التعليم في الإسلام - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات إنشغالات الأسرة التربوية > منتدى الانشغالات الادارية والنصوص التشريعية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

التعليم في الإسلام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-11-02, 21:04   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد-22
عضو محترف
 
الصورة الرمزية محمد-22
 

 

 
إحصائية العضو










B11 التعليم في الإسلام

السلام عليكم إخوتي الأعزاء
لا يأسف الواحد منا وتدمع عينه على أحوال التعليم في بلادنا
لقد أصبح المسؤولون عن التعليم في الجزائر الحبيبة يلهثون وراء الغرب و استوردوا لنا مناهجا وطبقوها حرفيا على أبنائنا مع العلم أنهم لن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم.
إخواني الأعزاء هذا كله بسبب الابتعاد عن ديننا الحنيف.
أقدم لكم هذا المقال الذي يتحدث عن "التعليم في الإسلام" وأرجو من الله أن تعُمّ الفائدة الجميع

التعليم في الإسلام

عبد الباري بن عوض الثبيتي
المدينة المنورة
3/8/1425

-------------------------
الخطبة الأولى
أمّا بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوَى الله، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].
التّعلّم طلب العلم والمَعرفة، والتعليم إيصالُ العِلم والمعرفة وبذلُهما للآخرين. العِلم في الإسلام لا حَدَّ له ولا نهايةَ، قال الله تعالى: وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً [الإسراء:85]. ومَن أمعنَ النظرَ وأحسَن التفكير وتتبَّع الأسبابَ المبثوثةَ في الكونِ دلّه الخالق سبحانه على بعضِ أسرار خلقِه، قال تعالى: عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ [العلق:5]، وقال سبحانه: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ [فصلت:53]، وقال سبحانه: وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا [الزخرف:48]. وكلُّ علمٍ نافع فهو مطلوب شرعًا.
كان الرّسول أوّلَ من سعَى لمحو الأمّيّة حين جعَل فداءَ أسرى بدرٍ أن يعلِّم كلٌّ منهم عشرةً من المسلمين القراءةَ والكتابة(1)[1]. ومهما كان مقامُ الإنسان عاليًا ومنصبُه ساميًا فإنّه لا يستغني عن التّعليم، فهذا نبيّ الله داود عليه السلام مع حصوله على الملك والنبوّةِ لم يستغنِ عن تعليم الله إيّاه، قال الله تعالى: وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ [البقرة:251]. وموسى عليه السلام يلتمِسُ من العبدِ الصالح مرافقتَه ليتعلّمَ منه، قال تعالى: قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا [الكهف:66]، وطلبَ منه المزيدَ: وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا [طه:114]. قال سفيان بن عُيينة رحمه الله: "أوّل العلم الاستماع، ثمّ الفَهم، ثمّ الحِفظ، ثمّ العمَل، ثمّ النّشر"(2)[2].
