تعبيرا مني لاستقبالكم الكريم لي في منتداكم ولكلماتكم الطبية اساهم اليوم في هذا الموضوع عن تعريف المواد المخدرة وتقسيماتها وانواعها . وهو جزء من بحث سبق أن قدمته حول جريمة تعاطي المخدرات في القانون الكويتي . اتمنى ان ينال اعجابكم . واعتذر لاني رفعت مصادر البحث .
تعريف المواد المخدرة وتعاطيها
لغرض التعرف على المواد المخدرة بصورة واضحة وجلية سوف نتناول في هذا المبحث تعريف المواد المخدرة وأنواعها .
تعريف المواد المخدرة [/B]
أحجمت اغلب التشريعات الدولية منها والوطنية عن إيراد تعريف واضح وصريح للمواد المخدرة ، ويتجه المشرعون عند إبرام اتفاقية دولية أو سن قانون وطني إلى إلحاق جداول تبين أسماء المواد المخدرة والمؤثرات العقلية موضوع الاتفاقية أو القانون كقانون مكافحة المخدرات وتنظيم استعمالها والاتجار فيها المصري المرقم 182 لسنة 1960 المعدل الذي بين أنواع المخدرات في ستة جداول . وقانون المخدرات العراقي رقم 68 لسنة 1965 ، وقانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية رقم 14 لسنة 1995 المعدل في دولة الإمارات العربية المتحدة الذي حصر المواد المخدرة والمؤثرات العقلية في ثمانية جداول أرفقت بالقانون . بينما اتجهت بعض التشريعات إلى ذكر صفة المخدر التي تلحق بالمادة وتركت للقضاء حرية التقدير في تحديد طبيعة المادة المخدرة في ضوء ما يثبت من نتيجة التحليلات الجارية من قبل الخبراء المختصين كقانون المخدرات الليبي لسنة 1993.
وكانت الاتفاقية الوحيدة للمخدرات لسنة 1961 المعدلة ببروتوكول سنة 1972 واتفاقية المؤثرات العقلية لسنة 1971 قد أرفقت بكل منها أربعة جداول مبينة بها المواد المخدرة والمؤثرات العقلية وجاءت اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الاتجار غير الشرعي بالمخدرات والمؤثرات العقلية لسنة 1988 مرفقا بها جدولين مدرج بهما المواد التي يكثر استخدامها في الصنع غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية .
أما في الفقه فقد تعددت تعريفات المخدرات والمؤثرات العقلية ، وكانت تلك التعريفات تدور حول المواد التي إذا أسيء استخدامها من قبل الإنسان فإنها تهدد الصحة العامة بأخطار فادحة . ومنها ( المخدر هو كل مادة تؤدي إلى افتقاد قدرة الإحساس التام لما يـدور حول الشخص المتناول أو إلى النعاس أو أحيانا إلى النوم ) وعرفها آخرون بأنها ( مجموعة من المواد التي تؤثر على النشاط الذهني والحالة النفسية وهي كل مادة خام أو مستحضر تحتوي على مواد منبهة أو مسكنة من شانها إذا استخدمت في غير الأغراض الطبية أو الصناعية الموجهة ، أن تؤدي إلى حالة من التعود أو الإدمان عليها مما يضر بالفرد والمجتمع جسميا ونفسيا واجتماعيا . ولا فرق بين طريقة تناول المواد المخدرة سواء تناولها الإنسان عن طريق الفم أو الأنف أو الحقن أو بأية طريقة أخرى طالما أدى ذلك على التأثير على العقل وفقدان الإحساس والإدراك .
وتعرف المواد المخدرة من وجهة النظر العلمية بأنها : مواد كيميائية تسبب النعاس والنوم ، أو غياب الوعي المصحوب بتسكين الألم .
وتعرف قانونيا بأنها مجموعة من المواد التي تسبب الإدمان ، وتسمم الجهاز العصبي، ويحضر تداولها أو زراعتها أو صنعها إلا لأغراض يحددها القانون ولا تستعمل إلا بواسطة من يرخص لهم ذلك .
أما إدارة مكافحة المخدرات في الكويت فقد عرفت المخدرات بأنها مجموعة من المواد التي تؤثر على النشاط الذهني و الحالة النفسية وهي كل مادة منبهة أو مسكنة مستخدمة في غير غرض طبي فتؤدي إلى حالة من التعود و إدمان عليها مما يؤدي إلى الضرر بالمجتمع و الأفراد جسميا ونفسيا و اجتماعيا و اقتصاديا.
