وقــــــــــــــــفات للتـــــــــــــــــــــــــــــأمل - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الإبتدائي > قسم الأرشيف

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

وقــــــــــــــــفات للتـــــــــــــــــــــــــــــأمل

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-02-20, 19:42   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
يوسف زكي
مشرف سابق
 
إحصائية العضو










افتراضي وقــــــــــــــــفات للتـــــــــــــــــــــــــــــأمل

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

أخي الكريم لك و لي هذا الموضوع لعلنا نعتبر



المعلم مع نفسه :

أخي المعلم: اعلم أنك صاحب رسالة عظيمة ومقدسة من أشرف الرسالات، فهي مهنة اختص بها الرسل عليهم الصلاة والسلام .

أخي المعلم: لقد تحملت أمانة عظيمة وجليلة فأنت صانع الحضارات وناقل للثقافات ومشارك فعال في إعداد رجال المستقبل .

فكن صادقا مع نفسك قبل أن تكون صادقاً مع الآخرين، مخلصاً لله، مستقيماً على تقواه سبحانه وتعالى، وصاحب خلق رفيع .

أخي المعلم: اجعل قدوتك في التعليم المعلم الأول رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في جميع أقوالك وأفعالك، واتق الله فيما أوكل لك من عمل .

((فالإخلاص والتقوى عاملان ضروريان لنجاح المعلم في أداء رسالته، فأساس النجاح في العمل التربوي تقوى الله، فما خرج من القلب وصل إلى القلب، وما خرج من اللسان لم يتجاوز الآذان)) .[1]

وقال الإمام النووي: ((ويجب على المعلم أن يقصد بتعليمه وجه الله، وألا يجعله وسيلة إلى غرض دنيوي، فيستحضر المعلم في ذهنه كون التعليم آكد العبادات ليكون ذلك حاثاً له على تصحيح النية ومحرضاً له على صيانته من مكدراته ومن مكروهاته مخافة فوات هذا الفضل العظيم والخير الجسيم)) .[2]

فلا تكن أخي المعلم ممن أتى للتعليم وتحمل هذه الأمانة من أجل الفرض المادي فحسب . لا بأس أن يؤمن الإنسان مصدر رزقه ولكن حري بك أن تجمع بين هاتين وتحتسب في عملك وتخلص فيه .







التدريس وشكوى المعلمين :

وهناك نقطة أخرى تكثر بين المعلمين ألا وهي كثرة الشكاوى والهموم من عمل التدريس وأعبائه، فلا يكاد يخلو مجلس من مجالس المعلمين إلا ويشتكي بعضهم إلى بعض من عمل التدريس، وقد تمتد تلك الشكاوى إلى مجالس أخرى غير مجالس المعلمين .

أخي المعلم بالرغم من أن مهنة التعليم عسيرة وشاقة فلا ينبغي الإكثار من الشكاوى من التعليم ولا قولها في كل ساعة وكل مكان بل يجب الصبر والتحمل على أداء هذه الرسالة الشريفة التي تحملتم مسئوليتها وأمانتها .

وإذا اعترتك بلية فاصبر لهـا صبر الكريم فإنه بـك أعـلـم

وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم[3]

واعلم أخي المعلم أن هناك مهن أخرى متعبة وشاقة، ولكن ما نقوله لك عليك بالصبر والتحمل والمكابدة من أجل هذه المهنة التي هي مهنة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام جميعاً .

المعلم مع طلابه :

أخي المعلم لا شك أن الطالب هو المقصود من التعليم والعملية التربوية لذلك حري بك أن تتعامل معه بلطف ولين ومحبة وتقدير وتواضع واحترام، ولن نسهب في تذكيرك بمراعاة الفروق الفردية بينهم فأنت قد سبقتنا إلى معرفتها أثناء دراستك وبعد عملك في التعليم .

ولكن لا بأس أن نشير إلى بعض منها فأنت تعرف أن الله خلق الناس معادن وطاقات مختلفة ومتفاوتة بين الشخص وغيره، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا))[4] .

فالطلاب منهم الموهوب وغيره، فعليك رعايتهم جميعاً وليس الموهوب هو الذكي فقط لكن الموهوب أو الموهبة معناها واسع وقد تكون في الخط أو الكتابة أو الشعر أو القيادة .