ميدانُ التربية والتعليمِ من أهمِّ الميادين، أثرُه كبير في تنشِئَةِ الأجيال الذين هم قاعِدةُ بناءِ المجتمعات والدّوَل، ولما كان التّغيير في المجتمعاتِ والأمم يسيرُ حسب سنّةٍ لا تتبدّل: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ [الرعد:11] فإنّ ميدانَ التغيير التربيةُ والتّعليم، وجيلُ المتعلِّمين اليومَ هم قادةُ مجتمَع الجيل القادم.
ولقد صارتِ التربية والتعليم في الواقعِ التاريخيّ للأمّة فكانت وسيلةَ هدايةٍ وطريقةَ خير للفردِ والمجتمع والنّاس أجمعين، فقد كان الرّسول هو المعلّم الأوّل للأمّةِ، هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ [الجمعة:2].
التّربيةُ في الإسلام تؤسَّس على قِيَم الأمّةِ ومبادئها، وبهذا نعلَم أنّه لا يمكن لأمّةٍ من الأمم أن تستعيرَ مناهجَها التعليميّة من أمّةٍ أخرى.
التّربية الإسلاميّة تغدِّي العقلَ بالحقائقِ والمعارف والنفسَ بالتربية والأخلاق، فنحن أمّةُ نبيٍّ بُعِث بمكارِم الأخلاق.
وفي عصرِنا يظهر جليًّا أنّ التعليم بلا تربيةٍ ضررُه أكثر من نفعِه، فالتقدّم التقنيّ في الأطباق الفضائيّة مثلاً سُخِّر للعُريِ الماجن والمُجون الفاضح وقتلِ الحياء ووأدِ الفضيلة وتلويثِ العقول بالأفكار المنحرِفة، وكذا التقدّم العلميّ في الحضارةِ المادّية المعاصرة ولّدَ قوى عُظمى، لكنّها قوى همجيّة، لا أخلاقَ تردَعُها، ولا قيَم تهذِّبها، قوَى سيطرةٍ واستبدادٍ وامتصاصِ ثرواتِ الضعفاء وسَحق الأبرياء. هذه الحضارة المادّيّة ولّد عِلمُها الذي لم يهذِّبه دينٌ ولم يقوِّمه خُلقٌ جيوشًا جرّارة، ترتكِب المذابح، وتنحَر السلام، وتغتصِب الفتيات، ونَشأت في أحضانِ هذا العِلم عصاباتُ الاتِّجار بأعضاءِ البشر باعتبارها قِطَع غيارٍ عالميّة. إنّه علمٌ يجعلُ المنتمين له سَكرى، لا وازعَ لهم ولا حيَاء.
الثّورةُ العلميّة المادّية لم توفِّر للناس طمأنينةَ القلب وسكينةَ النفس وهدوءَ الأعصاب والأمنَ الشّامِل والسلامَ العادل، فالعالم ينزِف من ويلاتِ القتل الجماعيّ والتدمير الإباديّ والتفجير الذي ينشُر الأشلاء، العالَم يئنّ من موتِ الضمير وفقدانِ الأخلاق، فالسّرقة والاختلاس والغشّ والرّشوة والترويجُ والخيانات وغيرها شاعَ أمرُها وفشَا ضررُها في العالَم، والسّبَب هو غِياب التربية مع التعليم.
هذه مفاجأةُ ما يُسمَّى بالتّربية الحديثة، لا تقيم وزنًا لدِينٍ أو خلُق، تحرّكها المصلحةُ والمنفعة، تشعَل حروبٌ وتدمَّر قرًى من أجل المصالح والمنافع، إنّها قِوى لا تهتدِي بنور الله.
أمّا التعليم في الإسلام فأنموذجٌ فريد وتكاملٌ بديع مع التربيّة الإيمانيّة الراسخة، إنها تنشِئ جيلاً ربّانيًا، يعمِّر الحياة، يبني الأرضَ، يقيم العقيدةَ في القلب والمشاعِر والجوارح، يقوم بدَور الخِلافة لتحقيق العبوديّة لله، ولتكونَ سمةُ المُخرجات جسدًا طاهرًا، قلبًا مؤمنًا، عِلمًا نافعًا وحضارةً تستنير بهدَى الله.
التّعليم في الإسلامِ هو المنهَج الوحيد الذي يربِّي الفرد وينميّ شخصيتَه ويجعله يطلُبُ التعليمَ ويسعى للنّبوغ والرّيادةِ للبناء لا للهَدم، للخير لا للشرّ، للفضيلة لا للرّذيلة، إنه لا يعتدِي، لا يفسِد، لا يدمّر، يخشَى مِن إراقة قطرةِ دمٍ فضلاً عن تدميرِ قُرًى وبيوتٍ على الأطفال والنّساء والأبرياء كما تفعلُه جرّافات أدعياءِ التقدّم والحضارة.
