يواجه الفلاحون الجزائريون أزمة مائية حادة مع تأخر سقوط الأمطار لشهور في البلد. وتتخذ الحكومة الجزائرية خطوات لصد أثر الجفاف وذلك بالتخطيط لبناء السدود ومحط
سجلت الجزائر تراجعا في نسبة هطول الأمطار خلال فصل الشتاء الحالي حيث تسبب ذلك في إثارة مشاعر أسوأ التوقعات لدى الناس. إذ يبدو أن فبراير لن يكون سوى شهرا آخرا جافا يجعل شبح الجفاف يُخيم بسحابته المُخيّبة للأمل فوق سماء الجزائر. الخبراء يقولون إن موسم الزرع، إن لم تتساقط الأمطار في خلال الأسابيع القليلة القادمة، سيتكبد خسائر جسيمة.
لقد أكد المكتب الوطني للتنبؤات المناخية أن الجزائر تواجه ندرة حادة في المياه. ففي ما بين 1 سبتمبر و20 نوفمبر، لم تشهد ولايات الوسط سوى هطول نصف نسبة الأمطار المعتادة. والحالة أشد سوءا في المناطق الغربية من البلد حيث سُجلت 29 مللتر من التساقطات خلال الفترة ذاتها مقارنة مع 71 مللتر في المعتاد.
أحد المسؤولين بوزارة الفلاحة صرح "إذا هطل المطر في غضون أسبوع أو أسبوعين فيُحتمل إنقاذ الحالة لكن خلاف ذلك لن يكون هناك منحى عن اتخاذ تدابير للحد من أثر الجفاف".
لكن مسؤولا آخر كان أكثر تفاؤلا منه. خلال زيارة أخيرة لمنطقة سهوب ميتيجة المعروفة بضيعاتها وأراضيها الفلاحية الخصبة، قال وزير الموارد المائية عبد المالك سلال "فعلا: نحن أمام تراجع لمستوى المتوسط من المياه لكن لا داعي للقلق لأن خزانات الجزائر ما زالت مملوءة بسعة 48.28 في المائة حيث كانت في السنة الماضية في حدود 48.8 في المائة. ولدينا خزانات كافية للتعامل مع المشكلة"
ولمّا كان ماء الخزانات مرصودا للشرب وليس الري فإن نجاح القطاع الفلاحي يعتمد كليا على كمية الأمطار التي تهطل خلال موسم الزرع. ولتعويض النقص الحاصل في ندرة التساقطات المطرية لهذه السنة وكفالة المحصول الزراعي في ميتيجة، أمر الوزير باللجوء لاستخدام ماء الخزانات في عملية الري.
كما أعلن سلال عن خطط لاستعمال الماء من واد دجر لسقي 24.000 هكتار من سهوب ميتيجة. وفور إكمال بناء سد للمياه الزائدة ومحطة ضخ بالمنطقة، فسيُمكن آنذاك تخزين الماء للزراعة بدل تدفقه في البحر.
وسيتم تطبيق هذا الحل أيضا في مناطق زراعية أخرى في مختلف أنحاء البلد. فهذه الخطة قد تُحيي الأمل لدى الفلاحين وتقضي على مخاوفهم بتأثر محصولهم الزراعي بشكل جسيم.
في غضون ذلك، ومع بزوغ بوادر جفاف حاد في الجزائر، ناشد وزير الشؤون الدينية يوم الخميس الماضي جميع أئمة البلاد بإقامة صلاة الاستسقاء. فهناك آلاف الجزائريين الذين أقاموا الصلاة ينظرون بفارغ صبر رحمة السماء بالأمطار.
وفي أنباء ذات صلة، قام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يوم الأحد 24 فبراير بتدشين أكبر محطة إفريقيا لتحلية مياه البحر في العاصمة. محطة الحمة لتحلية مياه البحر هذه كلف بناؤها 250 مليون دولار بتعاون بين وزارة الطاقة ومديرية تقنيات المعالجة والمياه لشركة جينيرال إليكتريك الأمريكية. وستقدم المحطة ما يكفي من المياه لنحو مليوني نسمة في منطقة العاصمة.
كما تعتزم الحكومة الجزائرية بناء 14 محطة أخرى لتحلية مياه البحر قبل 2011 وذلك لتقليص ندرة المياه وتلبية الطلب في المستقبل حسبما أفادته يومية الخبر الجزائات ضخ مياه الري وتدشين أكبر محطة إفريقية لتحلية مياه البحر