'الأخبار' تتابع حالة كفيف الأقصر الذي استرد بصره وهو ساجد
الأطباء يؤكدون حدوث معجزة بسبب طول فترة العمي التي امتدت إلي 19 عاما
ويطالبون بضرورة الفحص الطبي الشامل لإيجاد تفسير علمي لما حدث
الأقصر # مكتب الاخبار:محسن جود
استطلعت 'الأخبار' آراء أساتذة الطب المتخصصين عن حالة حساني فهمي حساني الكفيف الذي استرد بصره بعد 19 سنة من العمي أثناء سجوده في صلاة التهجد ليلة القدر وأكدوا أنهم أمام معجزة ربانية وحالة فريدة ليس لها تفسير علمي إلا بعد فحصها بالأجهزة الدقيقة وأنهم علي استعداد لتوقيع الفحص الشامل علي المريض الذي شفاه الله لتبيان الحقيقة علي نحو علمي خاصة وأن طول فترة العمي والتي استمرت لمدة 19 سنة في العين اليسري و8 سنوات في العين اليمني بالتأكيد تؤدي إلي تليف أو ضمور في العصب البصري يصعب معه علميا إعادته إلي طبيعته الحيوية وهذا هو المعروف علميا إلا ان التفسير العلمي لا ينفي حدوث معجزة إلهية فالله خالق كل شيء وهو القادر فوق النظريات العلمية.
من ناحية أخري اصبح لاحديث في الاقصر كلها الا عن حالة استرداد حساني لبصره وتحول منزله في منطقة العوامية إلي ملتقي لأبناء المدينة الذين هرعوا اليه يهنئونه ويحادثونه ويجاملونه للتأكد من حكايته التي اصبحت علي كل لسان وفي زيارة 'للأخبار' أكد انه لا يزال يري بكل قوة والحمد لله ويصرعلي الثرثرة عن حالته المرضية حتي لا يفتن العامة بما حدث وقال إنني أخشي النوم خايف أنام فأستيقظ لأجد نور عيني وقد ذهب من جديد.. وقال ادعوا لي بأن ينور الله بصيرتنا وقلوبنا كما أنار بصرنا.
عرضت حكاية حساني علي الدكتور أحمد فتحي شيخ اطباء العيون بالأقصر فقال ان ما حدث له يمثل معجزة طبية خارقة من النادر أن تتكرر لطول مدة العمي التي تؤثر كثيرا علي العصب البصري فتصيبه بالتليف حينئذ يصعب علي الجزء المتليف من العصب ان يسترد هذا ما نعرفه علميا لدرجة ان مريض الجلوكوما لو أصيب بضمور أو تليف عصبي يصعب استرداده فماذا لو استمر ذلك لسنوات عديدة.
وأضاف د. أحمد فتحي ان حالة حساني تحتاج إلي فحص شامل للشبكية وقاع العين وعصب العين وانني مستعد لاستقباله لتوقيع الكشف الطبي الشامل عليه بمشاركة الدكتور علي أحمد فتحي عميد كلية طب الأزهر بأسيوط للتوصل إلي تفسير علمي للحالة خاصة انها تمثل حالة نادرة وقال انه في بعض الحالات الهستيرية التي يصاحبها انعدام رؤية يعود البصر ولكنها خلال فترات وجيزة حيث لا يوجد سبب عضوي للعمي أما في حالة حساني فنبقي أمام معجزة لا ينفيها التفسير العلمي ولكنه يخضعها للدراسة والفحص حتي نتبين الحقيقة خاصة ونحن في عصر العلم والتقدم الطبي.
وقال الدكتور عمرو صفوت استاذ جراحة المخ والاعصاب بكلية طب جامعة القاهرة والذي كان يتابع حالة حساني من خلال اتصال تليفوني تم معه ان الحالة كانت علي ما يتذكر تمددا شريانيا في التجويف الكهفي الأيسر أدي إلي شلل في حركة العين كلها وجلطة داخل الشريان وبعدها حدث تليف للجلطة وبدأ حجم التمدد يظهر.
وأضاف الدكتور عمرو بأنه لابد من توقيع الفحص الطبي الشامل علي حساني واجراء اشعة علي الشرايين للوصول إلي الحقيقية وانا مستعد لاستقباله في قسم جراحة المخ والاعصاب بقصر العيني التبيان الحقيقة.
ويتوقع الدكتور عمرو صفوت ان التمدد الشرياني خلال الفترة الماضية كون شبكة فرعية من الشرايين وصلت الدم إلي المكان القديم عبر الجلطة أو ان قناة دموية تفتحت داخل الجلطة سمحت بمرور الدم إلي العين.. وأكد أن أي تفسير علمي لابد أن يتم من خلال الفحص ولكن نبقي أمام معجزة إلهية لا يمكن ان ينكرها أحد خاصة أن فترة العمي كانت طويلة.