![]() |
|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
الفتور - الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعلى
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 16 | ||||
|
![]() بارك الله فيك أخي الكريم السّلام عليكم و رحمة الله ..
بسم الله الرحمن الرحيم إنّ الحمد لله نحمدُه و نستعينه و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيّئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضلّ له و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله . أمّا بعدُ : فقد قال العلاّمة السّعدي رحمة الله عليه : لا ريب أن الشارع مدح الرجاء الذي هو الرجاء ، و أمر به و بكل وسيلة توصل إليه ، و ذمّ اليأس و نهى عنه و أخبر أنه من موبقات الذنوب؛ و ذلك لما يترتّب من الرجاء من المصالح و الثمرات النافعة ، و ما ينشأ عنه من الأسباب الموصلة للمقاصد الجليلة و ما يترتّب على اليأس من ضدّ ذلك . مثال ذلك أن الراجي لرحمة الله و مغفرته - بحسب قوّة رجائه - يسعى بكلّ طريق يوصل إلى الرحمة و المغفرة اللّتيْنِ تعلّق بهما رجاؤه، بل لا يكون الرجاء حقيقيّا حتى يقوم بالأعمال الموصلة إلى الرحمة و المغفرة : قال الله تعالى : (( إنَّ الذينَ ءامنواْ و هاجروا و جاهدوا في سبيل الله أوْلائك يرجون رحمة الله )) فخصَّ هؤلاء برجاء رحمة الله لما حصل منهم من السبب الأقوم الذي تُنالُ به الرحمة . و قال تعالى : (( و سارعوا إلى مغفرة من ربكم و جنّة عرضها السماوات و الأرضُ أُعِدّتْ للمتّقينَ ، الّذين يُنفِقون في السّرّاء و الضّرّاء و الكاظِمين الغيظَ.. )) إلى آخر الآية التي فيها ذكر الأسباب الموصلة إلى ذلك ،المحقّقة له . فقوّة الرجاء تحمل العبد على كلّ عمل صالح، فإذا عمله على الوجه المرضيّ قَوِيَ رجاؤه ، فلم يزل في ازدياد من الأعمال و رغبة فيما يقرّب إلى الله تعالى و رضوانه و ثوابه، و كلّما ضَعُفَ رجاؤه كسلَ عن الخيرات، و تجرّأ على السيّئات، و دعته نفسه الأمّارة بالسوء إلى كلّ سوء فانقادَ لها، لأنه ليس عنده من رجاءِ رحمة الله و مغفرته ما يكسِر سورتها (أي شدّتها) و يقمع شرّها، ثمّ لا يزال الرجاء يضعُف في قلبه و اليأس يقوى فيضعُفُ إيمانه و تضعُف دواعيه إلى الخير، كما تقوى دواعيه إلى الشرّ فيقع في اليأس المحْض من رَوْحِ الله، فلا يزال مُكبّاً على الذنوب مصرّاً على المعاصي، لا يحدِّثُ نفسَه بتوبة، و لا يرجع إلى ربّه لاستيلاء اليأس عليه و ضَعفِ الرجاء . و هذا هو الهلاك المبين، و مع أنه هلاكٌ يُرجَى - إن سعى في عِلاجه - أن يزول و تعود الصحّة، و ذلك بأن يتأمّل و يتفكّر في الأسباب التي أوصلته إلى هذه الحال ، و أنها أسبابٌ قابلةٌ للزّوال إذا مرّن نفسه على إضعاف اليأس - الذي ترامى به إلى الهلاك - و تقوية الرجاء الحامل له على التوبة و الإنابة ؛ لأنه إذا علِمَ أنّه (( غفّارٌ لمنْ تابَ و ءامنَ و عمِلَ صالحاً ثمّ اهتدى )) و لو بلغت الحالُ ما بلغتْ: طمع في مغفرة ربّه و استعان به على التوبة التي هي الإقلاع عن المعاصي، و