ظل سجن حلب محاصرا أكثر من عام ونيف ، وظل الأبطال من حراسه يقاومون الجماعات التكفيرية القادمة من حدود تركيا تحاصر هذا المكان الذي شهد أعظم ملحمة يخطها الجيش والإنسان السوري في وجه الهمجية الوهابإخوانية ، إن ما أدهشني وأدهش العالم برمته معدن الإنسان السوري الأصيل ،عندما يتحول من حكم عليهم بالسجن لقيامهم بأعمال خارج القانون إلى مقاتلين في سبيل الوطن ، هذه اليقظة الفطرية في الإنسان العربي عموما والإنسان السوري خصوصا عبر عليها من حمل السلاح من مساجين دفاعا على بلدهم وقد رأوا الكلاب الضالة من كل حدب وصوب تغزو بلادهم الطيب ، لحظة تاريخية فارقة تظهر لك معدن الرجال ومعادن الناس ، أناس كانوا يعيشون في الخارج في الأقطار العربية والأجنبية وفي داخل سوريا يتأمرون على بلادهم من أجل حفنة من الدولارات رغم أن البعض منهم كان له مكانة اجتماعية وسياسية وفكرية كبيرة ورغم ذلك يأخذه بريق الشعارات الزائفة من ديمقراطية وحرية ... رغم كونه كان يعيش أشكالا منها وإن لم تكن على الطريقة الأمريكية المعولمة ، وآخر مقيد أخطأ في حق بلده بجرم جنائي فيستيقظ فيه ذلك الإنسان الطيب الشجاع الأمين على وطنه في لحظة فطرية إنسانية لا نجدها إلا عند هؤلاء وأمثالهم ، وبفضلهم صمد سجن حلب ولم يسقط رغم همجية الهجوم عليه وطول الفترة التي تم فيها هذا الحصار ، إن رجالا كهؤلاء وغيرهم كما هو الحال للجنود في أم قصر الذين وعلى رغم قلتهم وعتادهم أبطؤا تقدم الأمريكيين عندما هموا بغزو العراق أسبوعين متتاليين إن هؤلاء الرجال في أمتنا العربية المجيدة يعطي بارقة أمل كبيرة أن بلداننا بخير وأن نصر أمتنا العربية قريب وأن من أراد أن يجعل من شعوبنا مجرد عبيد خاضعين للأمريكان والصهاينة قد خاب مسعاهم وقد خسروا خسرانا مبينا .
بقلم : الزمزوم .