بعد سلسلة من التجارب تخللها بعض التعديلات على محرك سيارة شحن، تمكن الفلسطيني عماد حسونة الذي يعمل في مرأب للسيارات من تطوير محرك يعمل بضغط الهواء بدل الوقود، حصل بموجبه على براءة اختراع من وزارة الاقتصاد الفلسطينية.
ويشتغل حسونة (36 عاما) وهو من مخيم الجلزون القريب من رام الله بالضفة الغربية، في مجال صيانة محركات الشاحنات منذ نحو عشرين عاما، توجها بالتوصل إلى اختراع المحرك الجديد الذي اعتبر أنه بحاجة إلى مزيد من الإمكانيات لتطويره.
أصل الفكرة
وأوضح حسونة أن الفكرة بدأت قبل عامين حين كان يفحص محركا عن طريق ضغط الهواء بداخله، فتحركت الشاحنة مسافة قصيرة فاستنتج أن للهواء المضغوط قدرة على دفع المحرك للدوران.
وأضاف في حديث للجزيرة نت أنه أجرى العديد من التجارب على محرك مشابه لتشغيله بضغط الهواء فنجحت الفكرة، وصمم محركا قادرا على الدوران بواسطة ضغط الهواء دون الحاجة إلى الوقود.
وقال إنه ركب المحرك المطور على مجسم لشاحنة وزنها أربعة أطنان، وأضاف إليها آلة ضغط الهواء (كومبريسور) ثم قام بتشغيله بعد فتح تيار الهواء المضغوط عن طريق أنبوب موصول بالمحرك.
ويؤكد أن الشاحنة تحركت بفعل المحرك الهوائي الجديد عدة أمتار، لكن بسرعة بطيئة نظرا لعدم كفاية كميات الهواء المضغوط في آلة الضغط، مشيرا إلى أنها تعمل بالطاقة الكهربائية.
وذكر أنه بإمكان المحرك الجديد توفير الطاقة الكهربائية لآلة ضغط الهواء، "لكن ذلك بحاجة إلى أنواع خاصة من هذه الآلات بحيث يزيد إنتاجها عند الحاجة إلى زيادة سرعة المحرك والعكس أيضا".
وأبرز حسونة أنه واجه العديد من الصعوبات أثناء تحويل محرك يعمل بالديزل إلى آخر يعمل بالهواء، أهمها قلة الإمكانيات خاصة لتوفير آلة ضغط متطورة، وعدم وجود جهة تمول المشروع لتذليل العقبات الفنية التي تواجهه.
وتحفظ حسونة عن ذكر الإضافات أو التعديلات التي أجراها على محرك السولار بحيث أصبح يدور عن طريق ضغط الهواء "كون ذلك جزءا من براءة الاختراع"، لكنه يؤكد أنه ليس بالإمكان تحويل أي محرك يعمل بالوقود بحيث يصبح يدور بواسطة الهواء المضغوط.
بعد بيئي
ويعتبر حسونة المحرك الذي طوره صديقا للبيئة ولن يترك عليها تأثيرات سلبية كالتلوث مثلا، مؤكدا أنه لو تم تشغيل محرك الهواء في مكان مغلق بوجود عدد من الأشخاص، فإن تنفس الإنسان يؤثر سلبا على المحرك وليس العكس.
وأوضح أن الإنسان يأخذ الأوكسجين ويخرج ثاني أوكسيد الكربون، بينما يأخذ المحرك نفس تركيبة الهواء من المدخل ويخرجها ذاتها أثناء دورانه، مشيرا في نفس الوقت إلى أن المحرك الهوائي لا يحوي مواد قابلة للاشتعال كالسولار أو البنزين كما في المحركات العادية.
من جهته اعتبر مستشار الرئيس الفلسطيني لشؤون الاتصالات صبري صيدم الاختراع الجديد بمثابة "تأكيد على استمرار الشعب الفلسطيني في إبداعاته، فعندما يخوض الاحتلال معركته في الميدان لقهر إرادة الشعب الفلسطيني، يخوض هذا الشعب معركته في عالم العلم والمعرفة ليثبت نفسه على خريطة العالم بمزيد من الإصرار والإرادة".
توفير الطاقة
وشدد صيدم على أن الفكرة الجديدة من شأنها –إذا ما طبقت عالميا- أن تساهم في نجاح مفهوم البعد البيئي في إدارة المحركات وتشغيلها، كما توفر الطاقة التي يهدرها العالم بصورة كبيرة وتنعكس سلبيا على بيئتنا وواقعنا الصحي، وبالتالي يمكن الاستغناء عن المصادر المختلفة باهظة الثمن.
وأكد أنه يتابع شخصيا وبصورة متواصلة من خلال مؤسسة فلسطينية تهتم بالاختراعات فكرة حسونة، داعيا المخترع للانضمام إلى مسابقة "صنع في فلسطين" المخصصة للمخترعين الشباب والمنضوية ضمن مسابقة "صنع في العالم العربي" خلال العام القادم.
وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أن 76 اختراعا فلسطينيا قدمت للمسابقة هذا العام والتي سيتم إجراء تصفياتها في القاهرة خلال نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
الجزيرة نت