الندم على ما مضى منها، و التصميم على أن لا يعود. و حصّل من علوم الإيمان و أعماله ما يُقوِّي عزيمته، و يوقظ همته خصوصا الإيمان الخاص في هذا المقام و هو توحيده و علمه أنه لا يغفر الذنوب إلا الله و أن العبد إذا تاب توبة نصوحاً فإن الله يغفر له و يتقبّل منه، فلا يزال إيمانُه يُمدّ توبتَه و توبتُه تُمدّ إيمانَه ، و يعمل من الأعمال الصالحة ما يُتمّ به الإيمان و التوبة و يسلُك الصراط المستقيم في عِلمِه و عملِه: حتّى يضمحلّ يأسه و يقوى رجاؤه و يسيرَ إلى ربّه سيراً جميلاً . فهذا كلام عامّ في أمور الدّين كلِّها ، العلمِيّة و العَمَليّة . و من مفردات هذا : طالبُ العلمِ إذا اشتغل بفنّ من فنونِه فبَعدَ اشتغاله به رأى من صعوبته و بُطءِ فهمِه ما أوجب له اليأسَ من تحصيلِه، فإنّه يملُكه اليأس و يدعوه إلى تركِه . و كُلّما خطر بباله الاشتغال به أو ذكر لهذا الأمر فإنّ اليأسَ من إدراكه ماثل بين عينيه كأنّه ةحجر عظيم في طريقه، فإن هو أخلد إلى هذه و استرسلَ معها قتلَهُ اليأسُ ، و رأى المطلوب من المستحيلات عليه. و إن كان مُوَفَّقا ينظُرُ إلى حقائق الأشياءِ على ما هي عليه و لم يملكه الخيال الضّارُّ علِمَ أنّ الآدميّ قابل لتعلّم كلّ علم ، مُهيّأ لذلك و أنّ مجرّد اشتغاله بالعلوم النّافعة – و لو لم يُحصّل منها و يستفِد شيئا يُذكَر- : مصلحة و عبادة، لأنّه تصحبه النيّة الصّالحة . و إن لم يشتغِل به إلا لنفع نفسه و نفع غيره، فلا يزالُ ساعيا في هذا الأمر، و إذا لم يحصل له مراده أو بعضه في وقت : حدّث نفسَه أنّه سيُحصّله في وقت آخر إذا استمرّ على السعي و الاجتهادِ ، فيقوى حينئذ رجاؤه و ينشط في المسيرِ في طلبه و ينفضُ عنه غبار اليأسِ حتّى يرتقيَ إلى درجته اللّائقة به . و كما أنّ الإنسان يطبّق هذا المعنى على نفسه فليستعمله في غيره، إذا أراد هداية أحد أو دعوته إلى الإسلام أو أصل من أصوله أو فرع من فروعه، أو تعلميه لعلم نافع، ثمّ رأى من المدعوّ نفورا و إعراضا، أو بلادة و قلّة فطنة، فإن أخذه الملل و اليأس من إدراك المقصود منه و عدِم رجاء انتفاعه، لم يلبث إلاّ قليلا حتّى يدع دعوته و تعليمه، فيفوت بذلك خير كثير . و إن هوَ سلك مسلكَ نبيّه صلّى الله عليه و على آله و سلّم في دعوته و هداية الخلقِ، و علِمَ أنّه مكث مدّة طويلة يدعو النّاس إلى الإســلام و التوحيد فلا يلقى آذانا سامعة و لا قلبا مُجيبا فلم يضعف و لم يلِن بل لم يزل قويّ الرّجاء عالما أنّ الله سيُتمُّ أمرَه ماضيا على دعوتهِ، حتّى فتح الله به أعينا عميا و آذانا صمّا و قلوبا غلفا، و بلغت دعوته و هدايتُه ما بلغ اللّيل و النّهار. فإذا جعل هذا بين عينيه لم يشتدّ عليه أمر من الأمور و لو لم يحصُل له إلاّ مجرّد دعوته إلى الله من أكبر الحسنات لكفى الموفّق داعيا إلى الصّبر و الرّجاء. و كم من أمر ميؤوس منه انتقل من طيّ العدم إلى الوجود بالصّبر و المزاولة، فلا يزال راجيا طامعا في إدراك مقصوده أو بعضه ساعيا السعي اللاّئق به حتّى يرى من آثار سعيِه خيرا كثيرا. و كما أنّ هذا المعنى ثابت في دقيق الأمورِ و جليلِها فخير ما استُعمِلَ هذا الأصل المهمّ في أحوال المسلمين اليومَ، حيث كانوا من زمان طويل و التفرّق سار فيهم و العداوة قائمة بينهم، و كثير من مصلحات دينهم متروكة حتّى تفكّكت قواهم، و ضعُف أمرهم، و تملّكهم اليأس و القنوط ، خصوصا إذا نظروا إلى أعدائهم الحقيقيّين و قد بلغوا من القوّة مبلغا هائلا، فحينئذ يستولي عليهم الكسلُ و اليأسُ و يتوهّمون أنّه كالمُحالِ وجودُ قوّة كافية تدفعُ عنهم عادية الأعداءِ، فضلا عن أن يكونوا في صفوف الأمم القويّة، و من حدّث نفسهُ بهذا أو غيره فقد حدّثها بالمُحالِ !! فاستولى عليهم الذلّ و توهّمت نفوسهم أنهم طعمة لكلّ أحد، و هذا ناشئ من ضعف الإيمان و استيلاء اليأسِ و ضعف الرّجاء. فلو أنّهم جعلوا الرجاء لرحمة الله و نصرِه و إعزازِ دينه نُصبَ أعيُنِهم و علموا أنّ من ينصر الله ينصره و يُثبِّت قدمه فسَعَوا بما يمكن تلافيه من أمرهم، و جمعوا كلمتهم و جعلوا وحدة دينهم و حفظَه من كلّ عاد هو الجامعة التي تربط أقصاهم و أدناهم، و تركوا لهذا كلَّ ما عارضه من الأغراض الفاسدة و الأهوية الضّارّة، و قاموا في هذا الأمر قياما حقيقيّا و لم يمنعهم ما يعترض لهم من العقوبات و التهويلات، لكان أوّل فائدة يجنونها الأمن على دينهم الّذي لولاهُ لم يسعَدوا دنيا و لا أُخرى، و سلامتهم من الضربات المعدّة له و لهم الموجّهة إليهم، و لأمكنهم أن يعيشوا بأنفسهم – و مع الأمم – بطمأنينة و حفظ للمصالح الدّينيّة و الدّنيوية من غير أن يضربوا بسلاح، و لا يشوّشوا على أحد، لأنّ كلّ منصف يعذرهم حيث سعَوْا لحفظ كيانهم و دفع الظلم عنهم بكلّ طريق، و هو حقّ يدلي به القويّ و الضّعيف، ثمّ يسعونَ في الإستعداد الكافي لمُقاومَة المُعتَدينَ. فلو جعل الرُّؤساء هذا الأمر الواجب قبلة قلوبهم و جُلَّ مقصدهم، و حصلَ البحثُ التّامّ في كيفيّة الوُصول إلى هذا المقصَد، و من أيّ طريق ينفُذُ و رَجَوْا عواقبه الحميدة لرَأَوْا من آثاره خيرا كثيراً . فنرجو الله أن يوفّق جميع المسلمين في أقطار الأرض كلّها للقيام بدينهم حقّ القيام، و أن يكونوا يدا واحدةً على من ناوأهم و اعتدى عليهم ، و أن ييسّر لهم الأسباب النّافعة، و يزيل عن قلوبهم – الهمّ – الذي استولى على أكثرهم. فلو نظروا بأعينهم لبعض الأمم الصّغيرة الّتي عملت لوحدة مصالحها الخاصّة كيفَ عاشَت مع الأمم القويّة حتّى سادتهم في حفظِ الحقوق و النّظام و المصالح، خصوصا في هذا الوقت العصيب الذي وقع فيه التّفاني بين أكبر قوّة في العالم مع نظيراتها، و كلّ واحدة منهما تُبدِئُ و تعيدُ أنّها ستُخرِجُ العالَمَ من الظّلم و الإعتداء، و تجعل لهم نظاما جديدا من العدلِ يحفظ جميعَ الأمم، فلا علينا أن يكون هذا الكلام منهم حقيقةً، و إنّما هو دعاية، فالمسلمون أحقّ النّاسِ كلّهم للتنبيه لهذا الأمرِ، و فيهم من الكثرة و القوّة المستعدّة ما يؤهّلهم إلى أعلى المقامات من الإيمان و العونِ الإلاهيّ و قوّة الرّجاء، و ما في دينهم من الدّعوة إلى كلّ إصلاح و نبذِ كلّ ضارّ .