إخوةَ الإسلام، أوّلُ خُطوات التعليم في الإسلامِ تهيئةُ القلب، تأديبُه بأدبِ النبوّة في الأمانةِ والصّدق والاستقامة والعَدل والإخلاص وصلاحِ الظاهر وطَهارةِ السريرة إلى غير ذلك من المثُل العُليا، والمناهجُ والنّصوص مهما كانت سامِيةً لا يكون لها تأثيرٌ فعّال إلاّ إذا تحوّلت إلى واقعٍ متحرِّك وترجمةٍ عمليّة في التصرّفات والسلوكِ والمشاعر والأفكار، فحاجتُنا إلى القلوبِ العامرة بالإيمان ليست دونَ حاجتنا إلى الرؤوس المشحونةِ بالمعلومات.
يخطئ كثيرًا من يحصُر التعليمَ في تكثيفِ المناهج وحشوِ المعلومات، ومع أهمّيّة ذلك إلاّ أنّ تقدّمَ الأمم يُقاس بقَدر التزامِها بالقيَم وتشبُّعها بالمبادئ وتمثُّلها بالأخلاقِ. إنّ أيَّ حضارةٍ وأمّةٍ لا تقوم مؤسَّساتها التعليميّة على التربيةِ الرشيدة واقعًا عمليًّا وسلوكًا واقعًا في محاضِن التربيةِ والتعليم لا يمكن أن تسيرَ طويلاً مهما ارتفَعت وتفنّنت في الوسائل والتّقنية، والذي يُعمِّق الأسى ويُفجِّر الحزنَ تتبُّع بعضِ أبناء المسلمين جُحرَ الضبِّ الذي نُهينا عنه وعدمُ الاعتبار بمآسي التعليم المادّي الذي لم يُصبَغ بنور الإيمان وهداية القرآن. وواقعُ الأمة يقتضِي تغذيةَ المناعةِ وتحصينَ الأجيال حذرًا من أخطار محدِقة بالعقيدة والفِكر والسلوك، وهذا يتطلّب من القائمين على التربيةِ والتعليم تقييمَ مسارِنا التربويّ لصناعة الشخصيّة المسلمة السّويّة، والإهمالُ في تقويم السلوك أعظمُ خطرًا وأشدُّ فتكًا من الإهمال في تقويمِ المعارف والعلوم، ذلك أنّ السلوكَ المنحرِف يتجاوز ضررُه الفردَ إلى المجتمع كلِّه.
هذه أمٌّ مسلِمة ومربّية واعيَة تجلّي لابنها وللأجيالِ الهدفَ من التعليم وقيمةَ التّربية، تقول أمّ سفيان الثوريّ الذي غدا في عصره علَمًا وبين أقرانه نجمًا ساطِعًا: "يا بنيّ، خذ هذه عشرة دراهم، وتعلّم عشرةَ أحاديث، فإذا وجدتها تُغيِّر في جلستِك ومِشيتك وكلامك مع الناس فأقبِل عليه، وأنا أعينُك بمِغزلي هذا، وإلاّ فاتركه، فإني أخشَى أن يكونَ وبالاً عليك يومَ القيامة"(3)[3].
هذه المرأةُ المسلمة تؤسِّس في التربيّة والتعليم قاعدةً كبرى: لا نفعَ للعِلم بدون عمَل، ولا قيمةَ له بدون أثرٍ في السّلوك. نعم، إنّ الأمّة العظيمةَ وراءها تربية عظيمةٌ.
إخوةَ الإسلام، أساسُ التربيةِ والتعليم القرآنُ الكريم تفسيرًا وفهمًا وتجويدًا وحِفظًا، فهو النّبع الذي لا ينضَب والسعادةُ التي لا حدَّ لها والعِزُّ المشِيد والرقيّ الحميد، لم ترفعِ الأمةُ رأسًا إلا بالقرآن، ولم تنَل العزِّةَ والمنعةَ إلا بتطبيقِ أحكامه، وحريٌّ بأمّة الإسلام أن ترفعَ شأنَ القرآن في مناهِجها وتُعليَ قدرَه ومِقداره، تنتخِبُ له أكفأَ المعلِّمين وأفضلَ الأوقات.
لا يُتصوَّر ـ يا أمّةَ الإسلام ـ أن تكونَ مادّةُ القرآن جافةً جامدة لا روحَ فيها ولا أثرَ لها في الفكر والسلوك والأخلاق، والأدهَى أن نشهدَ ضعفًا عامًّا في القراءةِ والتلاوة، فضلاً عن الفهم والتدبّر.