تعريف المخدرات والمؤثرات العقلية في القانون الدولي
كما ذكر سابقا ، فان الأمم المتحد وضعت اتفاقية دولية خاصة بالمخدرات عام 1961 وقد بينت هذه الاتفاقية أنواع المخدرات في أربعة جداول مرفقة بالاتفاقية، ثم وضعت اتفاقية أخرى عام 1971 خاصة بالمؤثرات العقلية وحصرت أنواع تلك المؤثرات بأربعة جداول أيضا. إلا إن الأمم المتحدة استحدثت عام 1991اصطلاحا جديدا يشمل المخدرات والمؤثرات العقلية معا ، هو اصطلاح (( العقاقير المخدرة))، وعرفت العقار المخدر من وجهة النظر القانونية بنصها (( يعتبر عقارا مخدرا أي عقار يمكن إساءة استعماله والإدمان عليه بشدة ومدرج في إطار فئات محددة )).
أما اتفاقية مكافحة الاتجار غير الشرعي بالمخدرات والمؤثرات العقلية الصادرة عن الأمم المتحدة عام 1988 فقد عرفت المخدر في المادة ( 1/ ن ) (( يقصد بتعبير المخدر أية مادة طبيعية كانت أو صناعية من المواد المدرجة في الجدول الأول والجدول الثاني من اتفاقية عام 1961 وبروتوكول عام 1972 .
كما عرفت اتفاقية 1988 المؤثرات العقلية في المادة (1/ص) بأنها (( أية مادة طبيعية كانت أو صناعية أو أية منتجات طبيعية مدرجة في الجدول الأول والثاني والثالث والرابع من اتفاقية المؤثرات العقلية لعام 1971 .
ويمكن تعريف العقاقير المخدرة بصورة عامة بأنها كل مادة ينتج من تعاطيها فقدان جزئي أو كلي للإدراك بصفة مؤقتة وتحدث فتورا في الجسم تجعل الإنسان يعيش في خيال واهم فترة وقوعه تحت تأثيرها .
تعريف المخدرات في التشريع الكويتي
كغيره من القوانين الوطنية لم يعطي قانون مكافحة المؤثرات العقلية الكويتي رقم 48 لسنة 1987 وقانون مكافحة المخدرات الكويتي رقم 74 لسنة 1983 تعريفا محددا للمؤثرات العقلية والمواد المخدرة . ولجأ إلى تعداد تلك المواد ضمن جداول مرفقة بالقانونين . حيث نصت المادة /2 من قانون مكافحة المؤثرات العقلية ((المؤثرات العقلية في تطبيق أحكام هذا القانون المواد والمستحضرات المدرجة في الجدولين أرقام 1و2و3و4و5 المرافقة لهذا القانون سواء كانت هذه المواد طبيعية أو مصنعة ومع ذلك فلا تسري على المستحضرات المدرجة بالجدول رقم 5 المرافق لهذا القانون سوى الأحكام الواردة بالمواد 16و17و20و32و34و35 من هذا القانون )) .
وعرفت المادة /1 من قانون مكافحة المخدرات المواد المخدرة ((تعتبر مواد أو مستحضرات مخدرة في تطبيق هذا القانون المواد والمستحضرات المدرجة في الجدولين رقمي 1و3 الملحقين ، ويستثنى منها المستحضرات المدرجة بالجدول رقم2 .
أنواع المواد المخدرة
تحدثت كثير من الكتب القديمة والحديثة عن أنواع من المواد المخدرة ، ولا تزال معامل الأدوية تخرج إلى العالم كل يوم بمستحضرات جديدة تؤدي مفعول المخدر نفسه وتهيئتها بشكل سوائل تؤخذ عن طريق الحقن أو على شكل كبسولات تؤخذ عن طريق الفم أو على شكل مساحيق تستعمل عن طريق الأنف بواسطة الشم أو على شكل حبوب بمقاسات وأشكال متعددة وألوان مختلفة . وربما صنعت بعض المواد المخدرة من الأكاسيد والمعادن والأحماض والقلويات وغيرها .
لذا فان إحصاء جميع المواد المخدرة أمر غير ممكن . فقد جاء في احد الإحصائيات إن المواد المخدرة يفوق عددها الخمسمائة مركب تتصف جميعها بالسيطرة على المتعاطي لها وتؤدي إلى الانهيار النفسي والبدني والضعف العقلي المؤكد .
تعتمد أكثر من طريقة لتصنيف المواد المخدرة ، فقد تصنف على أساس خطورتها ومقدار شدة تلك الخطورة إلى :
1- مخدرات كبرى : وهي ذات الخطورة الكبيرة على متعاطيها مثل الأفيون ، المورفين ، الكوكايين ، الهيروين ، الحشيش ، الماريجوانا.