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 17 | |||
|
![]() بارك الله فيك اخي علي، على الاظافة جد قيمة |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 18 | ||||
|
![]() اقتباس:
آمين |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 19 | |||
|
![]() جزاك الله خيرا اخي وحفظ الله الشيخ ربيع وجعل مايقوم به في ميزان حسناته |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 20 | ||||
|
![]() اقتباس:
آمين، لك مثله |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 21 | |||
|
![]() أحسن الله إليك أخي أبا عبد الله وجزاك خيرا . |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 22 | |||
|
![]() جزاكم الله خير |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 23 | |||
|
![]() جزاكم الله خيرا
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 25 | |||
|
![]() كلمة توجيهية وجهها سماحته للمسلمين عامة في عام 1376 هـ وقرئت في المساجد بعد صلاة الجمعة وإني أنصحكم وأوصيكم ونفسي بأمور : الأمر الأول النظر والتفكر في الأمر الذي خلقنا لأجله قال الله تعالى قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا وقال تعالى : إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ وقال تعالى : أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى أي مهملا لا يؤمر ولا ينهى ، ولا شك أن كل مسلم يعلم أنه لم يخلق عبثا بل خلق لعبادة الله وحده وطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم . قال الله تعالى : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ وقال تعالى يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ فقد أمر الله سبحانه جميع الثقلين بما خلقهم لأجله وأرسل الرسل وأنزل الكتب لبيان ذلك والدعوة إليه ثم قال تعالى وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وقال تعالى : وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ وقال سبحانه : وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وقال تعالى هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ فالواجب على من نصح نفسه أن يهتم بالأمر الذي خلق لأجله أعظم اهتمام وأن يقدمه على كل شيء وأن يحذر من إيثار الدنيا على الآخرة وتقديم الهوى على الهدى وطاعة النفس والشيطان على طاعة الملك الرحمن وقد حذر الله عباده من ذلك أشد تحذير فقال تعالى فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى الأمر الثاني : من الأمور التي أوصيكم ونفسي بها هو الإقبال على تلاوة القرآن العظيم والإكثار منها ليلا ونهارا مع التدبر والتفكر والتعقل لمعانيه العظيمة المطهرة للقلوب ، المحذرة من متابعة الهوى والشيطان فإن الله سبحانه أنزل القرآن هداية وموعظة وبشيرا ونذيرا ومعلما ومرشدا ورحمة لجميع العباد فمن تمسك به واهتدى بهداه فهو السعيد الناجي ، ومن أعرض عنه فهو الشقي الهالك . قال الله تعالى : إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وقال تعالى : وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ وقال تعالى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وقال تعالى : قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إني تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي فحث على كتاب الله ورغب فيه ، وقال صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع : إني تارك فيكم ما لن تضلوا إن اعتصمتم به كتاب الله وسنتي وقال صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه وقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه أيكم يحب أن يغدو إلى بطحان أو العقيق فيأتي بناقتين كوماوين في غير إثم أو قطع رحم؟ فقالوا كلنا يا رسول الله نحب ذلك قال أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين في كتاب الله خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل وكل هذه الأحاديث أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم . والآيات والأحاديث في فضل القرآن والترغيب في تلاوته وتعلمه وتعليمه كثيرة معلومة . والمقصود من التلاوة هو التدبر والتعقل للمعاني ثم العمل بمقتضى ذلك كما قال تعالى أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا وقال تعالى : كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ فبادروا رحمكم الله إلى تلاوة كتاب ربكم وتدبر معانيه وعمارة الأوقات والمجالس بذلك . والقرآن الكريم هو حبل الله المتين وصراطه المستقيم الذي من تمسك به وصل إلى الله وإلى دار كرامته ومن أعرض عنه شقي في الدنيا والآخرة . واحذروا رحمكم الله ما يصدكم عن كتاب الله ويشغلكم عن ذكره من الصحف والمجلات