الخصائص الميكانيكية لركل كرة القدم

[morsli abdelkarim]

الخصائص الميكانيكية لمهارة ركل كرة القدم


إن الأداء الفني لأي من المهارات الرياضية هو عبارة عن نظام حركي أو جملة حركية تتكون من العديد من المتغيرات البايوميكانيكية التي تعمل معا بتناسق وتوافق وثبات لوصول الحركة إلى المرحلة الآلية في الحركة (اتوماتيكية الأداء )كما يجب الإشارة إليه بأنه ليس بالسهولة الوصول إلى المرحلة العليا من الأداء الجيد والثبات الذي يمر بمراحل عديدة لتهذب وتصحح الأخطاء للوصول إلى البرنامج الحركي الجيد حتى في وجود الضغط للمنافس عندها يمكن القول ان المهارة جيدة . ومن تم الاقتصاد بالجهد المبذول للأداء الحركي الجيد مع ثبات نسبي للأداء تحت ظروف وجود المتغيرات المرتبطة بالأداء وان معرفة الأداء الفني لمهارة ركل الكرة والتي تعتبر من أكثر المهارات الفنية استخداما وأهمية في كرة القدم بل لو أراد الفريق ان يلعب كرة قدم حديثة علمية في استغلال حيازة الكرة ومن ثم تطبيق الأسس المهارية والخططية للفوز بالمباراة ففي كاس العالم (2010) في جنوب أفريقيا كانت نسبة (93% ) من الفرق الفائزة كانت هي الأكثر حيازة للكرة وكانت عدد التسديدات في البطولة (1774) تسديدة اوركلة باتجاه مرمى الفرق المنافسة وكان عدد التمريرات (46111) وإذا أردنا التحدث عن مهارة ركل الكرة يجب أن ندرس كينماتيكية وكينيكية الأداء .

- التركيب الكينماتيكي للحركة:
وتكون متمثلة بالعوامل المكانية والزمانية مثلاً في المسار الحركي لمركز كتلة الجسم العام وأجزائه وتعتمد على التحليل الكينماتيكي لمراحل الفعل الحركي فكل حركة يقوم بها اللاعب تتكون من السرعة –التعجيل- مركز كتلة الجسم العام أو أجزائه (القدم والجذع ووضعية الجسم ) وكذلك طيران الكرة والعوامل المؤثرة عليها منها حجم ونوعية الكرة أرضية الملعب ومكان ركل الكرة والسرعة الزاوية للرجل و...الخ.

- التركيب الكينتيكي للحركة:
وهذا يوضح العلاقة الفعلية بين أجزاء الجسم كسلسة حركية بعضها مع بعضها الآخر وعلاقتها مع القوة الخارجية(عمل القوى، الإيجابي والسلبي) الفعل المتبادل بين الجسم والارتكاز مع الكرة.
وإن الثبات في تنفيذ الأداء الفني يعد شرطاً مهماً أثناء اللعب للوصول إلى التفوق وتخطي العوائق والصعوبات أثناء أداء العمل الحركي ولاسيما في المرحلة الأساسية في مهارة ركل الكرة.
إن معرفة تلك القيم المحددة للأداء والتي يجب أن تكون واضحة وعلى قدر كبير من الإدراك لمدى أهميتها من المدربين واللاعبين حتى لو لم تتوفر على مستوى عالٍ ولكن لابد أن تتوفر على المستوى المحلي على الأقل لكي يتسنى لنا التدريب للمراحل الأساسية ووفقاً لتلك القيم وصولاً إلى أفضل أداء فني.
أن المميزات البايوميكانيكية التي تتميز بأداء اللاعب عند تحقيقه الهدف الميكانيكي الأساسي وهو وصول اللاعب إلى درجة عالية من معرفة المتغيرات البايوميكانيكية التي تؤثر بالحركة من حيث مسافة الاقتراب والتعجيل ومكان اتصال القدم بالكرة والسرعة الزاوية المستخدمة للرجل الراكلة ووضعية والجذع المناسبة لكل نوع من أنواع الركلات والتي تتناسب بها الدقة تناسبا طريا مع قوة وسرعة ركل الكرة وكذلك الشغل المنجز والاحتكاك ومقاومة الهواء ووزن الكرة وحتى نوعية الحذاء الذي يرتديه اللاعب والقوة الداخلية والخارجية … وغيرها تؤدي إلى رفع المستوى المهاري للاعب من حيث التكنيك وأداء هذه المهارة بشكل ألي وسريع والتي تتطور لدى اللاعب من خلال التدريب المكثف والمتواصل.
ان مهارة ركل الكرة تتم بفترة تحضيرية صغيرة واكبر حسب متطلبات الأداء او وجود اللاعب المنافس وتنفذ سواء كانت الكرة ثابتة او متحركة ولزيادة قوة الركلة يلجأ اللاعب إلى زيادة السرعة الزاوية للرجل الراكلة واختيار المكان المناسب لاتصال القدم بالكرة ومساحة اتصال القدم بالكرة وزمن اتصال القدم بالكرة ووضعية جسم اللاعب وبالتالي زيادة سرعته ويلجأ اللاعب إلى وضع رجل الاستناد ومكانها الى جانب الكرة أماما اوخلفا بحيث يكونان على مسافة مناسبة لغرض زيادة نصف قطر القصور الذاتي لأجزائها حول هذا محور الفخذ .
وفي مرحلة ركل الكرة يحدث تصادم بين قدم اللاعب والكرة بعد إن تسبقه سرعة كبيرة للرجل الراكلة في مفصل القدم والركبة والفخذ في القسم التحضيري للحركة ، وبعد هذا التصادم الذي يعتبر القسم الرئيسي لحركة ركل الكرة تنطلق الكرة إلى الزميل او داخل مرمى الفريق المنافس بسرعة معينة وبمسافة حسب القوة المبذولة في أثناء التصادم وتتم هذه العملية بشكل مرن ومتوافق من حيث زوايا العمل العضلي لحظة ركل الكرة إذ ترجع قوة ركل الكرة إلى ما تتميز به الرجل الراكلة من قوة عضلية وسرعة حركية زاوية عالية وإما المسار الذي تتميز الكرة به وشكل الركلة وقوتها فأما إن يكون مسار الكرة مستقيما وهذا يحدث عندما يتم ركل الكرة في مركزها وأما إن يكون دائريا وهذا يحدث عند ركل الكرة أعلى أو أسفل المركز وتأخذ الكرة بعد عملية الركل شكلها النهائي ومكانها في ملعب المنافس ويعتمد شكل الكرة على قوة الضربة فكلما كانت القوة كبيرة كلما أزداد تغير حجم الكرة وشكلها وزاوية طيرانها.