2- المخدرات الصغرى : وهي ذات التأثير الأقل وتظم الكثير من العقاقير المستخدمة كعلاج طبي مثل المنبهات ، المهدئات ، المسكنات ، المنومات ، القات ، الكوكا ، جوزة الطيب وغيرها الكثير . كما يصنفها البعض تبعا للونها إلى :
1- المخدرات البيضاء : مثل الكوكايين و الهيروين .
2- المخدرات السوداء : مثل الأفيون والحشيش .
وهذا التصنيف يعتمده رجال الشرطة في الغالب . ويمكن أن تقسم كذلك من حيث المصدر إلى ثلاثة أنواع هي المخدرات الطبيعية ، والمخدرات الصناعية والمخدرات الطبية (التخليقية) . تبعا لمصدر إنتاجها أو تركيبها الكيميائي ، وسوف نعتمد هذا التصنيف في البحث لأنه تصنيف علمي يتصف بالدقة وتعتمده الكتابات العلمية .
أولا : المخدرات الطبيعية : وهي نباتات تحتوي أوراقها أو زهورها أو ثمارها على مادة مخدرة وهذه النباتات يزرع بعضها في مختلف أنحاء العالم بينما يزرع بعضها الآخر في أماكن محدودة . واهم النباتات المخدرة :
1) نبات القنب
الحشيش والماريجوانا والكيف والبانج والجانجا والكاراس هي اسم لنبات مخدر واحد هو القنب . وعرف القنب منذ فجر التاريخ وكان يستخدم في صناعة الحبال ونسج الأقمشة كما استعمل كدواء مسكن للآلام . وهو من النباتات الطبيعية لكنه يزرع في الشرق الأدنى والأوسط والأقصى وإفريقيا وأمريكا الوسطى والجنوبية والمكسيك والولايات المتحدة الأمريكية . ويحتوي القنب على المادة المخدرة في جميع أجزاءه باستثناء الجذور .
ونبات القنب الهندي هو نبات حولي موسمي يزرع في جميع فصول السنة وذلك بواسطة نظام (الدفيئات الزراعية) ( الصوبة الزراعية ) يمكن زراعة القنب الهندي في أي مكان ، لقد قام بعض الأشخاص بزراعته داخل المنازل في قوارير من الفخار أو المعدن كما يتم زراعته فوق أسطح المنازل وفي بعض الدول تتم زراعته في أراضى حكوميه أو أراضى مملوكه للمواطنين كما تم ضبطه مزروعا حول الوديان أو في داخل المدارس والمؤسسات الخاصة ، كما يتم زراعته بين قمم الجبال . نبات القنب الهندي من العائلة القنابية وهذه العائلة تتكون من جنسين هما حشيش الدينار وهو نبات تستخرج منه ( الخمور ) ، إما القنب الهندي فهو نبات عطري له رائحة عندما تقترب منه وله أوراق راجيه تشبه راحة يد الإنسان ولها إطراف عديدة وهذه الأوراق متساقطة وطول الشتلة يتراوح ما بين 30 سم إلي 6 أمتار وهو نبات أحادى الجنس حيث يوجد منه شتلات ذكر وشتلات أنثى وعندما تنمو الشتلات بعد مرور شهر أو شهرين يقوم المزارع بهز شتلات الذكر فوق النبات الأنثى من اجل التأكد من عملية التلقيح ويقوم المزارع بتقليم وقطع الأوراق من اجل تقوية الشتلة، وعندما يزهر القنب يكون لإزهاره شكل عنقود أو سنبله أو قمم مزهرة .
والقنب نبات عشبي متساقط الأوراق تجمع أزهاره و توضع في حزم ثم تترك حتى تذبل ثم تعصر حتى يستخرج منها الإفراز الراتنجي الذي يساعد على التصاق أوراق الزهر في كتل ثم تترك لتجنى في الظل. و يبلغ طول هذا النبات من 30 سم إلى 6 أمتار .
و القنب كلمة لاتينية معناها ضوضاء و سمي كذلك لأن المادة الفعالة المستخرجة من هذا النبات عندما يتناولها الإنسان وتصل إلى ذروة مفعولها فإن متعاطيها ربما يحدث بعض الضوضاء و الصخب . و يعتبر مصطلح البانجو أو الماريجوانا من الأسماء التي تطلق على الأوراق الجافة لنبات القنب والتي يصنع منها .