وما أشبهها من الكتب التي ضررها أكثر من نفعها . وإذا دعته الحاجة إلى مطالعة شيء من ذلك فليجعل لذلك وقتا مخصوصا ، وليقتصر على قدر الحاجة ، وليجعل لتلاوة كتاب الله وسماعه ممن يتلوه وقتا مخصوصا يستمع فيه كلام ربه ، ويداوي بذلك أمراض قلبه ويستعين به على طاعة خالقه ومربيه المالك للضر والنفع والعطاء والمنع لا إله غيره ولا رب سواه . ومما ينبغي الحذر منه حضور مجالس اللهو والغناء وسماع الإذاعات الضارة ، ومجالس القيل والقال ، والخوض في أعراض الناس . وأشد من ذلك وأضر حضور مجالس السينما وأشباهها ، ومشاهدة الأفلام الخليعة الممرضة للقلوب الصادة عن ذكر الله وتلاوة كتابه ، الباعثة على اعتناق الأخلاق الرذيلة وهجر الأخلاق الحميدة ، إنها والله من أشد آلات اللهو ضررا ، وأعظمها قبحا ، وأخبثها عاقبة فاحذروها رحمكم الله واحذروا مجالسة أهلها والرضى بعملهم القبيح . ومن دعا الناس إليها فعليه إثمها ومثل آثام من ضل بها ، وهكذا كل من دعا إلى باطل أو زهد في حق يكون عليه إثم ذلك ومثل آثام من تبعه على ذلك . وقد صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ونسأل الله أن يهدينا وجميع المسلمين صراطه المستقيم إنه سميع فريب . الأمر الثالث : من الأمور هو تعظيم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم والرغبة في سماعها والحرص على حضور مجالس الذكر التي يتلى فيها كتاب الله وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم فإن السنة ، هي شقيقة القرآن ، وهي المفسرة لمعانيه ، والموضحة لأحكامه الدالة على تفاصيل ما شرعه الله لعباده . فيجب على كل مسلم أن يعظم أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأن يحرص على حفظ وفهم ما تيسر منها ، وينبغي له أن يكثر من مجالسة أهلها فإنهم هم القوم لا يشقى بهم جليسهم وقد قال الله تعالى : مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وقال تعالى : وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وقال النبي صلى الله عليه وسلم إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قيل يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال حلق الذكر قال أهل العلم حلق الذكر هي المجالس التي يتلى فيها كتاب الله وأحاديث رسوله عليه السلام ويبين فيها ما أحل الله لعباده وما حرمه عليهم وما يتصل بذلك من تفاصيل أحكام الشريعة وبيان أنواعها ومتعلقاتها فاغتنموا رحمكم الله حضور مجالس الذكر وعظموا القرآن والأحاديث واعملوا بما تستفيدون منها واسألوا عما أشكل عليكم لتعرفوا الحق بدليله فتعملوا به وتعرفوا الباطل بدليله فتحذروه وتكونوا بذلك من الفقهاء في الدين وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وقال صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد وقال صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله في من عنده ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه والله المسئول أن يوفقنا وإياكم لما رضيه وأن يمن على الجميع بالفقه في الدين والقيام بحق رب العالمين وأن ينصر دينه ويعلي كلمته وأن يعيذنا وإياكم من مضلات الفتن ومكائد الشيطان إنه سميع الدعاء قريب الإجابة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 26 | |||
|
![]() نصيحة عامة ( أ ) من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى من يراه من إخواننا المسلمين سلك الله بي وبهم سبيل أهل الإيمان وأعاذني وإياهم من مضلات الفتن ونزغات الشيطان آمين . سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد : فالموجب لهذا هو النصيحة والتذكير عملا بقوله تعالى وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ وقوله تعالى وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وقول النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة قيل لمن يا رسول الله؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم إذا علمتم هذا فالذي أوصيكم به ونفسي تقوى الله سبحانه وخشيته في السر والعلانية والتقوى هي وصيه الله ووصية رسوله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وقال النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته أوصيكم بتقوى الله وقد أمر الله عباده بالتقوى ووعدهم عليها مغفرة الذنوب وتفريج الكروب وتيسير الأمور والرزق الطيب من حيث لا يحتسبون قال الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ وقال تعالى إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وقال تعالى : وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وقال تعالى : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وقال تعالى : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا والآيات في الأمر