"... دخلت الحمام ، وقابلت المرآة و بقيت أنظر إلى نفسي ..
فتحت المرآة و بحثت عن دواء صداع .. فتحت الصنبور ، ملأت الكأس بالماء و شربته مع القرصين ... بدأت ألمح في أسناني ...
ثم أخذت الفرشات و رحت أغسل فيهم .. اشتممت رائحة نتنة لم أشتمّ مثلها من قبل .. أخرجت الفرشات من فمي ..و أنا أنظر من خلال المرآة وكأنني رأيت ظلا و هو يتسلق الجدار المقابل من خلال المرآة .. ارتعبت و ادرت رأسي إلى الخلف! ... لكن لم يكن يوجد أحد أحسست بريح مارّة عليّ .. سمعت صوت انزلاق من خارج الحمام ..ارتعبت !ببطئ فتحت باب الحمام و أخذت أرى من هناك " هل من أحد ؟! " لم أرى شيءا حتّى أخي كان لم يعد من الخارج .. رجعت إلى مكاني و وقفت عند المرآة .. أحسست بالرّيح مجددا فإذا بي أنظر هنا و هناك ثم! .. نظرت فوق المرآة !... وبدأ في الظهور !.. ارتعبت ! .. حتى أنني لم أستطع التحرّك من رأيتي له.. كأنّه مغطى بشعر طويييييل و لون بشرته سوداء !... سقطت أرضا و سقطت نظّاراتي أخذت أبحث عنهم .. وجدتهم.. ثم أخدت أنظر مرة أخرى، فلم أجده لا فوق المرآة و لا في جهة الجدار المقابل !.. أحسست بيد تتلمسني في أعلى رأسي و هي تنزل إلى وجهي !... حتّى رأيت يد مجعدة سوداء اللون ... أخذت أصرخ "ساعدوووووووني ساعدوني ! " لكن لم أستطع و كأنّه ليست لي حنجرة ...وبدأ يقترب إليّ !... رأيت وجهه الشاحب و أنا منفزع .. قلبي يخفق ورجليّ ثقلتا !... كانت ثيابه ملطخة ببعض الدماء ..و كأن وجهه بدون ملامح !.. تظهر عين على جهة و الثانية تحت شعره .. كأنّها امرأة .. نعم امرأة !..عينيها مفتوحين ليس فيهم بياض و لا بريق ...و أنا أحاول الصراخ فلاحظت أنّ فمي ينزف ينزف !! ..فزعت و وقفت و فتحت باب الحمام و هرولت بأقصى سرعة أستطيع ... وكأنني أفتح باب الخروج و أجد نفسي في نفس الغرفة مجدّدا .. أفتح الباب و أجد نفسي في الغرفة مجددا !! أفتح الباب مجددا وأجد نفسي في الغرفة مجددا !!! وقعت أرضا و ارتطمت يدي في أكواريوم من زجاج فتحطّمت .. وتدفّق الماء عليّ و سقطت السمكة قربي ترتجف و تتخبّط .. نظرت إلى يديّ وجدت بها جرح و الدم ينزف بدون توقف فرأيت أن لونها بدأ في التغيّر إلى اللون الأسود ! و بدأت يدي في التجعد !.. فزعت كثييييير وعينيّ اندهشتا ! ... ثم .. لم أعد أتحكّم في يديّ! و كأنها تريد خنقي !! لم أستطع مقاومتها .. ولم أستطع انتزاعها من رقبتي و بدأت أتخبّط و أنا أحاول الإمساك بها و أنا أصرخ بدون صوت و خطواتي تتجه إلى الخلف ! ... فزلقت في الماء و ارتطم رأسي بباب كان شبه مفتوح .. و سقطت الداخل ...
كانت غرفة مظلمة ...و أنا أتنفس بصعوبة و أنا أرتجف خوفا و قلبي يخفق مما رأيته .. أخذت بسرعة آخر عود ثقاب من جيبي و أشعلته .. وأخذت أستكشف المكان .. فوجدت شموع أسرعت إلى اشعالها ...
في الجدار المقابل للغرفة .. وكأنّه شيء ينحني و يقف .. مرتديا لباس أبيض !.. حملت شمعة و بدأت بالإقتراب .. و كأنّه قصير ... وله صوت براءة .. كأنّه طفل يلعب .. نعم طفل ! .. تقدّمت نحوه فوقف و هرب إلى ظلمة الجهة الأخرى .. تبعته فبقي واقفا .. وأقتربت إلى ظهره .. تقدمت بحذر و قلبي يخفق خفقان و حنجرتي قد نشفت من ريق.. فلما أدركته لمست كتفه .. نظر إليّ و سقط رأسه أرضا!! وبقي جسده واقفاااااااا !! فزعت وسقطت أرضا و بدأت في الزحف و التراجع مفززززززززوووعا !!!!!
وصلت إلى باب الغرفة فتحته وخرجت.. و نهضت من الأرض فإذا بالجدران و الأرضية مليئة بشعر أسود طويل يتحرّك و يغزر!! .. ثم أحسست بشيء في رجلي .. نظرت إلى أسفل .. فإذا بالشعر بين رجلي ! ، أردت الهروب لكن الشعر كان قد ربط و قد التف بقدميّ فسقطت أرضا ! .. وحاولت التخلّص منه حتى وجدت الشعر يلتف بكامل جسمي ! .. في يدي و في صدري و ركبتي.. ثم وجهي .. لم أعد أرى..و أنا أحاول الصراخ حتى احسست باختناق في التنفس ...رفعت رأسي وأدرته إلى الجهة الأخرى من الوسادة ، فتحت عيني بسرعة واستيقضت من هذا الكابوس.. إنه لكابوس أسود و قلبي يخفق ... و أنا أتنفّس الصعداء و أتعرّق بغزارة... " أفففف ، استغفر الله... الحمدلله أنّه إلا حلم " .. استقمت في الجلوس .. حتى بدأت أشتم في رائحة .. ؟ رائحة كريهة...
نفس الرائحة الكريهة .. نعم ! أرى ظلا مجددا ؟! .........." ... يتبع
بقلمي لأوّل مره
أرجو أن تنال إعجابكم...