و أهم مادة فعالة في البانجو هي مادة THC أي tetra hydro cannabinalوهي المادة التي تؤثر على الحالة النفسية و العصبية للمدمن و تؤدي إلى تغيرات في مزاجه وسلوكه ، وتركيز هذه المادة هو الذي يحدد جودة و نوعية هذا المخدر بالنسبة للمدمنين فيمكن أن يختلف تركيز هذه المادة المخدرة من شجرة إلى أخرى حسب عوامل كثيرة منها نوعية البذرة ، حالة الجو، اختلاف التربة ، وقت الحصاد وعوامل أخرى من شأنها التأثير على نوعية النبات المخدر .
والماريجوانا أو ألمروانا أو الماريهوانا كل هذه المسميات لعنصر واحد هو عبارة عن( الرؤوس المجففة المزهرة أو المثمرة أو العرانيس من إناث نبات القنب الهندي التي يتم استخراج منها المادة الصمغية ، وظهر الماريجوانا في المكسيك ووصل في أواخر الثلاثينات إلى الولايات المتحدة و قد كان الجنود المكسيك يدخنون أوراق نبات القنب الذي كان يزرع و يستخدم لأغراض طبية و صناعية .
2- الحشيش وزيت الحشيش
الحشيش وزيت الحشيش وما يسمى ( سينسيمبلا ) تعد أشكالا أقوى من البانجو من حيث تركيز المادة الفعالة لها ، والحشيش يصنع بأخذ المادة الصمغية الراتنجية من براعم وأوراق وأزهار الشجرة الأنثى لنبات القنب ووضعها على شكل عجينة أو قوالب . والحشيش يحتوي على المادة الفعالة THC المخدرة بمقدار يعادل 5- 10 مرات أكثر مما يحتويه البانجو وأحيانا تزيد هذه النسبة لتصل إلى ألف مرة . وان هذه المادة لا يمكن الحصول عليها في صورة نقية تماما إلا لأغراض البحث العلمي، لان استخلاصها في صورتها النقية مكلف جدا ، وتتراوح نسبة المادة الفعالة ((THC في الحشيش عموما مابين 3% - 10%(4) .
أما زيت الحشيش فيصنع بنفس طريقة صنع الحشيش أي انه مع تكرار هذه العملية لاستخلاص وتصنيع الحشيش يتكون زيت اسود أو بني غامق يحتوي 20% من المادة المخدرة الفعالة THC . وغالبا ما يتم تعاطيه عن طريق التدخين سواء مع البانجو أو السجائر العادية وهو باهض الثمن .
والفرق بين الماريجوانا و الحشيش أن الأولى تصنع من الأوراق الجافة لأنثى نبات لقنب بينما يصنع الحشيش من مادة الراتينج الصمغية التي تسيل من نبات القنب عند قطعه و يمكن استخدام البانجو " الماريجوانا " عن طريق التدخين حيث يمكن أن تلف هذه الأوراق للنبات في ورق السجائر كما يمكن أن يستخدم البايب للتدخين أيضا و أحيانا في بعض أنواع السيجار مما يضاعف من خطورته حيث إن الكمية التي يحتويها السيجار من البانجو تعادل حوالي أربع سجائر من العادية .
و أحيانا يستخدم بعض المدمنين البانجو مع مخدر آخر مثل الكوكايين أو يغمس في مادة PCP المهلوسة و المخدر لزيادة فاعليتها و تأثيرها مما يزيد أيضا من أضرارها ومضاعفاتها الجانبية وتدخين البانجو ينتج الحاجة إلى زيادة الجرعة أي أن المدخن الذي كان يكتفي بسيجارتين في اليوم مثلا، لا تكفيه هذه الكمية فيضطر لمضاعفة الكمية للحصول على نفس التأثير الذي كانت تحدثه السيجارتان و يظل يضاعف من الكمية حتى ينتقل إلى الإدمان بكميات كبيرة يكون لها تأثيرها المدمر على صحته .
3- الخشخاش :
يزرع الخشخاش بصورة مشروعة لسد احتياجات العالم الطبية والعلمية في بعض الدول بموجب اتفاقيات دولية وهي بلغاريا – الهند – اليونان – إيران – تركيا – الاتحاد السوفييتي ( سابقا ) – يوغسلافيا. كما يزرع بصورة غير مشروعة في غير هذه الدول في مختلف مناطق العالم وخاصة في جنوب شرق أسيا( مينيمار ولاوس وتايلاند ) وجنوب غرب أسيا ( أفغانستان – باكستان – إيران ) والمكسيك وتركيا والهند ولبنان . ويبلغ طول النبات 70سم – 110سم له أوراق ناعمة طويلة خضراء ذا عنق فضي . ويشتق من ثماره الأفيون الخام كما يستخلص منه المورفين والهيروين و الكودايين .
