الكرم ليس محصورا في الأكل و الشرب و إنما يكون في مواقف يتبناها المرء , نعم الإطعام سخاء لكن الاقتصار عليه و الجبن عن مواقف النصرة بخل من نوع خاص !
قال الحطيئة و هو من أهجى الناس :
دع المكارم لا ترحل لبغيتها ***** واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
فكاد الزبرقان-وهو المقصود بالبيت - أن يموت كمدا وقهرا من شدة هذا البيت فذهب لعمر
بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يشكوه فطلب عمرُ حسان بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ وسأله
عن القصيدة وقال هل هجا الحطئية الزبرقان ؟
فقال حسان : لا ، بل سَلَحَ عليه ( أي ذمه ذما شديدا , أي بال عليه )
لأن كون الرجل يتخلف عن مواقف النصرة و يغطي ذلك بالإطعام عنه , فيه نوعُ بخل و لؤم !