عن عبد الله بن مسعودٍ قال: (كان الرّجل منّا إذا تعلّم عشرَ آيات لم يجاوزهُنّ حتى يعرفَ معانيهِن والعملَ بهنّ)(4)[4]، وقال الحسن البصريّ: "والله، ما تدبّرَه من حفِظ حروفَه وأضاع حدودَه حتى إنّ أحدَهم ليقول: قرأتُ القرآنَ كلَّه ولم يُرَ للقرآنِ عليه في خُلُقٍ ولا عمَل"(5)[5]، وقال عبد الله بن مسعود: (والذي نفسي بيدِه، إن حقّ تلاوته أن يحِلَّ حلالَه ويحرِّم حرامَه ويقرأَه كما أنزَله الله)(6)[6]. وهنا نريد من طلاّبِ العِلم أن يزِنوا حالَهم على ضوءِ هذه النّصوص؛ أينَ موقِعهم من فَهم القرآن؟ وما هو حضُّهم مِن هدايتِه؟
ما أجملَ ـ إخوةَ الإسلام ـ أن تُربَط كلُّ العلوم في الإسلام بالقرآنِ الكريم، لتعيشَ الأجيال قلبًا وقالَبًا مع القرآن وقريبًا منه في كلِّ منهَجٍ شرعيّ أو عِلميّ، قال تعالى: أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً الآية [الحج:63]، وفيها إشارَةٌ إلى علم الفلَك والخلق البديع. وقال تعالى: فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا [فاطر:27]، وفيها إشارةٌ إلى علمِ النبات شكلاً ولونًا وحجمًا. وقال عزّ وجلّ: وَمِنْ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ [فاطر:27]، وفيها إشارة إلى عِلم طبقاتِ الأرض وما يتّصل به. وبهذا تُغذّي المناهجُ على مختلفِ تخصُّصاتها القلوبَ بعظمةِ الله وخشيتِه وإجلاله في كلّ وقتٍ وحينٍ وساعَة، قال تعالى: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ [فصلت:53].
إخوةَ الإسلام، التعليمُ في الإسلام يجعَل للمرأةِ تميّزًا في المناهج، يتلاءم مع فطرتِها وأنوثتِها ووظيفتها، قال تعالى: وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى [آل عمران:36].
فإعدادُ الفتاة ليس كإعدادِ الفتى، المرأةُ لم تعَدَّ لتصارِعَ الرجل في المصنَع والمتجَر، ولتكونَ كادحةً ناصِبةً. إعدادُها بما يناسِب طبيعتَها ولينسجِمَ مع وظيفتِها. إعدادُها لتكونَ زوجةً تجعَل بيتَ الزوجية جنّةً وارفةَ الظلال، تتفيّأ ظلالَها أسرةٌ سَعيدة، وأُمًّا تغدِق حنانَها على أطفالها وتحسِن تربيةَ أولادها، وأيُّ خدمةٍ للأمّة والوطنِ أجلُّ وأعظم من صنعِ الرجال وتربيةِ الأجيال؟! فهذه هي الثّروة الحقيقيّة للأمّة.
تجاهلَت بعضُ المجتمعات طبيعةَ المرأة وتناسَت الفرقَ بين تركيبها وتركيبِ الرجل، فأودَى بها ذلك في مهاوِي التفكُّك والانهيار، نزَلت المرأةُ إلى ميادينِ الرجال، زاحمَته في ميادينِ العمل، تخلّت عن تربيةِ الأطفال، غفَلت عن أنوثتِها، ففسَد المجتمَع، وفسَد المنزِل، وتتشرّدَ الأطفال، وضاعَ الزوج، وتفكّكت عُرَى الأسرةِ، وساءتِ الأحوال، وفي هذا يقول ربّنا تبارَك وتعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا [الأحزاب:33].
بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونَفعني وإيّاكم بما فيه من الآيات والذكرِ الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه، إنّه هو الغفور الرحيم.

-------------------------
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانِه، والشكر له على توفيقِه وامتنانه، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريكَ له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أنّ سيّدنا ونبيّنا محمّدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبِه وإخوانِه.
أمّا بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوَى الله.
اللغاتُ من أعظمِ شعائرِ الأمم التي بها يتميّزون، ولغتُنا العربيّة رمزُ عِزِّنا وعنوانُ مجدنا وأصالتِنا وسيادَتنا، واللسانُ العربيّ شِعار الإسلام لارتِباطه بأهمّ مقدّساتِ المسلمين الكتابِ والسنة، واعتيادُ اللغةِ الفُصحى له أثرٌ على العقلِ والدّين والخلُق كما ذكر ذلك العلماء.
ويعاني جيلُنا المشهود ضعفًا لغويًّا، وهذا مظهرٌ من مظاهِر تخلّف الأمة، وحين تتهاوَى اللغة تسقُط معها أسُسُ العقيدةِ ومعالم التاريخ وسيادَة الأمّة، واللغة العربية مهدَّدٌ إشراقُها مع فشُوِّ العامّية وتعدُّد اللهجاتِ وسيطرة الإعلامِ الفضائيّ غير العربيّ ومزاحمة غيرها من اللغات.
والعلاجُ تعزيز اللّغة في مناهج ومحاضِن التعليمِ وإحياءُ محبّتها في نفوس الناشئة، مع أهمّية المساندة الإعلاميّة، ولن تعجزَ أمّةٌ حملت حضارةَ العالم أربعةَ عشر قرنًا ومهّدت لحضاراتٍ معاصرة، لن تعجزَ هذه اللغةُ عن تدريسِ العلوم كلِّها بلغتِها في مدارسها وجامعاتها، وتعريبُ التعليم أسلمُ للُغةِ الأمّة وأحفَظ لكرامتها وسيادتها، وما زال السّلف يكرهون تغييرَ شعائر العَرب حتى في المعاملات، ومنه التكلًُّم بغير العربيّة إلاّ لحاجة، بل قال الإمام مالك رحمه الله: "من تكلَّم في مسجدِنا بغير العربية أُخرِجَ منه".
ألا وصلّوا ـ عبادَ الله ـ على رسولِ الهدى، فقد أمركم الله بذلك في كتابِه فقال: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].
اللهمّ صلّ وسلّم على عبدك رسولك محمّد، وارضَ اللهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين...
__________
(1) روى أحمد (1/247) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان ناس من الأسرى يوم بدر لم يكن لهم فداء، فجعل رسول الله فداءهم أن يعلموا أولاد الأنصار الكتابة)، قال الهيثمي في المجمع (4/96): "رواه أحمد عن علي بن عاصم وهو كثير الغلط والخطأ، وقد وثقه أحمد"، لكن تابعه خالد بن عبد الله عند البيهقي في الكبرى (6/124، 322)، وصححه الحاكم (2621).
(2) رواه أبو نعيم في الحلية (7/274)، والبيهقي في الشعب (2/289).
(3) رواه البيهقي في المدخل إلى السنن (528)، والسمعاني في أدب الإملاء والاستملاء (ص109).
(4) رواه البيهقي في الكبرى (3/119) نحوه، وانظر: سير أعلام النبلاء (1/490)، وتفسير ابن كثير (1/4).
(5) رواه عبد الرزاق (3/363-364)، وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير (4/34).
(6) رواه الطبري في تفسيره (1/519، 520، 521).

__________________
((لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)) [التوبة - 128]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته











 


رد مع اقتباس
قديم 2009-11-03, 17:57   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
بقداد
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيــــــــــــــــــــــــــرا










رد مع اقتباس
قديم 2009-11-03, 18:06   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
نينا الجزائرية
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية نينا الجزائرية
 

 

 
الأوسمة
وسام احسن عضو 2010 وسام التألق  في منتدى الأسرة و المجتمع وسام العضو المميّز في منتديات الخيمة 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2009-11-03, 19:57   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
محمد-22
عضو محترف
 
الصورة الرمزية محمد-22
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بقداد مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيــــــــــــــــــــــــــرا










رد مع اقتباس
قديم 2009-11-03, 20:01   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
محمد-22
عضو محترف
 
الصورة الرمزية محمد-22
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نينا الجزائرية مشاهدة المشاركة










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
التعليم, الإسلام


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:28

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc