قال أحدهم معلقا على خبر يقول بأن حريقا مهولا كاد يأتي على حاسي مسعود كلها بسبب خطأ غير مقصود قام به أحد العمال عندما رمى بسيجارته في مكان غير لائق، أنه لو كان ذلك “لتهنى الفرطاس من حكان الراس”.
أكيد أن المواطن الذي صدر منه رد الفعل هذا يدرك جيدا ما يقول، مادام البترول أصبح مستأثرا من القلة المهيمنة وأصبحوا يعيشون به وله ولا تصل خيراته للشعب.
عندما تكون في بلد البترول وتجد الشعب لا يملك العمل ولا السكن ولا حتى الأمل في ذلك فإنه حتما سيتمنى أن تزول هذه الإمبراطورية التي جعلت البعض يعيش في القصور والآخر يعيش في القبور.
هذا المواطن الذي أراد أن يتهنى “الفرطاس من حكان رأسه” يعكس مدى الغيظ الذي أصبح يسكن الناس ومدى القلق الذي صار يصاحب الجميع، قلق من الحاضر الذي أفسده السُراق وجنوا عليه وقلق من مستقبل غامض لا أفق له.
أويحيى تمنى في حملته الانتخابية ألا يبقى النفط هو العكاز الذي تتكئ عليه الجزائر، ودعا للبحث عن طريقة إنتاجية أخرى من أجل دحر نظرية الاتكال على باطن الأرض، هذه الفكرة تجعلك تسأل هل هذا الرجل يعيش في زمن غير هذا الزمن؟
وهل فعلا أويحيى لا يعرف كيف تُدار البلد وكيف تُقسّم أبار بترولها حتى قبل أن تنضب، ولمن يا ترى كان يوجه كلامه هل للسلطة المحتكرة لكل شيء أم للشعب المغلوب على أمره والذي لا يعرف حاسي مسعود حتى في الخريطة؟
تكتبه ايمان هاجر