إن ركل الكرة يتأثر بالعوامل التالية
أ‌. مرجحة الرجل الراكلة.
ب. وزن الكرة والقوة المستخدمة في الركل .
ج. الزخم الكلي للجسم وزمن اتصال القدم بالكرة.
د. زاوية انطلاق الكرة مكان اتصال القدم بالكرة والمساحة المعرضة للركل .
هـ. الجاذبية الأرضية نوعية الحذاء المستخدم مكان اتصال القدم بالكرة ونوعية الجلد المستخدم في صناعة الكرة.… وغيرها.

والتي تؤثر وبشكل فعلي على مسار للكرة وعلى أداء اللعبة، وأن التحليل الحركي هو احد العلوم التي تساهم وبشكل دقيق لمعرفة تفاصيل الجسم وحركاته وتطورها وبحاجة أيضا إلى إيجاد الدراسات البايوميكانيكية للحركات الرياضية المختلفة. وان الدراسات العلمية لها تأثير فعال في الأداء الحركي من خلال تحليل الظواهر المؤثرة في الحركة ودراستها. ونتيجة للتطور العلمي والتكنولوجي الكبير ساهم في تطوير الأداء المهاري حيث عمدت الدول المتقدمة إلى استحداث أساليب مهارية حديثة في مجابهة الفريق المنافس ,لقناعتها إن هذه الأساليب المهارية لأتقل أهمية عن اللياقة البدنية التي يجب إن تتقن بدرجة كبيرة وعالية لكي تسهل على اللاعب أو الفريق معرفة الجوانب الخططية سواء كانت هجومية أو دفاعية ,وهذا التطور المهاري جاء عن طريق استخدام الطرق العلمية الحديثة في القياس وتحليل الأداء الفني الذي يؤديه اللاعبون خلال مدة التدريب ,حيث تم استحداث الأجهزة الحديثة في التصوير, وكذلك جهاز الكمبيوتر الذي أصبح له أهمية كبيرة في عملية تحليل الأداء المهاري للاعبين. كما إن التطور الكبير للأداء المهاري لوحدة من مهاراة ركل الكرة في الركلات الحرة المباشرة وعير المباشرة والقوسية منها والتي تتخذ مسارا مقوسا على شكل قوس او متموجا للأعلى او الأسفل والكرات المرتدة التي يصعب على حارس المرمى السيطرة عليها عند ارتطامها في الأرض وخاصة كرة القدم التي استخدمت في بطولة كاس العالم 2010 ويشير المستوى المهاري للفريق في لعبة كرة القدم إلى حالة اللاعب في مدى تقدم الأداء المهاري سواء الأداء الفردي أو الأداء الجماعي للفريق ,والإتقان التام للمهارات الحركية يعتبر الهدف النهائي لعملية الإعداد المهاري والذي يتأسس عليه الوصول لأعلى المستويات الرياضية.

المصدر:
- أياد عبدالرحمن: التحليل الكينماتيكي للركلات الحرة المباشرة بكرة القدم، رسالة ماجستير، جامعة بغداد كلية التربية الرياضية، 1998.