بداية ماي 2005 وهو نفس العام الذي انعقد فيه ملتقى ليهود قسنطينة في القدس المحتلة، تم فتح ملف تعويض يهود الجزائر رسميا من طرف عدد من الجماعات الممثلة لهم، ويقولون إنهم يمثلون عائلات نحو 120 ألف يهودي كانوا غادروا الجزائر بعد استقلالها سنة 1962
ويطالبون السلطات الجزائرية بتعويضهم عن الممتلكات التي تركوها وراءهم والتي قدروها بنحو 144 مليون دولار··
جاء ذلك في بيان نشره يهود الجزائر في موقعهم على شبكة الأنترنت (زلابية كوم) حيث دعوا السلطات الجزائرية إلى تعويضهم بسبب ما لحق بهم جراء مغادرتهم الجزائر مع قوافل المستعمرين خوفا من ثأر الجزائريين بعد وقوفهم ضد الثورة التحريرية واصطفافهم إلى جانب فرنسا·
وهدد يهود الجزائر بأنهم سيلجأون إلى استعمال الضغط الدولي على الحكومة الجزائرية للاعتراف بحقهم، مشيرين إلى مساعي الكنيست الإسرائيلي في حمل الدول العربية على تعويض اليهود العرب·
وتزامن ذلك مع موجة الزيارات التي قام بها الآلاف من قدماء المعمرين من الأقدام السوداء في إطار سياسة الانفتاح وإعادة تأسيس العلاقات بين الجزائر وفرنسا بعد الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الفرنسي جاك شيراك للجزائر سنة ,2003 وتداول أن هذه الوفود عادة ما تصطحب معها بعض اليهود الذين يحاولون تقييم الوضع الداخلي ويقومون بزيارة بعض المناطق التي كان يتواجد فيها اليهود·
مطالبة يهود الجزائر بالتعويضات تجسدت عمليا في 597 شكوى تقدم بها يهود ومعمرين فرنسيين مع جماعات من الحركى ضد الجزائر يطالبون فيها لجان حقوق الإنسان بالعمل على إلزام الجزائر بدفع تعويضات تقدر بـ 12 مليار يورو تقريبا تعويضا عما أسموه ''مصالح الفرنسيين المصادرة أملاكهم في الجزائر''·
والأملاك المزعومة تنقسم إلى ثلاث فئات: الأولى الممتلكات الفردية الخاصة لأشخاص معروفين، والثانية ممتلكات الطائفة اليهودية في هذه البلاد بشكل عام مثل: المعابد والمدارس و···غيرها· أما الثالثة فهي ممتلكات اليهود غير المعروفين أو الذين ماتوا، وهذه تعتبر اليهود أن ممتلكاتهم من حق اليهود بصفة عامة ولا يمكن التنازل عنها! وقد لوحظ أن الأوساط الصهيونية قد بدأت تمهد لحملة الابتزاز هذه بالحديث عن عمليات اضطهاد وضغوط تعرّض لها اليهود العرب في البلاد التي كانوا يعيشون فيها بحيث اضطروا للتخلي عن ممتلكاتهم أو بيعها بأثمان بخسة تستوجب - كما يروجون - الحصول على تعويضات أخرى غير الممتلكات· وقد اعترف الكونغرس اليهودي العالمي التي سوف تتولى ملف المطالبة بتعويضات اليهود بأن هذا الموضوع كان على جدول الأعمال اليهودي منذ هجرة اليهود لإسرائيل أو البلاد الأوروبية الأخرى، بيد أن الأحداث التاريخية هي التي تحكمت في تأجيل أو تسريع خطى الملف· فقد أدى نجاح الجهود الإسرائيلية في الحصول على تعويضات ليهود أوروبا للتركيز على ممتلكات يهود البلاد العربية· وقال: إن وفاة نسبة كبيرة من هؤلاء اليهود وطعن من بقي منهم في السن دفع لسرعة الحصول على شهادات حية منهم عن الممتلكات اليهودية في البلاد العربية·
وكانت الجالية اليهودية في الجزائر موزعة جغرافيا على 67 جماعة عبر التراب الوطني، و في 23 ديسمبر 1962 تأسست في باريس جمعية اليهود من أصول جزائرية احتضنها مقر المؤتمر اليهودي العالمي، وتقول الجمعية في وثيقة نشرتها مؤخرا ومتواجدة على موقعها بالأنترنت إنها أعدت ملفا كاملا عن ممتلكات اليهود في الجزائر وسلمتها في لقاء جمع مندوبين عنها لكاتب الدولة للشؤون الجزائرية في الحكومة الفرنسية في أفريل ,1963 وبلغ عدد يهود الجزائر الذين هاجروا إلى إسرائيل منذ تأسيسها 24067 يهودي، ويعتقد أن أكثر من 8000 يهودي لم يغادروا الجزائر بعد الاستقلال عام ,1962 وأنهم منذ أربعين عاما استطاعوا أن يصنعوا لأنفسهم ''كتلة''، وإن بقيت ذائبة ثقافيا واجتماعيا في المجتمع·
وفي الجزائر تقول الأرقام الرسمية في إسرائيل إن عدد اليهود في الجزائر حاليا نحو 50 يهوديا، يتجمعون في الجزائر العاصمة، بالإضافة إلى أعداد قليلة في مدينة وهران وقسنطينة والبليدة· يوجد معبد يهودي واحد في الجزائر العاصمة، ولكنه يعمل من دون حاخام، وتم تحويل المعابد الأخرى إلى مساجد في أنحاء متفرقة من الجزائر ·