ويستخدم الخشخاش طبيا كمسكن للآلام منذ عصور قديمة لدى السومريون واستخدم بعدهم طبيا في الهند والصين واليونان . لكن الرومان بعد أن عرفوا استخداماته الطبية ، أساءوا التعامل معه وأدمنوه . وقد وصفه ابن سينا لعلاج التهاب غشاء الرئة ( ذات الجنب ) ولعلاج أنواع معينة من المغص .
والأفيون يكون على شكل كتل قاتمة اللون أو على شكل بودرة ، ويتم تعاطيه أما بأكله أو تدخينه أو شربه مع القهوة أو الشاي . أما الهيروين فيبدوا على شكل بودرة بيضاء اللون أو رمادية يمكن أن تذاب في الماء لغرض الحقن . ومعظم الهيروين المعروض في تجارة المخدرات ليس نقيا إذ يضاف إليه مادة كنين أو السكر أو بعض الأدوية المخدرة الأخرى كوسائل غش . ويتم تعاطي الهيروين عن طريق الشم أو الحقن المباشر في الوريد أو عن طريق تعاطيه من خلال دواء أو أقراص يدخل في تركيبها .
أما باقي المواد الأخرى المشتقة من الأفيون أو المصنعة منه فيمكن أن نجدها على شكل كبسولات أو أقراص أو شراب أو أكسير أو محلول لغرض الحقن أما في الوريد أو تحت الجلد .
4- الكوكا : هو شجرة دائمة الخضرة ذات أوراق ناعمة بيضاوية الشكل . وتزرع شجرة الكوكا في سفوح جبال الأنديز وحوض الأمازون في أمريكا الجنوبية وبعض السهول الساحلية على المحيط الأطلسي والبحر الكاريبي(4) . وقد عرف نبات الكوكا في أمريكا الجنوبية منذ أكثر من ألفي عام ، وفي عام 1860 تمكن العالم الفريد نيمان من عزل المادة الفعالة في نبات الكوكا فاستخدم في صناعة الأدوية نظرا لتأثره المنشط للجهاز العصبي ، واستخدم كذلك في صناعة المشروبات (الخمور) والمياه الغازية مثل شركة كوكاكولا التي عادت واستبعدته من تركيبة منتجاتها عام 1903. وتعتبر بيرو وبوليفيا وكولومبيا من اكبر دول العالم إنتاجا للكوكايين . ويستخلص منه مخدر الكوكايين والكراك .
ويعتبر الكوكايين من أقوى المواد المسببة للإدمان ويستخرج من أوراق نبات الكوكا على شكل مسحوق ابيض ناعم الملمس عديم الرائحة . ويرجع اكتشاف الكوكايين إلى العالم الكيميائي (نيومان) الذي عزله عن نبات الكوكا عام 1860 واسماه الكوكايين . واكتشفت خاصيته المخدرة عام 1885 من قبل كارل كولر واستخدمه لجراحة العيون كمخدر موضعي . وفي عام 1914 منع بيعه إلا عن طريق الوصفة الطبية بعد أن ثبت تسببه بآثار جانبية للمرضى .
ومنذ بداية القرن العشرين أصبح الكوكايين من أهم المنبهات المستخدمة كشراب مع الامفيتامينات، ولم تكن خطورته قد عرفت آنذاك ، ويسبب الكوكايين الإدمان ربما من التجربة الأولى . ويتم تعاطيه أما عن طريق الحقن أو الشم أو التدخين أو عن طريق تدليك الأغشية المخاطية للفم واللثة .
أما الكراك فانه يحضر من الكوكايين لكي تكون صالحة للتدخين ، ويتم تحضيرها بإضافة بودرة الكوكايين إلى الأمونيا أو بيكاربونات الصوديوم مع الماء ثم يتم تسخين هذا الخليط للتخلص من الهيدروكلوريد .
5- القات : هي شجره معمره تزرع في أي تربه وهى قويه وتقاوم تقلبات المناخ ولها أوراق دائمة الخضرة ويبلغ ارتفاعها من خمسة متر إلي عشرة أمتار أوراقها حمراء داكنة تميل إلي الاصفرار المائل إلي الخضرة عندما تنضج وتكون تلك الأوراق متقابلة عكسية بيضاوية مسننه وحادة ويابسة الملمس عديمة المذاق يتم قطف الأغصان الصغيرة الورقية وتوضع للبيع على شكل حزم ، والمادة الفعالة في النبات هي ( القاتين ) وأكثر الطرق شيوعاً لتعاطي القات في اليمن وتسمى التخزين حيث يمضغ القات الطازج ويتم استحلابه مع شرب الماء ثم يتكرر ذلك لفترة تستمر خمس أو ست ساعات . كما يمكن تعاطيه عن طريق التدخين مع التبغ أو بدون تبغ وتعاطي القات يؤدى إلي حدوث حالة الاعتماد النفسي .
ويزرع في المناطق الجبلية الرطبة من شرق وجنوب إفريقيا وشبه الجزيرة العربية وتكثر زراعته في إثيوبيا والصومال واليمن .
واختلف الباحثون في تحديد الموطن الأصلي للقات فذهب البعض انه جاء من تركستان وأفغانستان ويرى غيرهم أن موطنه الحبشة . لكن المعروف أن الحبشة واليمن عرفتا القات منذ القرن الرابع عشر الميلادي وقد أشير في مصادر التاريخ إلى شجرة لا تثمر فاكهة في ارض الحبشة تسمى بالقات يقوم السكان بمضغ أوراقها الخضراء الصغيرة لتنشيط الذاكرة . ومنذ القرن السادس عشر للميلاد ولحد الآن جرت وتجري عدة محاولات لمنع تعاطي القات إلا إن هذه المحاولات كانت تصطدم بالواقع الاجتماعي في الدول التي ينتشر فيها ، كما إن هذه المحاولات لم تكن على قدر كبير من الجدية ، ولا يدخل القات ضمن مجموعة المواد المخدرة المحظورة دوليا كونه مشكلة إقليمية، إلا انه محظور في الدول العربية فقط .
ثانيا – المخدرات الصناعية : التي تصنع من ناتج المخدرات الطبيعية وهي مشتقة من ثلاث مواد أصلية وهي :
1) نبات القنب ويشتق منه الماريهوانه وزيت الحشيش ومسحوق الحشيش .
2) نبات الخشخاش ويشتق منه الأفيون الخام والمورفين والكوريين والهيروين وسائل الأفيون .
3) نبات الكوكا ويشتق منه الكوكايين .
1- المورفين
يستخلص المورفين من الأفيون ويكون على شكل مسحوق ناعم الملمس أو على شكل أقراص ، ويتراوح اللون من الأبيض أو الأصفر الباهت إلى البني الذي تكون له رائحة حمضية وخاصة في الأصناف الرديئة ويمكن استخلاص المورفين مباشرة من ( قش الخشخاش ) بدون الحصول على الأفيون أولا . ولم يعرف الطب حتى ألان مسكنا للآلام أقوى من المورفين .
وكثرة استخدامه تؤدي إلى حالة الاعتماد عليه كمخدر وهو يؤخذ عن طريق الحقن تحت الجلد ، واستعماله طبيا بمقادير معينة مباحا بشرط أن يكون تحت الإشراف الطبي . ومادة المورفين تعتبر مخدرة إذا لم تختلط بغيرها ، أما إذا اختلط بمادة أخرى فيتعين التفرقة بين ما إذا كانت هذه المادة فعالة أم لا ، فحتى تكون فعالة لابد أن تزيد نسبة المورفين في الخليط 0،2% حتى تعتبر في عداد المواد المخدرة .
2- الهيروين
وهو مسحوق ابيض غير بلوري ناعم جدا يميل لونه إلى الأصفر أو البني الغامق في حال لم يكن نقيا تماما ، ويشتق الهيروين من المورفين ويفوقه في فاعليته كمخدر من مرتين إلى عشرة حسب المقادير المستخدمة . ويعتبر أكثر المخدرات خطورة في العالم لكثرة متعاطيه وخاصية سرعة إدمانه . والهيروين ينتج من تفاعل مادة المورفين المستخلصة من نبات الأفيون مع المادة الكيميائية (استيل كلوريد) أو (اندريد حامض الخليك) .
ثالثا - العقاقير الطبية
ويطلق عليها المخدرات التخليقية وهي عقاقير ليست ذات أصل نباتي بل تتم صناعتها من تركيبات كيمياوية وهي على ثلاثة أنواع هي عقاقير منومة ، منشطة، هلوسة .
1- العقاقير المنومة ( الباربيتورات )
اكتشفها عام 1862 الفرد باير وأطلق عليها هذا الاسم اذ يقال ان اكتشافها صادف عيد القديسة باربرا في 4 ديسمبر 1862 وهي (أملاح الباربيتوريك) ، واول مادة عزلت من هذه الأملاح هي الباربيتون المعرف باسم (فيرونال) الذي دخل الاستعمال الطبي عام 1903 ثم توالى اكتشاف الباربيتورات الاخرى ، فقد اكتشف ال (لومينال) عام 1912 و ال (اميتال) في 1923 و ال (السيكونال) عام 1930 وال(بنتونال) 1935 حتى اكتشفت العشرات من أملاح الباربيتورات(2) .
وهي مجموعة تهبط الجهاز التنفسي والعصبي وتستخدم كمهدئات ومنومات لعلاج حالات الأرق والتوتر وكمخدر قصير المفعول ، وكان هناك (50) نوع تقريبا من هذه المجموعة أما ألان فلم يعد هناك سوى (12) نوعا منها فقط وتتميز بخطورتها على المتعاطي وسرعة إدمانها ومنها اموباربيتال ، بنوباربيتال ، سيكوباربيتال . وتوجد على أقراص وحق وشراب .
ويميل متعاطي هذا النوع من العقاقير إلى زيادة الجرعة بمرور الوقت للوصول الى النشوة المطلوبة مما يزيد من احتمالات حدوث التسمم لارتفاع المضاعفات الجانبية. ويعادل تأثيرها مفعول الأفيون والمورفين .
2- العقاقير المنشطة
أ- الامفيتامينات
اكتشفها (ادليانو) عام 1887 ، وأول من اكتشف خصائصها العلاجية جوردن اليس عام 1928 واستعملت كبخاخ لعلاج التهاب أغشية الأنف المخاطية تحت اسم (بنزدرين) كاسم تجاري للدواء . وفي عام 1935 صنعت على شكل أقراص ثم استخدمت لعلاج الاكتئاب ، وخلال الأربعينات من القرن العشرين استخدمها الطلاب لمقاومة النوم أثناء الدراسة . وخلال الحرب العالمية الأولى صرفت أقراص الامفيتامين بصورة رسمية لجنود الجيش الأمريكي وقدر ما صرف منها للجنود ب (180 ) مليون قرص وكذلك فعل الألمان واليابانيون مع جنودهم . وبعد انتهاء الحرب استمر تعاطي الامفيتامين في هذه الدول وقدر عدد متعاطيها في اليابان عام 1954 بمليون ونصف إنسان ، وتمكنت الحكومة اليابانية من القضاء على هذا الوباء عام 1960 . أما في الولايات المتحدة فقد كانت المشكلة أكثر تعقيد منها في اليابان حيث انتشر استنشاق البخاخ وعندما منعت القوانين ذلك عمد المتعاطون إلى كسر البخاخ واستنشاق المادة المشبعة بالامفيتامين . ثم صنع البخاخ من مواد غير قابلة للكسر وانخفضت نسبة المتعاطين عام 1959 عندما حرم استخدام البخاخ إلا بوصفة طبية . وفي عام 1960 انتشر تعاطي الامفيتامين بالحقن في الوريد ولم تنخفض نسبة المتعاطين إلا بعد عام 1970 عندما منع صرف الامفيتامين طبيا وشددت القوانين من قبضتها على صناعته .
هذا النوع من المنبهات للجهاز العصبي يحدث نوعا من النشاط والحيوية في الجسم كله في بداية استعمالها مما يعطي الشخص مزيدا من الثقة ولكن مع كثرة الاستخدام وزيادة تنبيه العصب السمبتاوي ينتج تدمير الخلايا العصبية ، وقد تستخدم مثل هذه المنشطات في تركيب بعض الأدوية التي تستخدم كمنشطات جنسية والتي يدخل فيها أيضا دواء منشط ومنبه آخر هو ( ستركنين ) وهو من الأدوية التي يمكن أن تؤثر على خلايا المخ وتسبب تشنجات إذا زادت جرعاته في الجسم ، ويضاف عليها زيت جوزة الطيب الذي يحتوي على مادة الميرستين وهو مركب خطير وله مضاعفات جانبية لها تأثير منشط على الجهاز العصبي والحالة النفسية خاصة في حالات الإحباط والاكتئاب ، وتؤثر على الشهية وتسبب فقدان الوزن .
ب- الاكستازي أو الأيس
صنع الاكستازي منتصف سبعينات القرن العشرين من قبل بعض الكيميائيين الذين يعملون في معامل غير قانونية ، وتم تحضيره لأول مرة في كوريا واليابان ثم انتقل إلى الفلبين وجزر هاواي في أواخر السبعينات حتى وصل إلى كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية باسم الأيس عام 1989 وقد سمي بذلك لأنه يشبه كريستالات الثلج المجروش ، و الاكستازي منبه للجهاز العصبي وله تأثيرات بدنية ونفسية وعصبية شبيهة بتلك التأثيرات التي يحدثها الكوكايين . وقد حدثت بعض حالات الوفاة عند بداية صنع الاكستازي نتيجة تكون مواد سامة مثل باراميثامفيتامين السامة .
