كثرت في السنوات الاخيرة التحذيرات والتنبئات حول قرب نفاذ البترول الجزائري وهذه المرة حسب جريدة النهار من الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك فالى اين نحن نتجهون ؟
المقال المنقول
''أعترف أن احتياطي البترول في الجزائر في انخفاض ملموس، وهو ما سيؤثر بصورة سلبية على صادراتنا''..هكذا اعترف الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك ''عبد الحميد زرقين''، الذي أقرّ أن الجزائر تمر بمرحلة صعبة ''نحن نتجه نحو تجفيف احتياطاتنا''، مرجعا السبب إلى نقص التنقيب عن المواقع النفطية، مردفا ''اكتشافات سوناطراك تبقى متواضعة ولا تتناسب أو تتفق والاقتصاد الوطني''.أكد زرقين عند نزوله ضيفا على حصة ''ضيف التحرير'' بالإذاعة الثالثة ، ''لسوء الحظ، النتائج التي توصلنا إليها تبقى متواضعة وتؤثر كثيرا على الاحتياطيات الإجمالية، على الرغم من أنها تسهم بنسبة 30 من المائة من مجموع الاستهلاك ''، قبل أن يعود ويؤكد ''نحن قلقون للغاية إزاء هذا الوضع، ولذلك نعتزم أن نكثّف من أعمال التنقيب عن الموارد التقليدية وغير التقليدية.من جهة أخرى، حذّر الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك من هذا الوضع، قائلا إن الجزائر تمر بمرحلة حرجة، خاصة مع تسجيل تراجع فاضح في الصادرات، مبرّرا الانخفاض بالارتفاع الذي تشهده أسعار النفط الخام، داعيا إلى وضع سياسة لترشيد استهلاك الغاز، علما أن سوناطراك تنتج حاليا 200 مليون طن من البترول، وهي تعتزم بلوغ سقف 225 مليون طن في آفاق 2017. وكشف زرقين، أن الجزائر أنفقت أموالا لا مثيل لها على النشاطات القبلية وعلى عمليات التنقيب خلال العشر سنوات الماضية، وأن إنتاج الحقول النفطية بات ينخفض بسرعة. وفي ردّه عن سؤال مفاده أن بترول الجزائر سينتهي في غضون 10 سنوات، قال زرقين بعد تردد كبير ''لا أتفق معك تماما في هذا الطرح، لأنه لابد من تقديم الدلائل القاطعة على ذلك ولن يكون هناك موت نهائي بعد 10 سنوات ''، لكنه لم يخف أن الجزائر أمام منعرج خطير، كونها فشلت في تحويل ثروة المحروقات إلى ثروة دائمة من خلال تنويع الاقتصاد.
الخبير الاقتصادي عبد الرحمان مبتول لـ''النهار'':''استهلاك الجزائر احتياطي البترول أمر خطير جدا''
قال الخبير الاقتصادي، عبد الرحمان مبتول، إن تصريح الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك عبد الحميد زرقين بشأن استهلاك الجزائر من مخزونها الاحتياطي للبترول أمر خطير جدا، وقال ذات المتحدث، أمس، في اتصال بـ''النهار''، أن تصريح الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك يعتبر سابقة على حد قوله لأنه خطير ويحمل في طياته أكثر من دلالة، لأن بلوغ الجزائر للاستهلاك من احتياط مخزونها يجعل مخزون البترول الجزائري يشارف على النفاد، وأوضح ذات الخبير أن استهلاك البترول والغاز الجزائري في 2020 سيفوق الإنتاج بكثير، وهو ما يجعل الجزائر لا تحقق الاكتفاء الذاتي لمواطنيها حتى. وقال عبد الرحمان متبول، إن الجزائر الآن تصدر 35 من المائة من إنتاجها البترولي للولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الذي تعوّل الولايات المتحدة الأمريكية على تصدير البترول للجزائر خلال سنة 2017، في استراتجيتها على المدى المتوسط وهو الأمر الذي وصفه، ذات المتحدث، بالخطير، لأن الجزائر ستتحوّل من بلد مصدر للبترول والغاز إلى مستورد.
رئيس الجمعية الوطنية للاقتصاديين الجزائريين، شبايكي سعدان:''على الدولة البحث عن مصادر أخرى لدعم الاقتصاد خارج المحروقات''
قال رئيس الجمعية الوطنية للاقتصاديين الجزائريين، شبايكي سعدان، إن الجزائر مدعوة للبحث عن مصادر أخرى، لدعم الاقتصاد الوطني خارج المحروقات، وذلك بالتوجّه نحو الاستثمار الصناعي والفلاحي. وأكد، أمس، الدكتور شبايكي سعدان، أنه على الحكومة، استغلال عائداتها التي تأتي من الضرائب لتسيير الإدارة العامة، واستغلال عائدات البترول في بناء المؤسسات الصناعية المنتجة، والاستثمار في المجال الفلاحي، حتى يتم تعويض نقص البترول أو نفاده. وأوضح المتحدث، أن البترول في الجزائر لا ينتهي، لأنه توجد أماكن كبيرة في الجزائر لم يتم الاستكشاف فيها، لكن على الدولة، أخذ الاحتياطات اللازمة، وهو الشيء حسبه الذي ينادي به الخبراء منذ مدة، وهو الخروج من الاقتصاد الريعي البترولي، وتنويع الإنتاج، حتى لا تكون هناك تأثيرات سلبية في حال زوال تلك المادة التي يعتمد عليه.