الطلاب ثلاثة :

طالب متفوق بين أقرانه حباه الله قدرات ذهنية تمكنه من النجاح والتقدم والتفوق في دروسه .

طالب في الوسط لا هو بالمتقدم ولا بالمتفوق ولا بالمتأخر ولكنه يسعى إلى النجاح مهما كانت الدرجة .

وطالب بطيء التعلم فهو متأخر في دروسه وفي دراسته يتعثر دونما نجاح يعيد السنة سنتين وثلاثاً .

فماذا عساك عاملاً تجاه هؤلاء ؟[5]

اجعل من المعلم الأول الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة لك أيضاً في تعليمك لتلاميذك فقد كان يجيب على كل سائل بحسب دوافعه وحاجاته وميوله وقدراته وإمكاناته وسعة فهمه ومنزلته .

قال الغزالي: ((من وظائف المعلم أن يقتصر بالمتعلم على قدر فهمه فلا يلقي إليه ما لا يبلغه عقله فينفره أو يخبط عليه عقله اقتداء في ذلك بسيد البشر صلى الله عليه وسلم، فقد كان يراعي ذلك في تعليمه وتحديثه ووعظه))[6] .

إلى جانب الفروق الفردية فلا تنس المعاملة الطيبة مع تلاميذك ومحبتهم والعطف عليهم فأنت بمثابة الأب لهم والموجه والمرشد لهم .

ويؤكد ابن جماعة على حسن المعاملة فيقول: ((وكذلك ينبغي أن يرحب بالطلبة إذا جلسوا إليه، ويؤنسهم بسؤالهم عن أحوالهم وأحوال من يتعلق بهم بعد درسهم، وليعاملهم بطلاقة الوجه وظهور البشر وحسن المودة وإعلام المحبة وإظمار الشفقة))[7] .

ولا تنس أخي المعلم العدل بين تلاميذك سواء في التعليم أو المعاملة أو حتى النظرة، يقول ابن سحنون بإسناد عن الحسن قال: ((إذا قوطع المعلم على الأجرة فلم يعدل بينهم – أي الصبيان – كتب مع الظلمة))[8] .

وعلى هذا ينبغي أن تكون علاقتك بتلاميذك مبنية على هذا الأساس، فكم من طالب كره المعلم أو المادة أو المدرسة بسبب سوء علاقة مع معلم أو معلمين .






المعلم مع زملاء المهنة وإدارة المدرسة :

المعلم ليس وحده في العملية التعليمية فهناك زملاؤه المعلمون الذي يجب عليه التعاون والتشاور معهم في الأمور التربوية والاستفادة من خبراتهم، فالحكمة ضالة المؤمن .

فالمعلم مهما كانت قدراته العلمية والتربوية فإنه قاصر لا يستطيع أن يقوم بأعباء رسالة التربية والتعليم بمفرده وهو بمعزل عن إخوانه، وكما قيل: اليد الواحدة لا تصفق[9] .

وأتمر بقوله تعالى: ((وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب))[10] .

وعليك عدم ذكر عيوب زملائك أو موادهم التي يدرسونها أمام تلاميذك .

وكم هو جميل أن ترى المعلمين يداً واحدة على الخير يستفيد كل واحد منهم من الآخر، هينين لينين لبعضهم البعض لا يحملون لبعضهم الضغينة أو الحسد، ولا تجد في قلوبهم الكبر على أحد.

أما زميلك الجديد فخذ بيده إلى الطريق الصحيح وساعده لبلوغ شرف هذه الرسالة النبيلة التي أقدم عليها حاثاً له على الإخلاص في العمل وتقوى الله سبحانه وتعالى في السر والعلن .

أما مدير المدرسة فهو مدير للتعليم في مدرسته فعليك التعاون معه ومشاركته في الآراء السديدة التي تخدم العمل التربوي .

واحرص أن تكون علاقتك به قائمة على أساس الثقة والإخلاص والأمانة والمودة والاحترام والتقدير والوئام والمرونة في حدود الشرع والنظام .

فإذا تحقق ذلك كان الجو التعليمي مهيئا للمعلم بأن يؤدي رسالته على أكمل وجه[11] .

المعلم مع المجتمع :

إن مهنة التعليم ليست كسائر المهن والوظائف تنتهي بمجرد انتهاء دوام تلك المؤسسة أو الدائرة أو الوزارة، وإنما يمتد عمل المعلم خارج المدرسة، فالمعلم محط أنظار الجميع في سلوكه وتصرفاته وتجدك أحياناً تكون محرجاً أن تقول: إني معلم إذا كنت في موقف ما، فمثلاً إذا ارتكبت مخالفة مرورية وسألك رجل المرور عن علمك فقلت معلم فإنه سوف يستكبر ذلك منك لأنك أنت المربي والموجه والمرشد فكل من المهندس والطبيب والجندي وغيرهم قد قابلوا معلمين أثناء دراستهم فالمعلم قدوتهم ومثلهم الأعلى في جميع تصرفاتهم وأفعالهم .

إن المعلم الناصح المخلص لن يعد أن يجد واحداً من بين طلبته المئات يحمل أفكاره ويتحمس لها ربما أكثر منه، وينافح عنها في المجالس والمحافل فتبلغ كلماته مدى يعجز هو قبل غيره عن قياسه.

وأحسب أنك توافقني أن هذه البوابة من التأثير غير مفتوحة للجميع وأن من يفشل في التأثير في الجالسين أمامه لن تجاوز كلماته فصله [12] .

وما أجمل أن تكسب طالباً من طلابك يحمل أفكارك وعلمك ويعرف قدرك ومكانتك .

ويوصيك بذلك ابن جماعة فيقول: ((واعلم أن الطالب الصالح أعود على العالم بخير الدنيا والآخرة من أعز الناس عليه، وأقرب أهله إليه ولذلك كان علماء السلف الناصحون لله ودينه يلقون شبك الاجتهاد، لصيد طالب ينتفع الناس به في حياتهم، ومن بعدهم، ولو لم يكن للعالم إلا طالب واحد ينتفع الناس بعلمه وهديه وإرشاده لكفاه ذلك الطالب عند الله تعالى فإنه لا يصل شيء من علمه إلى أحد فينتفع به، إلا كان له نصيب من الأجر)) .[13]

إن المعلمين يخدمون البشرية جمعاء ويتركون بصماتهم واضحة على حياة المجتمعات التي يعملون فيها كما أن تأثيرهم على الأفراد ومستقبلهم يستمر مع هؤلاء الأفراد لسنوات قد تمتد معهم ما امتد بهم العمر .

إنهم يتدخلون في تشكيل حياة كل فرد مر من باب المدرسة ويشكلون شخصيات رجال المجتمع من سياسيين وعسكريين ومفكرين وعاملين في مجالات الحياة المختلفة [14].

أبعد هذا مكانة أعلى وأنبل من هذه المكانة التي يحتلها المعلم في مجتمعه، حتى حين يموت الإنسان ويفضي إلى ما قدم ينقطع عمله إلا من ثلاث: ((صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له))[15] .

وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته، علماً علمه ونشره، وولداً صالحاً تركه أو مصحفاً ورثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة جارية أخرجها من ماله في صحته وحياته، تلحقه من بعد موته))[16] .

يا لها من مهنة أثرها يمتد إلى ما بعد الموت وأجرها يضاعف في الآخرة .





--------------------------------------------------------------------------------

[1] نظرات في التربية الإسلامية ص103

[2] المجموع شرح المهذب ج1 ص30

[3] مدارك السالكين ج20 ص160

[4] رواه البخاري ومسلم .

[5] خواطر تربوية فهد عبدالعزيز الكليب ص56 .

[6] إحياء علوم الدين ج1 ص57

[7] تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم ص65

[8] آداب المعلمين لابن سحنون المطبوع في نهاية كتاب المذهب والسمت لابن سحنون ص119

[9] المعلم ومبادئ التعليم عبدالله بن حسين بن أحمد شقيبل ص112

[10] المائدة [2] .

[11] المعلم ومبادئ التعليم عبدالله بن حسين بن أحمد شقيبل ص113

[12] المدرس ومهارات التوجيه محمد الدويش ص18

[13] تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم ص63 .

[14] المعلم والمناهج وطرق التدريس ص14-15 .

[15] رواه مسلم .

[16] رواه ابن ماجه .



للأمانة الموضوع منقول جزى الله خيرا كاتبه وناقله و من سينقله .









 


 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:10

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc