اخوتي الكرام : آسف على هذه الهدية الحزينة الا أن جمالها قد دفعني لنسخها من كتاب الشيخ مبارك الميلي حياته العلمية ونضاله الوطني تأليف ابنه الأستاذ محمد الميلي والتي هي عبارة عن قصيدة للأستاذ الشاعر حسين بن مهدي كتبها في رثاء الشيخ العلامة مبارك الميلي .. أترككم مع القصيدة
ايه يا راحلا تمهل ..
الشاعر حسين بن مهدي
أي نور كنورك القمري .. ساطع في الدجى وديع رضي
بعثته السماء للأرض في لي .. ل عبوس مقطب سرمدي
ترزم الريح في حماه فتهت .. ز متون البحار من ذي الدوي
(وانبرى الليث زائرا خشية الموت .. بصوت مدويا كالأتي)
رجفت عمت البلاد جميعا ... فتعالى الدعاء من كل حي
واذا رحمة بجمعية العل .. م تشق الدجى بعزم الاتي
واذا الكون هدأة وسلام ... وصباح وشته أيدي العلي
ورفيف بها لأجنحة الشع .. ب مرنا بلحنها القدسي
وربيع طيوره تتناغى .. في ذرى العز بالغنا البلبلي
رقص الجدول الطروب ابتهاجا .. وتلالا بمائه الفضي
دافقا كالمنى بمهجة أسوا .. ن تراءت بعد القنوط العصي
وكذا السؤدد الذي جل شأنا .. أي شأن كسؤدد العربي
كم سقتها القرون من علقم البؤ .. س وسيمت في عرضه كالبغي
وتوالت على حماها الرزايا .. وضروب البلا العنيف القوي
عصرتها الآلام حتى تولت .. في شحوب يذيب قلب الكمي
فاذا طلعت "المبارك" حقا .. صالح بالرأي والفؤاد الذكي
تنشر النور واليقين وتجت .. ث من القلب كل شرك خقي
حمدت ربها بصوت حنون .. طهرته بدمعها اللؤلؤي
ورنت للفتى الكريم وضمت .. ه الى صدرها الرؤوم الزكي
ومضى يدأب السري غير هيا .. ب مجدا نحو السبيل السوي
ليس يدري معنى اللغوب ويدري .. أن شعر العلى عويص الروي
فأرانا التاريخ في حلل خض .. ر وفي سطوة الجلال السني
قد تهادت به الحقائق يحدو .. ها بفكر مجنح عبقري
وجلاها لنا بكل بيان .. عربي يهفو الى عربي
هو ذخر من الحجى ومقيل .. شائع الظل مثل روض ندي
**********************************
ايه يا راحلا تمهل فانا .. لم نبلل ظما العقول بري
لم نكد ننتشي بلحنك حتى .. عطل الشدو بين دمغ سخي
وأريقت كأس السعادة تطفو .. بشعاع مرقرق ذهبي
ومشى الحزن ضاربا بظلام ... فوق آفاقنا بغيم دجي
جزع مخنق ورعب ممض .. أي خطب أعظم به من رزي
**********************************
فمتى تنجلي الغيوم ويبدو .. ألق الفجر في رواء بهي
وتطل الحياة سكرى من الشه .. د فتزجي الرجا لقلب الأسي
ويرف البشر الطهور علينا .. كملاك يحف مهد الصبي
ويعود العزاء للأمة الثكلى .. وتحيا بذكرك الأبدي