ومدمني الاكستازي يفضلونه لأنه يزيد من حيوية ونشاط الجسم بشكل عام مع شعور المتعاطي بالسعادة والحضور في بداية تناوله مع ازدياد الإحساس بوجود طاقة داخلية كبيرة . ويتم تعاطيه في بداية الأمر عن طريق المضغ أو الاستنشاق وعند الإدمان على تعاطيه يفضل المدمن تدخينه أو عن طريق الحقن أو تناول أقراصه أو كبسولاته .
وتتمثل الآثار السلبية للاكستازي في الشعور بالنشاط الزائد عن اللزوم وميل إلى العدوانية والشك في كل الناس وضيق في التنفس وارتفاع درجة الحرارة مصحوب بغثيان وقيء وبعد ذلك تأتي مرحلة النوم الطويل التي تصل إلى 24 أو 48 ساعة .
3- عقاقير الهلوسة
وتشمل هذه المجموعة المسكالين ، داي ميتيل ، ترديباتمين ، فينسيكيلدين ، الأسيد LCD وغيرها . وهذه المواد من أقدم العقاقير التي استخدمت من قبل الإنسان للتأثير على مزاجه وسلوكه ، وكثير منها موجود في الطبيعة ويشتق من مواد طبيعية مثل بعض النباتات وبعض الفطريات التي كانت تستخدم لأغراض طبية ، أحيانا لإقناع الناس بأغراض السحر والشعوذة أو لإغراض الطقوس الدينية ، أما في العصر الحديث فقد تم تصنيع هذه العقاقير من مواد مختلفة لها تأثير أقوى من هذه المواد الطبيعية .
ولم يتم التوصل حتى ألان إلى جميع الآثار الجسدية والنفسية التي تحدثها عقاقير هذه المجموعة على متعاطيها ، وحتى الاسم الذي يطلق عليها (عقاقير الهلوسة) غير دقيق لان بعض أدوية هذه المجموعة لا تسبب الهلوسة . لكن هناك بعض الآثار السلبية المشتركة لجميع الأدوية منها التسمم إذا أخذت بكميات كبيرة ، أما إذا كانت الجرعات قليلة فإنها تسبب تغير حاد في المزاج و الإحساس والأفكار التي تراود الإنسان هذا من الناحية النفسية . أما من الناحية البدنية فإنها تسبب سرعة نبضات القلب وارتفاع في ضغط الدم مع اتساع حدقة العين ويمكن اكتشاف بعض هذه المواد في جسم المتعاطي بتحليل عينة من البول مثل مادة فينسيكيلدين (PCP) حيث يمكن أن تكتشف آثارها بعد سبعة أيام من تعاطيها .
الأسيد LCD
يعد هذا الدواء من أقدم المواد التي تمت دراستها في هذه المجموعة ، وقد صنع عام 1938 من قبل الباحث الكيميائي السويسري ألبرت هوفمان ويستخرج من فطر الجودر، وبعد تصنيعه يكون مادة بلورية قابلة للذوبان في الماء والكحول(2) . واكتشف تأثيرها كمادة مهلوسة عام 1943 عندما تناولها مكتشفها د. هوفمان بالصدفة .
ويحضر هذا الدواء على شكل أقراص أو كبسولات أو سائل نقي أو على شكل مكعبات صغيرة من الجيلاتين أو طوابع مغموسة بالدواء يتم لعقها أو لصقها على الجلد . وهو عديم اللون والرائحة وله تأثير واضح على جسم الإنسان يتمثل في اتساع حدقة العين وسرعة نبضات القلب وزيادة نسبة السكر في الدم مع إحساس بالغثيان وانخفاض في درجة حرارة الجسم ، وخلال الساعة الأولى من تناول العقار يشعر المدمن بتغير حاد في مزاجه وإحساسه مع وجود هلوسات بصرية وسمعية ثم تنتابه بعد ذلك حالة عدم الإحساس بالوقت والمكان مع اضطراب في استقبال الأشياء بحجمها وصوتها الحقيقي حيث يمكن أن يرى تمثالا لكلب صغير فيراه أسدا، ويسمع صوتا فيعتقد انه صراخ ، ويمتد هذا الاضطراب إلى حركة الأشياء فإذا تحرك احد خطوة نحوه يمكن أن يظنه يهم بقتله فيؤذيه ، ويحدث لديه اضطراب في حاسة اللمس واضطرابات مختلفة في الحواس الأخرى .
أخوكم
علي الكناني