ما معنى إتصال السند ؟
معناه أن يتلقى كل راو ممن روى عنه مباشرة أو حكماً .
وكيف تكون المباشرة ؟ وكيف يكون الحكم ؟
المباشرة : أن يلاقي من روى عنه فيسمع منه , أو يرى , ويقول : حدثني , أو سمعت , أو رأيت فلاناً , ونحوه .
الحكم : أن يروي عمن عاصرة بلفظ يحتمل السماع والرؤية مثل : قال فلان , أو : عن فلان , أو : فعل فلان , ونحوه .
هل يشترط مع المعاصرة ثبوت الملاقاة أو يكفي إمكانها ؟
قال البخاري يشترط وقال مسلم يكفي إمكانها فقط .
وأي القولين صحيح قول البخاري أم قول مسلم ؟
قال النووي عن قول مسلم : أنكره المحققون , قال : وإن كنا لا نحكم على مسلم بعمله في " صحيحه " بهذا المذهب لكونه يجمع طرقاً كثيرة يتعذر معها وجود هذا الحكم الذي جوّزه .
ولكن هل يشمل هذا الحكم المدلِّس ؟
كلا لايشمله , المدلِّس لا يُحكم لحديثه بالإتصال إلا ما صرح فيه بالسماع أو الرؤية .
كيف يُعرف عدم إتصال السند ؟
يعرف عدم إتصال السند بأمرين .
وما هما الأمرين الذي يعرف بهما عدم الإتصال ؟
الأول : العلم بأن المروي عنه مات قبل أن يبلُغَ الراوي سِنَّ التمييز .
الثاني : أن ينص الرواي أو أحد أئمة الحديث على أنه لم يتصل بمن روى عنه , أو لم يسمع , أو لم يرى منه ما حَدَّث به عنه .
ما هو الشذوذ ؟
الشذوذ : أن يخالف الثقة من هو أرجح منه إما : بكمال العدالة , أو تمام الضبط , وكثرة العدد , أو ملازمة المروي عنه , أو نحو ذلك .
وما مثال الشذوذ ؟
مثاله : حديث عبدالله بن زيد في صفة وضوء النبي أنه مسح برأسه بماء غير فضل يده , فقد رواه مسلم بهذا اللفظ من طريق ابن وهب , ورواه البيهقي من طريقه أيضاً بلفظ : أنه أخذ لأذنيه ماء خلاف الماء الذي أخذه لرأسه . ورواية البيهقي شاذه ؛ لأن راويه عن ابن وهب ثقة , لكنه مخالف لمن هو أكثر منه . حيث رواه جماعة عن ابن وهب بلفظ رواية مسلم , وعليه فرواية البيهقي غير صحيحة , وإن كان رواتها ثقات ؛ لعدم سلامتها من الشذوذ .
ما هي العلَّة القادحة ؟
العلَّة القادحة : أن يتبيّن بعد البحث في الحديث سبب يقدح في قبوله . بأن يكون منقطع , أو موقوف , أو أن الراوي فاسق , أو سيِّيء الحفظ , أو مبتدع والحديث يقوي بدعته , ونحو ذلك , فلا يحكم للحديث بالصحة حينئذ ؛ لعدم سلامته من العلة القادحة .
وما مثال العلة القادحة ؟
مثاله : حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي قال لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئاً من القرآن . فقد رواه الترمذي وقال : لا نعرفه إلا من حديث اسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة ... الخ .
فظاهر الإسناد الصحة , لكن أُعلّ بأن رواية اسماعيل عن الحجازيين ضعيفة , وهذا منها , وعليه فهو غير صحيح لعدم سلامته من العلة القادحة .