونجاه من أسواء سوء تسترا
وصل وسلم بكرة وعشية ... على من به أحيا القلوب تحيرا"
(المحبي - خلاصة الاثر في أعيان القرن : 3 / 235 ).
وفاته:
سافر قاصدا بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج في البحر فمات وهو في السفينة على ظهر البحر ، يوم الثلاثاء عشرين شهر رمضان سنة ست وتسعين وألف ( 1096 هـ / 1685 م) ، ويذكر تلميذاه أبو المواهب الحنبلي ص 21 و المحبي في ( خلاصة الاثر في أعيان القرن : 3 / 235 ) و اللفظ للثاني: " ... وأراد الملاحون إلقاءه في البحر لبعد البر عنهم فقامت ريح شديدة قطعت شراع السفينة ، فقصدوا البر وأرسوا بمكان يقال له رأس أبي محمد فدفنوه به، ثم نقله ولده الشيخ عيسى بعد بلوغه خبره إلى مصر ودفنه بها بالقرافة الكبرى بتربة السادة المالكية ووصل إلى مصر ولم يتغير جسده ".
ماذا قال عنه تلامذته ؟ :
" ... شيخنا الأستاذ الذي ختمت بعصره أعصر الأعلام وأصبحت عوارفه كالأطواق في أجياد الليالي والأيام المقرر براهين التطبيق بتوحيده فلا تمانع فيه إلا من معاند علم مرجعه عن الحق ومحيده آية الله تعالى الباهرة في التفسير والمعجزة الظاهرة في التقرير والتحرير من روى حديث الفخار مرسلاً ونقل خبر الفخار مرتلاً وهو في الفقه إمامه ومن فمه تؤخذ أحكامه وأما الأصول فهو فرع من علومه والمنطق مقدمة من مقدمات مفهومه وإن أردت النحو فلا كلام فيه لأحد سواه وإن اقترحت المعاني والبيان فهماً انموذج مزاياه إذا استخدم القلم أبدى سحر العقول وإن جرت الحروف على وفق لسانه وفق بين المعقول والمنقول وإذا ناظر عطل من مجاريه مجاري الأنفاس واستنبط من بيان منطقه علم الجدل والقياس وبالجملة فتقصر همم الأفكار عن بلوغ أدنى فضائله وتعجز سوابق البيان عن الوصول إلى أوائل فواضله...... وأجازنا جميعاً بإجازة نظمها لنا)).
المحبي - خلاصة الاثر في أعيان القرن : 3 / 234 ).
--------------
" ولما قدم الشام حضرت دروسه في علوم العربية والكلام والمنطق والتصوف لأنه قرأ تجاه نبي الله سيدي يحيى الحصور عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام كتاب الحكم لابن عطاء الله الإسكندري. وأيضا حضرت دروسه في التسهيل في العربية لابن مالك. وأجازني ومن حضر بسائر مروياته رحمه الله رحمة واسعة"
مشيخة أبي المواهب الحنبلي . ص 21
---------------
" ...كان يحفظ شرح التتائي الكبير وشرح الإمام بهرام الوسط وغيرهما، بل يحفظ ستين كتابا من الكتب الكبار كمختصر ابن عرفة الفقهي وهو ستة أسفار كبار جمع فيه أكثر المذهب حتى إنه يذكر في بعض المسائل خمسين قولا منسوبة لقائلها وأمثال ذلك، وأما التواليف التي هي كراريس قليلة يحفظ منها ما لا يحصى كيف لا وهو يحفظ من ثلاث عرضات لا غير فحفظ القرآن وهو ابن ثمان سنين ثم اشتهر بالحفظ وحدة الذهن وجودة الإدراك حتى عبر عنه شيخنا سيدي بركات بن باديس القسمطيني بقوله إنه عالم الربع المعمور "
أحمد بن قاسم البوني في ثبته " شذا الروانيد في ذكر بعض الأسانيد".
-----------------
" ...أشعري الزمان وسيبويه الأوان ، لم أر أسرع منه نظما قال وقرأنا عليه شرح المرادي على الألفية وكنا نصحح نسخنا على حفظه ولما كتب لي الإجازة قال مؤرخة بمجموع الاسم واللقب فعددت حروف يحيى الشاوي فوجدتها 78 وألف وذلك هو التاريخ فتعجبت من شدة فطانته"
النور علي النوري الصفاقصي في فهرسته.
--------------------
" ...العلامة أبى زكريا يحيى ابن الفقيه الصالح محمد النابلي الشاوي الملياني المغربي الجزائري، شيخنا العلامة، والمحقق الفهامة، إمام المعقول والمنقول، محرر الفروع والأصول. الفحل الذي لا يبارى في فنون العلوم، والسابق الذي لا يجارى في مضمار المنطوق والمفهوم... قرأت عليه ليالي الموسم آخر حججه متن السنوسية في علم العقائد فكان في التقرير دونه السيل الهدار، والعباب الزاخر التيار، أملى في وجوه إعراب كلمة التوحيد، أربعمائة وخمسين وجهاً بالتعديد، فسبحان مفيض ما شاء على من شاء... وكانت له - رحمه الله - قوة في البحث واستحضار للمسائل الغريبة، وسعة حفظ مفرطة، وبداهة جواب لا يضل صوب الصواب".
العصامي : سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/122[/size]