بالتقوى والحث عليها وبيان ما أعد الله للمتقين من الخير العظيم في الدنيا والآخرة كثيرة معلومة والتقوى كلمة جامعة للخير كله وحقيقتها فعل ما أوجب الله على عباده من الطاعات واجتناب ما حرم عليهم من المعاصي والتواصي بذلك والتعاون عليه فمن فعل ما أوجب الله عليه من الطاعة واجتنب ما حرم عليه من المعصية ابتغاء مرضاة الله وحذرا من عقابه فقد اتقى الله حق تقواه وأفلح كل الفلاح فالواجب علينا وعليكم يا إخواني تقوى الله سبحانه بفعل أوامره واجتناب نواهيه والتواصي بذلك والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب الطاقة وقد رأيتم وسمعتم ما حصل بسبب الإخلال بالتقوى من قسوة القلوب وكثرة الغفلة عما أوجب الله على عباده وغلاء الأسعار وجدب كثير من البلاد وتأخر نزول الغيث عنها وليس لذلك دواء إلا الرجوع إلى الله ولزوم تقواه والتوبة إليه من سالف الذنوب والتواصي بذلك فمتى رجع العباد إلى الله سبحانه وأنابوا إليه واتقوه بفعل أمره وترك نهيه وتابوا إليه من ذنوبهم واستغاثوه وتضرعوا إليه بقلوب خاشعة وألسنة صادقة وخوف ورجاء أعطاهم ما يحبون وصرف عنهم ما يكرهون وأصلح قلوبهم وأعمالهم كما وعدهم الله بذلك في الآيات المذكورة والأحاديث المعلومة عن النبي صلى الله عليه وسلم ويدخل في التقوى أمور أعظمها وأكبرها إخلاص العبادات القولية والفعلية لله فلا يعبد العبد إلا ربه ولا يتوكل إلا عليه ولا يستغيث إلا به ولا يخاف إلا منه ولا يرجو إلا إياه؛ لأن نواصي العباد وأزمة الأمور كلها بيده سبحانه لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع كما قال تعالى فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وقال تعالى وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ وقال تعالى : وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وقال تعالى وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ومتى صرف العبد شيئا من العبادة لغير الله فقد أشرك بالله والشرك يحبط العمل ويوجب الخلود في النار قال الله تعالى : وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وقال تعالى : إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ومن أعظم التقوى المحافظة على الصلوات الخمس وأداء الرجال لها في الجماعة وإقامتها في المساجد كما شرع الله ذلك على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى : حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وقال تعالى : إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا وقد وعد الله المحافظين عليها بالفردوس الأعلى والكرامة في الجنات ، كما قال تعالى : قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ إلى قوله وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وقال تعالى : وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة وقال صلى الله عليه وسلم : العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وقد علم من الدين أن الصلاة لا يحافظ عليها إلا مؤمن ولا يتخلف عنها إلا منافق ، وقد ذم الله أهل النفاق وتوعدهم بالدرك الأسفل من النار قال الله تعالى إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى وقال تعالى إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا وقد هم النبي صلى الله عليه وسلم بتحريق بيوت الذين يتخلفون عن الصلاة في المساجد ، وفي المسند عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لولا ما في البيوت من النساء والذرية لحرقتها عليهم ) وفي صحيح مسلم أن رجلا أعمى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي فقال عليه السلام هل تسمع النداء بالصلاة قال نعم قال فأجب وفي لفظ لا أجد لك رخصة وقال صلى الله عليه وسلم : من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر فاتقوا الله عباد الله وعظموا الصلاة وأحكموها وحافظوا عليها في المساجد ، وتواصوا بذلك ، وأنكروا على من تخلف عنها لتسلموا جميعا من غضب الله وعقابه ، وتفوزوا برحمته وكرامته في الدنيا والآخرة . |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 27 | |||
|
![]() نصيحة قرئت على الناس في المساجد في عام 1388 هـ . |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 28 | |||
|
![]() السلام عليكم و رحمة الله جزانا الله و اياك اخي العنبلي الاصيل جزانا الله و اياك اختي جزانا الله و اياك اخي العزيز بارك الله فيك اخي على الاظافات القيمة
جزاك الله خيرا |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 29 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 30 | |||
|
![]() |
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الفتور |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc